قصتي مع حفيد زهرون صائغ الملوك

                                    

                     كتابة - إيمان البستاني

             

      

أبتليتُ مرة أيام الوظيفة في بغداد بزميل أقتحم مكتبي ليجاورني ريثما يتم تنسيبه الى قدره المحتوم , كان رجل خمسيني رشيق القوام ذو شعر بلاتيني يخط شفته العليا شارب عدائي وكانت رائحته تقتل الطير الطائر
تعوذت من تلك الرفقة ومجاراته يومياً وهو بادئ صباحاته بحزمة صحف وجرائد يتأبطها ليسلي بها نهاره الوظيفي غير ملتفت اليّ وانا في حيص بيص من اشغالي
كان عمره قد منحه درجة رئيس مهندسين وبهذا توجب أحترامه ظاهرياً ومعاداته باطنياً لما ابداه من عدم مبالاة لما كنا نعاني ونصارع من مسؤولية تجهيز بغداد بالتيار الكهربائي وهي العاصمة التي كانت ولازلت تغلي على إيقاع الحدث

 طالت الايام وهو على وتيرة وجوده الهامشي , الى ان جائني صباحاً وفرش صحيفة امامي وأشار الى شيخ صائغ يتربع الارض وقال بزهو واضح : هل تعرفين هذا الرجل ياإيمان ؟
فأجبت بحنق واضح منه ومن زهوه : طبعاً وهل هناك احد يجهل زهرون صائغ الملوك ؟
وما ان سمع جوابي فأذا به ينتشي ويطوى الصحيفة ويمضى يتطاوس بمشية ليقول حال جلوسه على مكتبه , أنه جدي ياإيمان
صعقني كلامه وبدا شريط ذكرياتي عن كراهيتي له كمسلسل طويل خجلت منه وتذكرت ان ارتب اسمه تراتيباً لاصل الى اسم جده زهرون الذي اعرفه ومكتوب امامي كل يوم ولكني لغبائي من كومة اشغالي لم انتبه يوماً لهذا الاسم
وكان اول ما خططت له في اليوم التالي هو ان أعدل من وضعي لأبدو اكثر حيادية منه ولأصلح ما افسدته فأذا هو يبدأ نهاره بقول : لقد تم نقلي وسألتحق غدا بعملي الجديد
لم اسعف بتصليح ما افسدته على الاقل احتراماً لذكرى جده وانا التي كنت افتش وأنقب وأحفر عله اعثر على صورة او حكاية تروي لي عن سحر هذا الرجل في حين أفلت حفيده من يدي و لم أره بعدها..



أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

786 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع