في ذكرى ٢ آب دخول العراق في الكويت

   

     في ذكرى ٢ آب دخول العراق في الكويت

نظرة تاريخية سريعة:

الگاردينيا:تمر علينا اليوم الذكرى ٢٢ لدخول القوات العراقية اراضي الكويت يوم الثاني من آب ١٩٩٠، بعد تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية بين البلدين، بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية يوم 8/8/1988 نتيجة مطالبات مالية، وتجاوزات في استخراج النفط على حدود البلدين، وفي الواقع فإن يوم ٢ آب ١٩٩٠ يوم دخول القوات العراقية للكويت، ليس الأول في تسلسل أحداث الأزمة بين البلدين، ففي عشية الحرب العالمية الأولى أبرمت بريطانيا والدولة العثمانية اتفاقاً وضع خطاً على الأرض يمثل الحدود بين العراق الذي كان ولاية عثمانية وبين مشيخة الكويت المرتبطة بـ(اتفاق حماية) مع التاج البريطاني، كان هذا بموجب اتفاقية 29 تموز 1913،  حيث غدا هذا الخط بعد ذلك الحدود الكويتية العراقية. وفي عام 1923 وقد بات العراق تحت الهيمنة البريطانية أبرم اتفاق جديد بين مملكة العراق الوليدة وبين إمارة الكويت، هذا الاتفاق كان ببساطة مصادقة على اتفاق 1913 ، وفي عام 1932 وقع الطرفان اتفاقاً آخر عزز الاتفاقات السابقة بصورة أكثر رسمية، لكن حتى هذا الاتفاق لم يكن واضحاً حول مفهوم "جنوب صفوان". فمراراً وضع الكويتيون شواهد معدنية أو خشبية على خط الحدود ليقتلعها العراقيون محتجين، وفي عام 1940 توجه شيخ الكويت شخصياً وبمرافقة الوكيل السياسي البريطاني الميجور ماكوين الى جنوبي صفوان ونصب عموداً عند النقطة التي حددتها اتفاقية عام 1913، لكن الشرطة العراقية جاءت بعد ذلك وأزالته وأرسلت الخارجية العراقية في حزيران 1940 احتجاجاً الى لندن قائلة إن "الميجور ماكوين وشيخ الكويت نصبا العلامة الحدودية على مسافة 250 متراً داخل العراق"!!
وبعد الحرب العالمية الاولى تفجر النفط في هذه المنطقة في حقول شمال الحدود مثل "الرميلة" العراقي وجنوبها مثل "الروضتين" الكويتي وحقول مشتركة مثل "الرتقة"، وعندما وقعت ثورة تموز 1958 ونشأ نظام جمهوري في العراق أعلن الزعيم عبدالكريم قاسم انه "لا يوجد أي خلاف حدودي مع الكويت لأن الكويت كلها تابعة للعراق"!  واعلن عدم الاعتراف بالكويت دولة وسانده في ذلك الاتحاد السوفيتي الذي صوت بالفيتو على قرار قبول الكويت بالامم المتحدة 1961 ولكن بعد قيام حركة 8 شباط 1963 وسقوط نظام قاسم فقد اعترف العراق بالكويت دولة مستقلة وتم قبولها بالامم المتحدة لأن الفيتو السوفيتي عام 1961 منع قبولها بالامم المتحدة تضامنا من الاتحاد السوفييتي مع مطالب عبدالكريم قاسم،  في عام 1973 بدأت الكويت تزحف في نقاطها الحدودية باتجاه الجار الشمالي، وبنت مخفرا في منطقة الصامتة المطلة على ميناء أم قصر، فوجه الرئيس أحمد حسن البكر انذارا للكويتيين بضرورة سحب مخفرهم، الا ان الكويتيين لم يستجيبوا فاضطر الجيش العراقي يوم 23 آذار 1973 للتقدم نحو المخفر وتمت ازالته بالكامل، وتفاقمت الازمة بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية يوم 8/8/1988 لكنها بقيت ازمة مستفحلة تصاعدت شهرا بعد شهر وانتهت بما حصل في 2 آب 1990 وجاءت بعدها قوات التحالف العالمي لتخرج العراق عنوة من الكويت وتفرض على العراق جملة من القرارات بضمنها قرار لترسيم الالزامي للحدود بين البلدين الذي اعطى الكويت حقوقا وامتيازات مضافة لم تكن تحلم بها من قبل. وبعد 2003 ورغم سقوط النظام  السابق استمرت الكويت تطالب بتنفيذ جميع قرارات العقوبات الدولية على العراق بما فيها التعويضات وترسيم ومنها ايضا دفع نصيب العراق من كلفة صيانة الدعامات الحدودية بين العراق والكويت التي نصبتها الامم المتحدة.
 لقد كانت مغامرة ٢ آب (أغسطس) ١٩٩٠ بداية الإنهيار لقدرات العراق التي وصلت ذروتها مع انتهاء الحرب العراقية الايرانية بنصر عراقي مؤزر، وكانت بداية الانحدار والتراجع وفرض الحصار الاقتصادي الشامل على العراق، وسلسلة القرارات الاممية التي أنهكت العراق وعزلته وزادت من معاناة شعبه، والتي استمرت حتى جاءت مأساة غزو العراق 2003 وما حصل بعدها. ومهما كانت الأسباب والمبررات فإن دخول القطعات العراقية الى الكويت بالقصة المعروفة للجميع كانت (مغامرة) غير محسوبة العواقب، يبدو أن العراق قد أستدرج إليها إمعاناً في المخطط الصهيوني الامريكي لإضعاف قدرات العراق عسكرياً وتحييده تماماً عن ساحة الصراع العربي الاسرائيلي وما زال العراقيون يدفعون ثمنها إلى اليوم وإلى سنين وعقود طوال قادمات.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

647 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع