ترجمة وتحقيق، آشوريون أم آراميون؟ للأب جان الدومنيكي، الجزء الأخير

                                               

                        موفق نيسكو

    

ترجمة وتحقيق، آشوريون أم آراميون؟ للأب جان الدومنيكي، الجزء الأخير

يتبع الجزء الثاني

نُذكِّر القارئ الكريم بأهمية الهوامش
الآشوريون
لكن المشكلة بدأت حين حان الوقت لتسجيل المطالب الرسمية بالأسماء، فويكرام في كتابه (THE ASSYRIANS AND THEIR NEIGHBOURS، الآشوريون وجيرانهم)، الذي نُشر في لندن سنة 1929م، عكس موقفه تماماً من موقفه عام 1910م، حيث خصص فصلاً كاملاً من ص177-185، لمسألة الآشوريين القدماء والجدد، فهو من الآن فصاعداً يؤكد بشكل قاطع أن الآشوريين، الكلدان، النساطرة الحاليين ينحدرون من الآشوريين القدماء كسرجون وسنحاريب، ولا تزال مميزات الآشوريين القدماء موجودة فيهم.
تم تطوير الأسباب، وهي نفس الأسباب التي أعطيت للآشوريين بالفعل وقدموها (وتبنوها) في واقع الأمر، وعلى طول الفصل والموجز في النهاية، ص 184-185: فحجة الآشوريين الجدد أنهم يعيشون في نفس البلد من حاملي الاسم القديم، ويستخدمون نفس صيغة اللغة والكتابة من أسلافهم، ولديهم نفس السمات، ومن خلال التقاليد يطالبون بأصلهم، لذلك يمكن اعتبارهم بشكل صحيح ممثلين لعنصر أو عرق أسلافهم القدماء، وفي سياق هذا الفصل يفحص ويكرام خمسة أسباب لإثبات ذلك: الوطن، التقاليد، الميزات، الأزياء، واللغة، فدعونا ننظر في هذه الأمور باختصار.

1: الوطن:
بداية العصر المسيحي كما يقول المؤلف (ويكرام) نجدهم في آشور القديمة، لكن ليس هناك أي أثر لهجرة كبيرة أو هجرة في فترات فاصلة، وفي دراسة هكاري (التركية) رأينا ذلك، إن لم تكن الهجرة حدثت بداية المسيحية أو على الأقل منذ أن يكون لدينا وثائق حول الموضوع، لقد كان هناك بالفعل شعوب تشبه بقوة الآشوريين الجدد الذين يعيشون في مناطق، تياري وديز وباز وجيلو، وتخوما وأورميا (إيران)، فهل من الدقة أن نطلق على هؤلاء الآشوريون القدماء؟، لذلك يجب أن يلجأ مؤيدو هذا الاقتراح إلى إثبات الهجرة من آشور، وهناك تقليد قديم لصالح هذه الهجرة تم جمعها بالفعل بواسطة الأب كوتس عام 1876م، قبل اختيار تسمية (الآشوريين)، لكن متى حدثت هذه الهجرة؟ يتطلب المنطق وضعها في وقت سقوط نينوى 612 ق.م.، وفي مثل هذا المدة الطويلة ستكون الحقيقة غير قابلة للتحقيق، وإذا لم يتم إثباتها، فلن تكون مرفوضة فوراً، لكن في النهاية (على الأقل) أيضاً هذه النقطة لن تفقد قيمتها الدفاعية، فبعض المؤلفين الحديثين اعتقدوا أنهم انسحبوا إلى مسافة كافية (من آشور ونينوى) [ 49]، إن تحديد موقع هجرة (المسيحيين) هو في منتصف القرن الرابع الميلادي عندما بدأ الرومان والفرس حروبهم، لكن ما يثير العجب والغموض في تحديد ويكرام نفسه أن الهجرة لم تكن لا في القرن السابع قبل الميلاد، ولا الرابع الميلادي، فهذا يتعارض ويناقض أقواله في الفقرة، ص 145)، بالقول: "وفقًا لتقاليدهم ذاتها، فإن هجرتهم إلى أديابيين (أربيل) نحو الجبال كانت في الواقع أيام مذابح تيمورلنك في القرن الرابع عشر الميلادي، وهذا هو الاسم الأخير الذي عادة ما يتم طرحه لشرح هجرتهم الذي يجب أن يكون قد حدث في النهاية (أي في القرن 14)، ففي هذا الوقت تقول بعض الجماعات الآشورية النشطة، إنها نجحت في الحفاظ على كيانها في الهجرة إلى الجبال التي لا يمكن اختراقها في هكاري (تركيا) وجنوب بحيرة فان [50].

رأي آخر ينسب الهجرة إلى زمن تيمورلنك ويتحدث عن شبه القضاء على المسيحيين مع بقاء عدد صغير منهم في الجبال [51]، لكن هنا ليست مسألة هجرة بل مسألة بقاء، فقد لوحظ بالفعل أن بعض أساطير (القديسين، الأتقياء) في المناطق الجبلية تثبت وجود المسيحية القديمة فيها، وربما زاد عددهم لاحقاً بسبب تدفق المهاجرين من مناطق أخرى، والذي يحد هذه التدفقات ويشوش حجة الهجرة الجماعية وقت تيمورلنك، هو تقرير البطريرك إيليا الثامن بتاريخ 1610م [52]، الذي طرحته في مقالتي السابقة أنه بعد ما يقرب من مائتي عام من الأحداث المزعومة، فالبطريرك لا يقول أنه فخور بالمحاربين والفرسان الذين لا يطيعون الأتراك والفرس، إن هذه الحرية ليست ثمن المنفى الطوعي لمهاجرين في مناطق أخرى، لكن في الواقع التقاليد التي تذكر تشريد الناس في القرن الرابع عشر قليلة، أو أنها تشير في معظمها إلى هجرة عوائل قليلة.
ما هو دقيق هو أن معظم المسيحيين بقيوا في بلد أثور، أي مدينة الموصل [53]، أو مقاطعاتها الكبرى [54]، التي في فترات معينة ضمَّت أربيل أيضاً، فهؤلاء المسيحيون الذين عاشوا طيلة قرون في بلاد آشور وكالح ونينوى يجب أن يكونوا أكثر حقاً في اللقب على الرغم من أن اسمهم كلدان أو سريان، فعندما ينسخ ناسخ سرياني غربي عام 1826م: القس بهنام الأثوري، فهو يعني أنه من مدينة الموصل "بهنام الموصلي" [55]، لكنه لا يدَّعي أي صلة له مع الآشوريين القدماء.

2: التقاليد والأسماء:
حسب ويكرام، تؤكد تقاليدهم ذاتها أنهم من دم الآشوريين القدماء، وربما مع مزيج من بعض العناصر البابلية والكلدانية، والمؤلف يستشهد بشخص على الرغم من عدم الثقة به، وهو دواد قليتا من قرية مار بيشو الذي ادعى أنه سليل مباشر من نبوخذ نصر، (نيسكو: مار بيشو قرية نسطورية أي آشورية، وهذا دليل على أن قليتا كان كلدانياً واختار اسم المذهب أو الطائفة الكلدانية)، ولذلك سيكون للحجة القائمة على هذه التقاليد قيمة إذا تمكنا من العثور على دليل لمثل هذه الادعاءات قبل أن يختار الانكليكان لهم اسم الآشوريين، وحتى الترتيب الجديد فالوثائق جمعت في فقرة "كيف يُلقِّبون أنفسهم"، ويبدو أن تشير إلى المذهب الطائفي الذي أثار هذا الإدعاء، وليس التقليد الذي لا يوجد فيه أثر قديم لهذا الإدعاء، وأنا أخشى أن هذا الاسم (الآشوري) في غضون خمسين عاماً خلق الشعور بالانتماء للآشوريين القدماء كما أخبرني أحد الآشوريين بسذاجة قائلاً: إن أبناؤنا يدعون أسرحدون وآشور بانيبال [56]، وهذا يثبت بشكل جيد أننا آشوريين!، إنها قياسات خاصة!، بل ذهب البعض إلى التأكيد على أن أسلافهم أيضاً لديهم مثل هذه الأسماء، وأنا شخصياً قد انتهيت للتو من جمع فهرس من خمسين صفحة لأسماء شخصيات (بطاركة، مطارنة، كُتَّاب، شعراء، وجهاء قوم..إلخ) في تاريخ الآشوريين المسيحيين الحاليين، ولم أجد فيهم أسماً آشورياً واحداً.

3: المميزات والملامح:
سيضيف التشابه بين الأنواع دليلًا جديدًا، فيوكرام يرسم [57]، بالتوازي ملامح لملك آشوري قديم وكاهن آشوري حديث لمقارنتهما، لكن نحن لا نقبل أن توضع صورتان (كليشتان) مختارتان بعناية جنباً إلى جنب من أجل المقارنة [58]، فالأنثروبولوجيا العلمية في هذه المسألة لها نظر، وأخشى أنه لديها بعض النتائج لكشف الخداع عنها، والقياسات (العلمية) التي طبَّقها الدكتور هنري فيلد في معسكر الحبانية [59]، تشير إلى وجود أنواع عرقية كثيرة بينهم بما في ذلك الأرمن، وتلك القياسات نفسها (على الأرمن) انطبقت على جنود الليفي (الآشوريين) في المعسكر، وأعلم أنه لا أحد بما في ذلك ويكرام نفسه يؤمن بالعرق الصافي، خاصةً لهؤلاء المسيحيون خلال فترات التاريخ حتى آخر الغزوات المغولية، لذلك الحجة الأثنوغرافية وحدها يمكن أن تكون طرحاً علمياً للحكم على السلبيات.

4: الأزياء (الملابس):
ويكرام هو الوحيد الذي يستخدم هذا المؤشر ليثبت القرابة، فمرة أخرى يحدد تشابه قبعة مخروطية للآشوريين المعاصرين [60]، ويدَّعي أنها تشبه قبعة الآشوريين القدماء الموجودة في النقوش القديمة، وفي الواقع هذا الرأس هو خوذة الجندي التي يصفها M. Contenau: إنها تحيط الرأس في شكل مخروطي ولكن تنتهي بحافة مستدقّة (حادة) [61]، أمَّا بالنسبة للشعب الآشوري القديم، فأحياناً كان له عمامة عادة تتكون من ربطة عنق بسيطة تمر حول الجبهة وتمسك الشعر في مكانه (ربطة تلف الرأس والجبين)، أو عمامة عقدة تبدو وكأنها غطاء مثل شكل الرأس، فيها مواد مُرصَّعة [62]، لذلك يتطلب الكثير من النوايا الحسنة والدقة لرسم أوجه الشبه بين القبعة الآشورية اليوم والتي يرتديها الجنود الآشوريين القدماء، فالغطاء أقصر، التسطح والطراوة أو الدهونة في الملابس، التوهج واللمعان في هيئة الرضفة (رأس الركبة)، ومرة أخرى كل ما تبقى من الزي فهو مختلف. (نرفق نهاية المقال صورتين للزي لتفنيد رأي ويكرام)

5: اللغة:
يقول ويكرام نفسه يجب التعامل مع الأدلة اللغوية بدرجة من الحكمة لأن جميع اللغات السامية يبدو أن لديها نفس القواعد تقريباً، أكثر أو أقل تفصيلاً، والمفردات التي لديها العديد من الميزات الشائعة عندما يتعلق الأمر بجذر كلمات.
هنا أيضا من وجهة نظر اللغة للنظر في الآراميين القدماء أسلاف الآشوريين الحديثين، قد يكون لديهم فرصة أكبر لكونهم دقيقين [63]، ففيما يتعلق بخط اليد، فلم يحلم أي عالم فيزياء باستنباط الحروف (لأبجدية) السريانية من الرموز المسمارية التي تمثل المناهج الدراسية، والحجج التي أثيرت في النقاش والتي صاغها ويكرام خاصة، يبدو أنها باطلة، ويضيف الآشوريون الجدد يضيفون حجة أخيرة، هي: ماذا حدث للآشوريين بعد سقوط دولتهم القديمة؟، ونحن يمكننا الرد عليهم بسؤال آخر: ماذا حدث للبابليين، السومريين، الأكديين، الحثيين، البارثيين، وفي وقت أقرب الغساسنة والتغالبة..إلخ، ففي بودقة الانصهار التي حدثت في نينوى بعد سقوطها، حدث نزوح كبير ومتسارع للشعوب، فكم من الأمواج ارتفعت وانتفخت وتفاعلت مع عناصر أخرى، لكن عندما تموت الموجة الكبيرة وتسقط تصبح رغوة صغيرة مثل دمعة العين، فماذا سيحدث للرغوة عندما تذوب في محيطٍ عظيم، إنها الحقيقة.

وبصرف النظر عن ويكرام، فإن جميع المبشرين الانكليكان الذين عملوا في مهمة رئيس الأساقفة (كارنتربيري) لم يضفوا قيمة عرقية على الاسم (الآشوري)، فالموسوعة البريطانية العالمية لم تُطلق اسم الآشوريين على الآشوريين الجدد، فهي تذكرهم دائماً باسم النساطرة [64]، وذكرت الاسم الجديد فقط في إشارة إلى مهمة (بعثة رئيس أساقفة كارنتبري)، الآشورية، كما هو الحال في قاموس أكسفورد للكنيسة المسيحية [65]، فهو لا يتردد في القرار وبدون حل وسط: أن اسم الآشوريين بصرف النظر عن ويكرام، هو بالتأكيد تسمية خاطئة.
ولن أذهب بعيداً فلا توجد بعد دراسة علمية شاملة لجميع جوانب المشكلة على حد علمي، وقد يكون الوقت قد حان لمثل هذه الدراسة لتحل محل الخطب المتحركة والتأكيدات العاطفية، بالنسبة لي لا أريد استنتاجات، فقد الآشوريون الفقراء الكثير من الأشياء بالنسبة لنا، وأيضاً نحن نشك في اسمهم، وربما علينا ببساطة أن ندرك شيئاً واحداً: لقد جاء هذا الاسم (الآشوري) لهم من خلال مسار متعرج للغاية، أو كما يقولون هم، عاد إليهم.
جان فييه، الدومنيكي، الموصل 1965م

https://2.top4top.net/p_13084d1lp1.png

 

https://3.top4top.net/p_1308kdduv2.png

----------

الهوامش
[47] المبشر الانكليكاني القس أ. ج. ماك لين، في موسوعة الدين والأخلاق، مج 12، 1921م، السريان المسيحيون، ولا مرة واحدة تحدث عن الآشوريين، باستثناء مرة واحدة في العمود 130 ب، أشار إلى بعثة الآشوريين، (نيسكو: يقصد بعثة رئيس أساقفة أنكلترا إلى النساطرة سنة 1876م التي سَمَّاهم فيها آشوريين لأول مرة في التاريخ).
[48] في العراق 1900 إلى 1950م، 1953م، النص، ص15. (نيسكو: ومن عبارة: يبدو أنه حتى حرب سنة 1914م إلى بداية فقرة الآشوريون: هنا يقصد فييه أن ويكرام والإنكليز استعملوا اسم الآشوريين لأغراض سياسية).
[49] كتاب الخيانة، مرجع سابق. ص10 ، مع الإشارة إلى كتاب: المأساة الآشورية، أنماس 1934م.
[50] Rondot روندات، مرجع سابق، ص155. (ويمكننا أن نلاحظ أن كلمة آشورية هنا هي مفارقة تاريخية). انظر أيضاً قاموس أكسفورد للكنيسة المسيحية، ص947.
[51] التقليد الذي جمعه القس أ. ماك لين، وانظر فصل، السريان المسيحيون، عمود 176.
[52] كتاب العلاقات، ص113-114.
[53] وفي السريانية والعربية فالاسم هو بصيغة أثور، ويقول كوركيس عوَّاد في أبحاثه في منطقة شرق الموصل، إن اسم أثور تاريخي وجغرافي، (مجلة سومر، بغداد، مج 17،1961م، ص44)، حيث أعطى ملخصاً قال فيه: إن بعض الرحالة مثل بنيامين التطيلي الذي مرَّ بالموصل بين 1159-1173م، ذكروا الموصل باسم أثور حيث كان آشور العظيم منتصباً. (أنظر الرحلات القديمة والحديثة، باريس 1869م، مج2، ص 188)، وفيما يتعلق أن أثور هو اسم مدينة الموصل، راجع معجم الحسن بن بهلول مج1، عمود 322، وقاموس Smith Payne ، مج1، عمود 240، وأن الباحث الشماس كوركيس شماشا من منطقة عين زالة في العراق وعمره 60 سنة (مواليد حوالي 1905م)، يتذكر أنه عندما سأل عمه: من هم الأثوريين؟، أجابه عمه: هم سكان الموصل أي (الموصليين)، فهل هذا آشوري أم أنه يقصد أنه مصلاوي؟.
(نيسكو: هنا يُركِّز فييه على أن اسم أثور هو اسم جغرافي يعني مدينة الموصل حصراً، وذكرنا ذلك في فصل (أسماء مدينة الموصل التاريخية، ومنها اسم أثور)، ومن المعروف أن أغلب السريان النساطرة عاشوا في المقاطعات الشمالية وتركيا وإيران بعيداً عن نينوى (الموصل) التي كانت عاصمة الآشوريين القدماء، وتواجدهم في مدينة الموصل وحولها أيضاً قليل جداً خاصة بعد أن تكثلك قسم منهم وسُميِّوا كلداناً، وحتى عندما كانوا يتعرضون إلى هجرات في فترات معينة، كانوا يهاجرون إلى المناطق البعيدة عن الموصل، علماً أن مدينة الموصل كانت آمنة أكثر من غيرها، ومدينة نينوى أو الموصل خلال ألفين سنة وقبل الإسلام، لم تكن كرسيا لبطريركية النساطرة (الآشوريين حديثاً) سوى حوالي سبعين سنة (1365-1437م) وبصورة مؤقتة ولظروف استثنائية، وهي ليست أكيدة أيضاً، لأن تلك الفترة كانت مظلمة جداً ومتضاربة في المصادر حتى بأسماء البطاركة، ويكاد لا يتفق اثنان من مؤرخي السريان الشرقيين (النساطرة) على اسم البطريركين اللذان يقولان أنهما سكنا الموصل هذه الفترة (ربما كانت منطقة قريبة من قرى الموصل وليس داخل الموصل، وكثير من أبرشياتهم وآبائهم لقبهم الكوردي، وهناك من يُسمِّيهم كورداً كما ذكرنا خاصة في فصل (هل كنيسة المشرق كوردية، ميدية، أم سريانية؟)، لذلك يستهزئ فييه بأقوال ويكرام في فقرة التقاليد، أنه إن كان حق لمن يدعي أنه أثوري حسب الجغرافية، وليس حسب الثقافة واللغة التي هي الأساس، فعلى الأقل الحق هو لمن سكن نينوى التي اسمها أثور أو قربها مثل قرقوش قرب نمرود عاصمة الآشوريين القديمة الأخرى).
[54]: بعض الجغرافيين العرب ذكروا منطقة أثور أحياناً بصيغة أقور مثل (المقدسي، أحسن التقاسم في معرفة الأقاليم، ص136)، والاسم يشمل مناطق ديار ربيعة ومضر وبكر (أي مقاطعة الموصل). (نيسكو: علماً أن مدينة الموصل هي آخر مدينة عراقية دخلتها المسيحية، وأول ذكر لأسقف باسم نينوى هو احوادمة في مجمع يوسف سنة 554م وكانت الموصل تابعة لمطرانيه حدياب، أي أربيل، وأصبح للموصل مطران سنة 828م، لكنها بقيت تابعة لحدياب ولم تستقل كأبرشية إلى سنة 1188م، ومنذ القرن السادس عشر بدأت أبرشية الموصل تظهر كنسياً أكثر من أربيل خاصة عندما انفصل السريان الشرقيون (الكلدان) عن النساطرة واتخذوها مقراً ثابت لكرسيهم سنة 1830م، أمَّا الفرع الذي بقى نسطورياً والذي سََمَّاهُ الإنكليز، آشوري، فوجوده ضعيفاً جداً مقارنة مع وجودهم في الشمال بين الكورد، ويقول المطران أدّي شير: لما اكتسبت الموصل أهمية كبيرة قُسمت أبرشية حدياب إلى أبرشية أربيل وأبرشية الموصل، واتحدتا أيضاً فقيل أبرشية حدياب وأثور. (تاريخ كلدو وأثور، ج2 المقدمة، ص15).
[55] رقم الكود 64، مكتبة البعثة الأمريكية في أورميا، كتالوك 1898م، ص14 في الأعلى.
[56] أنا اعرف (فتاة) اسمها سرجونيا، فما رأي علماء آثار الآشوريات بذلك. (يستهزئ فييه بالآشوريين حيث لا يوجد في التاريخ أنثى باسم سرجونيا).
[57] الصورة في كتاب ويكرام، الآشوريون وجيرانهم، واجهة، ص179. فقد أدرج يكرام صورة الملك الآشوري سرجون ووزيره بلحيته ليقارنه مع كاهن آشوري حديث، (نيسكو: مع أن هذه حجج مضحكة وضعيفة، لكننا سندرج صورة ويكرام نهاية الفصل، مع صور أخرى لرجال دين آشوريين حديثين بشكلهم وزيهم تنقض وتُفنِّد مزاعم وآراء ويكرام).
[58] هذا لا يمنع ورقة طائفة حديثة، الحقيقة البسيطة، باسادينا-كاليفورنيا، مقال "ألمانيا في النبوة"، مج 27 ، 12، ديسمبر 1962م، ص25-27، مج28، 1يناير 1963م، ص15-17، 27-30. واستنساخ ثلاثة صور الآشوريين معاصرين من أجل إظهار كم يشبهون الألمان الذين هم بالتالي نسل الأشوريين الحقيقيين!، علاوة على ذلك فالآشوريين الجدد في كركوك على استعداد تام أن يكون لقبهم ألمان، لأنهم معجبين بالألمان كمحاربين جيدين. (نيسكو: هنا يتحدث فييه عن هتلر الذي افتخر أنه آشوري).
[59] أنثروبولوجيا العراق، ج2، العدد 2، 1932م، كردستان، ص64-71.
[60] انظر صورة الكاهن في كتاب ويكرام، الآشوريون وجيرانهم، في واجهة، ص196. (نيسكو: سندرجها نهاية الفصل).
[61] الحياة اليومية في بابل وآشور، باريس1950م، ص151. وهذا الزي موجود اليوم في القوات الهندية.
[62] مرجع سابق، ص74.
[63] لم أتمكن من الرجوع إلى مقالة R.J.H. غوتيل، السريان والآشوريون في العبرية، مج3، 1886-1887م، ص187.
[64] ج16، 1929م، ص244-245.
[65] بواسطة F.L. كروس، لندن OUP، 1961م، انظر المسيحيين الآشوريين. انظر أيضاً TH. BOIS، المسيحية في الشرق الأدنى، مج12، 1962م، ص389.

(نيسكو: وخلاصة القول في الاسم الآشوري: إنه اسم حديث لا علاقة له بتاتاً بالآشوريين القدماء، وهذا الاسم أُطلق على السريان الشرقيين النساطرة بعد الاكتشافات الأثرية التي قام بها الإنكليزي لايارد ابتداءً من سنة 1845م في شمال العراق حيث راج الاسم الآشوري في انكلترا، مما جعل رئيس أساقفة كانتربري أن يرسل بعثة إلى النساطرة سنة 1876م باسم، بعثة رئيس أساقفة كانتربري إلى الآشوريين، (علماً أنه لم يُسمِّ الكنيسة النسطورية آشورية)، ثم تلقَّف النساطرة الاسم الآشوري وأعجبوا به خاصة البطريرك بنيامين إيشاي +1918م الذي كانت له آراء وتطلعات قومية، يساعده على نشر الاسم وتعزيزه المبشرون الأنكليكان وخاصة وليم ويكرام، وعلى إثر مقتل البطريرك بنيامين بطريقة غادرة، تنامى الشعور القومي لدى طائفته وأخذ الاسم الآشوري الجديد منحىً قومياً عندهم محاولين ربطه بالآشوريين القدماء، وفي 17 تشرين أول 1976م سَمَّوا كنيستهم آشورية لأول مرة في التاريخ.
------------------------------------
ملاحظة: اعتذر إني نسيتً في الجزء الثاني أربع هوامش هي:
[45] لندن، هوبكنسون، 1925م.
[46] باستثناء حالة واحدة، ص64.
[47] المبشر الانكليكاني القس أ. ج. ماك لين، في موسوعة الدين والأخلاق، مج 12، 1921م، السريان المسيحيون، ولا مرة واحدة تحدث عن الآشوريين، باستثناء مرة واحدة في العمود 130 ب، أشار إلى بعثة الآشوريين، (نيسكو: يقصد بعثة رئيس أساقفة أنكلترا إلى النساطرة سنة 1876م التي سَمَّاهم فيها آشوريين لأول مرة في التاريخ).
[48] في العراق 1900 إلى 1950م، 1953م، النص، ص15. (نيسكو: ومن عبارة: يبدو أنه حتى حرب سنة 1914م إلى بداية فقرة الآشوريون: هنا يقصد فييه أن ويكرام والإنكليز استعملوا اسم الآشوريين لأغراض سياسية).

وشكراً/ موفق نيسكو

للراغبين الأطلاع على الجزء الثاني:

https://algardenia.com/maqalat/40923-2019-07-21-06-00-58.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1071 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع