الحقد الأعمى..... مسلسل استهداف الطيارين العراقيين؟

 

                      

        

        

"الطيار رجل الدولة الأول" كثيـــــرا ما نسمع بهذه المقولــــة في العديد من الدول العربية وغير العربية  تقديرا لما يقدمه هذا الشخص للمجتمع من تضحيات عظيمة ليس أقلها تضحيته بروحه وحياته دفـاعاً عن الأرض والعرض.

  

وطيارنا العراقي هو أكثر من تنطبق عليه هذه المقولة , فهو صانع الانتصارات العظيمة والانجازات الباهرة في معارك العزة والشرف وسطر أروع هذه الانتصارات دفاعاً عن العراق والأمة العربية في كل هذه المنازلات اِبتدأ بحرب تشرين ومـرورا بحرب الثماني سنوات مع العـــدو الفارسي الذي لُقنه أعنف الدروس في أصـول المعـارك والقتال الجوي من خلال السيطرة الجوية على مسرح العمليات وتوفير المناخ الجيد للقوات البرية والبحرية لتحقيق مهامها , كل هذا جعل العدو الفارسي حاقدا عليهم لحد يومنـــا هذا برغم مــــــرور أكثر من خمسة وعشرون عاماً على انتهاء هذه الحرب , حيث شهدت عليهم السنوات المنصرمة التي تلت الاحتلال الأمريكي على العراق ما تحمله قلوبهم من حقد وغل مميت ضد العراقيين بصورة عامة وضد هذه الكوكبة الخيـرة من رجالنـا ,فقامـــوا وبمساعدة  مجموعة مجرمة من بعض ضعفاء النفوس والحاقدين من العراقيين الذين جاءوا مع الاحتلال بأوسع عملية إبادة لهم تمثلت بقتلهـــم والتمثيل بجثثهم وتهجيـــر المتبقي منهم لا لشيء سوى أرضــاء لنفوسهم المريضة والحاقدة على الطيــــارين العراقيين, فتلطخت أيديهم النجسة بدمائهم الزكيــــة بينما تشرفوا هم بنيل الشهادة التي أقسموا عليها بعد تخرجهم من كلياتهم.

    


أشارت إحصائيات وزارة الدفاع ووثائق ويكيليكس التي نشرت هذه الأيام بان عدد الطيارين الذين اغتيلوا (182) طيارا لغاية شباط من عام 2006 جميعهم ممن شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية وكان لهم دورا مشرفا في هذه المعارك , وفر ما لايقل عن(800) طيار ومن المؤكد أن هذه الإحصائيات لا تعكس الرقم الحقيقي للطيارين الذين اغتالتهم الميليشيات المرتبطة بإيران فالعديد من الطيارين اعتبروا مفقودين ولا يعرف عنهم شيئا لحد الآن.

كما أن  الإعلام الغربي أكد مراراً بأن إيران تقف وراء اغتيال الطيارين العراقيين مشيرا أن الفوضى التي صاحبت الغزو الأمريكي ساعدت على تنفيذ أجندتها حيث ذكرت إحدى هذه الصحف في تقرير لها بأن " العشرات من الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضد إيران ما بين عامي 1980- 1988 قد تم اغتيالهم بعد ذلك في العراق على أيدي قتلة من أصدقاء إيران أو مأجورين لها" ولايزال يستهدفهم لحد الآن من خلال قوائم تتضمن أسمائهم , وكانوا بعد كل جريمة قتل لهؤلاء الشهداء الإبطال يضعون قصاصات ورق قرب جثثهم  ذكر فيها عبارة " هذا سيكون مصير من ضرب جزيرة خرج, بالإضافة إلى  تهديدات تحريرية بالقتل أو التهجير.
 المؤسف أن صوت الطيارين لم يصل إلى منصفيهم لأخذ حقهم فلا منظمات حقوق الإنسان  ولا الأمم المتحدة  أو الاتحاد الأوربي أو الجامعة العربية أعارت انتباه لما يحصل باستثناء بعض الأصوات مثل المنظمة الدولية الإسلامية لحقوق الإنسان في العراق التي وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أشارت فيه إلى استهداف الطيارين والقادة العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية من قبل عصابات تتعامل مع المخابرات الإيرانية حبث طالبت الشرعية الدولية بتطبيق مواثيق ولوائح حقوق الإنسان الخاصة باعتقال ومحاكمة المشتركين في جرائم الإبادة البشرية على قتلة الطيارين العراقيين وإدخالها ضمن هذه اللوائح . لكن حتى هذا الصوت لم يكن له صدى فالشرعية الدولية لا تسمع إلا الأصوات الأمريكية والأوربية التي تتناغم مع مسامعها .

أن ملابسات هذه القضية واضحة ولا تقبل الشك أن من يقف وراء عمليات التصفية للطيارين العراقيين هو النظام الإيراني لعدة أهداف جوهرية في مقدمتها الثأر من الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب العراقية – الإيرانية والقصاصات التي وجدت بجانب الجثث التي تعتبر احد الأدلة والتي اشرنا إليها سابقا, وهناك أيضا الناجين من عمليات الاغتيال وهم من أفضل الشهود لتثبيت الحقائق, فالطيار العراقي مثنى التكريتي الذي نجا من محاولة اغتيال من قبل ما وصفهم ب"المليشيات الطائفية" في سكنه الواقع في منطقة جبل الحسين في عمان أكد  بأن" العملية تقع ضمن مسلسل ملاحقة واغتيال وتصفية المسئولين العراقيين من مدنيين وعسكريين وخاصة طياري سلاح الجو السابقين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية وقاموا بقصف مواقع إيرانية". وكان التكريتي قد هرب من العراق بعد تلقيه إنذارا على باب بيته "ورقة غرس فيها خنجر وكتب عليها " مصيرك الموت يا نذل وكل من ضرب إيران".  والطيار الثاني سعدون احمد الذي كانت له طلعات جوية فوق جزيرة خرج وبوشهر، كان قد نجا أيضا من محاولة اغتيال وقد تحدث بعدها بأنه بعد الغزو دعت وزارة الدفاع العراقية بعض الطيارين السابقين للعودة إلى العمل ولبى عدد قليل منهم الدعوة وحصلت الوزارة على عناوينهم ومعلومات كافية عنهم على أساس الاتصال بهم لاحقا،  ولم يدر بخلدهم ان بعض ضعفاء النفوس من الموالين للنظام الإيراني العاملين بالوزارة قد استغلوا هذه المعلومات لغرض استهدافهم وتصفيتهم.


رحِم الله أبطالنا المغدورين وتغمدهم رب العزة بفسيح جناته وسيبقون شامخين في ذاكـرتنا وذاكـرة الأجيال القادمة من العراقيين لما قدموه من بطولات نفخر ونعتز بها على مر التاريخ فالسلام على أرواحكم الطاهرة يا شهدائنا الأبرار وحتى الذين لم اذكر أسمائهم أدناه, فقد فزتم وسعدتم بجنات عرضها السماوات والأرض , فهنيأ  لكم , ومن هؤلاء الأبطال الذين ذهبوا ضحية هذا الحقد الأعمى أذكر منهم :

- اللواء الركن الطيار كاظم جلوب الجبوري
- المقدم الطيار هيثم كاظم جلوب الجبوري
- اللواء الطيار إسماعيل سعيد
- العميد الطيار صباح الجنابي
-  العميد الطيار حيدر كاظم المحمداوي
- العقيد الطيار مؤيد حمكي
- العقيد الطيار شامل إبراهيم
- العقيد الطيار صبحي محمد حسين المشهداني
-  العقيد الطيار سالم النداوي
- المقدم الطيار جابر حمادي
 

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

921 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع