مدريد ودّعت صيفها

      

مدريد ــ حنين عتيق:تحتفي الشعوب الأوروبية بموسم الصيف بكثير من البهجة والفرح وذلك لندرة أيام الشمس خصوصاً في الدول الاسكندنافية الباردة. وتقيم هذه الشعوب لهذه الأيام الكثير من المهرجانات والنشاطات إذ إن هذه الفترة تتزامن أيضاً مع مرحلة العطلة الدراسية التي يحاول الجميع استغلالها كاملة، وهي فترة السياحة النشطة جداً التي تعتبر من أهم ما يخطط له الإنسان الأوروبي طيلة العام، ولقد أصبحت مهرجانات الصيف ثقافة عامة وتقليداً أساسياً في كل دول القارة الأوروبية، وخصوصاً في دول المتوسط.

في إسبانيا، بلد الشمس والحياة، يحتفل السكّان بالصيف الطويل في بلادهم كأنه جوهرتهم الأولى. ففي منطقة ألكوبينداس التابعة لمدينة مدريد، تقيم البلدية أكثر من سبعة مهرجانات صيفية، وتكون هذه المهرجانات ممولة بشكل كامل من البلدية ذاتها ومن جمعيات مدنية موجودة في المنطقة، وتخصص لها أهم الساحات الكبيرة المجهزة بمسارح كبيرة وبأجهزة صوت حديثة وبالكثير من المقاعد والكراسي وبالورود والأشجار ونوافير الماء. وقد جرت هنا عادة إقامة حفلة خاصة في كل منطقة أو كل مدينة أو قرية. وتستمر الحفلة لأيام عدة وتكون الناس كلها مدعوة وقادرة على المشاركة بشكل مجاني كامل مع كل أفراد الأسرة. إذ تخصص دائماً فقرات لكل الأعمار في هذه المهرجانات المدهشة وتشارك فرق من الأطفال وفرق أخرى من أعمار المراهقين بتقديم عروض راقصة وأخرى موسيقية وغنائية، كما تتخلل المهرجانات أحياناً عروض لبعض الحركات البهلوانية أو لبعض الحركات الرياضية بالاضافة الى مواهب أخرى مميزة.

هذا العام وفي بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول احتفت منطقة ألكوبينداس بمهرجان نهاية الصيف، وهو مهرجان يتضمن خمسة عروض متتالية لرقص الفلامنكو، هذا الرقص الفلكلوري الجميل والجذاب المميز للثقافة الإسبانية. وقد قدمت هذه الفرق عروضها مبتدئة بفقرة رقص تابعة لمدرسة ألكوبندس للتعليم الأساسي المرحلة الأولى، قدمتها طفلات بأعمار تتفاوت بين الست والثماني سنوات وكن يرتدين لباس الفلامنكو ويتحركن على المسرح بعفوية وطفولة وابتهاج كأنهن وردات في حديقة رائعة الألوان، وقد لاقين تشجيعاً وتصفيقاً شديدين من الجمهور، ليأتي بعدهن فرقة ممثلة بعمر الشباب وهي مؤلفة من عدد من الفتيات في عمر المراهقة يرتدين فساتين الفلامنكو البرتقالية ويضعن على شعرهن المربوط إلى الخلف وردة برتقالية كبيرة وشالاً برتقالياً مطرزاً بطريقة عربية، وقد قدمن رقصاً مدهشاً تميز بالرشاقة والجمال، كما تميز بالحماس وبالحركات السريعة والمنضبطة تماماً مع إيقاع الموسيقى، وبإحساس أنثوي عال بالثقة بالنفس وبالشموخ والقوة وهذا ما يعتبر من أهم دعائم رقص الفلامنكو.

تتابعت بعدها فرق محترفة لرقص الفلامنكو، ثم اختتم مهرجان نهاية الصيف هذا بمفاجأة كانت فقرة جميلة جداً من الرقص الشرقي التي قدمتها مدرسة تعليم الرقص الشرقي في مدريد، وقد جعلت الرقصات مع الموسيقى العربية بإيقاعاتها الحية وطربها الحقيقي الناس كلها تتفاعل بطريقة غريبة مع العرض، وتحاول الرقص مع الفرقة التي كانت ترتدي الزي الأندلسي التقليدي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1154 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع