العمل الفني الوحيد الذي جمع بين الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني والممثل العالمي شون كونري.

                                                 

                            علي المسعود

    

العمل الفني الوحيد الذي جمع بين الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني والممثل العالمي شون كونري.

تتضمن مسيرة بعض الفنانين أعمالا فنية منسية من جانب الجمهور، إما بسبب المنع من العرض أو تأخر عرضها لسنوات، وهذا ما حدث مع الممثل الاسكتلندي، شون كونري. والذي ما لا يعلمه الكثير من معجبيه أنه شارك الفنانة المصرية، سعاد حسني، فيلما قبل أكثر من 36 عاما . ستة وثلاثونُ عاما مرت على العمل الفني الوحيد الذي جمع بين الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني والممثل العالمي شون كونري، أغسطس (1930 - 31 أكتوبر 2020) الذي توفي في 31 اكتوبر الماضي عن عمر يناهز 90 عاما، في فيلم "أفغانستان.. لماذا؟" مع المخرج المغربي عبد الله المصباحي، والذي قدم أفلاما مثل "سأكتب اسمك على الرمال" و"أين تخبئون الشمس " .

تم تصوير الفيلم في منتصف الثمانينيات، وبالتحديد في عام 1984 قبل أن تقرر سعاد اعتزال الفن، وشاركها في البطولة من مصر عبد الله غيث، ومن اليونان الممثلة إرين باباس التي شاركت من قبل في فيلم "الرسالة" و"عمر المختار"، والممثل الإيطالي جوليانو جيما، والفرنسي مرسيل بوزفي، بجانب مجموعة كبيرة من الممثلين من مختلف العالم، وقام بتصويره مدير التصوير المصري عبد العزيز فهمي لم يحالف الحظ الفنانة الراحلة سعاد حسني في خطوتها الأولى نحو العالمية، ولا شون كونري في تجربته والمشاركة في فيلم عربي، فظل الفيلم حبيس الأدراج .واجه الفيلم الكثير من الصعوبات والعقبات في رحلة ممتدة لسنوات طويلة، لكن لم ينته حلم المصباحي في استكمال الفيلم، رغم أنه أضاف مشاهد مختلفة من أجل أن ترى تجربته النور، وقام بالتغييرات التي تتوافق مع المستجدات السياسية التي طرأت على الساحة وقتها، مثل ظهور أسامة بن لادن، والحرب الأميركية في أفغانستان، ومعتقل غوانتانامو، من أجل أن تكون تجربة الفيلم طازجة خاصة وأنه كان قد مرت سنوات طويلة على تصويره . وكانت مفاجأة الفيلم في تقديم سعاد حسني شخصيةَ فتاة أفغانية، حيث قالت الكاتبة نعم الباز في تصريحات سابقة لصحف مصرية إن المخرج اختار سعاد حسني لعبقريتها التي فرضتها على الساحة وجعلتها تستطيع تقديم ملامح فتاة أفغانية، فهو اختارها بعين "جواهرجي ". أما عبد الله غيث فقدم دور أستاذ جامعي بجامعة كابل، وهو أيضا عالم دين ومفكر ومناضل قاد حركة قوية ضد الاحتلال السوفياتي، قبل أن تنفجر الخلافات داخل المجتمع الأفغاني نفسه. حيث ينشر دعوته للتصدي إلى الاحتلال وينضم إليه مئات الآلاف الذين قرروا تحدي السوفيات وطردهم، لكن سرعان ما تنفجر الخلافات بين الأفغان أنفسهم ويحدث انقسام داخلي نتيجة الرغبة في الاستيلاء على السلطة والفوز بالكلمة العليا، وهو ما سهل لاحقا اختراق القوات الأميركية للمجموعات الأفغانية التي تقاوم الاحتلال السوفياتي . الهدف الأساسي للمخرج المغربي عبد الله المصباحي كان فضح مخططات الغرب ضد العالم الإسلامي، فاختار فترة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان وتلاعب أميركا بالأفغان . وبحسب ما ذكرته صحيفة "اليوم السابع" المصرية، فإنه رغم الانتهاء من تصوير 70% من مشاهد الفيلم، إلا أن سبب عدم عرضه حتى الآن هو عدم استكمال المشاهد الخاصة بالمعارك، التي تتطلب استخدام السلاح الثقيل والدبابات وشاحنات الجيش، وكانت ستستغرق النصف ساعة المتبقية، ورفض الجيش المغربي استخدام آلياته العسكرية في العمل السينمائي . وبسبب تأخر تصوير الفيلم، قرر المركز المغربي السينمائي سحب ترخيص عمل عبد الله المصباحي كمخرج وإغلاق شركته السينمائية، كما حجز الأجزاء التي تم تصويرها من الفيلم معلنا حظر عرضه .

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع