ثورة الشباب ستعيد حقوق الانسان المنتهكة

                                                       

                         طارق رؤوف محمود


ثورة الشباب ستعيد حقوق الانسان المنتهكة

عندما نتحدث عن التراث العالمي المعاصر لحقوق الانسان نعني به مجموعة المبادئ الملزمة التي اتفقت عليها المجموعات الإنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تحديدا على الالتزام بها قانونا وكل من يخالفها يعرض نفسه للعقوبات على المستوى الدولي والإقليمي والوطني ،وعلى هذا الأساس فأن منظومة قانون حقوق الإنسان تعمل بشكل متطور على ضمان واحترام حقوق الفرد و حرياته المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ضد إي تعسف ، و تطبيق القواعد الإنسانية ، وتخفيف معاناة البشر . .

وحقوق الإنسان هي حقوق طبيعية ، اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها المرقم ( 217 ) والمؤرخ في 10/ كانون الأول/ ديسمبر / 1948 وبمقتضاه ناشدت جميع دول العالم العمل على حماية حقوق الإنسان ونشر ثقافة الإعلان العالمي في المدارس والمعاهد التعليمية والمؤسسات الإعلامية وغيرها ، لخلق ثقافة إنسانيه .والتخلص من الإعمال الهمجية التي آذت الضمير الإنساني ، كي يتمتع الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والخوف.
وأكدت الأمم المتحدة إيمانها بحقوق الإنسان وكرامة الفرد.. وطالبت الدول الأعضاء مراعاة الحقوق والحريات وإعطائها الأهمية الكبرى..
ولهذا نال الإعلان موقعا هاما في القانون الدولي مع وثيقتي العهد الدولي الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية ، والعهد الدولي الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . .
ولأهمية الموضوع يجب ان يعرف المواطن الحقوق التي كفلتها له المواثيق والقرارات الدولية ويتعلم المسئول واجبه الخلقي والإنساني لتنفيذ القوانين الدولية ولكم بعض نصوص القانون المهمة : .
المادة الأولى نصت :- ( يولد الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الإخاء ) .
والمادة الخامسة منعت تعرض الإنسان للتعذيب أو الحط من كرامته .
والمادة التاسعة منعت القبض على أي إنسان تعسفا .
وجاءت المادة (13) و (14) بتأمين حرية التنقل والإقامة في حدود الدولة ، وحرية الفرد أن يلجأ إلى بلا د أخرى هربا من الاضطهاد .
كما ضمنت المواد ( 18)و(19)و(20) حق حرية التفكير ، وحرية الرأي ،وحرية الاشتراك بالجمعيات .
وأكدت المواد (23) و(25)و(26) حق الانضمام إلى النقابات ، وحماية الأمومة والحق في التعليم . .
أما المادة (21) وهي مادة مهمة نصت على ما يلي :- ( إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة
هناك أيضا اتفاقات دولية رئيسية لحقوق الإنسان منها اتفاقية القضاء على التميز ضد المرأة ، واتفاقية مناهضة التعذيب ، واتفاقية حقوق الطفل ،واتفاقية حماية العمال والمهاجرين وذوي الايعاقة وغبرها . .

ومن المفيد ان نذكر اهم المعوقات التي حالت دون استيعاب حقوق الانسان في المنطقة العربية فقد أعطت الدول الغربية المثل الاسوءعلى امتهان حقوق الانسان خارج وطنها وخاصة في الوطن العربي بدعمها نظم متخلفة انتهكت حقوق الانسان بشكل دائم وضيقت على الحريات باستخدام وسائل القمع ،وأيضا الأعراف الموروثة المنسوبة الى الديانات لأنها لم تقدم الرؤى التي تستلهم الإسلام والديانات الأخرى ولم تستوعب الحداثة وتدافع عن الحريات .يقينا هذه المعوقات مكنت السلطات فرض دكتاتورية تعسفية رغم معانات الشعب العراقي من حروب فرضت عليه وفساد شاع في البلاد سهل دخول داعش الإرهابي وهيمنة أحزاب السلطة والمليشيات التي اشبعت الشعب أنواع الماسي بدلا من منحه مبادئ (حقوق الانسان)
الان وبعد قيام ثورة الشباب العراقي في1/10/2019في بغداد وجميع محافظات الجنوب والوسط على النظام الفاسد بمظاهرات مليونيه واعتصامهم في ساحة التحرير ببغداد وساحات المحافظات الأخرى ،رافعين الاعلام العراقية وشعارهم (نريد وطن ) واسنادهم من أبناء الشعب في جميع المحافظات، الامر الذي اربك النظام والأحزاب والمليشيات التي اندفعت باستخدام العنف المفرط بالسلاح والغازات السامة التي تسببت بقتل المئات وجرح الالاف من الشباب المسالم في مذبحة دموية يمكن اعتبارها من( جرائم الإبادة ضد الإنسانية ) بموجب احكام القانون الدولي وإحالة مرتكبيها امام المحكمة الجنائية الدولية لبشاعة الجريمة التي استنكرتها المرجعية الدينية والأمم المتحدة وكثير من دول العالم الامر الذي اضطرت حكومة عادل عبد المهدي رئيس الوزراء تقديم استقالتها الى مجلس النواب الذي قبلها بتاريخ 1/12/2019واتسع التظاهر بمشاركة المنظمات المهنية والمدنية والطلبة وأساتذة الجامعات والاكاديميين والرياضين والاعلامين والمتقاعدين والأطباء والعشائر والمسعفين أصحاب العربات (التكتك) وتعبيرا عن تأييدهم وتضامنهم قام أبناء الشعب والتجار وأصحاب المصالح والمطاعم بتقديم ما يحتاجه المعتصمون من غذاء وماء وفرش ووسائل خدمية ومستلزمات طبية وغيرها ساعدت المتظاهرين على الاستقرار ، وتوزعوا على شكل مجموعات واحدة للتنظيف وأخرى لعمل الطعام وأخرى للإسعاف وبعظهم بأعمال فنية عديدة واخرين بتنظيف الساحة وصبغ الأرصفة وتنظيف الشوارع ومرافقها يوميا وكذلك تنظيم الانارة وفتح نفق الساحة المغلق وتنظيفه وتزينه ،وكذلك تنظيم حلقاة ثقافية وادبية وشعراء واغاني وطنية وموسيقى كل ذلك زاد من جمالية وروعة ساحة الاعتصام واوجد مساحات تعاون رائعة خلقت ظاهرة حضارية .
والانتفاضة بالإضافة الى اسقاطها الحكومة فانها حققت اعظم مطلب وهو اسقاطها (لطائفية والعنصرية ) ويتضح ذلك من المشاركين في التظاهر عرب مسلمين من الطائفتين واكراد وتركمان ومسيح وبقية الأقليات وهذا التجمع خلق حالة تضامن اجتماعي ومعرفي وتعاوني وسلوك رفض كل السلبيات الماضية وهكذا أصبحت ساحة التحرير معهد وطني شامل من خلال تعاون اثبت قدرة الشباب .
لكن ومع الأسف تقف قوى الظلام والفساد من ازلام السلطة والأحزاب والميلشيات المسلحة بالضد بالتمسك بالسلطة بقوة السلاح وحماية مصالحها وعدم الاكتراث لمطالب الشعب . واصرارها في مجلس النواب على بقاء القوانين المقيدة للحريات على حالها .
شباب الثورة سيحقق كل مطالبه ويعيد للشعب حريته وكرامته والعيش بحرية وسلام ويعيد العمل بنصوص الإعلان العالمي لحقوق الانسان والتخلي عن السلوك المتخلف والأساليب الهمجية التي مارستها السلطة على مدى السنين الماضية، الجميع مدعون لنصرة الانتفاضة بكل الوسائل لآنها الضمانة للخلاص من النظام الفاسد والمتخلف وبتايد كل احرار العالم ،نحن شعب ينشد الحرية والسلام شعب يفخر بتاريخه يعرفه العالم ويعرف تضحياته في الماضي والحاضر من اجل الاستقلال والحرية ، شعبنا يرفض كل مساوء السنين الماضية لانها لا تمثله على الاطلاق ، وهو الان يسعى لمواكبة التطور وكسب احترام العالم بتطبيق مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

655 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع