من حكاية جدتي ... الحادية والتسعون

                                               

                               بدري نوئيل

من حكاية جدتي ... الحادية والتسعون

الامير والمهرة
حدثتنا جدتي في هذه الليلة: أن أحد الشباب اعتاد على مداعبة والدته، لأخذ مصروفه منها بعد وفاة والده، وقد اسرف كثيرا، وقررت الأم تقليل المبلغ ولم يوافق الشاب على ذلك الأجراء، ودخل معها في شجار وأساء الأدب مع امه، فأقسمت الأم على رفع شكوى ضد ابنها الى الوالي الحاج احمد اغا، وهكذا نفذت الأم قسمها وذهبت الى الوالي وشرحت له الموضوع، فأنزعج الحاج احمد، وقال لها: (هذا عمل قبيح)، الله يقول: لا تقل لهما أف! كيف هذا، ولد يسب ويشتم حضرتكم، ثم نادى على الجلاد وطلب منه الذهاب مع المرأة واحضار ابنها الى المحكمة بالقوة، خرجت المرأة مع الجلاد وكان ضخما ومدججا بكافة الأسلحة، ولما رأت الأم الشرر يتطاير من عيون ذلك الجلاد، خافت على ابنها وبنفس الوقت لم تستطع التراجع عن الشكوى، لذا اشارت الى شاب يسير بمفرده في الشارع، وقالت للجلاد، ذاك ابني، ثم نادى الجلاد على ذلك الشاب واقتاده بعنف الى مقر الوالي الحاج احمد، والشاب يتوسل بالجلاد لمعرفة السبب ولكن من دون جدوى.
بدأ الحاج أحمد بالمحاكمة وقال للشاب :( لماذا انتَ تكلم أمك كلام يغضب ربنا؟)، تعجب الشاب وقال للحاكم: مولانا، امي ميته من زمان وهذي المرأة لا اعرفها!
غضب الحاج احمد من نكران الشاب لأمه بالرغم من توسل الشاب، وقسمه بعدم معرفة هذه المرأة. كل هذا والمرأة صامته لم تنطق بكلمة وانتظرت قرار الحاج احمد الى ان انتهى من الكتابة، وامر الجلاد ان يعاقب الشاب بالجلد إذا أنكر امه وإذا اعترف عليه ان يحملها على كتفيه، ويدور بها في شوارع المدينة الى ان يصل الى بيتها!
وافق الشاب على حمل المرأة، والتجول بها والجلاد خلفه، للتأكد من تطبيق الشاب لبنود الحكم الذي اصدره الحاج احمد، وهكذا وبعد دقائق التقى الشاب مع اخيه وجها لوجه سأله الأخ باستغراب: ما هذا، ولماذا تحمل هذه المرأة؟
أجاب الشاب أخيه: هذه امنا!
بتعجب واستغراب سأل الأخ: يا أخي امنا ماتت من زمان.
فأجاب الشاب مبتسما: أني اعرف لكن روح فهم حاج احمد آغا!
نعود لحكايتنا اليومية:
كان في قديم الزمان ملك وعنده أمير صغير جميل سبحان الخالق ما أجمله، وكان الولد مدللاً ومحبوباً عند الجميع، شاءت الأقدار أن ينتهي أجل الأم فمرضت وماتت وهو صغير، وبعد فترة من الزمن تزوج الملك امرأة أخرى، فأصبح للولد الأمير خالة (زوجة اب) تعيش معه في القصر، ولكن هذه المرأة لم تتفق مع الولد، وصارت الخالة لا تطيق الولد وتكره رؤيته وتعمل بكل الطرق لتؤذيه، وتجعل والده يكرهه.
كان للولد مهرة صغيرة يحبها ويعتني بها ويدلّلها، والمهرة كانت تحبه كثيراً، كل صباح كان يمر على الاسطبل، يسلّم عليها ويضع لها العلف الجيد، وأحسن الطعام والماء ثم يودعها ويذهب إلى المدرسة، وعند الظهر يعود إلى البيت وقبل أن يدخل يتفقّدها ويؤمّن لها حاجاتها ثم يدخل.
في يوم من الأيام عاد الأمير فوجد مهرته حزينة، سألها عن حالها، فأجابته: أنها رأت خالته تخون أباه مع العبد في
القصر، وهي الآن معه في غرفة النوم، فخرج الولد منزعجاً وشاهد العبد يخرج من غرفة خالته، فلاحظ العبد أن الولد يشكّ بأمرهما فأخبر خالته فانزعجت المرأة كثيراً وخافت أن يكشف سرها للملك وأخذت تحسب له ألف حساب. اتفقت مع العبد أن يتخلّصا من الولد بأية طريقة، فقررت أن تضع له السمّ في الطعام.
في اليوم التالي دخل الولد إلى مهرته ليتفقدها فوجدها مهمومة وحزينة فسألها عن سبب حالها، فأخبرته بأن خالته والعبد وضعا له السم في الطعام، فطمأنها الولد ودخل إلى البيت، فاستقبلته خالته على غير العادة بالتأهيل والترحيب، وقادته إلى المطبخ ووضعت له الطعام بنفسها ودعته ليأكل، فقال لها: أنا مستعجل وعندي درس في المدرسة، فضعي لي الطعام في زوّادة، وسآكل في المدرسة حتى لا أتأخر. ففعلت وخرج من البيت ورمى الطعام ثم عاد بعد ساعة إلى البيت سليماً، استغربت خالته ذلك الأمر.
في اليوم التالي دخل الولد على المهرة، فوجدها تبكي حزينةً، فسألها عن الأمر فقالت له: لقد وضعا لك إبر مسمومة في عتبة البيت حتى تدعس عليها وتموت، فضحك وقال: هذه بسيطة.
ذهب إلى المدرسة مطمئناً، ولمّا عاد دخل البيت قفز فوق العتبة، فقالت له خالته: لماذا فعلت ذلك فقد تقع، وتنكسر رجلك. ضحك وأجابها: اليوم علمنا أستاذ الرياضة القفز، وطلب منا أن نتدرّب عليه في البيت. انزعجت الخالة من تصرفات الولد الذي خرّب وفشّل عليها تدابيرها حتى الآن.
اجتمعت المرأة مع العبد لتدارس الأمر، فسألها العبد عن تصرفات الولد عند خروجه ودخوله من البيت، فأخبرته أنه يمر ليرى المهرة في كل مرة عند دخوله وعند خروجه، فعرف العبد علاقة المهرة بالموضوع، وقال لها يجب أن نتخلّص من المهرة حتى نستطيع أن نتخلّص من الولد، وطلب منها أن تتظاهر بالمرض وتترك الباقي عليه.
حضر الملك يوماً فوجدها مريضة تتوجع من الألم، فحزن عليها، وأحضر لها أمهر الأطباء في المملكة فعجز الجميع عن علاجها، فلبس العبد ثياب الأطباء وحمل حقيبة، وحضر إلى القصر ومر من أمامه وهو ينادي: أنا الطبيب أنا المداوي أنا أشفي كل الأمراض الغريبة.
فسمع الملك وأمر بإحضاره، فدخل العبد على أنه الطبيب المداوي وتعهد بشفاء الملكة، وبعد أن فحصها طويلاً، قال للملك: إن مرض الملكة غريب لم أر مثله من قبل، وطلب من الملك أن يتركه لوحده في غرفة لمدة ثلاث ساعات حتى يتوصل إلى طريقة ودواء لعلاج هذا المرض الغريب الذي أصاب الملكة، فوضع الملك تحت تصرفه غرفة خاصة، فاختلى بها وعمل نفسه أنه يقرأ في كتبه القديمة، وبعد ثلاثة ساعات خرج وهو منهك وقال للملك: يا مولاي تبين لي أن الملكة ليست مريضة بل مسحورة من قبل ملك الجان الأزرق، والتعامل معه صعب جداً ويحتاج إلى شروط وطلبات كثيرة، فطلب منه الملك أن يفك لها السحر مهما كلّف الأمر، وسيعطيه كل ما يريد.
عاد العبد إلى الغرفة وبقي فيها ساعة من الزمن ثم خرج، وقد تمزّقت ثيابه وانتفش شعره واصفرّ لونه، وقال: يا مولاي بعد جهد كبير وعراك طويل توصلّت مع ملك الجان إلى طريقة لفك السحر، وهي أن تدهن جسد الملكة بدم مهر صغير أشهب بين عينيه غرّة بيضاء وتأكل قلبه، وهذا يجب أن يتم في أسرع وقت ممكن قبل أن يفوت الأوان.
عرف الملك أن المهر المطلوب هو مهرة ولده، فحزن كثيراً وقرّر أن يكلم ولده بالأمر غداً.
في الصباح دخل الولد إلى المهرة، فوجدها تبكي بغزارة، فسألها عن السبب فأجابته: يا أمير الموضوع وصل للنهاية
وسيطلبني الملك للذبح، فحزن الولد حزناً شديداً وسألها عن الحل. فأجابته المهرة: عندما يطلبني أبوك منك غداً وافق
وقل له: تكرم يا أبي المهر غال عليَّ، لكن من أجل خالتي أعطيك إيّاه حتى تذبحه، لكن عندي طلب منك قبل ذلك أرجو تحققه لي، فالمهرة ربيتها وتعبت عليها كثيراً حتى كبرت ولم أركبها، فأريد منك أن تعمل لي سباق وتجمع لي الفرسان حتى أتودّع منها، وبعدها تأخذها وتفعل بها ما تشاء، وعندما يوافق أبوك ويحدّد الموعد تجهز (زوّادتك) وبعض المال واترك الباقي عليّ.
وافق الملك على طلب ابنه وفرح على رضاه بذبح المهرة، وقرّر في اليوم التالي أن يقيم السباق ونادى بالفرسان أن تجتمع في الميدان، ودخل الأمير إلى المهرة وأسرجها ووضع زوادته من الطعام والمال في خرج على ظهرها، وركبها واصطف مع الفرسان.
بدأ السباق فانطلق الابن بفرسه وصاح على والده: الوداع يا أبي دير بالك من خالتي فإنها كاذبة وشريرة، وفي لمح البصر غابت المهرة والأمير عن أعين الناس، ولم يدر أحد أين اختفيا.
وجد الأمير نفسه في بلاد غريبة، فقالت له المهرة الحمد لله على السلامة، الآن أصبحتَ بعيداً عن خالتك وبلاد أهلك ولن يطالك هنا أحد، خذ المال والطعام وشعرة من ذيلي، واسرح في بلاد الله الواسعة حتى يفرجها الله عليك، وإذا وقعت في مشكلة واحتجتني فاحرق الشعرة تجدني أمامك في الحال، ثم ودعته وبكيا على الفراق واختفت المهرة.
سار الأمير أياماً حتى صادف راعي على مشارف مدينة، فسلّم عليه وجلس معه وسايره، وعرف منه أخبار هذه البلاد، ثم أعطاه ليرة ذهبية فذبح له الراعي إحدى الاغنام وشواها، وأكلا منها حتى شبعا ونام عنده حتى الصباح، فأعطاه ليرة أخرى وبادل ثيابه مع ثياب الراعي العتيقة والوسخة، ووضع قطعة من ( كرشة ) الغنمة على رأسه فظهر كالأقرع، وودّعه وسار حتى دخل إلى المدينة وتجوّل فيها حتى تعب، فوصل إلى قرب قصر كبير تسكن فيه بنات الملك الثلاث، وحوله بستان كبير وفيه بستاني عجوز يعتني بالأشجار والورود فيه، فأعجب الأمير الشاب بهذا القصر وحديقته الغناء.
رأى البستاني الأمير يدور حول القصر فسأله عن أخباره فأجابه أنه غريب، وفقير ويبحث عن عمل. فحن عليه البستاني وأدخله إلى القصر ورحب به وعينه معاوناً له يساعده في عمل البستان، فرح الأمير وعمل بجد ونشاط وفرح به البستاني وأحبه لأنه أراحه من عمله الشاق وأكرمه ووثق به.
بعد أيام أراد البستاني العجوز أن ينزل إلى المدينة للتبضع، فأوصى الأمير بالبستان وطلب منه أن يمنع دخول أحد إليه حتى لا يخرّب فيه، فطمأنه الأمير.
ذهب العجوز وجلس الأمير تحت الشجرة ليرتاح فتذكّر صديقته المهر، فأخرج الشعرة وحرقها فحضر أمامه في الحال. سلّم عليه وعانقه وجلسا يتحادثان، كانت الأميرة الصغيرة ترى من شباك القصر ما يفعل الأمير دون أن ينتبه إليها، فقام الأمير وركب مهرته ولبس لباس الفرسان، وأخذ يجري يميناً وشمالاً ويخرّب في البستان، ويقطّع الأغصان حتى تعب فنزل عن فرسه، وأخذ شعرة من ذيله وودعه ولبس ثيابه القديمة ونام تحت الشجرة.
حضر العجوز فرأى ما حل بالبستان من الخراب، فطار عقله وأيقظ الأقرع من نومه وصرخ بوجهه وبهدله، وأراد أن يضربه لكن الأميرة الصغيرة صاحت به، وأمرته أن يتركه فتعجّب من موقفها.
في اليوم التالي طلبت الأميرة من البستاني أن يرسل لها الأقرع ليحمل الزبالة من القصر، فأرسله لها وأوصاه أن يكون مؤدباً، فلمّا دخل الأمير طار عقله ممّا رأى في القصر من عجائب، وغرائب الدنيا ولمح الأميرة الصغيرة، فرأى فتاة مثل القمر في الحسن والجمال، وعليها حلّة رائعة زادتها رونقاً وسحراً.
استقبلته الأميرة ورحبت به وطلبت منه أن يجلس قربها لتتحدّث معه، وهو مستغرب ومتعجب من موقفها منه، فاعتذر عن الجلوس لأنه ليس مقامه، ضحكت الأميرة وأعطته كيس الزبالة وكيسا آخر فيه وزّة محشية بالرز والصنوبر ليأكلها، فعاد بها إلى البستاني وحدثه بما جرى معه، فاستغرب البستاني من هذا الكرم على غير العادة، وجلسا معاً يأكلان حتى شبعا وناما تلك الليلة.
في الصباح جاء الخبر إلى الملك أن جيشاً جرّاراً جاء يغزو مدينتهم، فجهّز الملك جيشه الصغير ليدافع عن المدينة داخل الأسوار، أمّا الأمير الأقرع لمّا سمع بالخبر أحرق الشعرة، فحضر المهر أمامه ولبس ثياب الفرسان، وهجم على الجيش وقتل الفرسان وأهلك الجنود وهرب الباقون مدحورين، بينما الأميرة كانت تراقب ما يحدث من شرفة القصر، والملك وجنوده يرون من فوق الأسوار ما يجري، تعجّب الملك من هذا الفارس الجبّار الذي جرح إصبعه أثناء القتال، فرمى له منديله فلفّ به جرحه ثم اختفى الفارس عن الأنظار، وعاد إلى البستان وعمل نفسه نائماً لا علم له بشيء.
كان للأميرة الصغيرة شقيقتان عازبتان ففكّرت الأميرة الصغيرة بطريقة تتزوج من الفارس المجهول بعد أن عرفته وأحبته ولم تعد تصبر عنه، وأن تعمل على تزويج أخواتها أيضاً، فانتقت ثلاثة تُفَّاحات واحدة ناضجة جدا والثانية نصف ناضجة والثالثة غير ناضجة، وأرسلتها في صينية إلى الملك، استغرب الملك الأمر ولم يعرف معناه، فسأل وزيره الحكيم عن تفسيره؟ فقال الوزير: يا ملك الزمان أعطني الأمان، فأعطاه الأمان فقال: أنت عندك ثلاث بنات الأولى كبرت وقطعت سن الزواج، والثانية لاحقتها، والثالثة أصبحت على أبواب الزواج، ولا تريد أن يفوتها القطار، وهذه رسالة من الأميرة تقول فيها أنها ترغب بالزواج، وأنه يجب تصرف أخواتها من طريقها.
فرح الملك بهذا الطلب وقرّر أن يلبيه ويزوج بناته، فأحضر بناته الثلاث وشاورهم بالأمر، فاختارت الكبيرة ابن الوزير والوسطى ابن قائد الجيش، أمّا الصغيرة فطلبت من والدها أن يقيم مهرجاناً كبيراً يحضره جميع الشباب، ومن سيقع عليه الاختيار سترميه بتفّاحة ذهبية ويصبح زوجها.
وافق الملك على طلبها وأمر بالاستعداد والتجهيز للمهرجان، وفي اليوم الموعود مرّ جميع شباب المدينة، ولم يبق أحد سوى الأقرع، ولم ترمي أحداً بالتفاحة، فغضب الملك وسألها عن السبب فقالت له: ما زال هناك شاب لم يحضر، فطلب الملك من شرطته أن يفتشوا عنه، فلم يجدوا سوى الأقرع نائماً تحت الشجرة فحملوه، وأحضروه إلى الملك، وعندما حضر رمته الأميرة بالتفّاحة، فغضب الملك وحزن واستاء من اختيار ابنته، لكنه رضخ لشرطها الذي وافق عليه، ووعدها بتنفيذه سابقاً، فأمر بزواجها من الأقرع، وقرّر طردهما من المدينة، لكن الملك لم يتحمل الصدمة فمرض من الحزن ونام في سريره، وحضر أشهر الأطباء لمعالجته دون جدوى.
أمّا حكيم الأطباء المشهور، فقد رأى أن حالته لا يشفيها إلاّ أن يأكل من لحم الريم ويشرب من حليبه، فنادى الملك أن كل من يحضر له المطلوب سيملّكه نصف المملكة ويعينه ولياً لعهده.
وكان هذا الريم غير موجود إلا في جبال بعيدة وعالية لا يطالها أحد، فخرج أزواج بناته الثلاث وسافروا في طلب
الريم، أمّا الأقرع فإنه أحرق الشعرة خارج المدينة فحضرت المهرة أمامه، فركبها وبلمح البصر كان فوق الجبال، فاصطاد ثلاثة من الريم وذبحها وسلخها، وجمع حليبها في ثلاث زجاجات، وأخذ مرارة الريم، وفقأها على لحم اثنين منهما، وصب على حليبهما منها وترك الثالثة نظيفة، ثم علّقهم على المهر وعاد مسرعاً.
في الطريق قابل عديليه نائمين من التعب تحت الشجرة، فرأيا ما معه، فعرضا عليه أن يشترياها منه، لكنه رفض أخذ المال وأعطى كل منهما ريماً، وزجاجة حليب هدية دون مقابل ففرح الشباب وجدوا مسرعين عائدين إلى القصر.
عادوا إلى المدينة فحضرت ابنته الكبرى وزوجها إلى القصر، وقدّما للملك اللحم والحليب، ذاق فإذا هو مر كالعلقم، فأمر بسجنهما. وجاءت الثانية وزوجها فقدما اللحم والحليب للملك فوجده علقماً أيضاً، فأمر بسجنهما. أما ابنته الصغيرة فجاءت وحدها وقدمت لأبيها اللحم والحليب، فوجده طيباً لذيذاً فأكل من لحمه، وشرب من حليبه وشفي في الحال، لكنه قرّر أن يقطع رأس أزواج بناته الثلاثة، فلما أحضروا الأقرع بين يديه رأى منديله ملفوفاً على إصبعه التي جرحت في المعركة، فعرف أنه منديله الذي أعطاه للفارس المجهول وقت الحرب، وأخبرته ابنته أنه هو من أحضر الريم إليه، ففرح وحضنه وعرف قصته وأنه أمير وابن ملك، فأمر بإقامة الاحتفالات وجدّد الأعراس، والأفراح سبعة أيام وسبع ليال لا أحد يأكل أو يشرب إلاّ من بيت الملك وعاشوا باللذة والنعيم وطيب الله عيش السامعين.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

675 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع