بغداد بعيون ناشيونال جيوغرافيك

                                       

   بغداد بعيون ناشيونال جيوغرافيك /ترجمة وأعداد - إيمان ألبستاني

        

                                             

نشرت مجلة ناشيونال جيوغرافيك ألرصينة موضوعاَ عن بغداد في عددها ألصادر لشهر تموز / ٢٠١١

وهي مجلة عالمية شهرية تصدر باللغة ألانكليزية وذات سمعة وحرفية عالية لرصانتها وتعدد مواضيعها ولثقافة محرريها ولبراعة مصّوريها ألذين يحصدون سنوياً ألجوائز ألعالمية في ألتصوير , وسعر أشتراكها زهيد مايعادل شهرياَ ألدولارين  (  ثمن قدح قهوة  ) وبخدمات فاخرة تصل في موعدها كل شهر وتجدها في صندوق بريدك بغلاف أسمر سميك يحافظ عليها وأن صادف أن وصلتك نسخة تالفة وهذا ما ندر  فيكفي أن تضغط زر في لوحة مفاتيح حاسوبك ليؤشر عندهم طلبك وسيقومون ممنونين شاكرين مبتسمين لا عابسين بأرسال نسخة أخرى مجانية خلال ثلاثة أيام من خسارتك دون أن يتطلب ألامر بأن يأخذوك ألى أقرب مرقد أو ضريح لتحلف لهم بأغلظ ألايمان بأنك تستحق نسخة بديلة عن ألتالفة

   
 
ألشاعر ألامريكي ( براين تيرنر )

ألموضوع عن بغداد أعّده ألشاعر ألامريكي ( براين تيرنر ) ألمحتجز سابقاً لدى ألحكومة ألليبية
ألتقرير مصّور عن بغداد يحكي فيه براين عن زيارته ألثانية ويقارنها بالزيارة ألاولى عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٤ عندما كان يخدم مع ألجيش ألامريكي , يبدأ تقريره بعبارة
( أنا لست سائح حرب  )


أليوم ألاول
   

في أليوم ألاول وضع براين خارطة قديمة لبغداد على ألمنضدة  ووجد بأن هناك مناطق تغيرت أسمائها كمدينة صدام حيث تحولت ألى مدينة ألصدر نسبة ألى ألمرجع ألشيعي محمد ألصدر ويقول بدأت بوضع نقاط حمراء وزرقاء تمثل ألسنة وألشيعة على ألخارطة فظهرت عند نهايتها بأن ألشيعة يقطنون شرق دجلة بينما ألسنة كان نصيبهم غرب دجلة بالرغم من وجود مناطق متفرقة يقطنها ألاثنان معاً , ويقول لم تعد بغداد مدينة جميلة كما كانت , ألعنف ألطائفي المرسوم لها غيّر فيها ألكثير
مع نسبة سكان تقارب الستة ملايين أصبحت بغداد مدينة ألكتل ألكونكريتية ينتشر فيها أفراد ألشرطة وألحرس ألوطني بكثرة وهناك ألاعلام وألرايات ألتي ترفرف على سطوح ألمنازل وألجوامع وألحسينيات لتوشي لك بوسيلة بصرية غير مكلفة وسريعة هوية وطائفية ساكنيها ويقول أحد سكنتها ( يوسف ألتميمي ) ماجلبه لنا ألامريكان هذه ألكتل ألكونكريتية وليست ألديمقراطية كما زعموا

اليوم الثاني

 

في ألصباح ألباكر من أليوم ألثاني قام براين بتأجير قارب في نهر دجلة وألبْلام أسمه( أسماعيل ) , ألكل بعد قرأة أسمه سيتسائل هل هو شيعي أم سني ؟
حيث لم يعد كافياَ في ألعراق ألجديد أن تقول فيه أنك عراقي وكفى بل عليك ألاستزادة بالبوح عن مذهبك وطائفتك
يقول أسماعيل ورثت ألمهنة عن أب وجد وبينما يجدّف بيده أليسرى بدأ أسماعيل ألحديث عن حياته وهو وسط نهر دجلة حيث لارقيب ولاخوف من أحد , يبدأ حديثه عن هجمات ألتتار وكيف تحول لون نهر دجلة الى ألاحمر والازرق والقصة معروفة عند ألعراقيين
يقول أيضاً وألحديث لاسماعيل أنه في شتاء ٢٠٠٤ أخذت ألجثث تطفو على دجلة وكأن ألزمن عجلة تدور وتدور لتجلب معها دائماً تتار جدد
وكان براين يستمع للحديث فقام بأنزال يده في ألماء هنا قال له أسماعيل ( أنتبه أن دجلة قبر كبير وعليك أحترامه ) فيقول براين صعقتني جملته فسحبت يدي مع ألاعتذار لدجلة ولاسماعيل

اليوم الثالث

      

يأخذنا براين في صباحات وضحى اليوم ألثالث ألى شارع ألمتنبي وقهوة ألشاهبندر لصاحبها ألحاج محمد ألخشالي حيث ألشعراء وألفلاسفة وألمثقفين وعشاق ألكتب
يقول براين جلست أرتشف ألشاي وبجواري ألسيد محمد جواد ( ٦٣ عام ) وهو بروفيسور بايولوجي يتكلم ألانكليزية بطلاقة وبفخامة أيضاُ , وبدأ حديثه عن تلك ألصور ألمعلقة لأشخاص في صدر ألقهوة عليها جميعاً وشاح أسود وألتي تعود لخمسة أبناء من عائلة ألخشالي سقطوا شهداء في أنفجار عام ٢٠٠٧ حيث قُتل فيه ألعشرات وبدأ يروي ذكرياته عن ذاك أليوم حيث كان من ألمتواجدين وقتها
ويقول أيضاً لازال شبح صدام في ساحة ألفردوس حيث أٌسقط تمثاله ويقول ألكل كان يتمنى زوال حكمه ولكن ألايام بعده ليست بالسعيدة ويقول صدام أصلّح جسر ألمعّلق عندما أُستهدف بحرب ألخليج وأعاده بشهر واحد فقط وهاهي ألسنوات ألعشرة ولم يصلح ألسياسييون ألجدد أي شئ ...حتى جامع صدام ألكبير بقى على حالهٍ لم يكتمل بنائه وهاهو عقد من ألزمان وألامور تتجه للأسوء

اليوم الرابع

  

قبل أن يغادر براين أتجه ألى ألكرادة داخل لشراء معسّل للناركيلة قبل عودته الى وطنه , ويقول ألكرادة هكذا تبدو في أول ألمساء وحركة ألمرور تقول لك بأن هذه ألمنطقة تحركها طاقة ألحياة , ألمحلات مفتوحة وكثير منها يعرض أحدث ألموديلات لالبسة نسائية ومحلات لبيع لعب أطفال ومحلات بيع أجهزة ألهاتف ألنقال تغزو ألشارع بأكمله
كل هذا ألضجيج لايمحو سكون ألموت من أخبار ألليلة ألماضية في أنفجار عبوة في منطقة ألعيواضية راح ضحيتها ألعشرات , وجثة لأمرأة في مدينة ألموصل ترٌكت في ألشارع ولا من أحد يدفنها
ويقول عندما أتكلم مع ألناس في ألشارع تلمس ألمرارة في حديثهم واضحة وبل صارخة وأظن سببه يعود لسنوات طويلة من ألاحباط وألعيش ألصعب
ويقول براين خاتماً تقريره ( أني أرى بغداد بعيون صقر بأن هذه ألمدينة لايمكن أن تموت أبداً أنها تنهض كالعنقاء بعد كل رماد

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

597 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع