المثقفون والدولة .. د. عبد الحسين شعبان إنموذجا

                                                   

                                      زيد الحلي

                            

            

لو تسنى لمتابعي حركة الثقافة ومفكريها ، الاطلاع على آخر مستجدات الاخبار في الاسبوع  الماضي ، فسيجد ان خبر اجراء المفكر العراقي د. عبد الحسين شعبان ، عملية قلب مفتوح كبرى في بيروت ، كان هو الأهم في الصحف والمجلات والمواقع المتخصصة في الفكر والثقافة العربية ..

غير ان الأمر، يبدو معكوسا في وطنه العراق ، بإستثناء ما نقلته قناة " الشرقية" في شريطها الاخباري ، وما نشرته صحيفة " الزمان " بأعتبار ان د. شعبان احد ابرز كتابها ، وباقة ورد قدمها الزميل د. علي عويد مدير المركز الثقافي العراقي في بيروت بأسم وزير الثقافة ، واخرى بإسم المركز ..
ان مفكرا كبيرا ، وشخصية لها بصمة عربية وعالمية  ، قدم عشرات الكتب في الفلسفة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية واللاعنف ووثق سير ابرز الشخصيات السياسية العراقية ، وحاضر بمختلف المؤتمرات عن العراق برؤى وطنية وكاتبا من طراز د. شعبان  و.. و..  هل يمكن ان لايحظى بأهتمام حكومي من اعلى المواقع في وطنه : اين رئاسات الجمهورية ومجلس النواب والحكومة .. اليس الأجدر متابعة حالة د. شعبان ، لنعطي في الاقل رسالة للعالم ، بأن العراق حاضنة اصيلة لأبنائه ..؟
إن الاهتمام بأحوال المفكرين والعلماء والأدباء حالة من الرقي والحضارة  في أي مجتمع ، فلهؤلاء يعود الفضل  في إثراء الحياة الفكرية والعلمية في الامة واكسابها المعنى الذي يجعل منها حياة الفعل بأتم معنى الكلمة ، فهم القلب النابض والشريان الحي في جسم  المجتمع واليهم تعزى حركيته وعليهم تنعكس ، ومتابعة  شؤونهم  من سمات الأمم المتقدمة والمجتمعات المتحضرة لأنه يعزز قيم الإبداع والابتكار والتجديد، وهذا ما نحتاج إليه  في الوقت الراهن كي نواكب مسيرة التنمية والتطور والحداثة .
المتابع والقارئ لمؤلفات د. شعبان ، وهي غزيرة ومتنوعة ، يجد انه يستخدم الفكر المستنير الذي يستند إلى النشاط العقلي في التعامل مع مشكلات الوطن والامة ،  مؤمنا بأهمية دور العقل، وخبرات الحياة  في طريقة التفكير ، وعقله الاستراتيجي يتميز بمحددات تؤثر في قدراته المعرفية، ومنها الطاقة التي يعالج بها المعلومات، والقدرة على الإحساس بها، ومجال خزنها ، ووقت تعاطيها ، وهو دائما يحمل لواء الايجابية في تفكيك رؤاه ، وأفكاره متجددة لا تنضب ، ويرى حلاً في كل مشكلة.
انني اجد ان رعاية مفكري العراق ، لاسيما من هم بمقام د. شعبان ، ليس  نوعاً من الترف السياسي والمجتمعي خاصة في هذه المرحلة، ، انما هو فعل مطلوب ، لبناء قيم وخلق اساسيات ضرورية لتكريس مفاهيم المواطنة... ولازال في الافق متسع  لتدارك ما فات ، فالدكتور شعبان هو الان في مرحلة النقاهة ، وتتوافد لزيارته شخصيات مهمة من الجامعات ومراكز الابحاث العربية والعالمية .. واملي ان يكون لمسؤولي ومفكري وعلماء بلده دورهم في اضفاء روح المحبة .. الم يقل المفكر اللاعنفي هنري ديفيد ثورو الذي ألهَمَ غاندي وتولستوي ان الصحة تقاس بـ ( ب حُ بّ ) الصباح والربيع ؟
العراقي النبيل ، ابا ياسر د. شعبان ، نتمى لك صباحاً جديداً يطلّ عليك ، ، وانت  بقلب متعاف ، يعلم أن خلف الغيوم تكون الشمس أبدًا في انتظار ابداع متجدد !
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

796 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع