المعانى الكبيرة التى عبر عنها بابا الفاتيكان فى خطابه الاخير

                                           

                          فلاح ميرزا محمود

التغيرفى المواقف الدولية بحاجة الى وقفة من الذين يراقبون الاحداث رغم محاولات الضغط الاعلامى الممنهج من الاجهزة الامريكية التى ارادت طمس الحقائق التى شهدتها المجتمعات

والتى ابتعدت مضطرة عن عدم التدخل بما يجرى فى العالم ولكنها باتت تتفاعل مع التطورات الدراماتكية وصحوة الضميرالذى عبر عن نفسه فى ارقى المعانى اصلاحا للانسان بمفاهيم وقيم الرسالات التى ارسلها الخالق الى اصدق الخلق وهم صفوة الانبياء والتابعين ورجال الدين الذين اصدق من يتولى التبشير بها ومايتحسس به  الاحرار منهم الذين استمدوا من رسالتهم الدينية الوسيلة والغاية ليتمكنوا من خدمة البشرية بوسائلها الاخلاقية وبمصادرها المختلفة واصولها المتعددة التى لها من التاثير الواضح  على كثير من السياسين ومن خلالهم المجتمعات وتدريجيا افرزت السياسات التى جاء بها المحللين مكوناتها الدينيةوالقيمية وكذلك تأثرت بها التيارات الفكرية السائدة فى المجتمعات وتم تحويلها من اطارها الفكرى الى الواقع الفعلى ولم تكن السياسات التى تمسك بها الاقوام عبر التاريخ بمعزل عن التاثر بابعادها وخصوصا البلدان الاوروبية والامريكية رغم انها اتخذت طابعا علمانيا نتيجة تمازج الافكار التى حملها المهاجرون اليها بين الديانة اليهودية والمسيحية وتدريجيا اكتسبت النصوص والتنبئوات التوراتية والتى اول حمل لوئها الرؤوساء الامريكان وعملوا على التبشير بها على انها حقائق  بينما لايزال الخوف على الدين و التخوف منه بين ان ينظراليه من خلال السلوكيات والمواقف وبين رغبة التخلص منه وسحبه من الواقع , اسئلة محيرة لازالت بحاجة الى اجوبة ؟ ولكن واقع الحال يضعنا امام قضايا التحرير الحقيقى للذات والعلاقة مع الغرب ان تحرير تربية الذات والفكر واستقلال الارادة ومعرفة الحق هو نوع من الحرية فالاعلام الغربى لازال يظهر العرب عموما على انهم يشكلون تهديدا وفى العادة يتم تصويرهم ارهابيين من خلال مشاهدة الاثار التى خلفها احتلال العراق وماترتب عليه من خلاف مابين الامريكان والحكومات العربية والشعوب وتنامي ظاهرة العداء لها وعلى نطاق واسع وغالبا ماينظر اليها وكانها تسعى فقط وراء مصالحها الذاتية ودوافعها الامبريالية, هذه النظرة السلبية مبنية على السياسة التى تنتهجها فى الشرق الاوسط والكيل بمكيالين وكما يقول جميس جاي كارانافو نائب رئيس مؤسسة التراث الامريكية ان سياسة الادارة الحالية فى الشرق الاوسط مزرية وساهمت فى ابعاد اكثر الحلفاء قربا من واشنطن وفى ظل التهديد الذى تتعرض له من المنظمات الارهابية ماهى الحلول النهائية لمواجهة تلك الازمةواذا كانت الجيوستراتجية تتلاقى مع عكسيا مع الفراغ فماالذى سيملئ الفراغ.
على غير العادة يفجر البابا فرانسيس قنبلة بتصريحاته الاخيرة تناول فيها وبشكل صريح ماتقوم به الادارة الامريكية من سياسات تحت غطاء النظام العالمى الجديد والذى احدثت اضرار كبيرة ليس فقط للشعوب والمجتمعات فحسب بل ستعرض العالم الى كارثة لاتعرف عقباها وبلا شك فان السياسة الخارجية الامريكية ومن خلال مخططيها الذين قد تأثروا بما ذكرته التيارات الدينية وبالاخص تلك التى تبنت افكار اسطورية وتنبئوات وردت فى كتاب العهد القديم حول منطقة  الشرق الاوسط تلك الادارة لم تكن لتنطلق بهذه الاستراتجية لولا تاثير مجموعة من الافكارذات الطابع الدينى التى حملها المهاجرون الاوائل والتى فى مجملها عبارة عن مزيج بين ماتقول به التوراة فى العهد القديم والمسيحيةفى العهد الجديد ولايزال الغموض وعدم الفهم الغرض الحقيقى الذى يسعى اليه هؤلاء تحقيقه رغم ان ذلك يعبر عن مجموعة من المواقف اخرجها الى العلن مجموعة من المفكرين والمحللين من امثال صموئيل هنتغتون  صاحب كتاب صراع الحضارات وفكوياما صاحب كتاب نظرية التاريخ وما بعد التاريخ  وهال ليدنسى صاحب كتاب اخراعظم كرة ارضية الذى عتبره الرئيس رونالد ريغن مادة تبشيرية لمستقبل الولايات المتحدة بوضع استراتجيات الاعمال العدوانية على النظام العالمى بدء بالانظمة الشيوعية والانظمة الوطنية الاخرى وهنرى كيسنجر وبريجنسكى واخرون الذين كانوا من المهاجرين ممن دفعوا الشعوب الى كراهية الولايات المتحدة ففى خطاب للبابا فرنسيس بتاريخ 9\7\2015.  فى سنتا كروز (بوليفيا) امام حشد من المنظمات الشعبية  اعلن الحرب على النظام الراسمالي  المتوحش وعربته التى تقوده بأسم العولمة وأعلن أن هذا النظام لم يعد يعمل وعلينا تغييره وقال البابا نريد تغييرا حقيقيا وتغيير للهيكلية هذا النظام لم يعد يعمل غطاءه اليهومسيحية الصهيونية ، فى حين ان حضارة العالم الكاثوليكي و غالبيته بأمريكا الوسطى والجنوبية ، والمسيحية الشرقية بما فيها الارذودكسية ( والعربية) وحضارة شرق وجنوب اسيا كالبوذية ، والحضارة الاسلامية .
وبدأت شبكات الاعلام اليهومسيحى الصهيونى بحملة شعواء على البابا . فإتهمه غريغ غوتفيلد من شبكة فوكس نيوز بأن البابا هو أخطر رجل في العالم . وفي حلقة أخرى قال: لم يبقى  لهذا البابا سوى أن يعمل جدايل لشعره ويضع بندانا على رأسه ويمسك كلبه في يده ويذهب مع الثائرين  لإحتلال وول ستريت لم ينسى هذا البابا عن التنويه ان الرأسمالية المتوحشة قد احتكرت هذا الاعلام فأسماه بالاستعمار الأيديولوجي لفرض انماطها الفكرية والاستهلاكية .  فهل حقاً أصبح هذا الرجل أخطر رجل في العالم وقال ان هناك خطأ ما يحدث بحيث نجد مزارعين بلا اراض يمتلكوها وعمال بلا حقوق وعائلات بلا مسكن ، وكرامة الناس والشعوب تداس بإستمرار؟ هل نجد خطأً ما فني أن هناك حروب عديدة بلا معنى وحالات العنف قد وصلت إلى عقر دارنا ؟ هل نحن نعلم عن سوء إستعمال الموارد الطبيعية  والأرض والماء والهواء بل والكائنات الحية والتي أصبحت مهددة بإستمرار؟ إذا كان الأمر كذلك ونجد أن هناك اخطاء وخطايا  ، يقول البابا :” فنحن بحاجة إلى التغيير، بل نحن نريد التغيير بل أنا أصر أن نقولها بدون خوف وبأعلى صوت: نريد تغييراً حقيقياً في هيكلية النظام الحالي . إن النظام الحالي أصبح لا يطاق .  نحن بحاجة إلى تغيير النظام  على مستوى العالم حيث أن الترابط بين الشعوب في عصر العولمة  بحاجة إلى حلول عالمية. يجب عولمة الأمل الذي ينبع من داخل الشعوب والذي يقول لا للتهميش”!.   أليس هذا  دعوة للثورة على هذا النظام البائس وأليس ذلك سبباً كافياً أن يسمح لأصحاب النظام وأبواقه  كي يعتبروا البابا فرنسيس أخطر رجل في العالم ؟  ولكن ما هو البديل الذي يقترحه هذا البابا الثائر والذي نعته ابواق الاعلام اليهومسيحي الصهيوني بالماركسي  . ودعا البابا الشعوب الى ان تجد الحل الذى ينبع مما جاءت به الديانتين المسيحية والاسلامية التى تؤمن بالعدل والمساواة لوجود قواسم مشتركة ويكمن فى تغيير الاقتصاد الراسمالى ويكون المال فى خدمة الشعب وليس العكس والمحافظة على كرامة الانسان وتامين التعليم والرعاية للجميع  أليس في ذلك ما يكفي من قواسم مشتركة ليتحد 1.5 مليار مسلم مع 1.2 مليار من أتباع كنيسة البابا فرنسيس لقهر ذلك النظام الصهيوني اليهومسيحي و الذي نحن من أكبر ضحاياه؟ان اشكالا جديدة من الاستعمار تقف امام العدالة والسلام بين الشعوب وهناك استعمار جديد يظهر فى الافق إن الاستعمار بنوعيه القديم والجديد يُوّلد العنف والتهميش  و اللامساوة و لا توجد قوة من أي جيش  أو من أي شرطة أو من أي أجهزة مخابرات مهما عظمت تستطيع السيطرة على سيادة الشعوب ودعا للحوار وقال انه مهمته هى خدمة الانسان وان تحاور الحضارات سوف يخيب امال هؤلاء السلاطين الذين تقودهم الخرافات الذين لازالوا يعتقدون بالبدع التلمودية ان المجتمع الذى يرجو البابا ان يسود والبديل للنظام الظالم الذي تقوده اليهومسيحية الصهيونية هذه الايام. فهل في عالمنا الاسلامي من يستطيع الارتقاء إلى دعوة هذا البابا لحوار بناء بين حضارتين عظيمتين لتتكاتف في مجابهة التحالف الدينى الجديد الامريكى اليهودى التي نحن أكبر ضحاياها؟

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

903 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع