غموض مصير مغنية وبدر الدين.. هل يقتل حزب الله قادته أم يخفيهم؟

   

          يرفض حزب الله تسليم المتهمين بقضية الحريري

قتادة الطائي - الخليج أونلاين:يُقتل قادته، وتتضارب الأنباء حول قاتليهم، يوزع حزب الله التهم، وينفي المتهمون صلتهم بالأمر، يتملص الحزب من جريمة قتلهم، أم يخفي شخصياته التي يلاحقها القضاء الدولي بتهم تلقي بهم بين صفوف مجرمي الحرب، يتساءل المراقبون حول مقتل قادة بالحزب؛ مثل مصطفى بدر الدين، وقبله عماد مغنية، والمكان سوريا، حيث لا قضاء ولا مساءلة.

على دماء رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، يلاحق المشبوهان المقتولان بسوريا، وبالطريقة ذاتها (مغنية وبدر الدين)، لتفجر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مفاجأة عبر قرارها في 2 يونيو/حزيران الاستمرار في محاكمة بدر الدين؛ بتهمة الاشتراك في اغتيال الحريري، وذلك بانتظار حصولها على "أدلة كافية" تثبت ما أعلنه الحزب الشيعي بشأن مقتله في سوريا 13 مايو/أيار.

ويعد بدر الدين أبرز المتهمين الـ5 من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الحريري، الذي قضى في تفجير شاحنة مفخخة استهدفت موكبه وسط بيروت في شباط/فبراير 2005، وتتم محاكمتهم غيابياً بعد تواريهم عن الأنظار، ويعد إثبات تورطهما في القضية إثباتاً لتورط الحزب، الذي تضاعفت العقوبات الأمريكية عليه في الفترة الأخيرة، ومن ورائه تورط إيران، التي خطت خطوات متقدمة في تقدم علاقتها بواشنطن ورفع العقوبات عنها.

وعن ضلوع الرجلين باغتيال الحريري، وبأنهما "ورطة" حزب الله في الجريمة، أفاد تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية استناداً إلى تحقيقات الاغتيال في فبراير/شباط 2015، بأن أبرز المتهمين الخمسة (بدر الدين) في القضية قد يكون طلب موافقة مغنية لتنفيذ التفجير.

وأظهر التحقيق الذي أعده الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية، رونين برغمان، أن محققي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان توصلوا إلى معلومات مفادها أن بدر الدين أجرى اتصالاً هاتفياً بمغنية قبل دقائق فقط من التفجير الذي أسفر عن مقتل الحريري و21 آخرين، بينهم الوزير الأسبق، باسل فليحان.

تشابه الغموض في الاغتيال

يدعم فرضية التصفية المتعمدة من الحزب لقياداته المتهمين، أو إخفائهم بهويات جديدة، أن بدر الدين يمثل صندوقاً أسود خطيراً قد يفتح أبواب الجحيم على الحزب، الذي يفضّل أن تطلق عليه رصاصة، وتنظم له جنازة مهيبة، على أن يفضح أسرار الحزب واستخباراته، كما أنه شقيق زوجة مغنية، الذي تتشابه قصة اغتياله بالغموض نفسه.

إضافة إلى ذلك، فإن عملية الاغتيال المحتملة لبدر الدين وقعت قرب مطار دمشق المحصن أمنياً، والذي يخضع لسيطرة كاملة من قبل نظام الأسد، وهذا المكان -الذي ادعى حزب الله مقتل القيادي فيه- لا وجود للجماعات المعارضة فيه.

وشكك المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذه الرواية، وقال إنه لم يحدث قصف من جماعات مسلحة في هذه المنطقة منذ أكثر من أسبوع قبل الحادثة، في حين أكد البيت الأبيض أن المنطقة التي قتل فيها لم توجد بها أي طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده واشنطن، كما شكك المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش آرنست، بمقتله قرب قاعدة مجاورة لمطار دمشق، في حين نفت إسرائيل مسؤوليتها عن الاغتيال.

أما مغنية -الذي اغتيل في الـ12 من فبراير/شباط 2008- فقد طرح اغتياله وسط سوريا قبل الثورة، وفي تفجير كبير بحي كفرسوسة، وفي البلد الحليف والداعم لحزب الله، عدة تساؤلات حول الفاعل، وسط اتهام حزب الله للموساد تارة، وللاستخبارات الأمريكية تارة أخرى.

من جهته، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، إيهود أولمرت، بياناً ينفي فيه ضلوع تل أبيب في العملية، قائلاً: "إسرائيل ترفض أي محاولة من الجماعات الإرهابية إلصاق أي مشاركة لها بالحادث".

وتبدو تفسيرات مقتل مغنية، ومن بعده بدر الدين، بنفس الأسلوب والغرابة، ما يدفع للاعتقاد بأن الحزب انتهى لخيارين لا ثالث لهما: إما أن يقتل القياديين سراً ويتخلص بذلك من أدلة التورط باغتيال الحريري، وإما أن يخفيهما ويمنحهما هوية جديدة، والتمثيل بقتلهما في لعبة تفجيرات لا تبقي أثراً للضحية سوى أشلاء يصعب تحليلها، وترك التأكيد بين يدي حزب الله، الذي يسيّر أي تحقيقات قد تلاحق عمليات الاغتيال في سوريا ولبنان.

واعتبر النائب اللبناني عن كتلة المستقبل النيابية، خالد زهرمان، في تصريح صحفي، أن "العدالة ستتوصل إلى نتيجة في حال لم يتم التخلص من المرتكبين، كما هي الشكوك اليوم لدى البعض حول مقتل بدر الدين، فكلما ظهر اسم قيادي في حزب الله في مسألة أمنية تتم تصفيته، ويختفي باغتيال، أو غارة جوية، أو عمل أمني ما، فالشكوك اليوم كبيرة حول تصفية هذه الرموز، التي قد تكون مفاتيح للكثير من معلومات في حال تم القبض عليها من المحكمة الدولية".

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

ويرفض حزب الله تسليم المتهمين، ويتعاطى مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على أنّها "أمريكية إسرائيلية ذات أحكام باطلة"، فيما تصاعد تصنيف الحزب هذا العام على قوائم الإرهاب العربية، والخليجية، والعالمية، ما جعله جنباً إلى جنب مع تنظيمات وصفت بالتطرف والإرهاب، مثل تنظيم "الدولة".

وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان -وهي محكمة جنائية ذات طابع دولي مقرها لاهاي، أقرها مجلس الأمن عام 2007- عملها رسمياً مطلع مارس/آذار 2009؛ لمحاكمة المتهمين بتنفيذ اعتداء 14 فبراير/شباط 2005، الذي أدى إلى مقتل الحريري، و23 شخصاً آخرين، بينهم مرافقوه.

وكانت المحكمة أصدرت في العام 2011 قرار اتهام بحق 4 أفراد ينتمون لحزب الله؛ لدورهم المزعوم في اغتيال الحريري، وهم سليم عيّاش، ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا، وفي سبتمبر/أيلول الماضي أصدرت قرار اتّهام جديداً بحق عنصر خامس من حزب الله، هو حسن حبيب مرعي؛ لمشاركته باغتيال الحريري.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

867 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع