حكاية الحرامي و الناطور

                                                     

                          جابر رسول الجابري

حكاية الحرامي و الناطور

• إتفق ضابط شرطة المدينة مع أحد اللصوص بتقاسم الغنائم بينهما يعني على قول المثل الشعبي العراقي ......

..إنت هص وآني هص وإثنينه بالنص ....

ولهذا وعد ذلك الضابط بتكريم اللص و تعيينه بوظيفة حارس أمني للمدينة كنوع من عربون الصداقة بينهما لكنه إشترط عليه أن يسرق أولا أحد الأماكن أو الدور في تلك المدينة من أجل إحداث خرق أمني ، حيث كانت تلك المدينة تنعم نسبياً بالأمن ويعمها الأمان ،

نفذ اللص تعليمات شريكه الضابط فقام ليلا بسرقة دكاكين سوق الكسبة وكان جُل أصحابها من الفقراء والمساكين الذين يعتاشون على قوت يومهم المخزون في تلك الدكاكين ،

وفي الصباح ضج الإعلام ضجيجاً وراحت تصرخ القنوات وتنعق نعيقاً ونشرت الصحف الحادث جميعاً وإجتمعت الأحزاب والبرلمان فنددوا بذلك العمل الجبان ،

وما أن تناهى الخبر الى سمع الضابط حتى استقل ذلك الضابط سيارة الشرطة ترافقه مفارز الحماية صوب المكان لتفقد احوال الرعية والسكان ، وكانت سيارات مفرزة الحماية تطلق صفارات الإنذار والنور ذي الألوان لإعلام الناس بوصول دولته ذلك المكان ،

تقدم أحد الإعلاميون لسؤاله عن الإجراءات التي سيتخذها الحاكم كرد فعل على ذلك الحادث اللئيم فصرح سيادته قائلاً :

- نحن نستنكر هذا العمل ولن نسمح بحدوث خرق أمني آخر وحسب تقديراتنا أن الفاعل جاء من خارج الحدود ولهذا لابد من تعيين حارس أمني للمنطقة ثم تناول قلما وخط على ورقة كان يمسكها وكتب مرسوماً يقضي بتعيين ذلك الحرامي بوظيفة حارس امني للمدينة ،

•كل قصة لها عبرة وعبرة هذه القصة مرآة لحادثة تفجيرات بغداد حيث تم إستبدال وجوه المناصب الأمنية التي كانت مشغولة من قبل ممثلي أحزاب الفساد بسبب حدوث خرق أمني ليتم تنصيب وجوه أخرى قديمة ومن ممثلي الأحزاب الأقوى لهذه المرحلة وتلك القيادات هي نفسها التي قادت وعاشت نفس التجربة ونفس الفشل في إدارة الملف الأمني وأزمات التفجيرات التي حولت بغداد الى خراب ...............فما الجديد ؟ ،

يعني بالقلم العريض الحكومة تقول:

*نحن الحرامية و نحن الحراس وعليك يا شعب ان تشد الرأس *

أويلي عليك يا شعب ......

... هم تطلع وتهتف لهم ...علي وياك علي ... لو لازم تردد بصوت عالي :

*عاش الناطور*عاش الحرامي*

*وكل مرة راح زعيم وإجه زعيم وستبقون تحلمون بأن يكون عندكم نعيم *

*ثورة تشرين ثورة وعي جماهيري*

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

665 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع