ريبورتاج: مواطنون يسدّون فراغ الحكومة بإعمار المدارس

                         

المدى:ليس فشلا وقتيا او جديدا، بل هو فشل مستديم في قطاع التربية والتعليم العراقي، اذ لم تكتفِ الوزارة بكل الخراب ان كان في المناهج او الصفوف المكتظة او انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية والمدارس الأهلية وتسريب الأسئلة الامتحانية بل وصل الامر الى عجزها عن تأهيل وصيانة المدارس التي بات أغلبها في حالة مزرية سواء  أكانت الصفوف الدراسية او الساحات او المختبرات والتي يشكو الكثير منها من عدم توفر ادنى شروط تلقي التعليم الجيد.

ومثل الكثير من مجالات الحياة اخذ الناس على عاتقهم سد فراغ الحكومة التي افلح اقطابها بسرقة الأموال، اذ قام العديد من اهالي الطلبة بحملات شعبية لبناء وتأهيل المدارس من اموالهم الخاصة، بعد ان عجزوا من المطالبات والمناشدات كما هو موجود في المثل العراقي (تعِّب اجدامك ولا تتعب لسانك) وهي حكمة اثيرة طبقوها بشكل ناجح.
في محافظة واسط، اخذت مديرية الشرطة على عاتقها تأهيل العديد من المدارس بصبغ الجدران والصفوف وتأهيل الأبواب والشبابيك وتبديل المرواح السقفية وتنظيف الساحات والحدائق، وهي مبادرة كبرى تستحق الاحترام والثناء في الوقت الذي تتصارع فيه الجهات المشاركة بالحكومة المحلية في واسط بالصراع على المناصب الادارية.
وفي ميسان ايضا، هرع بعض اهالي الطلبة الى صيانة صفوف ابنائهم الدراسية وتزويدها بمستلزمات الدراسة من رحلات وسبورات بعد عجز مديرية التربية عن تأهيل اية مدرسة. اما في ديالى فقد اعلنت مديرية التربية عن اسهام مواطنين "متوفين" في حملات إعمار وبناء وتأهيل المدارس داخل المحافظة. وقال مدير إعلام تربية ديالى، سنان الربيعي، في تصريح صحفي، إن برنامج الشراكة المجتمعية الذي اطلقته تربية ديالى لبناء وإعمار وتأهيل المدارس بالتعاون مع الأهالي كشف عن مواقف انسانية كبيرة من خلال التفاعل الايجابي لشرائح واسعة من اجل التسابق في البناء والإعمار. مضيفا: ان بعض المتبرعين بالأموال في مشاريع اعمار وبناء المدارس بديالى هم بالأصل متوفون وقام ذووهم بتقديم المال طلبا للأجر والثواب لأنهم مؤمنون باهمية العلم والتعليم في ردع الجهل والأمية وبناء مستقبل افضل للأطفال. مشيرا: الى ان إحدى النساء المسنّات تبرعت قبل اسابيع معدودة (بتحويشة العمر) من اجل المشاركة في اعمار مدرسة حفيدها الصغير ايمانا منها بأهمية التعليم.
في البصرة، والتي تعد منجم العراق النفطي قدم آباء عدد من الطلبة مبالغ نقدية لتأهيل وصيانة مدارس وصفوف ابنائهم التي لم تعد صالحة للدارسة والتعليم للنقص الحاصل بكل الخدمات وبشكل خاص الصحية. اذ بين احد أولياء الأمور في اتصال هاتفي: لم نجد أمامنا من سبيل سوى القيام بحملة تبرعات لتأهيل وصيانة الصفوف المدرسية والحمام الصحية. مبينا: ان هناك تجاهلا كبيرا من قبل مديريات التربية وادارة المدارس لهذا الجانب المهم.
استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه دون وضع معالجات سريعة سيؤدي الى تفاقم المشاكل في قطاع التربية والتعليم، ويزيد من نسبة الأمية بين اوساط الشباب، تعلل الوزارة ان التقشف هو احد اسباب الأزمة وبشكل خاص موضوع المناهج الدارسية والقرطاسية، مبينة ان بناء المدارس ليس من مسؤولياتها بل من مسولية مجالس المحافظات ووزارة الإعمار والإسكان. لكن ياوزارة التربية تأهيل وصيانة المدارس وتوفير مستلزمات الدارسة على عاتقكم كذلك ان صيانة البنى التحتية للمدارس وتوفير المقاعد ليست بالشيء الصعب فالكثير منها يمكن اتمامه من قبل الكوادر العاملة في الوزارة وبشكل خاص كوادر التعليم المهني ان كانوا طلابا او مدرسين صناعيين بوجه الخصوص. لتكن دعوة لإعادة الحياة للتعليم المهني الصناعي والزراعي والتجاري والصحي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

836 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع