الامم المتحدة تطلق مشروعاً ثقافياً في اهوار جنوب العراق

          

بغداد (ناس) - أطلقت الأمم المتحدة مشروعا ثقافيا جديدا في أهوار جنوب العراق لإنقاذ سكان المنطقة من الفقر، في ظل محاولات أطراف سياسية وأخرى مسلحة متنفذة لعرقلة أي مشاريع من شأنها تحسين حياة الناس هناك.

وقال موقع "المونيتور" وتابعه "ناس" (22 تشرين الاول 2020)، إن منظمة (UPP) الإنسانية الإيطالية أطلقت المشروع الطموح ومدته عامان، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأطلق عليه "السومري".

واشار الموقع، الى ان المشروع يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على التراث الثقافي في أهوار الناصرية جنوب العراق، وأطلق بالشراكة مع "حماة دجلة" وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية.

وقال ممثل المنظمة الإيطالية في العراق رائد ميخائيل أن مشروع السومري يمكن أن يساهم في الحد من معاناة السكان، من خلال تمكين الشباب والنساء من العمل ومنحهم الخبرة.

وأضاف أن "المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة كوجهة سياحية من خلال تطوير البنية التحتية، وتوفير التدريب المهني للسكان في مجال السياحة البيئية، والحفاظ على البيئة وكذلك توفير فرص عمل".

وتابع: "سيتم إنشاء قرية بيئية في الجبايش ومحطات سياحية للزوار ومصنع للقوارب التقليدية والحرف اليدوية والتذكارات المصنوعة يدويا، كما ستقام فعاليات للتراث الثقافي والفني".

وأعرب ميخائيل عن أمله في "أن يوفر المشروع مرافق سياحية تجذب الزوار، وتدر عوائد على السكان، وبالتالي تمكنهم في المستقبل من العمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى انتظار المساعدة الخارجية".

وتم إدراج أهوار، التي تمتد بين نهري دجلة والفرات وتعد إحدى أكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم، على قائمة التراق العالمي في عام 2016 بفضل تنوعها الحيوي وتاريخها الغني الذي يعود إلى العصور القديمة لبلاد الرافدين.

وتم تصنيف الأهوار في حينه كمحمية طبيعية دولية، بشرط إزالة التجاوزات وتسهيل عودة السكان الأصليين وتحقيق التنمية السياحية، إلا أن هذه الشروط لم تتحقق بعد، وفقا للموقع.

ويشير إلى أن السكان لا يزالون يعانون من الفقر وانعدام فرص العمل مما اضطرهم لبيع جاموسهم بأسعار منخفضة لعدم قدرتهم على بيع الحليب، فيما أصبحت تربية هذه الحيوانات أكثر صعوبة وسط جائحة كورونا.

ويقول عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان علي البديري إن "بعض الجهات تحاول تخريب أي استثمار في الأهوار"، محذرا من أن مشروع السومري قد يواجه نفس المصير في حال لم تتوقف تلك الجهات عن ممارسة هذه الأعمال.

وعلى الرغم من أنه لم يذكر اسم أي جهة بالذات، إلا أن البديري أشار إلى "قوى سياسية ومسلحة مؤثرة"، مؤكدا أنه في حال نجح مشروع السومري "فسيكون ضوءا في نهاية النفق للسكان وسط البطالة وانعدام الدخل".

والأهوار عبارة عن مستنقعات تتكون من مسطحات مائية تقع في جنوب العراق وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي أهوار الحويزة وأهوار الحمّار والأهوار الوسطى، وتتغير مناطقها المغمورة بالمياه من سنة إلى أخرى حسب الكمية القادمة إليها من نهري دجلة والفرات.

ولأكثر من 5000 عام، اعتمد سكان أهوار عل صيد الأسماك والطيور والبط وزراعة الأرز وتربية الحيوانات، قبل أن تتعرض لفترة جفاف قاسية وعمليات نزوح جماعي، بعد قرار رئيس النظام السابق صدام حسين تجفيفها في العام 1991.

وصنفت الأمم المتحدة عملية تجفيف تلك الأراضي الرطبة الفريدة بأنها "واحدة من أسوأ الجرائم البيئية في التاريخ"، وحُكم على أحد المسؤولين في النظام السابق بالإعدام في العام 2010 بعدما أدين بهذه القضية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

627 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع