تصريحات متناقضه واتهامات متبادله ولجنة متعثره وضاعت الموصل

                                                    

                                 ضابط عراقي

في مثل هذه الايام من عام 2014 تمكنت قوه لايزيد تعدادها عن الف وخمسمائة مقاتل من تنظيم الدوله الاسلاميه المتعارف عليه باسم داعش من اجتياح مدينة الموصل واجزاء كبيره من محافظة نينوى وهروب القوات المسلحه العراقيه التي كانت تعمل تحت قيادة عمليات نينوى ويقدر تعدادها بحدود ( 100 ) ألف مقاتل حسب مااورده وزير البيشمركه جبار ياور في تصريح لقناة الشرقيه يوم 12 \ 6 \ 2015

وكانت تلك العمليه بمثابة نكبه كبيره واستراتيجيه اتبعتها نكبات واخفاقات اخرى في صلاح الدين والانبار واخرها ويبدو انها ليست الاخيره في الرمادي ,, ومن حق كل عراقي صغيرا او كبيرا ان يسمع التبريرات والاجوبه شريطة ان تكون حقيقيه وواقعيه ومهنيه ولكن مع الاسف لم نسمع لحد الان اي بيان واقعي وصادق وحقيقي عما جرى سوى اتهامات متبادله بين قاده فاشلين وتصريحات ضبابيه بمثابة ترقيع وتهوين لما حدث وتخفيف الصدمه الكبيره ..
قبل الخوض فيما حدث لابد من الاشاره الى بعض النقاط المهمه في سياق العمل العسكري واسلوب ادارة المعارك ومسؤولية كل مستوى وصلاحيات القائد العام والقاده الميدانيين وهذا معمول به في جميع جيوش العالم ومتعارف عليه ولطالما طبقه الجيش العراقي في حروبه مع ايران وغيرها وحركات الشمال والكويت والحروب العربيه الاسرائليه التي شارك بها ومعركة الموصل لاتختلف اطلاقا عن تلك المعارك ولهذا سوف اوجز هذا السياق مهنيا لكي يترابط الموضوع ويتمكن القاريء الكريم من استيعاب الحادثه بشكل واضح ..
سلسلة القياده تتمثل بالراس وهو القائد العام للقوات المسلحه وهو مخول باصدار الاوامر للقوات المسلحه في كافة الصفحات القتاليه او السلميه ومن حقه فقط ان يأمر بالهجوم او الدفاع او الانسحاب والتقدم بستوى فرقه فمافوق وله تحديد المستويات التي هي ادنى مثل اللواء والفوج ان رأى ذلك من مصلحة العمليات ومن ثم تاتي السلسله الى رئيس اركان الجيش وهو يعتبر القائد الفعلي الميداني للقطعات ولكن بالمشوره مع وزير الدفاع والقائد العام وله صلاحيات بمستوى لواء نزولا او حسب مايخوله القائد العام ولكن في العراق الجديد هذا المنصب اصبح فخريا ومحاصصيا ولا يقوم باي دور مهني وهكذا تنزل سلسلة القياده الى قادة العمليات في المناطق وباشراف مباشر من لدن القائد العام ..
وهنا لابد من ابداء بعض الملاحظات :
1 . تشكيل لجنه حول سقوط الموصل في مجلس النواب ومن اعضاء لايفقهون بالعلم والسياق العسكري شيئا يعني تسيس القضيه ودفعها الى متاهات وها هي اللجنه لم تحقق شيئا ملموسا اكثر من تصريحات فارغه والغريب لاول مره تحدث في تحقيقات الجيوش ان ترسل الاسئله الى المعنيين للاجابه عليها ولاادري لماذا لاتحمل اللجنه حقائبها الى الاشخاص المعنيين وتسالهم بشكل مباشر ..
2 . التحقيق المهني والصحيح لايحتاج لااكثر من ايام لاتتجاوز الاسابيع الثلاثه في ابعد حد وبمجرد مراجعة سجل الحوادث وتسجيلات المحادثات اللاسلكيه بين القياده العامه وقيادة عمليات نينوى لتظهر الجهه التي امرت بالانسحاب وحتى ان كانت الجهه هي احدي الفرق ( الثانيه ) كما يدعي قائد العمليات وهي مصيبه في العمل العسكري لانها تعتبر اهانه كبيره ان يصدر قائد فرقه اوامر الانسحاب الى قائد فيلق ( قيادة العمليات ) وهذا ماصرح به الغراوي يوم 11 \ 6 \ 2015 وتلميحات علي غيدان واضحه وهي تشير الى القائد العام للقوات المسلحه .
3 . كيف يمكن لقيادة عمليات في حالة حرب والتحام مع عدو ان لايكون لديها خطط للانسحاب وخطوط صدمقترحه ومستطلعه مسبقا وخطط دفاعيه  في حالة تعرضها لهجوم كبير وضغط شديد لغرض المقاومه الى ان تقوم القياده العامه بدفع تعزيزات الى قاطعها وهذا يدل على ان القاده الميدانيين هم مجموعه من الاغبياء الذي لايملكون العلم العسكري شيئا او مدفوعين من جهه عليا لهذا الاهمال ..
4 . اذا كان اي كان من اصدر الامر بالانسحاب وهنا لابد من تحديد المستوى اما ان يكون القائد العام للقوات المسلحه ( نوري المالكي ) او معاون العمليات او قائد القوات البريه وبهذه الحاله تبرأ ساحة قائد العمليات وان كان قائد القوات البريه ومعاون العمليات في مقر قيادة عمليات نينوى وبهذا لم يبقى سوى رئيس اركان الجيش وهو غائب اساسا عن المعارك ومن غير المألوف ان يصدر امرا او توجيها والاخر هو القائد العام للقوات المسلحه والا كيف نفذ الغراوي امرا بسحب هذا الكم الهائل من القطعات بدون علم القائد العام بالرغم من قابليه القائد العام المحدوده جدا في المجال العسكري وهي من اخطاء النظام السياسي الجديد ..
خلاصة الحديث ان توزيع الاتهامات على الاخوه الكورد او على محافظ نينوى والبيشمركه والبحث عن كبش فداء لغرض تمرير ماجرى فهذا غير مجدي وما احالة اثيل النجيفي على التقاعد الا مسرحيه اريد بها معاقبته بسب ذهبه الى امريكا بحثا عن حل وليس للمحافظين عموما اي دور عسكري في اي مكان والالماذا لم يحاسب الزرفي في النجف عندما احتلها جيش المهدي وهرب الجميع حتى السيستاني  ؟؟
المسؤول الاول والاخير هو القائد العام للقوات المسلحه ( نوري كامل المالكي ) واي محاوله لدفع هذه المسؤوليه من قبل اللجنه هي خيانه عظمى وتنفيذ لاراده خارجيه لها علاقه بما جرى بعد سقوط الموصل وبما جرى في الانبار فالغايه واحده والهدف واحد وعندما لم يجدي سقوط الموصل الى تحقيق الهدف لجؤا الى الرمادي واذا لم يفلح هؤلاء في تحقيق الهدف الخارجي سوف تطال بغداد ايضا وغير بغداد حتى لو اضطر هؤلاء الحاقدين الصفر الى احتلال كربلاء والنجف لاثارة مايمكن اثارته وتحقيق الهدف الكبير وهو ترحيل السنه من العراق وهيمنة ايران علي العراق وهذا هدف عمرقرون عدة  وان يجعلوا العراق خط الصد الاول لحماية ايران  ولن يتحقق ذلك بأذن الله ..

سلاما ياعرق

ضابط عراقي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

519 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع