الوطن يبحث عن المحبة .. فمن يجدها ؟

                                

                          زيد الحلي

تبقى المحبة سيدة الأمنيات،ففيها تتصالح النفوس وتتجه الى عمق سريرة التواد ،ويا مسعد من تكون قلوبهم خالية من البغضاء والنميمة ...

الكلمة الطيبة،وفعل الخير وتواصل الأرحام ، والدعوة الى نبذ الترسبات الحياتية  وتكلساتها ، مسارات  تحيي النفوس وترطبها ، وترش عليها أطاييب العطور ..وتنمي الضمائر مع قناعتنا بان الضمير يستنير بالمعرفة ، والتعليم، والاسترشاد، بالنصح، بالقراءة.. فلنداوم على كل هذا، ونطيع ضمائرنا ، شريطة ان صالحة ونقية ، فما اتعس من لايمتلك ضميرا هاديا ومهدياً !
المتابع للاخبار،والساكن في اتونها ، تثيره حالات العنف التي نشهدها يوميا وهي تقطف ازهار بريئة من حديقة الحياة ، وتعبث في خلجات الروح المجتمعية ، وهي مشاهد بعيدة عن الحس الإنساني ، قريبة الى عبث لا طائل منه ... لماذا هذا الدخان الاسود الذي يلف جدران البيوت والنفوس ، حتى بتنا لا نرى امامنا سوى الوجع والآهات تترى هنا وهناك ... اين  افعال الخيرالتي ينبغي أن تكون خيرًا في ذاتها، وخيرًا في وسيلتها ، وخيرًا في هدفها، ونتيجتها.
متى نسدل الستارة على حالات الخوف والدمار التي تتلبس الطفولة البريئة وتتقمص روح الشباب وتخيف الآباء والامهات .. متى نعود الى رشدنا الشعبي الاصيل ، ونحمل شعار المحبة بين الجميع ، فالوطن لنا ... للشعب ، اما السياسيون فهم كما يبدو ضيوفا على مائدة الارتزاق ، يغادرون حينما يحسون بأمتلاء بطونهم من خيارات ارض العراق ، وهي خيرات لاتنضب فيما الشعب لا زال يرتدي معظمه من ملابس ( البالات ) ويأكل من نتاج ارض غير ارضه ، ويشرب مياه معلبة من غير مياه دجلة والفرات ويصارع ابناؤه بعضهم بعضه بتوجهات غير عراقية ..  
ليس اصعب على المرء ، من ان يكون غريباً داخل وطنه ، وربما داخل بيته او داخل نفسه ، والمأساة تكبر حين يرى وجهه وهو يقف امام المرآة ، اصبح مسدساً او فوهة بندقية قناص او سكيناً  ، او منشاراً.. فعند ذاك تتآكل نفسيته وتتلاشى انسانيته ، هي المصيبة الكبرى ..  
لقد وصل بنا الحال ، وكأننا نلتمس لأنفسنا ، انساً وسلوى ، في فورة الحنين لأصالة الوطن الذي نعرفه ، فنقنع النفس بأننا نقيم  في ذات الوطن حينما حل ، او ان الوطن بين جنبينا حينما رحل ..!
المحبة لا تتجزأ. فلا يكون  المرء محباً وغير محب في ذات المسار، أي لا يكون صالحًا وشريرًا في وقت واحد.. ودام الجميع على بساط المحبة .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1284 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع