بغداد بدون تلفونات أرضية !!!

                                            

                           سيف الدين الألوسي

           

                         

          بغداد بدون تلفونات أرضية !!

أولا أود ان أتقدم بالأعتذار للأستاذ الأخ الغالي جلال چرمگا رئيس تحرير الگاردينيا الحبيبة ولكل الأخوة الاعزاء من كتاب وقراء مجلتنا الحبيبة لانقطاعي عن الكتابة وبسبب ظروف خاصة أمر بها , أرجو من الله تعالى أن يحفظكم جميعا لنا أخوات وأخوة أفاضل أعزاء .

خلال الشهرين الماضيين التقيت بالعديد من الاقارب والاصدقاء في عمان الحبيبة , وقد تطرق موضوع الهواتف الارضية في مدينة بغداد , حيث كانت الاجابة من معظمهم بان العمل في تلك الهواتف قد توقف منذ عدة سنوات , وقد تركها أصحابها وذلك لأسباب كثيرة منها زيادة الأجور وأبتزاز عمال الربط حيث يقومون بقطع الكيبلات , ومن ثم أعادتها مقابل ثمن وهكذا دواليك والى أن دب اليأس في نفوس أصحاب الدور وتم تركها لان في تلك الحالة ستكون البطانة أغلى من الوجه !

           

تأسفت جدا لتلك الحالة وتذكرت بداية دخول الهواتف الى بغداد والعراق سابقا , حيث كان العراق من اوائل دول الشرق الاوسط في استعمال الهواتف , وحيث بدأ استعمال الهواتف على شكل بدالات تضم عدد من الخطوط ويتم الاتصال بمأمور البدالة لتحويل الخط المطلوب , وتم نصب تلك البدالات في بغداد ومراكز الالوية والاقضية , وتم تحويلها تدريجيا الى الاقضية الصغيرة والنواحي بعد دخول بدالات أكثر تطورا الى العاصمة والمدن الكبيرة ..

                   

ولا تزال هنالك العديد من الاجهزة التلفونية القديمة موجودة في سوق هرج وحيث كانت لي هواية جمع تلك الأجهزة ومنها العمودي ابو السماعة والميكرفون والجرس الموضوع في صندوق خشبي وذات الصوت المشابه لجرس المدرسة , وكذلك أنواع متعددة من التلفونات وحسب تسلسلها الزمني , وصولا الى تلفونات نهاية الخمسينيات الانكليزية ذات اللون الابيض والاخضر والاسود ...  

ومن ثم التلفونات الانكليزية والسويدية في الستينيات والسبعينيات ولحين دخول التلفونات العراقية الصنع في الثمانينيات , وصولا الى الواير ليس في التسعينيات وغيرها اليوم .

أتذكر جيدا أن من أوائل البدالات كانت بدالة الاعظمية مقابل كلية العلوم سابقا وكانت تخدم مناطق الاعظمية والكاظمية وتبدأ بالرقم 2 وكانت الارقام من اربعة ارقام اولا زيدت الى خمسة أرقام بسبب التوسع العمراني في تلك المناطق , ثم تحولت الى 422 في بداية الثمانينات لدخول البدالات الالكترونية والتوسعات الكبيرة للخدمة آنذاك وكذلك دخول بدالة سبع أبكار الالكترونية بارقام 443 وشرق القناة ب882 وحيث تم خدمة كل تلك البقعة الجغرافية بالكامل في بداية الثمانينيات .

كذلك كانت بدالة الشرق تبدأ بالرقم 4 وتشمل مناطق باب المعظم وشارع الملك غازي رحمه الله وقنبر علي والفضل والشيخ عمر وتوسعت لاحقا الى بدالات الكترونية حديثة تبدأ ب 412 للمناطق آنفة الذكر وبدالات أخرى تشمل أحياء المستنصرية وشارع فلسطين وجميلة .

    

نعود الى بدالة الغرب الواقعة مقابل المتحف العراقي في علاوي الحلة , وكانت تبدأ بالرقم 3 وتخدم مناطق الكرخ جميعا وبضمنها الاحياء الجديدة كالمنصور والمأمون واليرموك , توسعت لاحقا حيث أصبح مركز الكرخ والمناطق المحيطة به تبدأ بالارقام 53 والمنصور وما جاورها 54 والعدل وحي الجامعة والخضراء والعامرية 55 وكذلك البياع والسيدية وغيرها من المناطق الجديدة , حيث تم نقل بدالة المنصور الصغيرة ذات عامل البدالة داخل بريد المنصور قرب مركز الشرطة سابقا الى بناية كبيرة هي بدالة المأمون ومركز الاتصالات المعروف لاحقا , وبناء بدالات في العدل ونفق الشرطة والبياع وغيرها من المناطق لاحقا ولتشمل أكثرية المناطق الجديدة في الكرخ .

  

بدالات وسط بغداد كانت تبدأ بالارقام 6 و8 وتشمل شارع الرشيد وساحة النهضة وكمب الارمن وباب الشيخ والصدرية وفضوة عرب والعوينة توسعت الى ببدالات الكترونية حديثة في منتصف السبعينيات وتبدأ بالارقام 888 و 887 و886 و416 وكانت في بناية مركز الأتصالات في السنك وهي بناية ذات هندسة معمارية جميلة ومن تصميم المهندس المعماري المعروف رفعة الجادرجي وكانت من اعلى البنايات في بغداد بعد بناية مصرف الرافدين , وقد روعي التصميم البغدادي فيها واستعمال طابوق الجف قيم في واجهاتها .

بدالة العلوية كانت تبدأ بالرقم 9 وكانت تشمل مناطق شارع السعدون والعلوية والكرادة الشرقية والكرادة خارج والزوية وشارع النضال وبارك السعدون وصولا الى مدينة الضباط , تمت توسعتها لاحقا الى عدة بدالات ومنها العلوية قرب ساحة كهرمانة وتبدأ ب 719 و718 وانشاء بدالات جديدة للجادرية ومدينة الضباط وزيونة والمناطق المجاورة لها وتبدأ ب 77 و 76 , والدورة ب 775 .

   

كتبت هذا الموضوع وأعتذر مقدما أن نسيت أو وقعت في السهو وذلك لتقادم العمر وبداية الهارد دسك بالتعب , أعود وأقول ماذا أعبر عن مدى حزني الشديد وأنا أرى بغداد اليوم تفتقر الى خدمات الهاتف الارضي رغم وجود وزارة للاتصالات , وأعتقد أن الحل الوحيد لحل هذه المشكلة هو خصخصة تلك الخدمات واسوة بالهاتف النقال , وحيث يمكن توفير تلك الخدمات بكل يسر ومحاربة الفساد الاداري المنتشر , وهذا موضوع شامل ممكن تناوله في كتابات قادمة ومناقشته , ويشمل العديد من الوزارات الفائضة عن الحاجة في زمننا اليوم ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه مع كل امنياتي للعراق وشعبه بالامن والرخاء .

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع