الفيلم المكسيكي "علاقات غرامية قذرة"(٢٠٠٠)

                                   

                       مهند النابلسي

            
 دوامات الحب المظلمة!

البداية الابداعية للمخرج "أليخاندرو غونزالس اينياريتو"
يدير هذا المخرج الفذ، صاحب تحفة "بيردمان" (الرجل الطائر2014) الحائز على العديد من الجوائز العالمية، يدير بأول أفلامه الروائية هنا مجموعة كبيرة من الممثلين المبتدئين، ليقدم  تحفة سينمائية روائية متشابكة، وليحوز على أداء تمثيلي رفيع طوال ساعتين ونصف الساعة بفضل ادارته الذكية للممثلين، دون أن يشعرنا بالملل، بفضل اسلوبه الاخراجي البارع والشيق المبني على التداخل  والتناغم وقطع المشاهد  في الوقت المناسب، وليجعلك بحالة فضول مستمرة لمتابعة قصصه الثلاث الجذابة المثيرة في انجاز سينمائي رفيع من "الكلاسيكية الجديدة".
يتحدث الشريط عن اوكتافيو (غايل غارثيا برنال) الشاب الجذاب العاطل عن العمل، الذي يعيش في حي فقير بائس ويهيم حبا بسوزانا (فانيسا بوش)، زوجة أخيه المتسلط راميرو (ماركو بيريز)، ثم يتحدث عن دانيال (ألفارو غيريرو) رئيس التحرير الناجح المغرور الذي تخلى عن زوجته وأطفاله ليعيش في شقة فارهة باذخة مع عارضة الأزياء "المتطلبة والسخيفة والمتوترة" فاليريا مايا (غويا توليدو)...أما ال شيفو (اميليو ايشيناريا) فهو سجين سابق تحول الى قاتل مأجور، وقد تلقى مبلغا مجزيا من المال لاقدامه على اغتيال رجل أعمال ثري مزعج مشهور بمغامراته النسائية المتعددة، وقد وقعت في هواه شابة جميلة يقيم معها علاقة سرية!
تعكس قصص هذا الشريط الشيق (فلسفيا) قسوة السلوك الانساني تجاه الحيوانات (ممثلة بالكلاب)، وتدور الثيمة الأساسية هنا حول موضوع "الاخلاص" تجاه  الكلاب تحديدا كصديق أزلي وفي للبشر، وتظهر العلاقة مع هذه الكائنات كحالة رمزية متضاربة مع أنماط "الخيانة الزوجية"، ونرى كيف تفقد العشيقة المفضلة حظوتها فجاة بعد تعرضها للجروح والتشوهات التي أفقدتها جمالها الفاتن...
تتداخل هذه القصص الثلاث بفيلم "علاقات غرامية قذرة" وتجري أحداثها بالقلب النابض المتقلب للعاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، ويمتعنا المخرج بهذه الأحداث باسلوب سينمائي مترابط وانسيابي وصادم، وهو يبشر بباكورة أفلامه بميلاد عبقرية سينمائية رفيعة تضاهي ربما قامات المخرجين العالمين الكبار، وبدون أن يرهقنا بالرسائل والحكم، فهو يقول ببساطة هذه هي الحياة داخل "مكسيكو سيتي"، وقد تملك كافة أدوات السرد السينمائي المدهش!
حصل هذا الشريط على اجماع النقاد بنسبة 92%، كما حصد أربعة جوائز عالمية من بينها جائزة اسبوع النقاد العالميين لمهرجان كان للعام 2000، كما تم اعتماده كواحد من احسن 500 عمل سينمائي خالد (بترتيب 492).
مهند النابلسي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1166 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع