الأزمة التركية ...الماضي و الحاضر

                                                    

                            أعياد المحمدي

شتكت وتشاكت تركيا كثيراً بعد نهاية الحرب العالمية الاولى بان الموصل هي حدود الدولة العثمانية الرسمية وقد تم اقتطاع الموصل منها زوراً وبهتانا مما حدى عصبة الأمم المتحدة للشروع في آذار عام 1934 لأجراء استفتاء شعبي لأبناء الموصل يحددون بموجبه مصيرهم وانتماءهم ووجهتهم النهائية.

حينها كان رئيس الحكومة هو الباشا نوري السعيد والذي كانت تربطه عداوة شديدة وكراهية مقيتة مع ياسين الهاشمي (( من اجداد طارق الهاشمي)) وكان الباشا يعرف جيداً تقدير واحترام أهل الموصل للسيد ياسين الهاشمي...
ركب الباشا نوري السعيد سيارته الشخصية وتوجه الى بيت الهاشمي الذي استقبله مصافحا وطالبا منه الدخول لتناول الشاي فبادر الباشا بالقول:- عزيزي ابو طه لنترك كل خلافاتنا جانباً وارجوك ان تساعدني في التهيؤ والتمهيد للاستفتاء في الموصل ...انه العوراق يا ابو طه وهو اكبر مني ومنك واكبر من اهلي واهلك
فأنتخى السيد ياسين الهاشمي وخاطب الباشا قائلاً:- ابشر ابو صباح غداً أصلي الفجر واذهب للموصل. ..
وبالفعل مع خيوط الفجر كانت سيارة ياسين الهاشمي تمخر عباب الطريق تجد السير مسرعة بأتجاه الموصل التي بقي فيها لأكثر من ثلاثة اشهر زار فيها كل القصبات والقرى والمدن والعوائل الموصلية برفقة شيوخها
فكان الاستفتاء وتكون النتيجة ساحقة بأنضمام الموصل الى العراق وليعود بعدها ياسين الهاشمي عائداً الى اهله في بغداد....
سافر قبل الاستفتاء وعاد بعده ناجحاً في مهمته دون ان يساوم او يفاوض الباشا نوري السعيد على منصب او مال او نصرة مذهب او مكون على حساب اخر فهل يتعلم الساسة الجدد من هذا الدرس...

وفي الوقت الحاضر وتحديدا في عام 2009 زار احمد داوود اغلو العراق وكان حينها وزيرا للخارجية التركية وطلب زيارة مدينة الموصل وكان برفقته محافظ ورئيس واعضاء مجلس المحافظة والكثير من الوجهاء وبحماية الامريكان حينها قال كلام مؤثورا نصه:-
في يوم من الأيام دخل اجدادنا هذه المدينة بالخيول والعربات وسيأتي اليوم الذي سندخلها بعرباتنا الحديثة ...
ولم يرده او يرد عليه شخص عربي شيعي او سني او كردي او تركماني او مسيحي
ناهيك عن الأزمة التركية الحالية التي بينت الانقسام الكبير بين سياسي العراق بين مؤيد ومعارض وبدوافع مذهبية وقومية وعرقية ولكي لا أطيل بالكتابة عن هذه الأزمة فأنتم من الشواهد عليها...

ملاحظة:
كتبت كلمة العوراق ليس خطأ املائيا بل كان هكذا يلفظها الباشا نوري السعيد وعندما سألوه لماذا تلفظها هكذا فأجاب اني لن اقبل ان أكسر عين العوراق فأقول العراق...
رحم الله كل من ساهم ببناء ورفعة وازدهار العوراق

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

980 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع