غجر العراق.. حرمان من أبسط حقوق البشر

 

خاص بموقع "الحرة:"نحن مواطنون حالنا حال كل العراقيين.. أجدادنا نحن الغجر موجودون في العراق منذ عام 1889.. فلماذا يطبق القانون العراقي علينا فقط دون أن يخدمنا؟".

عبارة بدأ بها مختار الغجر أبو سيف من قرية الزهور بالديوانية حديثه لموقع "الحرة" شارحا الوضع المأساوي لسكان هذه القرية من الغجر، حيث يعيشون وسط بيوت متهالكة مع انعدام الخدمات، إلا ما تتقدم به الجمعيات الخيرية التي تصل قريتهم.

في هذه القرية يعيش 400 شخص في 65 عائلة تقطعت بهم السبل بعد هدم منازلهم إثر هجوم إحدى الجهات المسلحة على قريتهم عام 2004، حيث هجر كثير من السكان قريتهم بسبب الظروف الصعبة والاضطهاد.

وتقدر إحصائية تعود لعام 2005 عدد الغجر في العراق بنحو 50 ألف نسمة يتوزعون في تجمعات على أطراف مدن مثل بغداد والبصرة والديوانية ونينوى والمثنى.

حجر اجتماعي

تصف الصحافية الناشطة في مجال حقوق الإنسان منار الزبيدي في حديث لموقع "الحرة" تجاهل الحكومة العراقية لحقوق الغجر وما يواجهونه من اضطهاد يومي بـ"الحجر الاجتماعي" الذي يمنعهم من الحصول على أدنى مقومات الحياة.

منذ نحو 14 عاما يعيش الغجر في قرية الزهور بمعزل عن أي خدمات صحية أو تعليمية أو تأهيلية، الأمر الذي دفع بعضهم لامتهان التسول لتأمين لقمة العيش حسب الزبيدي.

ويقول أبو سيف إن نسبة البطالة بين الغجر في القرية "تصل إلى 90 في المئة فأغلب شباب هذه القرية قادرون على العمل، لكن المجتمع وإهمال الحكومة يقف عائقا دون حصولهم على وضع معيشي أفضل".

إحياء المناسبات وإقامة الحفلات والسهرات في أماكن متطرفة خارج المدن، كانت المهنة التي يعمل بها غالبية الغجر في العراق قبل عام 2003.

ولم تكن مهنة الرقص والغناء الوحيدة للغجر حسب أبوسيف، فمنهم من يتقن مهنة أعمال الحدادة اليدوية وأعمال البناء وتصليح الأسلحة النارية.

وحاول الغجر مرات عديدة الاستقرار في مكان واحد، بدلا من التنقل لكن الرفض المجتمعي وضع أمامهم صعوبات كثيرة، حتى تمكن بعضهم من الاستقرار في قرية الزهور عام 1961، يقول أبو سيف.


وفي حديثه لموقع "الحرة" أكد أبو سيف أكثر من مرة أن الغجر عراقيون مثل باقي المواطنين يحملون الجنسية العراقية، "وإن كانت ملاحظة الاستثناء المذكورة على شهادة الجنسية ومحل إقامتهم تعرف الآخرين على أصولهم ليواجهوا الرفض والعزل".

ولم تقدم الحكومة المركزية أية خدمات تذكر للغجر في القرية، يقول أبو سيف بينما تمكنت بعض الجمعيات الدولية والمبادرات المدنية من تقديم بعض المعونات.

وساعدت إحدى المنظمات الدولية في تأمين وصول خدمة الكهرباء إلى هذه القرية المنكوبة، بينما تمكنت منظمة أخرى من تأمين خدمة المياه في صهاريج لثلاثة أيام في الأسبوع حيث تحصل كل عائلة على ثلاثة آلاف ليتر.

ومن ضمن المبادرات لمساعدة الغجر، أطلق ناشطون عراقيون مبادرة تهدف لتدريس 75 طفلا من الغجر ليومين كل الأسبوع.

وجاءت خطوة تدريس أطفال الغجر ثمرة لحملة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "#الغجر_بشر" تقول الصحافية الزبيدي لموقع "الحرة".

وتضيف أن الحملة هدفت إلى مساعدة أهالي هذه القرية والتوعية بحقوقهم التي كفلها الدستور العراقي لهم في التعليم والتوظيف.

ولم تخف الزبيدي الصعوبات التي واجهت هذه المهمة بسبب النظرة التقليدية لمجتمع الغجر.

وتشير الزبيدي إلى تعرضها وزميلات لها لمضايقات بسبب المشاركة في الحملة وتقديم الدعم للغجر.

وتقول الزبيدي إن المتطوعين الشباب يعملون على تأهيل أطفال قرية الزهور تعليميا واجتماعيا، وحتى نفسيا للعودة إلى المدرسة بانتظار أن يعاد افتتاح المدرسة الوحيدة التي كانت في القرية وهدمت في 2004.

شاهد تقرير قناة "الحرة عراق" عن مبادرة "الغجر بشر"

https://www.youtube.com/watch?v=4eIHphQ1F1w

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع