يعلمونا كيف نبلع الإهانة

                                           

                           بيلسان قيصر

يعلمونا كيف نبلع الإهانة

يردد دائما رئيسا الوزراء السابق والحالي اسطوانة مشروخة علينا بأن الحشد الشعبي جزء من المؤسسة العسكرة بعد ان شرع له قانون بإستغفال النواب او مقايضة النواب الشيعة للنواب السنة، وكان اتعس قانون سنه مجلس النواب وهو الذي يتحمل تداعياته الخطيرة بما فيها دماء المغدورين والمعتقلين في سجون الحشد من الأبرياء، والممتلكات التي سرقها عناصر الحشد الشيعي. وهذه الإسطوانة يرددها أيضا المحللون السياسيون دائما خلال المقابلات التلفزيونية، وجاء الأمر الديواني لرئيس الوزراء ليكشف زيف الإداء بأن الحشد جزء من المؤسسة العسكرية، لأنه ان كان جزءا منها فلماذا يدمج بالجيش؟ والكذبة الثانية ان الحشد بإمرة القائد العام للقوات المسلحة، وللتذكير طلب رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي من الحشد خلال وزارته ان ينفتح على تلعفر وان لا يدخلها، ولكن في المؤتمر الصحفي الاسبوعي ذكر العبادي بأنه تفاجأ بالعلم ان الحشد لم ينفذ أمره حيث انتشر على الحدود العراقية السورية، وعندما سئل قادة الحشد عن مخالفتهم القائد العام للقوات المسلحة، قالوا بأنهم يتبعون اوامر الجنرال سليماني وليس حيدر العبادي، 

هكذا بكل صراحة!
كالعادة التزم حيدر عبادي الصمت ولم يعلق على تصريحات قادة الحشد، يعني بلع الإهانة على الريق.
ولأن التأريخ يعيد نفسه، فقد حصل نفس الأمر مع رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة الحالي عادل عبد المهدي، فقط طلب سحب ( لواء 30) الشبكي وهو من تشكيلات الحشد الشعبي من سهل نينوى بعد ان عاث فسادا وسرق وخرب واعتقل وجعل الناس ترفع اياديهم للسماء للتخلص منه، مع العلم ان قائد حشد الشبكي (وعد القدو) من ضمن الأربعة المشمولين بالعقوبات الامريكية.
كان الموقف أغرب من الخيال، فقد رفض لواء الحشد تنفيذ الأمر الديواني، وليت الأمر اقتصر على التمرد الذي عقوبته الاعدام في القانون العسكري، بل قطعوا الطرق المؤدية الى السهل واعتدوا على قوات الجيش ومنعوهم من التواجد في سهل نينوى.
وبدلا من ان يتصرف القائد العام بمستوى الحدث ويمحو الإهانة التي وجهت اليه ارسل من يتفاوض مع الحشد، وذعن لإرادة الحشد الشبكي بكل ذل ومهانة، يعني بلع الإهانة على الريق.
وما ان استقر الأمر لصالح اللواء الشبكي، حتى حدث نزاع مسلح مع (لواء 50) المسيحي وهو من تشكيلات الحشد الشعبي ويقوده (ريان الكلداني)، وهذا الكلداني مشمول ايضا بالعقوبات الامريكية بسبب إنتهاكات تتعلق بحقوق الانسان وملفات فساد وارهاب.
اما القائد العام للقوات المسلحة فهو نائم ورجله بالشمس، نوم العوافي ايها العادل الشجاع الحازم، فعلا اختارت المرجعية الدينية الشخص المناسب في المكان المناسب والزمان المناسب لقد أثبت للجميع حزمه وشجاعته النادرة!!!
رصاصة طائشة
سبق ان صرح القيادي في المجلس الاسلامي (الايراني) الاعلى باقر صولاغ ان عادل عبد المهدي لا يزال قياديا في المجلس الأعلى، اي ليس مستقلا كما تروج المرجعية في النجف، والكتل السياسية، من جهته اكد النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي في ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يخرج من المجلس الاعلى الاسلامي لغاية الان وهو من مؤسسي العملية السياسية. ومن المؤكد مشاركة عبد المهدي في الانتخابات المحلية وعلى الأغلب سيكون داعما لقوائم المجلس الاعلى في المحافظات". علما المجلس الأعلى هو ذراع سياسي إيراني كبقية الأذرع الأخرى المتنفذة في المشهد الساسي العراقي كمنظمة بدر وعصائب أهل الحق وميليشيات النجباء وجند الله وحزب الله، لعنة الله على من لا يوالي العراق وشعبه.
لكن لماذا كذبوا علينا وقالوا ان عادل عبد المهدي مستقل؟ ولماذا لم ينفي التهمة عن نفسه ويبين الحقيقة للشعب العراقي؟ مسرحيات الحكومة العراقية مستمرة، وكان الله في عوننا من هؤلاء الدجالين.
بيلسان قيصر
البرازيل
آب 2019

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع