حلب ستصبح «سراييفو سوريا»… وهي عار أمريكا ومقبرة معتقداتها العظيمة

                                            

                             إبراهيم درويش

حلب ستصبح «سراييفو سوريا»… وهي عار أمريكا ومقبرة معتقداتها العظيمة وهجمات باريس قربت من وجهتي النظر الأمريكية والروسية المتعلقة ببقاء الأسد

كيف خان أوباما المعارضة السورية ولماذا تماهت السياسة الأمريكية مع سياسة روسيا بوتين؟

لندن ـ «القدس العربي»: قالت المعارضة السورية إنها تعول على دعم الدول العربية التي تعهدت بنشر قوات برية في سوريا. ونقل مارتن شولوف، مراسل صحيفة «الغارديان» عن ممثلين لها في مدينة غازي عينتاب جنوب تركيا إنهم لا يستطيعون مواجهة المعركة الحاسمة في حلب بدون أسلحة وإمدادات تماثل ما تحصل عليه قوات النظام السوري من روسيا وإيران.
وأشار شولوف إلى تعهد كل من السعودية والبحرين والإمارات إرسال قوات برية مع أنها لم تقدم تفاصيل حول طبيعة الالتزام العسكري. وجاء الإعلان مع موجة جديدة من الرحيل من المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون في حلب، وبعد ثلاثة أعوام من سقوط الجزء الشرقي بأيديهم.
وتحولت المدينة التي تعتبر ثاني كبرى المدن السورية وأهمها إلى نقطة محورية للحرب تتصارع فيها إرادات دول إقليمية وجماعات محلية. فمن جهة النظام هناك حزب الله والميليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان وكلها يوجهها الحرس الثوري الإيراني وفي الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الروسية بدك المدينة من الجو. وفي حلب الشرقية التي تحولت لأنقاض وصارت مقفرة من سكانها يقول المقاتلون إنهم تحصنوا في خنادقهم تحسباً للمعركة القادمة. وقال بهاء الحلبي وهو مقاتل من حلب إن القوات المؤيدة للأسد لا تبعد سوى 6 أميال عن المناطق.
ويقول «تشن الغارات الجوية في كل دقيقة وتستهدف المدنيين مثل الهجوم اليوم على الطريق الرئيسي والتي قتل فيها 15 شخصا». وقال إن تعزيزات من الجيش السوري الحر في طريقها للمساعدة من حماة وإدلب لكن لا يوجد ما يكفي من صواريخ تي أو دبليو المضادة للدبابات وإمداداتنا ليست على المستوى الجيد».
الرحيل نحو الحدود
وأشار كاتب التقرير إلى أن آلافا من اللاجئين السوريين واصلوا تدفقهم ونصبوا خياماً بين سهول الزيتون قرب بلدة أعزاز القريبة.
ونقل الكاتب عن عبد القادر 25 عاماً من بلدة أعزاز قوله «كل البلدات الصغيرة في الريف الشمالي أصبحت فارغة. والناس يختبئون تحت الأشجار وينامون على ظهور الشاحنات..».
وقال إنه «لا يوجد الكثير من الطعام وزادت أسعار المواد الغذائية والوقود. وكان الناس يحضرون الطعام من تركيا وأصبح الآن مستحيلاً. والمساجد مليئة على الحدود ويحاولون العثور على طرق لعبور الحدود ولا يوجد في المستشفيات سوى طبيب أو طبيبين».
ونقل عن أم يوسف 18 عاماً قولها «حاولت عبور الحدود قبل أربعة أيام مع ابني البالغ من العمرعاماً بعد زيادة الغارات الجوية الروسية، ولم استطع . وكان الأتراك يطلقون النار علينا عندما اقتربنا من الحدود..». ونقل مواطنان من بلدة تل رفعت قولهما إن القوات الموالية للنظام بدأت تتجه نحو البلدة من الجنوب وتقترب من الحدود التركية. ويقول أحمد المحمد «هربت من بلدتي إلى الحدود قبل خمسة أيام بسبب القصف الروسي المكثف ولا يبعدون سوى 3 كيلومترات عن البلدة. ونشعر بالخوف. ولو سيطروا على تل رفعت فسيقتلون المدنيين». وتحدث عن الوضع الصعب الذي يعيشه اللاجئون.
لا حل سياسي
ويعتقد إيان بلاك في «الغارديان» أن الحرب السورية تدخل مرحلة حرجة في ظل تدفق اللاجئين من حلب نحو الحدود التركية والغارات الجوية التي يقوم بها الروس الذي يحاولون دعم نظام بشار الأسد استعادة المناطق التي خسرها خلال السنوات الماضية في شمال البلاد. وأشار بلاك لحالة الغضب والقلق التي بدت في تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في لقائها مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يوم الإثنين.
ويرى أن العنف المتزايد في سوريا كان سبباً في نهاية محادثات السلام التي لم تعمر طويلاً في جنيف.
ويرى أن اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في ميونيخ نهاية الأسبوع الحالي سيكون آخر فرصة لتحقيق تسوية سلمية في سوريا. ولكنه يعتقد أن حرف ميزان الحرب لصالح الأسد بعد التدخل الروسي في أيلول/سبتمبر عزز حس التحدي لدى النظام في دمشق فيما أصبحت المعارضة في موقف ضعيف لا يمكنها الضعط أو المطالبة بتنازلات.
وفي الوضع الذي يتطوربشكل مستمر فالتركيز على الجبهة الشمالية يحرف الانتباه عن الأزمة في درعا والمناطق الجنوبية.
وبحسب إميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية فقد أصبح المسار بالنسبة للمعارضة ينحدر للأسفل والمنزلق أصبح أكثر انحدارا».
وأشار بلاك إلى أن المعارضة «تشم» رائحة خيانة. ويتعرض وزير الخارجية جون كيري لهجوم مستمر لتأكيده على أن المفاوضات هي الحل الوحيد للأزمة في الوقت الذي همش فيه المسألة الرئيسية المتعلقة بمستقبل الأسد، أي تبن للموقف الروسـي. وينقل بلاك عن ريم التركماني، الناشطة السورية قولها «يشعر الناس على الأرض أن القصف الروسي يحدث بموافقة أمريكية ولهذا يشعرون بالخيانة وهذه كارثة كبيرة». ويقولون «هل يفعل الروس ما يفعلونه لو لم يوافق الأمريكيون؟ ويشعرون بحس الفقدان والهجران». ويشعر السوريون من تراجع الدعم للمعارضة الرئيسية ويزيد من ناحية الجماعات المتشددة مثل جبهة النصرة – الفصيل الموالي لتنظيم القاعدة في سوريا.
ويقلل الكاتب من إمكانية التوصل لحل سياسي سريع حتى بمساعدة الروس للنظام السوري الذي تقاتل قواته فوق طاقتها.
ومن المتوقع قيام السعوديين والأتراك بزيادة دعمهم للمقاتلين السوريين ولكن بدون إغضاب الأمريكيين الذين يرفضون تزويد المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات.
وبحسب جوليان بارنز- ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية « أظن أن النظام يحاول التقدم لمستوى كاف يمكنه من إملاء شروط التسوية السياسية وليس تحقيق نصر حاسم».
خيانة
وفي هذا السياق كتب إميل هوكاييم مقالاً حول «خيانة» أوباما للمعارضة السورية. في مقاله الذي نشرته مجلة «فورين بوليسي» قبل أيام. وقارن الباحث بين واقعين في الحالة السورية: شباط/فبراير 2015 وشباط/فبراير 2016، ففي العام الماضي خسر النظام إدلب ومناطق في حلب ووصل جيش الفتح إلى اللاذقية بشكل دفع بشار الأسد طلب التدخل الروسي. وفي الأيام الاخيرة أثمرالقصف الروسي وحرف الميزان لصالح الأسد.
وجاء الإنجاز الروسي رغم توقعات الغرب أن موسكو لن تستمر في الحرب وستسقط في «مستنقع» النزاع السوري.
ويرى هوكاييم أن سقوط حلب بيد النظام سيكون نكسة كبيرة للمعارضة السورية. ويقول الكاتب إن روسيا لعبت بطريقة جيدة، فقد أقنعت الأردن بتخفيف دعمه للمعارضة الجنوبية، وأدى إسقاط الأتراك للطائرة الروسية لتداعيات سلبية.
وفي الوقت نفسه تقربت روسيا من الأكراد حلفاء الولايات المتحدة وتوصلت لتفاهم مع إسرائيل. وفي داخل سوريا ركز القصف الروسي على الجماعات المعارضة للنظام وتركت تنظيم «الدولة» للأمريكيين. وكان الهدف هو إجبار العالم على الاختيار بين النظام وتنظيم «الدولة» بعد سحق أي معارضة للإثنين، معتدلة أم إسلامية.
وتحدث هوكاييم عن الضغوط التي تعرضت لها المعارضة في دمشق وحمص وحماة ودرعا واللاذقية وأخيراً حلب التي تمثل الخسائر فيها النكسة الكبرى للمعارضة، فلو نجح النظام في حلب فستكون إدلب الهدف المقبل له. وسيؤدي حصار حلب إلى كارثة إنسانية مثل الذي يجري في بلدة مضايا. وستزيد الساحة تعقيداً حالة استفاد الأكراد وتقدموا في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.
وسيثير قلق تركيا التي كانت تأمل بإقامة منطقة عازلة في هذه المنطقة حيث حاولت في الصيف الضغط على جبهة النصرة الإنضمام لحلفائها داخل سوريا. ولكن إدارة أوباما تركت تركيا معلقة حتى لم يعد هناك مجال لتطبيق فكرة المنطقة العازلة.
قرار مؤلم
وتواجه تركيا اليوم قراراً مؤلماً: الوقوف موقف المتفرج وعدم فعل شيء أو التوغل داخل الأراضي. وعليه فالأتراك ومعهم السعوديون أمامهم خيارات قليلة. ولاحظ الكاتب أن التطورات الميدانية حدثت في وقت كانت تتكاثف فيه الجهود الدبلوماسية والتي تعتمد في إطارها على التعاون الأمريكي- الروسي.
ويرى الكاتب هنا أن روسيا وإن كانت لديها تحفظات على الأسد فهي تتعلق بالأداء لا الشرعية، فبدون نظامه في دمشق لم يكن الروس ليتدخلوا في سوريا.
ومقابل الموقف الروسي في سوريا. هناك حالة إفلاس أمريكية. فقد أثبت الروس كل توقعات الأمريكيين عن «المستنقع» السوري وبل وتراجعت للروس في مسألة بقاء الأسد.
وبدا واضحاً في التحضيرات لمؤتمر جنيف حيث وضعت أمريكا ضغوطاً على المعارضة السورية أكثر من الضغط على الروس علاوة على نظام الأسد. وفي الوقت الذي يصعد فيه الروس عسكرياً ودبلوماسياً تقوم إدارة أوباما بالتخفيف. وقد أثر هذا المدخل على وضع المعارضة والإمدادات لمقاتليها في الجنوب والشمال. كل هذا أدى لشعور بالخيانة داخل صفوف المقاتلين.
ويقول الكاتب إن إدارة أوباما وخيانتها للمعارضة سيؤثران على محادثات السلام خاصة ان الجميع في المعارضة مقتنعون بأن الإدارة الأمريكية لن تغير موقفها فيما تبقى لها من وقت. والحقيقة أن الإدارة تتعامل مع الأمر الواقع الآن، والتغير في الموقف من مسألة بقاء الأسد تنسجم مع التفكير الجديد لدى مسؤولي البيت الأبيض.
الموقف الأمريكي
وبحسب غاريث بورتر في «موقع ميدل إيست آي» في لندن فتغير الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية بدا واضحاً في مواقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجانب الروسي. وقال إن التطورات الأخيرة في سوريا جلبت معها تطوراً مقابلاً وهو تحول في سياسة أوباما السورية.
وأضاف بورتر أن التدخل العسكري الروسي قلب الميزان العسكري رأساً على عقب بشكل قاد لتراجع الولايات المتحدة عن «ثيمتها» الداعية لخروج الأسد من السلطة.
ويفسر الكاتب التحول في سياسة أوباما كغيره من قرارت السياسة المتعلقة بالشرق الأوسط باعتباره رداً على الأحداث الخارجية التي تفرضها الاعتبارات المحلية. فقد كان رد إدارة أوباما على التدخل الروسي العام الماضي هو انتظار فشله.
وتطور الموقف بعد أسابيع حيث أصبح الرد الأمريكي يتمحور حول فكرة أن التدخل الروسي يهدف لتقوية موقف النظام السوري وليس هزيمة تنظيم «الدولة» وأنه سيفشل. وكانت الإدارة على ما يبدو مصرة على استجابة روسيا لمطالبها والدول المتحالفة معها المتعلقة برحيل الأسد.
لكن العامل المحوري في تغير موقف إدارة أوباما كان هجوم تنظيم «الدولة» على باريس والذي لفت انتباه الأوروبيين والأمريكيين للمخاطر التي يشكلها تنظيم «الدولة» والحاجة للتعاون مع روسيا لمواجهته.
هذا التحول أدى لتقوية مواقف أطراف داخل الإدارة الأمريكية، خاصة هيئة الأركان المشتركة والسي آي إيه الذين لم يدعموا السياسة الأمريكية الراغبة بتغيير النظام في المقام الأول.
ويرى بورتر أن تأثير هجمات باريس تعزز بالمكاسب المهمة التي حققها الجيش السوري في اللاذقية وحماة وبلدة سلمى في محافظة اللاذقية والتي كانت خاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» منذ عام 2012 وبلدة الشيخ مسكين التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون للأسد منذ عام 2014 مما أدى إلى استعادة الطريق السريع درعا- دمشق. ومن هنا عندما اجتمع كيري مع رئيس وفد المعارضة السورية رياض حجاب في الرياض في 23 كانون الثاني/يناير كان واضحاً لإدارة الرئيس أوباما أن الموقف العسكري لنظام الأسد أصبح قوياً وأن المعارضة باتت ضعيفة.
وفي الحقيقة باتت الفرصة لتحقيق انتصار حاسم ممكنة في ضوء الإستراتيجية الروسية ـ السورية لقطع خطوط الإمداد عن جبهة النصرة. ويعلق الكاتب هنا أن المعارضة السورية وداعميها عبروا عن صدمتهم من التحول في سياسة أوباما.
ولكن يجب أن لا يندهشوا كما يقول. لأن سياسة الرئيس باراك أوباما السابقة والمتعلقة بسوريا قامت في جزء منها على الفرصة السياسية المحبذة. وكما وصفتها مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» ليز سلاي فقد كانت السياسة تقوم على «وضع ضغط كاف على قوات الأسد لإقناعه بتقديم تنازلات لكن ليس بدرجة تدفع نظامه للإنهيار السريع».
وبحسب الكاتب فالفرصة التي رأتها الولايات المتحدة نابعة من أن العمليات السرية التي قامت بها عام 2013 لتدريب وتسليح المعارضة «المعتدلة» وتزويدها بصواريخ مضادة للدبابات ومن الترسانة السعودية أدت لتقوية «جبهة النصرة» والجماعات المتحالفة معها. وفي ضوء المستوى العسكري الجديد باتت إدارة أوباما تعترف بأن الإستراتيجية السابقة لم تعد مهمة.
وحلت محلها استراتيجية جديدة انتهازية الطابع كما يقول. والفكرة الحالية تقوم على الإستفادة من المصالح الإستراتيجية الأمريكية- الروسية المشتركة وهي محاربة تنظيم «الدولة» والتقليل من هدف تغيير النظام.
ولاحظ الكاتب أن الموقف الأمريكي بات يقترب من الروس فهما يدعمان القوى نفسها التي تحارب التنظيم في سوريا وهي قوات الحماية الشعبية والذي يسيطر على مناطق قرب الحدود السورية مع تركيا. ولكن الحماية الشعبية قاتلت ضد «جبهة النصرة» والجماعات المتحالفة معها ولم تخف دعمها للحملة العسكرية الروسية ضد هذه القوى. كما تعاونت الحماية الشعبية وبشكل نشط مع جيش النظام وحزب الله في شمال محافظة حلب. وتعتبر الحماية الشعبية حليفاً مهماً للولايات المتحدة ولكنها مهمة للتحالف الروسي- السوري ضد جبهة النصرة.
ويقول بورتر إن إدارة أوباما لم تعد تعول على تحول الميزان العسكري لصالح المعارضة ضد النظام كي يقدم بناء عليها تنازلات. ولا يعرف إن كان النجاح العسكري سيكون كافياً بدرجة حاسمة ليترجم إلى حل للنزاع.
خجل أمريكا في سوريا
ولا يخفى أن الموقف الجديد كشف عن عورة الإدارة وأدى بالكاتب روجر كوهين للقول في صحيفة «نيويورك تايمز» إن المثير للقلق هو أن سياسة بوتين في سوريا لم تعد تختلف عن سياسة أوباما. فالأول يريد محاصرة المعارضة في حلب ودفع آلاف المدنيين للهروب وتقوية موقع النظام واستخدام محادثات جنيف كغطاء لتغيير الواقع على الأرض ودفع المعارضة للإستسلام.
ويكتب كوهين «بالتأكيد فلا تزال إدارة أوباما تقدم كلاما شفويا لفكرة أن الأسد هو جزء من المشكلة وليس الحل. فقد أكدت أمريكا أن الأسد لو بقي في السلطة ضمن عملية انتقالية فلن يستطيع النجاة أبعد من هذا». ويظل هذا كلاماً لأن من يصنع «الجو» في سوريا هو بوتين في ظل ما يراه الكاتب غياب التزام أمريكي تجاه المعارضة.
وقال إن محاصرة حلب سيحولها إلى سراييفو سوريا. ويقول إن مأساة المدينة تفضح عن نزوات بوتين وقسوة الأسد في ظل سياسة ضعيفة ولا هدف لها مارستها إدارة أوباما خلال السنوات الخمس الماضية.
واتهم الكاتب الإدارة بالتخفي وراء فكرة أن سوريا ليست مهمة للأمن القومي الأمريكي وأن مشاركة قليلة أفضل من التورط العسكري الشامل خاصة أن القوى المحلية لا يمكن الوثوق بها وأن أمريكا لا يمكنها تشكيل نتيجة الحرب وأن الرأي العام والكونغرس ضد فكرة التورط العسكري علاوة على غياب المبرر القانوني لإنشاء ممرات آمنة وغير ذلك من الكلام.
وقال إن هذا الكلام المخادع والضعيف هو الذي أدى لتماهي سياسة أوباما مع سياسة بوتين في سوريا.
وقال الكاتب إن هجمات باريس وسان برينادينو هي نتاج تردد أوباما. والتردد وراء غياب الإستراتيجية الأوروبية لوقف موجات اللاجئين. وكما يقول دبلوماسي أوروبي «تحولت أزمة سوريا إلى أزمة أوروبية» و»لكن الرئيس ليس مهتما بأوروبا».
ويرى الكاتب أن سوريا أصبحت «عار إدارة أوباما وهزيمة باتجاهات ستؤثر على إنجازات الرئيس الداخلية».
ويعتقد أن قرار الرئيس عام 2013 عدم مواصلة تهديده للأسد عندما اجتاز الخط الأحمر واستخدم السلاح الكيميائي كان لحظة مهمة أضعف مصداقية أمريكا وأغضب حلفاءها في الخليج وعزز من موقف الأسد من خلال تجنيبه العقاب وفتح المجال أمام بوتين لتقرير مصير سوريا.
وأصبحت سياسة بوتين هي سياسة أمريكا لأن الولايات المتحدة لم تقدم بديلاً جاداً. وذكر بما كتبه تي أس إليوت عام 1938 بعد ميونيخ «لا نستطيع مطابقة معتقد بمعتقد وليست لدينا فكرة إن كنا نستطيع مقابلة أو مواجهة الأفكار التي تواجهنا». وأصبحت سوريا هي مقبرة الإيمان الأمريكي.
إبراهيم درويش

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

923 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع