حچاية زغيرونة ( من غرائب الامور ).....

                                       

                    د. بشير عبدالواحد يوسف

الحچاية الثامنة :

حيوانات النو عجول ضخمة الحجم كثيرة العدد تعيش بمجاميع كبيرة في افريقيا تلتهم يومياً مئات الأطنان من الكلأ ..... الحيوانات المفترسة تحوم حولها لافتراس طرائدها ...... الاسود ، النمور ، الذئاب حتى الكلاب البرية .... الغريب في الامر الكلاب تهاجم حيوان النو في طرف القطيع وتتجمع عليه تنهش بهِ ومئات حيوانات النو تتفرج عليه ولا تتقدم لمساعدته وتخليصه من موت محتم ... يحاول الدفاع عن نفسهِ ولكنه يضعف مع الوقت .... يحاول الإفلات ولكن الكلاب تطوقهُ وتمنع أنضمامهُ للقطيع .... تبدأ الكلاب تنهش لحمه وهو يستجير بأهلهِ وأبناء عمومته دون فائدة .... يخور يدور وحيوانات النو تتفرج عليه ولا تحرك ساكناً وهيَّ تملك القوة والقرون وحجم الواحد منها بحجم كل الكلاب المهاجمة وعددها أضعاف أضعاف الكلاب المهاجمة مئات المرات لكنها لاتفعل شيئاً وأمام أعينها يسقط المسكين وتبدأ الكلاب بتقطيعه وأكله وحيوانات النو لاحول ولاقوة ..... في الحقيقة لا يستخدمون قدراتهم وقوتهم بأنقاذ وحماية أخوهم المسكين .... لقد ضحوا بهِ وهم متخاذلين جبناء ويعلمون علم اليقين ان الدور سيأتي عليهم واحداً واحداً لان الكلاب عرفت ان هذهِ الحيوانات رغم كثرتها وقوتها لكنها متخاذلة تنتظر قدرها ..... ولكن لو تابعنا الجاموس البري الاسود كيف قتلَ لبوة الاسد عندما أقتربت من عجلهُ بنطحهِ بقرونهِ الكبيرة  نطحة  قاتلة ...... حيوانات النو الجبانة هذهِ عبرة ممتازة لنا نحن العرب كيف يتم الاستفراد بدولة عربية وتدميرها وأحتلالها وبقية الأخوة العرب يتفرجون والأدهى من ذلك يساعدون الذي يهاجم أخوهم ويسهلون مهمتهِ ويدفعون لهُ ثمن السلاح الذي أستخدمهُ في قتل أخوتهم وتدمير بلادهم  سبحان الله ...... فهل تعلمنا هذا من حيوانات النو  وزدنا عليه ....... ان لله في خلقه شؤون ........ وهناك امر غريب اخر ....... كل هذه الثروة الحيوانية البرية الهائلة وفي افريقيا مجاعة فأن علمنا ان نصف مليون من حيوانات النو هذه تنفق خلال هجرتها في موسم الجفاف من قبل الوحوش الكاسرة والطيور الجارحة والتماسيح اثناء عبورها الأنهار ...... لو ان افريقيا منظمة وتفكر وتخطط مثل أوربا لقضوا على معظم الوحوش المفترسة وعزلوا عدد منها في محميات وفي حدائق الحيوانات للمحافظة على النوع و للفرجة وأبادوا البقية وحافظوا على هذه الثروة الحيوانية الضخمة واطعموا شعوبهم واشبعوهم .... يصيحون ويستنجدون بالاخرين لمساعدتهم وهم بنفس الوقت يهدرون ثرواتهم الكبيرة ويبددوها بسبب سوء التخطيط والكسل وعدم التفاهم والتعاون بينهم مثلهم مثلنا نحن العرب .... ثرواتنا هائلة من ثروات طبيعية ومواد أولية وأراضي شاسعة ومياه وفيرة وشمس مشرقة وأيدي عاملة نصفها عاطلة عن العمل وغير متعلمة والفرقة متفشية على اساس اثني وديني ومذهبي وعشائري والحبل على الجرار....
حقاً هناك شعوب متقدمة بقياداتها ونظمها وتخطيطها واستثمار قدراتها وثرواتها وشعوب متخلفة .
د. بشير عبدالواحد يوسف 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع