العلاقه بين البعث وداعش

                                       

                                     

من خلال وجود تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي العلماني التوجه والتطبيق كانت العلاقه بين البعث والتنظيمات والاحزاب والحركات الاسلاميه متشنجه دائما واتسمت بالعداء والتنكيل والاعتقالات وفي العراق كما هو الحال لافي سوريا كان الاخوان المسلمين وحزب الدعوه والتحري والحركة الفاطميه والحزب الاسلامي وحتى التنظيمات التي تتغلف باسماء دينيه لتخفي اعمال سياسيه كانت جميع هذه في مجابهه دائمه مع السلطه التي يرأسها البعث ويعود السبب الى نهج الحزب ومبادئه وفكره الذي يعتبر ان هذه الحركات والتنظيمات تستهدف الحزب وخاصة من الداخل لوجود نزعات دينيه ومذهبيه لدى الافراد استنادا لطبيعة المجتمع العربي عموما والعراقي خصوصا ولذلك فانه اعتبر هذه التنظيمات بمثابة تهديد لوجوده واجهاض فكره وحركته العروبيه التي تتسم بالطابع القومي العلماني الذي ترفضه الحركات الدينيه بمختلف توجهاتها وارتباطاتها ..
لقد كان العداء شديد بين البعث وهذه التنظيمات وخاصة ان اكثرها كان يعتمد على جهات خارجيه للارتباط او التمويل او الافكار او التوجيه ولذلك فرغت الساحه العراقيه من اي تنظيم ديني هعتدل كان او متطرف وقد حاول البعض مثل الولايات المتحده وحلفائها ايجاد علاقه بين البعث وبين التنظيمات الارهابيه التي تنتمي الى الاسلام ولكنها لم تتمكن من اثبات ذلك وبهذا فأن موضوع البعث وفكره يتقاطه كليا مع تنظيمات دينيه معتدله فكيف الحال مع التنظيمات المتطرفه ؟؟
لقد تفاجىء الكثيرمن الباحثين والسياسيين والمطلعين على شؤون العمل السياسي من قيام سوريا العلمانيه والتي يحكمها الجناح الايسر من حزب البعث العربي الاشتراكي والتي لاتعترف بالاحزاب الدينيه وتنظيماتها ومحاربة كل ما يمت لها بصله كما هو حال الجناح الايمن في العراق وان التحالف قد تم بين سوريا بصفاتها اعلاه وبين ايران الشيعيه الطائفيه وربيبها حزب الله الذي لايحتاج الى تعريف وكان رأي قيادة البعث العراقي بشقيها ضد هذا التحالف وتم التنديد به ولكن فوجىء الجميع بقيام الامين العام للحزب السيد عزة الدوري في كلمة صوتيه انه يحي تنظيم الدوله الايلاميه وهذه كانت محط استهجان بعثي وغير بعثي واستفسار كبير ولد سؤال مهم يحتاج الى اجابه وقد تفرع السؤال الى عدد من الاسئله ..
هل هناك تحالف بين تنظيم الدوله الاسلاميه السنيه وبين تنظيم البعث في العراق ؟
هل التحالف مع تنظيم الدوله الاسلاميه وحد الرؤى والمبادىء بسبب وحدة الاهداف ؟
هل هناك تغيير في مبادىء البعث وايديولوجيته وفعله على الارض ؟
هل تصرف عزة الدوري تجاه تنظيم الدوله الاسلاميه هو تصرف فردي دون الرجوع للقياده ام بموافقة القياده ؟
هل هناك انشقاق في تنظيم الحزب ادى الى هذا الموقف ؟
هل انخرط الحزب في اللعبه الامريكيه والتي استحدثت داعش بالاشتراك مع دول اقليميه منها ايران  ؟
ولايزال السؤال يطرح كل يوم وبقوه ولقد اجاب الحزب عن طريق احدى شبكاته الالكترونيه بتبرير سأورد نصه واترك التقييم للقارئ ولايمكنني تأكيد صحة ماورد به من معلومات وقد تكون السبب في تغير موقف الحزب او قد لاتكون ,,

نقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة أن تنظيم داعش قام بتصفية سيف الدين المشهداني الرجل الثاني في قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي شطر العراق مع اثنين من اعضاء القيادة القطرية للبعث احدهما فاضل المشهداني مع خمسة وعشرين ضابطاً وعسكرياً من كوادر التنظيم العسكري للبعث كان تنظيم داعش قد القى القبض عليهم في قاطع تكريت في شهر تموز الماضي. وحسب المصادر فإن سيف المشهداني الذي كان مقره شبه الدائم في اقليم كردستان العراق أصر على النزول من مقره الى الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش عليها والانتقال الى تكريت ثم الى مناطق في حزام بغداد حيث جرى اعتقاله.
وأفادت المصادر حسب موقع "قريش" ان المشهداني تحدث هاتفيا من مكان اعتقاله بأمر من داعش الى قياديين في البعث حيث طلب داعش المساومة على حياتهم مقابل اعلان حزب البعث البيعة لتنظيم داعش ببيان رسمي يعلنه عزة ابراهيم الدوري الأمين العام للبعث يترتب عليه مبايعة جميع الفصائل المنضوية تحت جبهة الجهاد والتحرير التي يتزعمها الدوري نفسه. وابلغ المشهداني في المكالمة قيادة البعث بعدم التنازل لداعش وعدم الاستجابة لمطالبهم مهما فعلوا وقال ان حياتنا ليست أغلى من حياة شعبنا وأضاف في المكالمة ذاتها :أننا في قبضة ايرانيين يرفعون علم داعش. ثم قطعت المكالمة وسط ضجة .
وحسب المصادر فإنّ عدداً من الفصائل المسلحة عاتبت الدوري على شمول تنظيم الدولة والقاعدة بالاطراء في أول كلمة له بعد أحداث الموصل فأجابهم الدوري أنه كان يروم الى تخفيف حدة التوتر في محاولة لإنقاذ حياة كوكبة مهمة من قيادات البعث المدنية والعسكرية ، لكن الأمر اختلف الان تماماً.
وكان سيف الدين المشهداني وهو الأصغر سناً بين أعضاء القيادة القطرية للبعث في زمن صدام حسين قد اعتقل من قبل الامريكان لأكثر من تسع سنوات في سجن المطار ثم جرى اطلاق سراحه، وكان في موقع نائب أمين سر القطر للبعث يوم اعتقاله من تنظيم داعش.
 
اذا كان ماورد صحيحا فأنه مبرر مقبول واذا لم يكن صحيحا فأن ذلك يعني ان البعث قد غير مبادئه وافكاره واصبح من التنظيمات الاسلاميه وانه سيخضع او قد يكون قد خضع فعلا الى الطائفيه والتطرف وترك العمل السياسي الذي يعتمد عليه في جميع ىطروحاته وخاصة بعد الاحتلال .؟؟؟؟


صديق المجله / بغداد

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1007 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع