منافقون ودجالون وقوادون الى يوم يبعثون

                                                     

                              جلال چرمگا

منافقون ودجالون وقوادون الى يوم يبعثون

بعد ان يأسوا من تقاسم ما تبقى من فتات كعكة العراق عبر المزايا الخاصة والصفقات الفاسدة والرشاوي والكومشونات، أصبحوا بقدرة قادر معارضين لأقرانهم في حكومة المنطقة الخضراء.

بالأمس جاءوا على ظهور الدبابات الامريكية، ودخلوا بغداد وكأنما هم فتحوا القسطنطينية، وكلهم أمل بأن الأيام التي مروا بها في الدول الغربية والولايات المتحدة وكندا وحارات دمشق وايران قد ولت الى غير رجعة، والخير والنعيم قادمان، إنها الفرحة التي ما بعدها فرحة.
واحدهم كان حاد اسنونه، وكان حلمهم الوحيد ان يقتربوا من الحاكم المدني بريمر الذي فرضه الملعون بوش سلطانا على العراق.
كلهم كانوا على إستعداد ان يركعوا ويلمعوا حذاء سيدهم بريمر مقابل رضاء جلالته عنهم والحصول على إبتسامة رضا منه، او الحصول على عظمة من العظام التي يرميها لكلابه.. ولكن هيهات.
كل واحد منهم كان يفكر مع نفسه ان شاء الله يستلم حقيبة وزارية، وخلال فترة قصيرة يصبح من اصحاب الملايين، ماعدى الاملاك والسيارات الفاخرة وعروس جديدة حسب المواصفات التي رسمها في مخيلته العفنة تعيد له ايام شبابه الذي قضاه في الفقر والتسكع والكدية، وبعد ان يأسوا من وظيفة الوزير، رضوا بمنصب وكيل وزارة او عضو في مجلس الدواب، وحتى مدير عام أو أقل.
ولكن الرياح لم تجري بما تشتهيه السفن، لذلك حمل البعض منهم حقيبة السفر بعد ان حصل على مبلغ تافه نتيجة ( اللواگة والقوادة الحاذقة) التي قدمها للمسؤولين ورؤساء الأحزاب، وعاد بخفي حُنين، يجر الألم والحسرة ورائه.
بعد العودة الى وطنه في المنفى أصبح فجأة معارضا للجماعة، وصار يصفهم بأبشع الألقاب كعملاء وجواسيس ولصوص وبائعي الوطن للصهيانه والامريكان.. الخ .. من مصطلحات سخيفة لا تقل عن سخافة شخصه.
وبعد ان تحولوا بقدرة قادر الى معارضين، كل يوم مقالة في الصحف العربية والمواقع العراقية، ينتقدون رفاقهم في درب العمالة والخيانة، وكأنهم نسوا او تناسوا الايام الخوالي التي كانوا يتمنون فيها تلميع حذاء بريمر، وبعدها أحذية رؤساء الأحزاب والميليشيات ذات الولاء الايراني.
ليس مهما! ايراني امريكي تايواني، المهم وظيفة ومزايا وكومشونات وسرقة وشفط ولفط وخيانة وحتى سمسرة وتجارة الرقيق الأبيض.
كم أنتم أقزام أيها المتلونون كالحرباء تلون انفسكم الحقيرة حسب الظروف والمصالح الشخصية.
لكن الوطن لا يحتاج الى العميل واللص والجاسوس والقواد والبلطجي. الوطن بحاجة الى الشرفاء المخلصين لترابه الزكي.
لا اعرف ماذا تقولوا ايها الاقزام من خدام بريمر وبطانته، غدا بعد ان تشرق شمس الحرية والتحرر من جديد في وطننا الغالي؟
أنا وغيري من العراقيين متأكدون جدا بأنكم ستسلكون طريقا ملتويا آخرا للحصول على أية وظيفة في الحكومة الوطنية القادمة بعون الله، حتى لو كانت بصفة بواب امام البرلمان او مجلس الوزراء,
وأخيرا..
يقول المفكر الاسباني (غراسيان) " ليس الأحمق من يرتكب حماقة، بل الذي لا يعرف كيف يخفيها"، فيفضح نفسه عن غباء أمام الآخرين، وهذا هو حالكم يا حمقى!

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

728 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع