الذكرى ٨٩ لتأسيس القوة الجوية العراقية

                                                        

                           لواء طيار ركن دكتور
                         علوان حسون العبوسي
                          ٢٢ نيسان ٢٠٢٠

   

الذكرى ٨٩ لتأسيس القوة الجوية العراقية

   

تمر علينا اليوم الذكرى 89 لتأسيس قوتنا الجوية الحبيبة هذه القوة التي اعتز واتشرف الانتماء اليها التي تمثل الصفوة المميزة من بين قواتنا المسلحة الباسلة لما تمتاز به من خبرات وكفاءات عالية المستوى تكسب الانسان العراقي والعربي عزاً وشرفاً عبر سفر تاريخها الخالد الطويل .

تعتبر القوة الجوية العراقية من أقدم القوات الجوية العربية بعد القوات الجوية المصرية تأسست في 22 نيسان ( ابريل ) 1931 تحت اشراف واعداد بريطاني تسليحاً وتجهيزاً وتدريباً استمرت على هذا النحو سنين طويله اكتسب سلاح الجو العراقي خبرات عملية عالية سواء على المستوى الوطني او القومي من خلال مساهماته المشهودة سواء بحركات الامن الوطني او على المستوى القومي .

     

الرواد الأوائل من اليمين خليل شفيق ،كاظم عبادي،حفظي عزيز، سامي فتاح، طه ياسين

    

بعد ثورة 14 تموز (يوليو) 1958 اتجهت القوة الجوية الى المعسكر الشرقي وتم تدعيمها بالطائرات المقاتلة والقاصفة والنقل والهيلوكوبترات الروسية ، ثم جرى تطعيمها بطائرات الميراج ف 1 الفرنسية ، وغير ذلك من الانواع الاخرى من طائرات النقل والهليكوبتر بأنواعها المختلفة.

    

                     تشكيل من طائرات ميج 17

لم يمض وقت طويل على تشكيل سلاحنا الجوي حتى ظهرت أدواره الوطنية والقومية في الدفاع عن العراق فكانت مساهماته رائدة بالحرب البريطانية العراقية في مايس 1941 ملقنة المحتل دروساً لايزال يذكرها على مدى التاريخ ، ثم مساهماته الأخرى مع الجيوش العربية بفلسطين في ايار(مايس) 1948 من الاردن وسوريا ومصر ، وفي حزيران 1967 حيث ابلى بلاءً حسناً مشرفاً استطاع ان يهاجم اوكار الصهاينة باقتدار عالي شهد لها اسراهم ممن اسقطت طائراتهم في محيط قاعدة الوليد الجوية ، اما في تشرين اول( اكتوبر) 1973 من سوريا ومصر فكان دوره رائداً قوياً شجاعاً سريعاً ملبياً نداء الواجب المقدس دون استحضار مسبق لهذه الحرب منادياً اعداء العروبة ها انا ذا قادمٌ كالبركان المدمر مسجلاً صفحة ناصعة تضاف لسفر تاريخه العتيد ، ناهيك عن مساهماته الداخلية في حفظ الامن الوطني مع القوات البرية بدرء العدوان عن شمال العراق بعد ان أيقن بالدعم الإسرائيلي والفارسي للمتمردين هناك غرضهم شل قدرات وامكانيات قواتنا المسلحة للحد من مساهماتها المستقبلية ضد الكيان الصهيوني .

    

مشاركة القوة الجوية في 5 حزيران 1967

  

          السرب السادس والتاسع والعشرون في مصر

كما كان لسلاحنا الجوي مساهماته المشهودة في الحرب العراقية الإيرانية ، بعد الثورة الايرانية واستلام الخميني ورفعه شعار تصدير الثورة واسقاط النظام السياسي العراقي والتهديد بالحرب ومحاولات العراق تجنبها بشتى الوسائل الرسمية ولكن التعنت وأل عنجهية الفارسية الايرانية زادت من حدودها ، ولم يكن للعراق خياراً آخر سوى الحرب ، والحرب قرارها صعب ولكن وضوح النوايا الايرانية وقوة وكفاءة قوتهم الجوية التي تفوقت بمعدلات عالية على قوتنا الجوية آنذاك جعل من قرار المبادأة بشن ضربتين جويتين شاملتين حتمياً لا خيار سواه والا ستدمر قوتنا الجوية على الارض لو بادرت ايران بالحرب كما حصل مع القوات الجوية المصرية في الخامس من حزيران 1967 ، كان سلاح الجو العراقي طوال ثمان سنوات من المنازلة الشريفة الدرع الواقي للعراق وللامة العربية ولا زال دوره يذكر حتى الان وكم تتمنى دولنا العربية المنصفة ان تعود تلك الايام لكسر شوكت وجبروت العدو الايراني الحالي الذي بات يهدد كل اقطارنا العربية بعد زوال تأثير قوتنا الجوية وباقي قواتنا المسلحة ، بعد الحرب خرجت اسلحة الجو منتصرة مزهوة بنصرها بموازين قوى تمثل ثلاث أضعاف القوة الجوية الايرانية محققه موقفاً جوياً ملائماً منذ السنة الثانية للحرب ، ومؤطراً بدروس مستنبطة قل مثيلها في كافة معاركها سواء في الدفاع او الهجوم .

    


            اكزوزيت من طائرة ميراج ف1

    

                سلك وورم من طائرة B6D

بعد حرب الكويت وفرض الحصار الاقتصادي الشامل من قبل مجلس الامن بدء العد التنازلي لقوتنا الجوية هذه القوة التي راهن العدو الامريكي الصهيوني على تدميرها وعليه كانت توقعات قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي لنتائج المعركة الجوية المحتملة مع القوات الجوية المتحالفة في حرب تحرير الكويت وفق ما خططت لها القيادة السياسية آنذاك بانها ستكون غير متكافئة ،ومع ذلك اعتمدت قوتنا الجوية ولأول مرة في استراتيجيتها على مبدأ الدفاع الثابت وانتظار تلقي الضربات الجوية المعادية التي تفوقها عدداً ونوعاً حيث بلغ معامل التفوق الجوي العام للقوات الجوية فقط ( 1:12) لصالح التحالف ،(دون اشراك الصواريخ الجوالة والاقمار الصناعية ،وطائرات الانذار والقيادة والسيطرة الطائر في الحسابات الجوية ) وهذا يشكل خلل في موازين الاستراتيجية الجوية .

   

رغم ذلك فقد استطاعت قوتنا الجوية مع دفاعنا الجوي تكبيد العدو اكثر من 185 طائرة وصاروخ جوال واسر اكثر من 20 طيار اسير امريكي مع حلفاءه ولكن بالمقابل خسرت قوتنا الجوية حوالي 50% من قدراتها القتالية بضمنها ترحيل 139 طائرة الى ايران بعد اتفاق رسمي واخلاقي مسبق معهم .

     

      اسقاط طائرة سبايكر في 16/17 ك2 1991

لقد عانت قوتنا الجوية لفترة 1991 – 2003 اثناء الحصار الشامل الامرين من حيث التدريب واعداد الطيارين بسبب انخفاض نسب الصلاحية لعدم توفر المواد الاحتياطية وتدمير نسبة اخرى من الطائرات اثناء الرجعات الاربعة التي قامت بها القوة الجوية الامريكية ، ادى خروج 90% من امكاناتها خارج الخدمة وبقيت لديها اعداد من طائرات التدريب فقط .
في الحرب الامريكية البريطانية 2003 لم يكن للقوة الجوية اي دور يذكر للأسباب التي ذكرتها آنفاً وهذا ما خطط له اعداء العراق وهكذا انتهت اسطورة قوتنا الجوية بتخطيط امريكي صهيوني ايراني ومع ذلك سيضل نورها يغشاه اعداء العراق فكان الطيارين العراقيين الابطال مشاريع للقتل والتهجير من قبل هؤلاء الخونة المارقين ويا لخستهم وجبنهم .
في هذه المناسبة يطيب لي ان احيي ابطال هذا الصرح العظيم مبتدأ بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحفاظ على راية هذا السلاح عالية خفاقةً عبر سفرها الطويل ، ثم احيي قادتنا المؤسسين الاوائل مثمناً جهودهم في انشاء هذا السلاح ، كما احيي كافة الضباط الطيارين والملاحين والمقاتلين ، وكافة التخصصات الساندة مهندسين وفنيين واداريين ضباطا ومراتباً سائلا الله ان يحفظهم ويبارك بأعمارهم فهم ذكرى عزيزة نفتخر بها وكل عام والجميع بألف الف خير .

     

اشكر الأستاذ العزيز مهند عبد الجبار الشيخلي لقيامه بكافة تصاميم المقال

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1065 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع