الطوائف العراقية .. واللغات الشائعة

الطوائف العراقية .. واللغات الشائعة

يتألف الشعب العراقي من عرب وأكراد وتركمان واقوام أخرى بعضها من أقدم الامم التي عرفها العراق ، وبعضها نزح اليه في العصور القديمة من أولئك السريان والكلدان والاشوريين ، وهذه العناصر والاقوام كلها بالنظر الى وحدة اصلها تذوب في بوتقة الوطنية العراقية .وفي ظل هذه الوحدة ينعم اصغر العناصر كما ينعم أكبرها واضخمها . وفي العراق مسلمون ومسيحيون ويهود ويزيديون وصابئة وعدد قليل من البهائية والمجوس . والحرية الدينية مكفولة بالدستور العراقي ومضمونة بالعقد الاجتماعي الذي إحترمه العراقيون منذ أقدم الازمنة ، فيقوم الجامع الى جانب الكنيسة والمعبد ويمتزج صوت المؤذن بالناقوس والتسبيح بالترتيل وشعارهم( الدين لله والوطن للجميع) وليس للمسلم أو المسيحي أو اليهودي سمات تميز الواحد عن الاخر إنما هم أبناء أرومة واحدة وسلالة شعب واحد.

وفي العراق عدة لغات هي العربية والكردية والكلدانية والعبرانية والتركية والارمنية ، ولكن اللغة العربية هي أم للجميع ولسان الكل من أبناء العناصر يتعلمونها بإعتبارها لغة الوطن الكبرى ولغة العلوم والسياسة والتجارة . ومع ذلك تحترم لغات العنصرين الكردي والتركماني في المناطق الشمالية كلغتين رسميتين في المحاكم والمدارس ، وما تبقى من اللغات العراقية شائع في اوساط صغيرة وفي المعابد وبعض المدارس
وفي العراق تشيع لغات كثيرة منها اللغات التركية والفارسية أما اللغات الاوروبية فهي شائعة في العراق واكثرها شيوعاً اللغة الانكليزية وتليها الفرنسية فالالمانية ولا تخلو الاوساط العراقية ممن يتكلمون بالايطالية والروسية الا أن عددهم يسير جداً.
وفيما يلي شذرة مختصرة عن كل طائفة عراقية مرتبة بحسب حروف الهجاء.غير الرسمية:
رسالة الآباء الكرمليين في العراق
تمّ تأسيسها في البصرة اوائل سنة 1623 . وجرى إفتتاحها يوم الثالث عشر من نيسان من ذلك العام اذ افتتح الاب ( بازيل الكرملي) – وهو راهب برتغالي - الكنيسة والدير بموافقة الوالي الذي حضر شخصياً لزيارة المؤسستين المذكورتين وأظهر الرعاية والعطف للاباء الكرملين الذين إستقبلوه إستقبالاً حافلاً.
وقد كان للبرتغاليين إذذاك في البصرة جالية قليلة العدد وإسطولاً تجارياً يتجاوز عدد سفنه العشرين، تلك هي أهم الاسباب التي حدت بالاباء الكرمليين الى تأسيس رسالتهم لأجل الاهتمام بالمصالح الروحية للطائفة اللاتينية.

ولقد اصبحت البصرة بفضل مينائها المزدهر- وكان عدد سكانها حينئذ يربو على ثمانين الف نسمة مطمحاً للانظار ومجالاً للمطامع. وفي غضون ستة أشهر فقط إنتقلت سيادة البصرة ثلاث مرات ، فمن أيدي العرب الى الاتراك الى الايرانيين وقاست الأمرين من الحرق والنهب والتقتيل ، وإضطر الآباء المرسلون بنتيجة ذلك أن يعيدوا أربع مرات كنيستهم ، وكادت مكتبتهم الثمينة تذهب طعمة للنيران لو لم يبادر الوالي الذي كان يعطف على الرسالة الى إنذارهم بالخطر المحدق في الوقت المناسب والى حثهم على نقل المكتبة الى جزيرة الكرك.
وفي سنة 1677 عين رؤساء مبعث البصرة – بغض النظر عن جنسيتهم – قناصل في البصرة وذلك بموجب أمر موقع بتوقيع ( الميركزدي نوافتيل) سفير الملك لويس الرابع عشر في الاستانة . وقد شغل هذه الوظيفة بالتعاقب أحد عشر راهباً كرملياً الى حين وصول ( المسيو مارتنفيل) القنصل العلماني الاول سنة 1739 .أما الكنيسة الحالية التي يستند سقفها ( عقد بنائها) على عواميد سفينة -فقد أعيد بناؤها بتمامها سنة 1882 . من قبل الاب (ماري يوسف ) المنصب الرسولي الذي أنشأ رسالة العمارة وفتح فيهاوفيما يلي شذرة مختصرة عن كل طائفة عراقية مرتبة بحسب حروف الهجاء.غير الرسمية.
بتمامها سنة 1882 من قبل (الاب ماري يوسف) المنصّب الرسولي الذي أنشأ رسالة العمارة ، وفتح فيها مدرستين احداهما للاولاد والثانية للبنات.
ويبلغ عدد افراد الطائفة اللاتينية في بغداد 975 نفساً منهم 280 من اهل البلاد وذلك بموجب إحصاء دقيق أجري سنة 1934.
وللطائفة مدرستان – الكلية وعدد طلابها 220 . ومدرسة السنك وفيها 164 تلميذاً ويلحق بها ملجأ للعميان ، والفضل في إدارة هذا الملجأ يعود الى الاب بطرس الكرملي الذي وجه همه الى شؤون العميان وادخل الى بغداد طريقة (برايل) فعلّمهم بواسطتها القراءة والكتابة.
فرداً من ضمنهم راهبات الدومينكات ( اخوات النقدمة) للواتي لا يفتأن منذ نصف قرن يدرّسن الصبية ويهذبنهم ويدرن مدرسة داخلية وميتماً وكنيسة ومدرستين مقر إحداهما في العشار.
وللاباء الكرمليين مدرسة فيها 73 تلميذاً وكنيستان إحداهما في البصرة والأخرى في العشار حيث يبلغ عدد افراد الطائفة الكاثوليكية نحو(200) نسمة. وتشمل جهود الآباء الكرمليين في البصرة والعشار والخليج العربي حتى الجزيرة العربية التي يزورونها مرتين في العام.
الكرمليون في بغداد
تأخر تأسيس رسالة بغداد قرناً واحداً عن تاريخ تأسيس رسالة البصرة . فمنذ سنة سنة 1720 جاء أحد الآباء الكرمليين وهو فرنسي الاصل الى بغداد وأخذ يؤدي فيها واجباته الرسولية . وفي 14 تموز 1731 أنشأ الآباء الكرمليون رسالتهم في بغداد مزودين برسالة من حاكم (بونديشيري) – الهند الفرنسية – الفرنسي وبفرمان صادر من لدن أحمد باشا والي بغداد.
وقد أقام الاب عمانؤيل الذي كان من اعظم مؤسسي رسالة بغداد والذي أصبح في سنة 1742 أسقفاً على بابل باسم ( المونسنيور عمانؤيل باليط) – بفتح مدرسة في سنة 1735 وكانت تلك المدرسة الاولى من نوعها وكان يدرس فيها الاولاد الصغار القواعد والكتابة والحساب والترتيل الديني. وقد أشرف هذا الاب العامل على مقدرات الطائفة اللاتينية منذ 45 سنة . وفي سنة 1773 مات مع المرسلين الخمسة في بغداد والبصرة بالطاعون الوافد في ذلك العام.
وقد تقدم كل من الملجأ والمدرسة تقدماً عظيماً بعد ذلك ولا يسع الانسان الآن الا أن يعجب ببناء الكنيسة ( الكندرائية) الحالية. أما مدرسة القديس يوسف فقد إشتهرت بدراستها العالية وإنضباطها وتمنحها وزارة المعارف إعانة سنوية قدرها 100 دينار.

وللرسالة في بغداد كنيستان – الكنيسة الكتدرائية السابقة الذكر وتأسست سنة 1871 والكنيسة الجديدة في محلة السنك وهي بديعة البناء.
وبلغ عدد افراد الطائفة اللاتينية في بغداد 975 فرداً منهم 280 من اهل البلاد وذلك بموجب إحصاء دقيق أجري سنة 1934.
وللطائفة مدرستان – الكلية وعدد طلابها 220 ومدرسة السنك وفيها 164 تلميذاً ويلحق بها ملجأ للعميان . والفضل في إدارة هذا الملجأ يعود للاب ( بطرس الكرملي) الذي وجه همه الى شؤون العميان وادخل الى بغداد طريقة( بريل) فعلمهم بواسطتها القراءة والكتابة.
وتساعد الآباء في عملهم راهبات دومنيكات وهن يدرن ميتماً ومدرسة داخلية ومدرسة لتعليم الخياطة واربع مدارس تضم ما يتراوح بين 1600 وال 1700 طالبة، منهن من يقمن بواجبات التمريض في المستشفى الملكي..
رؤساء الرسالة الكرملية في العراق
اولا- دير بغداد- 11 مرسلاً .4 فرنسيين . و2 بلجيكيين و1 اسباني و1 هولندي و3 بغداديين ومنهم عضو المجمع اللغوي المصري الاب انستاس ماري الالياوي الكرملي مؤسس ( مجلة لغة العرب)
ثانيا – دير البصرة – والعشار 4 مرسلين و2 بغداديين و1 اسباني و1 انكليزي
ثالثا- دير عبادان - مرسل واحد اسباني.
وتتبع الطوائف اللاتينية في بغداد والبصرة والعشار المونسيور (انتونان داربيير) القاصد الرسولي والممثل الرسمي للمقام الابوي في العراق وكردستان وآسيا الصغرى.

الطائفة اليهودية
كان عدد اليهود في ثلاثينات القرن الماضي 120 الف نسمة يسكن نحو ثلثهم مدينة بغداد ، أما الباقون فمنتشرون في سائر مدن القطر من الشمال الى الجنوب . وتعد البصرة والموصل من أهم مراكزهم بعد بغداد . وفي كردستان عدد غير قليل من اليهود منتشرون في القرى والجبال ويشتغلون على الاكثر بالزراعة . وللجماعات اليهودية المختلفة قوانين وأنظمة خاصة بمجالسهم وإدارة شؤونهم الدينية . وفيما عدا ذلك فهم كسائر أبناء العراق يتبعون القوانين والانظمة العراقية بلا فرق ولا تمييز.
تشكيلات الطائفة اليهودية
لقد كانت تشكيلات الطائفة اليهودية في بغداد قبل حزيران 1931 معينة بموجب ( الحاخامانة) الصادر في زمن الحكومة العثمانية غير أنه في التاريخ المذكور سنت الحكومة العراقية قانون الطائفة اليهودية رقم 77 لسنة 1931 ثم الحقته بنظام الطائفة رقم 36 لسنة 1931 وبموجب المادة الاولى من القانون قسمت الطائفة اليهودية في العراق الى عدة جماعات تتألف كل جماعة من يهود مقيمين في منطقة تعين حسب النظام. وقد عينت المناطق المشار اليها بموجب نظام ذيل نظام الطائفة اليهودية رقم 48 لسنة 1932 وهي منطقة بغداد والبصرة والموصل وديالى . وقد حتّم القانون ان يكون لكل من هذه الجماعات رئيس ورئيس حاخامين ومجلس عمومي ومجلس جسماني غير أن جماعة بغداد يكون لها مجلس روحاني علاوة على ذلك .أما جماعة ديالى فلها رئيس ومجلس عمومي ومجلس جسماني فقط.
رئيس الطائفة اليهودية في بغداد آنذاك هو ( الحاخام ساسون خضوري) الذي جرى اعدام ابنه بداية عام 1969 ضمن مجموعة من اليهود بتهمة التجسس لصالح اسرائيل .إنتخب ساسون لهذا المنصب بتاريخ 12 شباط 1933 وصدرت الارادة الملكية بتعيينه في 19 شباط 1933 وسيادته هو الذي يرأس المجلس العمومي الذي يتألف بموجب القانون من ستين عضواً لجماعة بغداد سبعة منهم من الروحانيين و53 من الجسمانيين ومن عشرين الى اربعين عضواً في الجماعات الأخرى. ويحدد إنتخاب رئيس الطائفة والمجلس العمومي في كل اربع سنوات مرة.
ويجتمع المجلس الروحاني برئاسة رئيس الحاخامين ووظائفه بموجب المادة(9) من القانون هي الاشراف على تربية رجال روحانيين وعلى المقررات المذهبية وعلى سائر المسائل المتعلقة بتمشية الامور الروحانية للجماعة وتجدد إنتخاب هذا المجلس مرة في كل اربع سنوات.
وتتشكل المحكمة الدينية اليهودية في بغداد من ثلاثة أعضاء من المجلس الروحاني وهم الحاخام (سلمان حوكي عبودي) رئيساً ومن العضوين الحاخام (روفائيل إسحق حييم) والحاخام ( يهوا شوع موشي).
ولهذه المحكمة حق القضاء برؤية دعاوي النكاح والمهر والطلاق والفراق والنفقة والزوجية وتصديق الوصايا ما عدا المسائل التابعة للمحاكم المدنية المختصة بأفراد الطائفة عدا الاجانب منهم وجميع المسائل العائدة للاحوال الشخصية حسبما تقدم الى المحكمة بإتفاق الطرفين.
وفي جماعة بغداد محكمة تمييز شرعية تجري اعادة النظر في جميع مقررات المحاكم الدينية اليهودية وهي تتألف من بقية أعضاء المجلس الروحاني برئاسة رئيس الحاخامين.
اما المجلس الجسماني فهو يتشكل من رئيس وثمانية اعضاء لجماعة بغداد ومن رئيس واربعة أعضاء أو ستة أعضاء في الجماعات الاخرى وتكون وظيفتهم لمدة سنتين ووظائف المجلس الجسماني بموجب المادة 7 من القانون هي:
اولا- الاشراف على إدارة التركات والمسقفات والمستغلات الموقوفة لاغراض خيرية
ثانيا- إدارة المدارس والمؤسسات الخيرية
ثالثا – إدارة جميع الامور المختصة بالصرف والايراد وفي ضمنها تحصيل الرسوم الطائفية وإستحقاقاتها وتنصيب وعزل الموظفين.
رابعا – إستعمال جميع الصلاحيات التي تخول للمجلس بالنظام
وقد اضاف النظام في المادة 21 الى وظائفه ما يلي:
اولا- ادارة الاوقاف التي يمكن تعيين متولٍ لها طبقاً لشروط واقفها.


ثانيا- الاشراف على حسابات معاهد التدريس الدينية التي لها مخصصات من صندوق الطائفة أو من الاوقاف المشروطة لها بعد وفاة الواقف أو من غير ذلك من مصادر الخيرات اليهودية.
ثالثاً- الاشراف على عقارات الكنائس وممتلكاتها ومحاسبة معتمديها بخصوص وارداتها ومصروفاتها مهما كان مصدرها.
رابعاً- الاشراف على الهيئات واللجان التي تجمع التبرعات باسم الطائفة لاجل الاعمال الخيرية ومحاسبتها
خامسا- الاشراف على إدارة أمور المقابر والتكفين والدفن من الوجهة المالية.
سادسا – إدارة مالية المجازر.
وبموجب المادة 25 من النظام نصت على( أن المجلس الجسماني بعد حصول موافقة المجلس العمومي أن يعين لجان فرعية لايفاء واجبات المجلس) فقد تشكلت في الطائفة لجنة لادارة المدارس برئاسة خضوري شكر وسكرتارية وعضوية ابراهيم الكبير واسرائيل نسيم حاي والدكتور سليم كوبي والدكتور عزرا قرعين وكرجي ابراهيم جييم برئاسة شرف سعادة العين عزرا مناحيم دانيال ولجنة لادارة المستشفيات من ابراهيم ناحوم رئيساً وحضرات منير دنكور نائباً للرئيس وداوود يوسف معلم صالح سكرتيراً والاعضاء ساسون كوهين وصالح فرج حييم والدكتور نور الله ويوسف حوري . ولجنة الاملاك من سلمان الكبير وصالح شلومو وصيون جيجي . ويتولى شؤون سكرتاريىة رئاسة الطائفة والمجلس الجسماني واللجان المذكرة شالوم درويش.
ماليـة الطائفـة
بلغ مجموع ميزانيات دوائر ومؤسسات الطائفة لسنة 35/36 (34484) دينارا و 536 فلساً، بما فيها نفقات المدارس والمستشفيات وإدارة الطائفة بموجب القانون ، ويساهم المجلس المذكور في هذا المبلغ بمقدار 16386 ديناراً و 666 فلساً. أما واردات المجلس الجسماني سنوياً فهي لا تزيد على هذا المبلغ وهي تتكون من رسوم الغالبية التي تشكل القسم الاكبر من هذه الواردات إذ تبلغ (15300) دينار وهي رسوم متعارفة منذ القدم يدفعها افراد الطائفة بصورة غير مباشرة كضريبة على اللحوم التي تستهلك بمقدار عشرة فلوس على الكيلو الواحد. والباقي من الرسوم المفروضة على مبلغ المهور وتبلغ 650 ديناراً سنوياً ورسوم ذبح الطيور التي تبلغ 375 ديناراً سنوياً والباقي من أجور بعض الاملاك.
ويستنتج من حسابات المجلس الجسماني التي نشرها على افراد الطائفة في دفتر ميزانية 35/36 أن في مالية الطائفة عجز قديم يبلغ 4222 ديناراً و112 فلساً يلاقي المجلس صعوبة عظيمة في تلافيه.
المـدارس
للطائفة اليهودية في بغداد تسع مدارس للذكور وهي : البير ساسون وشماس ونورائيل وراحيل شحمون والوطنية ومسعودة سلمان ومنشي صالح ومدارس المدراش. بلغ مجموع تلامذتها في سنة 34/1935 (6018) تلميذاً من الذكور ومدرستي لورة خضوري ونوعم للاناث وتحتوي على 1893 تلميذة . فيكون مجموع التلاميذ في المدارس التي تديرها اللجنة المختصة 7911 تلميذ وتلميذة لسنة34/35 موازعين على 150 صفاً منهم 3406 يدفعون اجوراً (أي 44%) منهم. بلغت في السنة المذكورة 36% 5766 ديناراً أي 32% من ميزانيات المدارس والباقي4505 تلميذاً (أي 56%) معفيون عن الاجرة المدرسية ،أما عدد المعلمات والمعلمين فقد بلغ في سنة 34/35)180 معلماً ومعلمة.
وللطائفة عدا المدارس المشار اليها مدارس ومؤسسات تهذيبية وكتاتيب خصوصية للذكور والاناث يبلغ عدد تلاميذها 1845 وتلميذاتها 1669 . فلو اضيف هذان العددان الى مجموع تلامذة مدارس الطائفة يكون المجموع 11435 منهم 7863 تلميذاً و3562 تلميذة.
وتبلغ مجموع ميزانيات سنة35/36 للمدارس التي تديرها الطائفة 19682 ديناراً و641 فلساً يدفع منها المجلس الجسماني8322ديناراً والباقي تحصلها المدارس من اجور التلاميذ وغلة الاوقاف ومن مصادر اخرى.
المستشفيات
أما المؤسسات الصحية التي تديرها الطائفة فهي (مستشفى مير الياس) و( مستشفى خضوري للعيون) و( صيدلية الشفاء) ومستوصفات المدارس للعيون ومستوصف الجراحة . وتبلغ ميزانية هذه المؤسسات الصحية لسنة 35/36 8854 ديناراً و600 فلس. يدفع المجلس الجسماني2100 دينار والباقي تحصل عليها اللجنة من غلّة الاوقاف والاعانات ورسوم التداوي وأجور العمليات التي يدفعها المقتدرون وهم 30% من المرضى .أما الباقون وهم 70% فتقبلهم المستشفيات وتوصف لهم الوصفات مجانا.

الجمعيات الخيرية

وفي الطائفة جمعيات خيرية منها جمعية مؤاساة العميان التي تدير دار مؤاساة العميان في بغداد . ولهذه الدار بناء فخم تبرع بتشييده المحسن حضرة اليعازر خضوري. وهي تعلم العميان


السريان الارثوذكس
السريان الارثوذكس هم أحدى سلائل الاسرة السامية التي إستوطنت بلاد العراق وبين النهرين وما جاورهما منذ العصور القديمة ،وإعتنقوا المسيحية في فجر النصرانية ، وكان لهم إمتداد حضارة وأدب ودين في الشرق إستمر أجيالاً طويلة ثم اخذ بالتقلص مما انتاب البلاد من الاحداث العالمية ، وعلى الاخص عقب إنحلال الدولة العباسية . وهم اليوم متفرقون في العراق وتركيا وسوريا وفلسطين ومصر والهند وأمريكا .، ويؤلفون جميعاً 21 ابرشية (أي منطقة إدارية روحية) برعاية المطارنة والاساقفة. وهؤلاء قاطبة تحت رئاسة بطريرك إنطاكية وسائر المشرق ، وهو في منتصف ثلاثينات القرن الماضي (غبطة ما اغنطيوس افرام برصوم الاول البطريرك المائة والعشرون. ومن هذه الابرشيات ثلاث في العراق إثنتان مطارنيتان في الموصل ودير متي وواحدة نيابة بطريركية رسمية في بغداد والبصرة . وفي الموصل مجلس جدسماني يتألف من اثني عشر عضواً تحت رئاسة المطران ولجان للالوقاف. ولهم جمعيتان خيريتان لجمع الاحسان في الموصل.
والجمعية الخيرية في بغداد وعدد كنائسهم في العراق 17 كنيسة ودير . واحد هو (ديرمار متى) الشهير الكائن في جبل مقلوب بالقرب من الموصل وغير ذلك أملاك واوقاف، وعدة مدارس أميرية للذكور والاناث ومدرسة دينية في دير مار متى ومدرستان اهليتان للاطفال. وفي الطائفة رجال افاضل بينهم الاطباء والادباء والمحامون والمهندسون والموظفون والصيادلة والوجهاء والتجار واصحاب الصناعات الفنية والمهن . ويقطن معظمهم من سكان العراق في الموصل وما يجاورها في بغداد والبصرة وكركوك وسنجار وقرى ( برطلّة) و(قرقوش) و( بعشيقة) و(بجزاني) وغيرها. وعدد طلبتهم في مدارس الموصل نحو 1400 طالب وطالبة وعددهم في العراق زهاء عشرة آلاف نسمة.
أما عدد السريان الاثوذكس في كل الاقطار فيبلغ نحو ستمائة الف نسمة.


دير مار متى
دير مار متى ،أشهر أديار العراق وأقدمها وأجلها آثاراً وأكثرها رهباناً ونساكاً وأبقاها على الايام. يربض كحصن منيع أعلى نشز في صدر جبل (الفان) الشامخ الكثير الشعاب . ويعرف ايضاً بالجبل المقلوب لأن الطبقات الصخرية في منحدراته ترى هاوية متناسقة بشكل رائع . وهو الى شرقي مدينة الموصل على مسافة سبع ساعات.أنشأ هذا الدير القديس (متى السرياني) الآمدي الاصل الناسك المشهور في الربع الأخير من المئة الرابعة للميلاد وأقام فيه وإلتف حوله جمهور من طلاب النسك فدربهم في طرائف الفضيلة ، ولما تنصّر على يده (بهنام بن سنحاريب) حاكم ولاية آثور (نينوى) وتوابعها وتنصّر أيضا سنحاريب بعد إستشهاد إبنه . شيّد للشيخ متى ديرا جليلاً حيث كان يتعبد في الجبل المذكور . وإنتشرت طريقة الرهبانية فيه انتشاراً عظيماً حتى بلغ عدد رهبانه ونساكه الوفاً في عصره الذهبي. وكان مطران الدير يتولى رعاية ابرشية نينوى والموصل لأزمنة طويلة ، وأنشأت فيه مدرسة لتثقيف الرهبان بالعلوم الكتابية واللاهوتية. وكان للدير مكتبة عظيمة حافلة بالمخطوطات النادرة المثال. وتقلبت الاحوال على الدير فهبط عدد رهبانه هبوطاً كبيراً في القرون الوسطى فذكر فيه ( ياقوت الحموي) -1225-نحو مائة راهب . وتوالت عليه المصائب فهوجم ونهب مراراً وبادت مذخوراته وتبددت مكتبته الشهيرة الا قليلاً.
وفي سنة 1796 م صغر حدوده القديمة وجدده رئيسه المطران (اسطاثاوس موسى لشي) ثم جدد بناء هيكله سنة 1858 م الاسقف ( فورلس ونحا.) . وفي دور تشكيل الدولة العراقية الحديثة عمدت إدارته الى ترميمه واصلاحه. ويضم داخله اكثر من خمسين غرفة حديثة الشكل متناسقة البنيان يتوسطها ثلاثة أقنية فسيحة وفي صدرها كنيسة جميلة تتألف من هيكل فخم شاهق بجانبه (بيت القديسين) المشتمل على أضرحة لكل من الشيخ مار متى ومار زاكي ومار ابرهام فالعلامة الكبير ابو الفرج ابن العبرى وشقيقه الصفي فاضرحة المفارنة والمطارنة الذين اقاموا في هذا الدير. وكلا المذبح وبيت القديسين من اقدم مباني الدير وقد قاوما احداث الدهر مدة ستة عشر قرناً ،ويتعبد مطران الدير ورهبانه في عيشة بسيطة بعيدة عن التألق ولا يتذوقون اللحم ولا ما يطبخ فيه على الاطلاق حسب قانون الرهبنة وعندهم مدرسة دينية يتخرج فيها الطلبة المرشحون للسلك الكهنوتي ، وللدير أملاك وكروم وبساتين وعقارات ، وفي سفوحه الجبلية مقاطع عديدة للحجر الصلد المشهور بحلان الشيخ متى ويمتاز بنقاوته وثباته ، يحمل منه النحاتون المقادير الكبيرة للانشاءات الحديثة في الموصل ، وبين الموصل والدير طريق معبد تقطعها السيارة بساعة واحدة ويقصده الكثيرون للانتجاع والراحة.
والى جانب الدير الايمن (الجنينة) وسط مهبط شامخ تظلله اشجار الزيتون والتوت وفي صدره قنطرة ينفجر منها الماء بخرير شجي ثم يصب في البركة والى الجانب الايسر (الناقوط) وهو كهف صخري بشكل ايوان شامخ في جوفه خزانة تصب المياه من سقفها وتجري الى البركة رائقة وفي هذين الموضعين الجميلين يصرف المصطافون شطراً من سحابة نهارهم في ظل وارف هنيء .أما في الصباح ففي الفضاء الطلق بمشارف الدير وتشعبات الجبل حيث النسيم يهب لطيفاً منعشاً . ويعلو دير متى عن سطح البحر بـ( 3400) قدم ودرجة الحرارة في فصل الصيف تتراوح بين 25-3 0 درجة في القياس المئوي.
ومتى سرح الناظر بصره من الدير رأى جبل بعشيقة المستطيل منبسطاً أمامه كتل منخفض تليه السهول الفسيحة وقراها العديدة المديدة . فوادي دجلة تنساب في تعاريجه المياه الزرقاء وتمر بمدينة الموصل. واذا أطلق الناظر عنان الخيال في الاثار الشامخة تجاهه من بقايا عظمة الدول القديمة تأمل الطرق التي سارت فيها جيوش المتحاربين والمواقع التي التحمت فيها المعارك الشهيرة وإنجلت عن غلبة جيوش الظافرين وهزيمة فلول المغلوبين وذكريات تاريخية قلما يتهيأ للخيال التقاط صورها في غير دير متى الاثري الشهير.

السريان الكاثوليك
إن عدد السريان الكاثوليك حتى منتصف ثلاثينات القرن الماضي يبلغ نحو الخمسة والعشرين الفاً منهم في شمال العراق نحو عشرين الفا والقسم الباقي موزعون في اوساط العراق وجنوبه ، ولهذه الطائفة في الموصل نحو تسعمائة عائلة موزعة على خورنتين . الواحدة في حي القليعات حيث مركز المطران في الكتدرائية التي يخدمها اربعة كهنة وهذه الكاتدرائية عبارة عن كنيسة كبيرة شيدت في العهد الاخير وبقربها كنيسة قديمة تدعى( كنيسة الطاهرة) ولهذه الكنيسة بعض الاوقاف ولها وكلاء يقيّمهم المطران.
ولهذه الخورنة جمعية خيرية تعيل الفقراء والغرباء والمرضى المعوزين والايتام .أما الخورنة الثانية فتقع في محلة ( الخزرج) ولها كنيسة على اسم القديس توما الرسول يقوم بادارتها كهان يقيّمهم المطران كما يديرون بدورهم اوقاف هذه الخورنة وجمعيتها.
وفي مدينة الموصل اربع مدارس ابتدائية إثنتان للبنين ومثلهما للبنات يتبعهما مدرستان احتياطيتان تدير جميعها وزارة المعارف وصفوف بعض هذه المدارس كاملة.

السريان في لواء – محافظة – الموصل

ولجماعة السريان الكاثوليك عدة قرى أهمها قرية ( قره قوش) وهي مركز ناحية ويربو عدد عوائلها على نيف والف. وفيها اربعة كنائس ثلاثة منها جديدة والرابعة قديمة مهملة . ولها مدرسة للبنين تديرها وزارة المعارف ومدرسة للبنات تديرها الراهبات الوطنيات الكاترينات ومدرسة إحتياط.

ثم برطلي او- برطلة – وينوف عدد السريان الكاثوليك فيها على المائة والخمسين عائلة، وفيها كنيسة قديمة وأخرى جديدة لم يكمل تعميرها . وكاهنان يقومان بخدمة الجماعة . ومدرسة للبنات أهلية ومدرسة للمعارف مشتركة.
ثم بعشيقة . وزاخو . وسنجار. وفي كل من هذه القرى كنائس وكهان ومدارس مشتركة وليس في هذه القرى اوقاف إنما هذه الطائفة بسد احتياجات الكنيسة والمدارس الاهلية الا زاخو فلها بعض الاوقاف .

ويدير ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك سيادة المطران السيد ( فوربس جرجس دلال).

السريان الكاثوليك في بغداد
كانت بغداد حافة بالسريان في اوائل القرن الثالث والسابع الميلادي، وكان لهم فيها كنائس ورهبان وقسيسون ولكنهم انقرضوا بعدئذ وكنائسهم وكهنتهم في عهد (تيمور الغازي) ولم يبق منهم غير افراد بلا كنيسة وبلا كهنة.
وفي القرن السابع عشر اخذ المسيحيون يإمون بغداد زرافاتاً ووحدانا من كل حدب وصوب ولاسيما من الموصل وقراها وكانوا من طوائف مختلفة اي ككلدان وسريان وأرمن وروم وموارنة ولاتين . اما السريان الكاثوليك في بغداد فقد الفوا في القرن التاسع عشر أقلية غير قليلة تتردد عند إداء طقوسها لدى كنيسة اللاتين التي لم يكن لهم فيها الحرية المطلقة لاقامة جميع فرائضهم الدينية، فاهتموا باشادة كنيسة كبيرة تمّ انشاؤها سنة 1863 م ولم تزل قائمة في حي رأس القرية ويبلغ عدد السريان في العاصمة يومذاك – اي منتصف ثلاثينات القرن الماضي - نحو الفين وخمسمائة نسمة ولهم كنيستان الواحدة وهي الكبيرة في داخل بغداد والاخرى خارجها في شارع ( أبي شجاع) ولهم كذلك مدرسة أهلية يديرها أحد الكهنة وجمعية خيرية تقوم بشؤون الفقراء والايتام والارامل وقف عليها ريع مطبعة عامرة تعرف بـ( مطبعة السريان ).
أما رئيسهم الروحاني ومتولي اوقافهم فهو السيد( بهنام قليان) الموصلي الاصل يساعده في وظيفته خمسة كهنة يعيشون معه من واردات الاوقاف التي يتولى ادارتها.
وابرشية بغداد السريانية تمتد الى الخليج العربي فلها في -لواءالعمارة – كنيسة وفي البصرة كنيسة وفي العشار كنيسة أخرى ولكل كنيسة كاهن يقوم بإدارتها.



ديـر مـار بهنـام
ولهذه الطائفة دير أثري مشهور باسم الشهيد القديس بهنام ويعرف لدى الاهلين بدير الخضر وهو من آثار القرن الرابع الميلادي.
يقع هذا الدير المهيب على رابية تطل على برية فسيحة الارجاء بين دجلة والزاب الكبير ينقطع مداها من الغرب الشمالي بالجبال المتاخمة للحدود العراقية من الشرق وبجوار هذا الدير قرية الخضر التي تبعد عن قرية قره قوش زهاء 25 كيلومتراً وتصل السيارة اليه عن طريق (الكوير – الموصل) يكتنف هذا الدير سور ضخم قديم جدد بين فترة وأخرى وقد أسماه ياقوت الحموي المؤرخ المشهور بـ( دير الجب).
وكنيسة الدير واقعة في داخل السور وتعد من أجمل وأقدم كنائس المشرق قاطبة لكثرة آثارها وكناياتها الاسطرنجيلية ونقوشها المختلفة وعواميدها وابوابها الثمينة.
وللكنيسة بابان كبيران يتوسطهما رتاج يعلوها رواق شاهق يجتمع فيه الرهبان للصلاة في الصيف وقد حفرعلى باب الكنيسة الايمن عدة كتابات ونقوش ظريفة للغاية تحتها تمثال لسبع على كل جانب منه جماعة جميلة تعلوهما ثعابين مشتبكة مع بعضها وعلى الجناحين الجانبين لهذا الرتاج صورة لاسدين جاثمين فوق عضادتي الباب حفر تحت كل منهما سطر بالاسطرالا نجيلية يؤدي معنى " كل من يطأ عتبتك يفوز بالامان" وقوائم الباب منظومة بأنواع الكتابات القديمة والصور المختلفة.
والكنيسة مؤلفة من صحن مربع واحد ومقسّم الى عدة صالات بواسطة أبواب وقناطر رفعت عليها القباب المغربية الشكل والنقش . وضمن الصحن ساريتان ضخمتان جداً عليهما رسوم وتماثيل للشهيدة سارة والشهيد مار بهنام يمتطيان جواداً مطهماً.
اما مذابح الدير وأبنيته وسائر منشآته فمزدانة بأبدع وأتقن النقوش والكتابات الاثرية مطعّم اكثرها برخام أسود وأخضر ونيلي نادر الوجود رغما عن صلابته ومتانته.
ضريح مار بهنام : وعلى مسافة 30 متراً من كنيسة الدير جنوباً يقوم ضريح الشهيد مار بهنام في جرن قديم محفور بالصوان يتكون مجازه من منحدر ضيق مظلم داخلي يفضي الى دهلزين مستديرين يبلغان الضريح الواقع على جانب من قبو مثمن داخل الارض يصل النور اليه من كوتين في اعلى القبة والضريح على شكل مذبح تحفه الاعمدة الرخامية الثمينة.
وقد جدد الدير في العهد الاخير وشيدت في بعض اركانه غرف عصرية أعدت للسياح المسافرين وغيرهم من الكثيرين الذين يزورون الدير لرؤية آثاره أو للتنزه وإنتجاع الراحة والاستشفاء. وللدير أرض يستغل فائدتها لادارته.

الصــابئــة
طائفة تسكن جنوب العراق يبلغ عدد أفرادها نيفاً واربعين الف نسمة وتدين بدين قديم ربما كان يرجع الى عهد النبي يحيى او يوحنا المعمدان المعروف لدى الصابئة باسم ( يهيه يهانة) ويرجح أن موطن الصابئة القديم في حران شمال العراق وأن قسماً منهم سكن سكن اقليم بشتكوه ومندلي على الحدود العراقية الايرانية حيث عثر على بعض الآثار لهم. لكن منازلهم الحالية على ضفاق الانهر جنوب العراق وايران وخاصة في الوية العمارة والمنتفك والبصرة وفي نواحي المحمرة والاهوار وناصرية العجم وديزفول المعروفة ب(ديسبول) وقد نزح فريق منهم قبل أمد قصير الى بغداد وسواها من المدن الكبيرة، واستوطنوها طلباً للرزق. وقلما تبعد مساكنهم عن ضفاف الانهار والمياه الجارية بالنظر الى ما تفرضه ديانتهم من وجوب الاغتسال بالماء الجاري في مختلف الاوقات. وهم يتكلمون العربية كسائر جيرانهم الا ان لهم لغة دينية خاصة بهم تعرف بـ( المندائية) وهي لغة سامية تقرب من السريانية وقد تداخلت فيها كلمات فارسية وعربية.
ويعتقد الصابئة بألله علة العلل ويسمونه بلغتهم (مارهي) أي ( ربي الحي) و (ملك راما دنهورة) أي ( الملك النوراني الاعظم) و( ربي قدموي) اي ( الرب الازلي) وهم يؤمنون بوجود ثلثمائة وستين ولياً منحهم الله قوة خارقة فهم أسمى مرتبة من البشر واولهم ( ماري دريبوثا) ويقول الدين الصابئي بخلود الروح وإنتقال الارواح الصالحة بعد الموت الى (آلمي دريبوثا) أي ( عالم الانوار) او الجنة . وبتعذيب الارواح الشريرة في النهار حتى تتطهر . وتجيز الديانة الصابئية الطلاق وتعدد الازواج وتحرم البكاء على الموتى.

وكتبهم المنزلة مكتوبة بالمندائية وهي كثيرة اهمها ( كنزا ربا) اي ( الكنز الاكبر) الذي يبحث عن الخليقة ومنشأ العالم وكتاب ( ادرافشة) اي( تعالم يحيى) الذي يتضمن سيرة النبي يحيى والاحكام والمواعظ الدينية . ولهم عدا ذلك كتب مقدسة اخرى منها ( سدراد نشماثا) – كتاب النفوس- ى الذي ينص على احكام الجنائز ودفن الاموات وكتاب ( القلستا) اي (كتاب الفرح ) الذي يذكر مراسيم الزواج وكتاب ( الديونان) الذي يروي سيرة الاولياء والانبياء.
وعلماء الصابئة على خمس درجات ادناهم مرتبة (الحلالي) ويليه ( التلميذة) – التلميذ – فالكنزورة- ( مفسر كتاب الكنز) فالريشدامة – (رئيس الملة ). فالرباني . ولم يحز مرتبة ( الرباني) العليا من البشر سوى النبي يحيى عليه السلام.
أن علماء الصابئة في الوقت الحاضر باجمعهم دون ( الريشد امة) درجة وليس منهم من هو اهل للارتفاع عن مرتبة ( الكنزورة) وللانخراط في سلك العلماء والارتقاء في مدارجه شروط خاصة وقيود صعبة الاجتياز.
ووظائفهم كثيرة لها مساس بكل ناحية من نواحي حياة الطائفة واهم واجباتهم تعميد افراد الطائفة وتعليمهم امور دينهم والذبح وعقد النكاح واجراء مراسيم الموتى.
للصابئة تقويم خاص بهم مبدأه الخليقة او ميلاد يحيى وسنتهم شمسية تتألف من 12 شهرا كل شهر ثلاثون يوما وتكمل السنة بأيام ( النسيء) واول شهورهم نيسان وعطلتهم الاسبوعية الاحد. ومن اعيادهم (العيد الكبير) – دهوه ربا – ومدته 36 ساعة وعيد (البنجة) – دهوه برونايا- ومدته خمسة ايام والعيد الصغير ومدته يومان . وعيد كورائيل شليها -اي جبريل – ( دهوه ديمانا) ومدته يوم واحد.
وقد اشتهر من الصابئة في سالف الازمان بعض الادباء والفضلاء كأبي اسحاق ابراهيم بن هلال الصابئي الكاتب المشهور المتوفي سنة 380 للهجرة وحفيده ابي الحسن هلال بن الحسن صاحب كتاب ( الاماثل والاعيان) المتوفي سنة 447 هجرية وثابت بن قرة الحراني الذي إشتهر بالطب والفلك والفلسفة.
ويزاول الصابئة اليوم مهن الصياغة والنجارة والحدادة والزراعة الا انهم اشتهروا بصياغة الميناء اي نقش الفضة وحفرها وتلبيسها بالميناء. وهي حرفة احترفها اغلبهم وبرعوا فيها وكادوا يختصون بها دون غيرهم في العالم اجمع.
عشائرهم
تكاد عشائرهم لا تفترق في العادات عن العشائر العربية في العراق ،كما انها تعود بالنسب الى الاصل العربي كذلك .اما لغتهم العربية فتختلف لهجاتها بالنسبة الى لهجات المواطن التي يحلون فيها . واهم عشائرهم: عشيرة المندوية وموطنها العمارة
الخميسية وموطنها قلعة صالح والقرنة
البوزهرون ويقطنون مسعيدة والحلفاية
الكيالين ويقطنون البصرة ونواحيها
البكانية ويقطنون الناصرية . المنتفك
البو مهنا والبو سبتي ويقطنون سوق الشيوخ
الدهيسين ويقطنون الناصرية وحواليها
البو عزاز ويقطنون سوق الشيوخ ونواحيها
البريجية ويقطنون الجبايش
المسودنية ويقطنون المجر الكبير في العمارة
عشيرة البو كلمش وموطنها نهر الكحلاء
عشيرة السيفية وتقطن سوق الشيوخ وحولها.

علماء الصابئة
رئيسهذه الطائفة الروحاني هو الشيخ دخيل بن الشيخ عيدان الذي يقطن الناصرية وهوفي منتصف ثلاثينات القرن الماضي يناهز العقد السابع من عمره يعود نسبه الى عشيرة المندوية.
اما الرؤساء الروحانيون الاخرون فهم حضرات الشيخ جودة بن الشيخ داموك ( العمارة) والشيخ رومي بن الشيخ سام( قلعة صالح) وكلاهما يعودان في نسبهما الى عشيرة المندوية والشيخ يحيى بن الشيخ زهرون (قلعة صالح) وهو من عشيرة البوستي.
وجهاؤها
الشيخ عنيسي الفياض يقطن بغداد وهو في العقد السادس من عمره في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، يعود نسبه الى عشيرة المندوية له من المنزلة في قلوب ابناءطائفته ما حببه للعموم هو استاذ صياغة الميناء والصائغ الخاص لصاحب الجلالة ملك العراق .ومن وجهائها فندي الفعل وسيف آل امتاهي وضامن بن حويزاوي وزامل مسعود وحلحل بن صكور وتامول بن حناح ومرعي بن مدلول وداعز الماجد وجيد آل خال وجايد آل مدهوش وعبزال آل فارس وعمارة آل صحن ونايف الغافل وعزيز بن مسلم وخالد آل مرهج وكثير بن صقر وشلتاغ آل غافل وعسكر بن رومي وحاكم بن سلطان وكلا الجبلين في شمال العراق ، ثم جبل الطور فسود)

اليــزيـديـة
مـواطـنـهـم
ينتشر اليزيديون في جبال الشيخ عدي في شيخان ثم في قرى جبال سنجار وكلا الجبلين في شمال العراق ثم ( جبل الطور ) فسود فديار بكر ف ـ(وان) فالحدود الروسية بالقرب من قفقاسيا.
اصلهم وتسميتهم
لا يعلم عن أصل اليزيديين شيء ، ويقول البارون الدكتور (مكي فون اوبنهم) الالماني " أنهم أكراد أشداء البنية سكنوا جبل سنجار منذ اكثر من قرنين " ويجوز أنهم هاجروا الى العراق مع الاكراد من الشمال وانفردوا عن بني جلتهم بالجبال خوفاً ممن يجاورهم فاحتفظوا بدينهم القديم وشيدوا أكثر معابدهم في قضاءي الشيخان وسنجار( لواءالموصل) وهم إنما يسمون أنفسهم باليزيدية نسبة الى يزيد بن معاوية ثاني خلفاء الامويين, ويقول ( المستر لوك) "ان هذه القبائل كانت تدعى بالاصل – داسناي – اما اليزيدية فهو اسم اطلقه عليهم جيرانهم". ويقول البعض أن اليزيدية مأخوذ من ( يزدان) الفارسية القديمة ومعناها ( الكائن الاعلى) وذهب فريق آخر الى انهم ينسبون الى يزيد بن أنيسة الخارجي.
قبائلهـــم
فهم قبائل وفرق وعشائر كثيرة بالرغم من قلة عددهم واهم فرقهم وعشائرهم هي علاء الدنيا وبكران ودلفان وآل دوحي وبيت خالتي وهبابات وهسكان وحبابة والفقراء وقميران ومندكان وهرخان ومشقرة وصموكة.
نفوسهم
يبلغ نفوس اليزيديين في العراق حتى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي 19 الف نسمة منها 11 الف في سنجار والباقية في الشيخان . ويشتغل اليزيديون عامة بالزراعة وحرثالارض وليسلهم مكسب غيرها على الاقل.
وعادات اليزيديين مزيج من النصرانية والمحمدية والمجوسية ، وأما اسماؤهم فإسلامية مثل علي وخضر وعمر وهم يعمدون الذكور ويتنتونهم في وقت واحد ويتزوجون بنساءكثيرات. ويمتنعون عن التلفظ بكل كلمة تجمع بين حرفي الشين والطاء كشط وشخاطة فضلاً عن انهم لا يتلفظون بغسم الشيطان مطلقاً رهبة منه وتعظيماً، ومما هو ممنوع عندهم التنحنح والبصاق ولا يأكلون الخس ولا القرع ولا اليكة ولا السمك ولا لحم الغزال ، ومعظمهم يلبسون العبءة البيضاء وليس في ثيابهم تلابيب .أما طواقي كهنتهم فسوداءصغيرة ومنهم من يلبسها حمراء مصنوعة من صوف الاغنام الحمر ( المور) وهم يبغضون اللون الازرق.
معتقداتهـم
يظهر من معتقداتهم انهم من أولي الاديان المثنوية التي تعبد الخير والشر وربما كانوا من بقايا الزردشتية التي تجعل الكون تحت سيطرة النور والظلام ،والشائع عنهم أنهم يعبدون الشيطان بصفته ممثلاً لقوة الشر على مبدأ المجوسية .أما قوة الخير فينسبونها الى الله تعالى وهم يقولون أن الله الذي لاحد لجوده ومحبته للخلائق لايفعل بهم شراً لانه صالح ،أما الشيطان فهو منقاد طبعاً الى عمل الشر وعليه فالحكمة تقضي على من يريد السعادة أن يهمل عبادة الرب ويطلب ولاء الشيطان. ويرمزون الى الشيطان ( بطاووس ملم) وهو تمثال لديك مصنوع من نحاس أصفر واقف على حامل يشبه الشمعدان . وهم يسجدون للشمس عند بزوغها تعبداً منهم اليها. ويضحون لها في اعيادهم ثوراً ابيض ويقبلون اعلى حجر تسقط الشمس عليه عند بزوغها ولهم كتابان مقدسان مصحف الرش( الكتاب الاسود) ومؤلفه كبيرهم الحاج محمد وهو قديم يبحث في الخليقة والكائنات وتاريخ الشيخ عدي وإحكام المعاملات كالزواج والزيارة .. الخ. ومصحف ( الجلوة) تأليف كبير شيوخهم حسن البصري يبحث في الله والازل. ويعتقد اليزيديون بتناسخ الارواح ويفرقونها الى ارواح صالحة وطالحة (أي شريرة).
طقوسهم
يؤدي اليزيديون طقوسهم الدينية في معابدهم المنتشرة في قضاءي الشيخان وسنجار كمعبد للشيخ عدي والشيخ شمس ومحمد ومعبد باعذرى وغيرها . فالدين اليزيدي يحتم على أتباعه الصلاة التي تقام بلغتهم الخاصة التي هي مزيج من اللغات العربية والكردية والفارسية ،أما صلاتهم فهي عبارة عن إذكار واوراد خاصة يتلونها في أوقات مخصوصة، كما يفرض عليهم الصيام ثلاثة ايام متوالية في شهر كانون الاول من كل سنة مدعين ان حكم الصيام الذي جاء به الاسلام كان ثلاثة ايام لا ثلاثين يوماً. ( سهروزلاسي روز) والحج الى مقام الشيخ عدي بن مسافر وسائر مراقد اوليائهم . ويتخلل اكثر مراسيمهم الدينية عزف الحان الصفارات ونقر الدفوف. ومن طقوسهم السنوية أنهم يطوفون بطاووس ملك على قراهم موقدين حوله النيران والبخور مقدمين له الهدايا من حلي ودراهم ساجدين له بكل خشوع مجتمعين حفافية يرتلون اناشيدهم المقرونة بالعوف والهرج حتى اذا إنتهوا من الطواف على جميع القرى حفظوه في بيت احد كهنتهم او رؤسائهم الذي يدفع اكثر ثمنا للطائفة عن غيره للبركة العظمى التي ينالها طوال السنة من وجود الطاووس ملك في بيته. اما الذي يحمل هذا الطائر في طوافه فيجب ان يكون ( قوالاً امام) ومن طقوسهم انهم يقبلون على حجر امامهم ترسل الشمس اشعتها اليه في كل صباح عند السجود اليها. وزيارة الزيديين لمقام الشيخ عدي تتم في عيد رأس السنة التي توافق اول اربعاء من شهر نيسان يولياني( رومي) فيرقصون حول القبر ويقرعون الطبول ويبوقون ثم يزورون بعد ذلك مراقد الاولياء الاخرين فيقيمون حولها الشعائر السابقة نفسها كما يقيمونها في مراسيم الموت والدفن.


الشيخ عدي
ويعرف لدى عامة الناس بالشيخ عدي اما هو فالشيخ عدي بن مسافر الدمشقي الاموي النازل من صلب يزيد بن معاوية .

ومرقد الشيخ عدي اول المراقد التي يحجبها اليزيديون . والضريح تعلوه قبة شامخة مخروطية الشكل قائمة على جدران حجرية عالية وبجانب الضريح رواق طويل عالي البناء مظلم لا يدخله النور الا من كوة صغيرة جداً ولهذا فلا يمكن الدخول اليه من دون ايقاد عدة سروج وقد أعد لهذه السروج حوض كبير من الشيرق( زيت السمسم) لاينفد لكثرة ما يصب فيه اليزيديون الزيت المنذور الى الشيخ عدي ولا يجوز أن يطأ أحد أعتاب هذا المعبد الخارجية منها والداخلية . وعند باب الرواق الخارجي رسم لثعبان عظيم ملتف حول شجرة التفاح يشير الى قصة آدم وغواية الشيطان له بأكله التفاحة. ومعبد الشيخ عدي يزوره السياح بكثرة ويقع بين تلاع ومفارز وجبال جميلة تقرب من مركز قضاء الشيخان( عين سفني)
ويعتقد اليزيديون أن ينبوع الماء في الشيخ عدي يتصل ببئر زمزم بطريقة سرية ولذلك فهو مقدس.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع