حدائق بغداد أيام زمان

           

حديقة النجيبية التي تمتد من ضفاف دجلة إلى الباب المعظم الطريق إلى الميدان

            

العراق شيد الجنائن المعلقة زمن البابليين والتي غدت فيما بعد وكما هو معروف من عجائب الدنيا السبع ونالت الحدائق والمتنزهات إهتماماً من العباسيين ثم إختفت كل تلك الحدائق بسبب الغزوات والحروب التي مرت على البلاد وبقيت بعض الحدائق المحيطة بقصور سلاطين وولاة الدوله العثمانيه إلا أن الحدائق والمتنزهات أصابها الإهمال خلال الحكم العثماني أيضا وبقيت أشهر حديقة ببغداد قرب باب المعظم وعند مدخل السراي وهذه الحديقة الوحيده التي بقيت وكانت تسمى حديقة (ملت باغجه سي) أو حديقة النجيبية ،كما لم تكن هناك سوى حديقة أخرى بالكرخ أبان الإحتلال البريطاني للعراق وتسمى حديقة (مودببستان) وكانت تقع في منطقة الصالحية في بغداد

إستقل العراق عام 1932 وشكلت أمانة العاصمة ومهمتها تنظيم بغداد من كل النواحي بما فيها المتنزهات والمشاتل والحدائق العامة لترفيه البغداديين والداخلين والخارجين يوميا للعاصمة فقامت بإفتتاح العديد منها ونظمتها على أساس حدائق الإستقبال ومتنزهات ومشاتل وحدائق للأطفال وساحات عامة وشوارع مشجرة ومشاتل مع وضع النافورات وسط الحدائق لإضافة جمالية على المكان وتلطيف الأجواء الحارة كما أسست دائرة خاصة للعناية بها أسمتها (مديرية الحدائق) وأنيط بها أمر إنشاء الحدائق والعناية بها فأنشأت الكثير منها وعملت على ردم المستنقعات والخنادق التي كانت تتجمع فيها المياه الآسنة والأوساخ والقاذورات التي أصبحت مصدراً للأمراض والروائح النتنة فأحالتها لحدائق غنّاء تبهج الناظر بمناظرها الخلابة وروائحها الزكية وأحاطت شرقي بغداد بغابة من أشجار (اليوكالبتوز) و(الكازولينا) و(السيسم) وغيرها من الأشجار

          

وإهتمت أمانة العاصمة بغرس الأشجار على جوانب الشوارع الرئيسة والمهمة التي يزيد عرضها عن 12 م لتجميل شوارع بغداد وتلطيف المناخ بلغ عدد الحدائق بالعاصمة بغداد ضمن حدود الأمانة مطلع الخمسينيات 5 حدائق إستقبال و21 متنزهاً و33 حديقة ومتنزه صغير و9 حدائق مخصصة للأطفال و39 حديقة للساحات ومشتلاً واحداً وغابة شرقي بغداد وإزدانت هذه الحدائق بأنواع الزهور والأشجار

           

من أبرز حدائق جانب الكرخ من بغداد حديقة يوسف السويدي وهي حديقة عامة مساحتها 300 م مربع وعدد النباتات المزروعة فيها 969 نبتة وحديقة خضر الياس وحدائق تمثال مود وحدائق تمثال الملك فيصل والمتحف والمنصور وقصر الرحاب..

      

وغيرها أما حدائق منطقة الكاظمية فكان أبرزها حديقة تحت الجسر الحديد وحديقة الملكة عالية والجوادين والمرتضى والأشتر وغيرها أما حدائق الرصافة الممتدة من الباب الشرقي حتى باب المعظم

     

فكان أبرزها حديقة الملك غازي (الأمة حالياً) وهي أكبر وأجمل الحدائق الموجودة في العاصمة بغداد والكائنة في الباب الشرقي وحدائق بهو أمانة العاصمة وتقع في باب المعظم وحدائق جعفر العسكري وشهرزاد وباب الشيخ وفرج الله وساحات زبيدة والوصي والملك فيصل الثاني وغيرها

                   

وضمت منطقة الاعظمية عدداً كبيراً من الحدائق أبرزها حديقة المعرض وهي حديقة عامة مساحتها (12000) متر مربع وأحتوت على (2116) نبتة تلتها من حيث المساحة حديقة النعمان التي بلغت مساحتها (7500) متر مربع وهي حديقة عامة للأطفال إحتوت على (869) نبتة تلتها حديقة (هيبة خاتون الكبيرة) وهي حديقة عامة أيضاً بلغت مساحتها (6000) متر مربع إحتوت على (295) نبتة ومن حدائق هذه المنطقة الأخرى حدائق أبي طالب وإبن هشام والربيعين وشارع الصاحب بن عباد وغيرها في حين احتوت حدائق أبي طالب على عدد أكبر من النباتات المزروعة بلغت (673) نبتة تلتها حديقة شارع الصاحب بن عباد بلغت (3234) نبتة.

          

وإحتفظت حديقة بارك السعدون بأجمل حدائق منطقة البتاويين والكرادة الشرقية وهي حديقة عامة بلغت مساحتها (5000) متر مربع وعدد النباتات المزروعة فيها (42090) نبتة وأكبر حديقة من حيث مساحتها هي حديقة ساحة الحرية وهي حديقة عامة بلغت مساحتها (10000) متر مربع ومن حدائق هذه المناطق الأخرى حديقة شارع الكرادة والنصر والعلوية الجديدة وساحة الفتح وكرد الباشا وحدائق العلوية المستطيلة وساحات شارع العطار وغيرها والملاحظ عن حدائق وساحات الخمسينيات لاسيما الرئيسة منها أنها نظمت تنظيماً هندسياً جميلاً يدل على ذوق رفيع وحسن إختيار للمكان وتنسيق رائع للمزروعات وخضرة مستديمة تسر الناظر إليها وتريح النفس

        

الذين بنوا شارع الرشيد إقترحوا على البنائين الأوائل تغطية الرصيف بالأعمدة الساندة للعمارات للقضاء علي حر بغداد لدى مرور الناس تحت العمارات فأصبح الرصيف مكانا آمنا للمارة من السيارات بسبب كثرة الأعمدة (الدنك) كذلك منع الشمس من دخول المحلات التجارية والمقاهي والبارات وصالات السينمات الكثيرة على طول الشارع

الأوائل الذين خططوا للشارع كانوا من رحم بغداد ومن أبنائها النجباء وتفرعوا بتلك الحدائق والمتنزهات الجميلة وبناء المدن يأتي من خلال أبناء نفس المدينة وليس أبناء المدن الأخرى ...فتحية لمن جلب لنا عبعوب وغيره ولا نعلم هل هم خرجوا من رحم بغداد أم لا؟
المصدر: بغداد أيام زمان

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع