سكت دهرا ونطق كفرا

                                             

                               د.وليد الراوي

لقد صمت السيد الخضيري طوال هذه الفترة صمت اهل الكهف حتى قرر ان يبوح باسرار تلك المرحلة بمقال اعقبه لقاء مع قناة العربية في برنامج" الذاكرة السياسية" ..

حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للسيد علي الخضيري تحدث به عن سيرته في العراق من خلال عمله مستشارا للسفير بريمر ومن جاء بعده من سفراء ولفترة زمنية هامة وخطرة في تاريخ العراق هذه الفترة امتدت منذ عام 2003 لغاية عام 2010 .
فهل جائت من صحوة ضمير ام محاولة منه لتشخيص حالة العراق الان ومسبباتها عارضا نفسه خبيرا بالشان العراقي.
ان يعمل السيد الخضيري كمترجم فهذه مسالة طبيعية لمن يملك  اللغة ولاينظر الى العمر وسنين الخبرة , ان غالبية دول العالم المتحضر تطلب من كل فرد يتقدم لنيل عمل مهما كان بسيطا حتى لو  بائع في محل بقالة , تطلب منه الخبرة, فما هي خبرة السيد الخضيري ليعمل مستشارا للسفراء وقادة الجيوش الاميركية في العراق يعطي المشورة والرأي لطوال سبع سنين.
هذه المدة التي تم بها كتابة الدستور وتاسيس العملية السياسية  وما يقال اعادة بناء الدولة العراقية ,بل هي المرحلة التي تم اعطاء "الطائفية السياسية "الشرعية لادارة العراق وهي المرحلة التي تمكنت ايران من السيطرة على مقاليد الدولة العراقية.
قد اكون مستعجلا بعض الشيئ في كتابة هذا المقال خصوصا ان قناة العربية لم تبث الحلقة الثانية من المقابلة مع السيد الخضيري لكنني وجدت فيما تحدث به في مقابلته الاولى ما يكفي من ملاحظات كارثية لنشر هذا المقال, وقبل الدخول في التفاصيل اود ان اطلع القارئ الكريم عن أمريم هامين لهما علاقة بعمل القوات الاميركة المحتلة في العراق .
كثير هي الشخصيات الاميركية من اصول عراقية المميزة في علمها وخبرتها طلب منها العمل مع قوات الاحتلال لكنهم رفضوا ذلك بالرغم من ان غالبيتهم كانوا معارضين لنظام الرئيس صدام حسين بسبب رفضهم لاحتلال العراق.
اما الامر الثاني الذي له علاقة بسلوك القوات الاميركية مع العراقيين هذا السلوك الذي اتسم بالوحشية وما فضيحة سجن ابو غريب الا شاهدا على ذلك , نرى في المقابل ان  وزارة الدفاع الاميركية سبق ان نشرت عام 1943 كراسا عن احتمال عمل القوات الاميركية في العراق لمجابهة القوات الالمانية اذا ما تقدمت لاحتلال العراق فنلاحظ في هذه النشرة , المهنية العالية والدقة في المعلومات وهذا يدل على ان المستشاريين من الاصول العراقية والذين قدموا هذه المعلومات كانوا يمتازون بالصدق والنزاهة والدراية بطبيعة المجتمع العراقي ,كما ان المسؤولين الاميركان الذين كتبوا هذه الكراسة كانوا من ذوي الخبرة والعلم العسكري الوافر وهذا طبعا عكس ما شاهدناه في العراق بعد الاحتلال.
تصور عزيزي القارئ, يوجه الجندي الاميركي بعدم التدخين اذا مررت بقرب مسجد او جامع, اين هذا من تدمير المساجد واهانة المصلين.
نعود الى السيد الخضيري, حيث يقول انه عمل مستشارا للسفير بريمر وهو الشخصية الجاهلة بكل ما يتعلق بالعراق والذي لايعلم شيئا الا كيف يعمل على تدميره وضياع ثرواته فاين كان السيد المستشار من ذلك , ثم يقول اقترحنا اعلان منع التجول عند اندلاع الحرب الطائفية عام 2006 ولكن جوبهنا برفض الجعفري( وهذا معروف الاسباب وليس مدار بحثنا) وهل من عاقل يصدق ان الامور كانت تسير هكذا والعراق ينعم بالسيادة ولايمكن للقوات الاميركية التدخل لحماية الالاف من الابرياء الذين قتلوا على يد جيش المهدي والميليشيات الشيعية المجرمة. ثم يستطرد بالقول ان المالكي اشتكى من معاملة ايران للاجئين العراقيين فيها .اذا فهو ضد ايران وبالتالي هو الشخص المناسب لدعمه لتولي رئاسة الوزراء. تسطيح فكري وسذاجة وهبل.
ثم يردد ما يقوله الساسة الطائفيون من ذكر نسب السنة في العراق ب20%  ولاسباب طائفية وكانه " ببغاء يردد ما يقولون"  للننتظر ما ذا سيقول في الجزء الثاني من لقائه مع قناة العربية واذا كان حقا مستشارا للسفراء ولقادة القوات الاميركية في العراق  فهو حقا قد خان الامانة وشرف الواجب من خلال تقديم المشورة الفاسدة , وكيف كان امثاله سببا فيما وصل اليه العراق من خراب.
الدكتور
وليد الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

794 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع