رسائل هادفة لمعالجة قضايا عراقية ساخنة / الحلقة الحادية عشر

                                      

   رسائل هادفة لمعالجة قضايا عراقية ساخنة الحلقة/11

        

                                    

        

                       
    
الموضوع / تقدير موقف ايراني عن القيادة الروسية

على ضوء المواقف الروسية  وتصريحات الرئيس الروسي مددوف باتجاه ايران وملفها النووي اجرت القيادة الايرانية تقدير موقف يوم 3-5-2010 وما يلي اهم فقراته .
1.اللهجة والادبيات التي استخدمتها روسيا وممثليها بالامور الخاصة بالنشاطات النووية الايرانية عجيبة جدا ولاتتناسب ابدا مع مستوى العلاقات المزعومة, المرور على هذا الملف مع كافة خصوصياته وظروفه فيها دروس وعبر كبيرة جدا, علاقات جمهورية ايران الاسلامية والاتحاد السوفيتي ما قبل سنوات انهيار الاتحاد السوفيتي كانت مليئة بالاخطاء المكشوفة لموسكو, خلال حرب الثمان سنوات ضد ايران قامت موسكو بتجهيز الالة الحربية للنظام الحاكم بالعراق ومبرراتها بانها ترتبط باتفاقية صداقة مع النظام العراقي لمدة ( 25 ) عاما في حين من الجانب الاخر كانت في موقف المتفرج عندما هاجمت الولايات المتحدة وحلفاءها العراق على الرغم من وجود اتفاقية الصداقة ولازالت الذئاب الدموية محتلة للعراق؟
2.هذه المقارنة لها اهميتها وتدل ان تعهدات والتزامات موسكو باتجاه الاخرين لايمكن الاعتماد والثقة بها, حتى اذا ما تناسينا الاحداث المرتبطة بالضربات الجوية لصدام للمدن الايرانية والمناطق السكنية خلال الحرب باستخدام طائرات الميك / 25 – 27 والسوخوي ومئات صواريخ ( السكود – B ) ولانريد التجريم بملفات الماضي والموضوع يتعلق بالاتحاد السوفيتي السابق , لكن ما لايمكن هضمه واستيعابه والقبول به ثانية مواقف ( الكرملين ) في السنوات الاخيرة وبالاخص تصريحات ( ديمتري مددوف ) في الاسابيع الاخيرة وعلى هامش توقيع اتفاقية ( ستارت – 2 ) واجتماع مجلس الامن النووي في واشنطن فان أي فرصة اخرى توفرت لطرح موضوع النشاط النووي الايراني كانت لغة الهجوم على ايران والتهديد بالحظر الجديد وقرار موسكو في هذا المجال كان واضحا فالسؤال هنا هل هي هذه السياسة المنتظرة من موسكو؟
3.موسكو وقعت على اتفاقية لاكمال مفاعل بوشهر النووي ولكن تميزت وعودها بالمماطلة والتسويف والتاخير والتراجع عن الالتزامات بالجدول الزمني المثبت ولحد الان لايوجد موقف واضح بهذا الصدد, لقد تحدث المسؤولين الروس ولمرات عن اعادة تصليح مفاعل بوشهر واعلنوا جداول زمنية ولكن يبدوا ان حظ هذا المفاعل لازال على حاله اضافة الى تعهد موسكو لارسال المنظومة الصاروخية الدفاعية ( S – 300  ) لحماية مفاعل بوشهر لمواجهة الهجمات المحتملة للاعداء وهي ضمن التزاماتها ولكن لحد الان وعلى الرغم من استلام المبالغ لم تفي بتعهداتها وربما الى الابد.
4.رجال التصنيع والعلماء الايرانيين تمكنوا من تصميم اسلحة بديلة مناسبة والان بصدد الانتاج المكثف لها ولكن هذا سوف لن يعفي موسكو عن تعهداتها بالتامين المباشر للمنظومة الصاروخية . ان طرح الموضوع ان دل على شيء فان موسكو واقفة وبشكل دقيق على كيفية وضع عمل بوشهر ولديها اطلاع عن تفاصيله ولكن في نفس الوقت وربما تتحدث بهذا الشكل لتحسين علاقاتها مع الغرب وبالاخص مع امريكا ولتحل المشاكل العالقة معها وهذا موقف مرحب به من جانبهم, لكن هذا بمثابة الغاء والتغاضي عن الحقائق الملموسة والتغطية على واقع مكشوف .

5.المؤسف ان الخطأ الاساسي لموسكو بهذا الصدد كان اكثر خطورة من الموقف الامريكي وبقية الدول الغربية في اطار مجموعة ( 5+ 1 ) لماذا ؟ لان امريكا تتحدث من وجهة نظر معادية ولاتخفي مواقفها العدائية ولكن موسكو على الرغم من ادعاءها علاقات صداقة متينة مع ايران لاينتظر ان يكون موقفها مكمل لمواقف واشنطن, كيف يمكن القبول بموقف موسكو الحليف والمتعهد باعادة بناء مفاعل بوشهر وتتحدث مع ايران باسلوب التهديد والتحذير؟ الموضوع الاهم الذي يوضح عمق الفاجعة هو ان ايران اساسا دخلت في مجال المفاوضات النووية باصرار من روسيا والصين ولكن للاسف يوما بعد اخر يتضح بانه احيانا نار التهديد والغضب للروس اكثر واسرع من تهديد وغضب الامريكان .
6.الشيء الذي لايمكن ادراكه وتحمله هو ليس الدور السلبي لموسكو لكي تتحدد بنقطة واحدة او نقطتين ولايحدد بفترة زمنية بل ان موسكو في مقابل شياطين الغرب لنقل الملف النووي الايراني من (مجلس الحكام) الى مجلس الامن وبدون الاهتمام لوكالة الطاقة النووية . كان الى جانب واشنطن والتي تحاول ان تستغل هذا الموقف تأييدا لادعاءاتها .
7.طبعا السؤال الخطير الذي يطرح نفسه, هل ان جمهورية ايران الاسلامية باصرارها على ادخال موسكو في حلقة المفاوضات النووية قد ارتكبت خطأ استراتيجيا باعتمادها على موسكو؟؟ وهل يجب علينا النظر الى موسكو كشريك غير موثوق به ؟ هل الخبطة السياسية للقادة الروس ممكن ان تكون مختلفة بالنهاية؟ وبالحقيقة السؤال الاكثر خطورة هل موسكو وجمهورية ايران الاسلامية يتعاملون مع امريكا في المناطق الحيوية من خلف الستار متصالحين ومتضامنين , اذا كان الحال هكذا وطبعا لحد الان لاتوجد مثل هذه الادلة والقرائن وايضا لاترفض مثل هذه النظرة والراي .
8.القرار السياسي واجراءاتنا يجب ان تقاس على مامتوفر ومطروح وبالاساس تتثبت على حاجة اعادة النظر الاساسية, وهل مفاعل بوشهر سيعمل ام  لايعمل؟ وهل ستكون هناك اعاقة اكثر من تامين متطلبات البلاد ام لا؟ هذه النقاط لها اهميتها لقد واجهتنا عقبات صعبة ومخاطر جمة من جراء عقد اتفاقية اكمال مفاعل بوشهر وسيتم حل المشاكل الموجودة في جميع الاحوال بالاعتماد على ظروفنا وقدراتنا الفنية ولكن سوف لن ننسى بان (المؤمن لايلدغ من جحر مرتين).
9.يجب ان لاننسى ببساطة التجارب العظيمة والصعاب والتكاليف الباهظة التي صرفت وعلينا التذكر دائما بان الروس برهنوا في الميدان العملي بانه لايعتمد عليهم, يد الصداقة تمتد الينا وبالضغط تدخلنا الى دائرة المفاوضين ولكن اول فرصة ممكنة تصبح اكثر خصومة من اعدائنا وتدخل معنا في لغة التهديد وتتحدث بلهجة حيث ان اشنطن عموما لاتواجه ايران والايرانيين بهذا الاسلوب وهذه التجربة تعلمنا منها الدروس والعبر الكبيرة.
تعليق
محاولة لكشف الحسابات وتصفيتها مع موسكو واصبحت القيادة الايرانية على ضوء ما طرحته من المواقف المذكورة انفا في صراع وخلاف مع الروس ولكنها ابقت شعرة معاوية معهم املا على خلاف قد يقع بين موسكو وواشنطن حول مواقف دولية اخرى مختلف عليها .


الفريق الركن الدكتور
عبد العزيز المفتي
عمان 12-5-2010

للراغبين الأطلاع على الحلقة العاشرة:

http://www.algardenia.com/maqalat/14553-2015-01-19-10-16-36.html

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

649 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع