الفساد والديون الحكومية عقبات أمام الاقتصاد العراقي

          

دبي – «الحياة»:ثبتت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد أند بورز» تصنيفها الائتماني للعراق عند (بي/ بي -)، لافتة إلى أنها قد تخفض التصنيف إذا حدثت زيادة حادة في صافي ديون الحكومة أو نفقات خدمة الدين، لافتة إلى أن التطور السياسي والاقتصادي للعراق يعرقله فساد واسع الانتشار، مشيرة إلى أن محاربة الفساد والتهديدات الأمنية الخارجية تمثل تحديات رئيسة للعراق في الأجل القصير.

ولفتت الوكالة في أحدث بيان في شأن التصنيف الائتماني العراقي، إلى أن النظرة المستقبلية المستقرة تعكس توقعات بأن إجراءات السياسية في إطار برنامج «صندوق النقد الدولي» ستحتوي الأخطار التي تواجه أداء المالية العامة للعراق، مشيرة إلى أنها لا تتوقع رفع تصنيفها خلال الإثني عشر شهراً المقبلة، ما لم يتحسن الاستقرار السياسي والأمني فضلاً عن المالية العامة.

وأشار التقرير الصادر عن الوكالة والذي اطلعت «الحياة» عليه، إلى أن النفط يسيطر على الاقتصاد العراقي، إذ يساهم بما نسبته 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، و90 في المئة من الإيرادات الحكومية، فضلاً عن 95 في المئة من الصادرات.

ولفت إلى أن القطاع يساهم في دعم مستويات الثروة الاقتصادية المنخفضة نسبياً في العراق، إذ من المتوقع أن يسجل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نحو 5500 دولار أميركي في 2018.

ويعتبر العراق ثاني أكبر مصدر للنفط في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك)، كما أنه يمتلك رابع أكبر احتياط للنفط الخام في العالم.

وتوقع التقرير نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.1 في المئة بالمتوسط خلال 2012 إلى 2021، لافتاً إلى أن النمو السكاني سيفوق نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال 2017 إلى 2021.

وأشارت توقعات الوكالة إلى ارتفاع إجمالي الناتج المحلي في العام المقبل، بدعم من اتفاق زيادة إنتاج النفط الذي أقرته «أوبك» في اجتماعها الأخير، ما يرفع نصيب العراق من الإنتاج النفطي العالمي، إلا أن نسب النمو ستظل مكبوحة عند 2 في المئة في المتوسط بين عامي 2018 و2021، بسبب الوضع السياسي والأمني غير المستقر، فضلاً عن ضعف النمو في القطاعات غير النفطية، لافتة إلى أن القطاع النفطي سيكون الداعم الرئيس في هذا النمو.

ووفقاً لبيانات «أوبك» من مصادر ثانوية، فإن الإنتاج النفطي العراقي ازداد في حزيران (يونيو) الماضي إلى 4.53 مليون برميل يومياً، من 4.45 مليون برميل في 2017 و4.39 مليون برميل في 2016. ورجح التقرير زيادة الإنتاج النفطي إلى 4.9 مليون برميل يومياً في 2021.

ونوه التقرير بأن النشاط الاقتصادي سيكون مدعوماً بتعهدات القروض والاستثمارات المقدرة بنحو 30 بليون دولار، والتي تمثل نحو 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي، والتي حصل عليها العراق خلال مؤتمر المانحين في شباط (فبراير) الماضي.

وبيّن التقرير أن انخفاض أسعار النفط، سيؤدي إلى اتساع العجز المالي، والعجز في الحساب الجاري حتى عام 2021، خصوصاً مع توقعات بأن تبلغ أسعار النفط لخام «برنت» 65 دولاراً في المتوسط، للبرميل هذا العام، و60 دولاراً في العام المقبل، و55 دولاراً للبرميل خلال 2020.

وأضاف أن برنامج صندوق النقد الدولي الذي قدم نحو 5.4 بليون دولار، شكل دعماً للوضع المالي العراقي، وحافظ على مستوى الاحتياطات من العملات الأجنبية.

وقدّر التقرير العجز المالي الحكومي عند 2 في المئة نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، بدلاً من التقدير السابق الذي بلغ 4 في المئة في المراجعة السابقة التي نشرت في شباط الماضي. ورد الانخفاض في نسبة العجز إلى الإيرادات الحكومية التي جاءت أعلى من المتوقع، إضافة إلى خطوات خفض الإنفاق.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

692 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع