حشود إيرانية ضخمة تتدفق على كربلاء

       

  الزوار الشيعة يتجمعون في مدينة مهران الحدودية باتجاه كربلاء

ميدل ايست اونلاين/مهران (إيران) - لا تشير لوحة إرشادية عند الحدود العراقية الإيرانية في مهران سوى إلى اتجاهين، إما إيران أو مدينة كربلاء في العراق حيث تنتهي "مسيرة الأربعين"، أحد أضخم التجمعات الدينية في العالم، فيما اعتبرها البعض رسالة للولايات المتحدة التي تفرض عقوبات على طهران.

ويتدفق الزوار الشيعة من كافة أنحاء إيران في سيل لا يتوقف يطلق عليه "المواكب" وتتناثر أكشاك الطعام للزوار على طول طريقهم حتى الجمارك.

ووجهة الجميع واحدة وهي ضريح الإمام الحسين في كربلاء التي تبعد عن مهران نحو 300 كيلومتر.

وقالت خديجة مهرجو (36 عاما) من أعضاء المجلس البلدي في مدينة صغيرة بوسط إيران "أقوم بهذه الزيارة إكراما للإمام الحسين".

وأضافت "من تأثيرات هذه الزيارة أن تعرف نفسك أكثر، ففي كل خطوة تكتشف المزيد عن ذاتك".

وقتل الإمام الحسين حفيد الرسول محمد في العام 680 ميلادي في كربلاء بيد قوات الخليفة الأموي يزيد بن معاوية وهو الإمام المعصوم الثالث لدى الشيعة الاثنى عشرية.

ويحيي الشيعة كل عام ذكرى عاشوراء وهي الأهم لديهم لتخليد "الشهيد"، ومع الأربعينية التي تصادف هذا العام 30 أكتوبر/تشرين الأول تنتهي فترة الحداد على الحسين.

وإبان فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كانت زيارة الأربعين محظورة على الإيرانيين. وكان البلدان خاضا حربا بين 1980 و1988 وكان حزب البعث الحاكم في العراق علمانيا.

وبعد الإطاحة بنظام صدام حسين اثر الغزو الأميركي في 2003 وصعود الشيعة إلى الحكم في العراق، عاد الزوار الإيرانيون إلى كربلاء.

ووقفت إيران إلى جانب العراق في مكافحته مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مناطق واسعة بين 2014 و2017.

وأتاح الغزو الأميركي للعراق والإطاحة بنظام صدام، لإيران التغلغل في مفاصل الدولة العراقية بفضل شخصيات سياسية وميليشيات شيعية موالية لطهران.

ومنذ سنوات، تتجه أعداد ضخمة من الإيرانيين إلى كربلاء بمناسبة أربعينية الحسين بدعم واضح من سلطات بلادهم حيث التشيع دين الدولة منذ القرن السادس عشر.

ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية العامة عن اللجنة التي تنظم هذه الزيارة السنوية مؤخرا أن سلطات بغداد أصدرت 1.8 مليون تأشيرة للمشاركين في أربعينية الحسين.

ولا يتمكن الجميع من الوصول إلى كربلاء في يوم الذكرى، فالبعض ينطلق من منزله مشيا، لكن الغالبية الساحقة تتجه إلى كربلاء بالحافلات أو بالسيارات حتى الحدود. ومهران في غرب إيران هي إحدى نقاط الحدود الثلاثة التي يعبرها الزوار.

والأساسي عند معظم الزوار هو السير قرابة 80 كلم، وهي المسافة الفاصلة بين النجف وكربلاء.

وقال مرتضى تاجيخاني (39 عاما) العائد لتوه من كربلاء مع زوجته وطفلاه (عامين وست سنوات) "سبق أن قمت بالزيارة خمس مرات وأرغب في تكرار الأمر".

وأضاف "أشجع أصدقائي وأسرتي على القيام بذلك"، مؤكدا "أن الدموع انهمرت من عينية عندما رأى القبة المذهبة في كربلاء".

ويقر هذا الموظف في قطاع صناعة السيارات "إنها رحلة صعبة، لكن كرم ووفادة العرب لا تصدق".

وتحولت مشارف مدينة مهران إلى موقف كبير للسيارات حيث يركن الزوار سياراتهم لعدة أيام.

وعند الحدود يعرض شبان بعضلاتهم الكبيرة خدماتهم لدفع عربات باليد تحمل نساء وكبار سن.

وتمشي الحشود فرادى أو جماعات ضمن أسر أو أصدقاء وسط العديد من عربات الرضع. وترتدي النسوة التشادور الأسود كما يرتدي الرجال ثيابا داكنة اللون.

ولا يكاد الزوار يحملون شيئا ربما حقيبة ظهر صغيرة لا غير، فهم على ثقة أنه سيتم توفير السكن والغذاء لهم طوال الطريق.

ويقطع الكثيرون المسافة في كراسي متنقلة ويعتقد الزوار كما في معظم الديانات أن هذه الزيارة تتيح الحصول على كرامات بينها الشفاء.

ولدى المؤمنين الشيعة، فإن خيار الإمام الحسين أن "يستشهد" بدلا من الخضوع لحكم ظالم، لا زال حاضرا في الأذهان.

ويزداد الأمر حضورا في ظل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة مع فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على طهران.

وتحدث ساجد انتظار (23 عاما) عن أمة مسلمة "بلا حدود" مؤكدا أن "الرسالة السياسية للزيارة الموجهة للامبرياليين هي أن هذه الأمة لا يمكن أن تهزم لا اقتصاديا ولا سياسيا ولا عسكريا".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

405 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع