عندما يَطفح العَفَن

                                       

                      أبو فراس النعيمي

عندما يَطفح العَفَن

من المعلوم لو أخذنا حفنة من الفول اليابس( الباقلاء) ووضعناها في صحن من الماء وتركناها سويعات وعدنا إليها فماذا نجد؟؟؟
نجد الباقلاء إنقسمت لجزئين، الجزء المريض ممن أصابها( العَفَن ) إعتلت وصعدت فوق سطح الماء، أما الصاحية والوقورة منها ظلت باقية في القعر؟؟ لماذا
الجواب على ذلك مختصَرَهُ..
" لله في خلقه شؤون"
وبإمكان القارئ الكريم مراجعة تفسير القول سيجد هولاً عظيماً من المعلومات التي تدلهُ صحة الجواب..
أما إذا أردنا الاستفادة من تلك الظاهرة وتطبيقها على البشر من أجل( التمحيص الدقيق ) فماذا سنكتشف؟؟؟
سنكتشف ان لدينا الكثير الكثير من أصحاب العقول الخاوية والضمائر العفنة والمرائية أعتلت وتربعت فوق الشُرفات العالية!! على عكس ممن كانت لديهم رؤى ناصحة تتحكم فيها ضمائر نقية ناصعة..!!!
وذلك يعود إلى عاملين أساسيين أما موضوعي فيكون كفيله 《 الزمن الرذيل 》 وأما ذاتي فيتكفله الإنسان بشخصه، فمن كان لامبادئ له 《 حرباوي 》هو الذي يقوم بخلق الفرص وتوظيفها في تحقيق غاياته الذاتية..
على هذا الأساس.. ستكون المحصلة نحو الآتي..
الحضارات والدول وحتى الجيوش الراقية لاتبنى من قبل الإرادات البشرية العفنة وإنما تبنى من قبل الإرادات التي تحكمها ضمائر نقية ناصعة كما أسلفنا..
فكل الذي يبنى من قبل القوى المهيمنة صاحبة العقول العفنة آيلة للسقوط لا محال والعكس صحيح..
ومن أجل أن يكون الموضوع أكثر واقعية وجدت من الأنسب بضرب المثل الشعبي الشائع عندما يسقط هيكل أو بنيان ما بشكل سريع أو مفاجئ ينعتوه
ك " حائط نفل "..
أما (نفل) فهو شخص كان يدعي بانه مهندس بل إنه أمير المهندسين ويطلق عليه أهل العامة
ب 《 الاسطة أو المعمار》 كذبا وزورا..
وفي ذات يوم جاءه أحد الأشخاص وطلب منه أن يبني جداره الفاصل بينه وبين جاره،
فهب نفل مسرعا بالخطوات والتحدث عن مهاراته الفائقة في بناء الجدران والسقوف المقاومة والصلبة وووالخ من ثعلبيات مما جعل ذلك الشخص أن يرضخ لسعر الكلفة الإجمالية التي فرضها (نفل) في بناء الجدار أو 《 الحائط 》 المطلوب إنشائه..
منذ الصباح الباكر باشر( نفل ) بعمله في إنجاز البنيان حتى حان وقت الغروب أكمل نفل بناء الحائط وسلمه لصاحبه شامخ معافى وقبض ثمنه ثم غادر..
إلا إن المفاجئ بالأمر بعد مغادرة نفل بلحظات حدثت فاجعة بسقوط الحائط !!!!!؟؟
فعجت الجيران بصراخها وأسرعت بمسك( نفل) وحين وصل مقر عمله المنجز وشاهد بعينه نومة الجدار كنومة أهل الكهف لايرتجى منه أي أمل سئل صاحبه مالذي حدث؟؟؟ وما أسباب هرطقة الجيران!!؟؟
فأجابه ألم تشاهد السبب ؟؟ وما آل إليه الجدار الذي بنيتهُ انتَ وانهياره بنفس اليوم..
ضحك( نفل) من سؤال الرجل واجابه ساخرا..
《 اتريده حيا على مدى الدهر 》فاندهش صاحبنا المغفل ومن كان معه من الجيران وأصبح بذلك، 《 حائط نفل 》 مثل لكل بناء متهرأ..
ومنذ ذلك الحين أصرت الناس على تقييم البنيان من خلال المشيدين له من أصحاب الوهم والرهانات الخاسرة ك 《 حائط نفل 》مصيره الانهيار المدمر وأما بنيانٍ شامخ ورصين كشموخ وصلابة (الاهرامات ) الصامدة لأنها بنيت من قبل عقول تؤمن بحب الوطن وتعشق الأرض التي سكنتها وهذا دليل على بقائها..
وهكذا تبنى الحضارات والدول الراقية
واخيراً نختم الموضوع بقول أمير المؤمنين وأمام المتقين علي (ع) بقوله المأثور《 مَن بناها بطيبٍ طاب مسكنها ومن بناها بشرٍ خاب ساعيها
والسلام

أبو فراس النعيمي
١٥ آيلول ٢٠١٩م

   

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع