أکبر خطر جدي

                                                      

                                 سعاد عزيز

أکبر خطر جدي

هناك عدد کبير من المشاکل المختلفة التي تعصف بالاوضاع في دول المنطقة وتحول دون إستتباب السلام والامن والاستقرار فيها، وإن البحث والتقصي عن العوامل والاسباب التي تقف خلف کل ذلك الکم الهائل من المشاکل والازمات، فإننا نجد إن لها علاقة بصورة أو بأخرى بنشاطات وتحرکات لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن إستمرار هذا النظام يعني بالضرورة إستمرار تلك المخططات وبالتالي بقاء تلك المشاکل و الازمات محدقة بالمنطقة ومسلطة على أمنها وإستقرارها کسيف ديموقليس.

الخطر و التهديد الجدي الذي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکله على دول المنطقة صار حقيقة ماثلة أمام الاعين ولم يعد هنالك من مجال للتهرب منه أو تجاهله والتغاضي عنه خصوصا وإنه يستغل عدم التصدي والوقوف ضده بالمزيد من التمادي في التوسع والانتشار وعدم التوقف عند حدود معينة ولهذا فإن من يستمر في تجاهله لمخططات هذا النظام عليه الانتظار حتى يأتي الدور عليه ويجد نفسه بقبضة هذا النظام.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي عمل في بداية تأسيسه على تقديم نفسه کنصير للشعوب المستعبدة وحليف لها من أجل النضال في سبيل الحرية والديمقراطية، لکن الذي تأکد لدى شعوب ودول المنطقة وصار معلوما بمنتهى الوضوح، هو إن هذا النظام على النقيض تماما من شعاراته ومزاعمه البراقة في ظاهرها والفارغة والجوفاء في حقيقة أمرها، ولاسيما بعد إن إتضح دوره في مساندة النظام السوري القاتل لشعبه و للميليشيات و الجماعات العميلة له في العراق، مما تبين بأن الذي يدعيه هذا النظام شئ والحقيقة و الواقع شئ آخر مختلف تماما، بل وحتى يمکن القول وبکل ثقة بأن هذا النظام يمکن وصفه بأکبر خطر وتهديد جدي على أمن وإستقرار المنطقة
منذ أن بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتفعيل شعاره المشبوه"تصدير الثورة" في لبنان في بداية الثمانينات وقام بتأسيس حزب الله في هذا البلد وشرع في التدخل فيه حتى جعله في قبضته الى حد ما، فإن تجاهل هذا الامر من جانب دول المنطقة قد دفع هذا النظام للمزيد من التجرؤ والتمادي أکثر فأکثر عندما بدأ يتحرك بإتجاه العراق وسوريا واليمن والبحرين والسعودية والکويت ودول أخرى وکل دولة بطريقة واسلوب خاص، لکن الذي يجمع بينها جميعا هو سعي النظام لتنفيذ مخططه بتصدير التطرف الديني والارهاب لدول المنطقة من أجل ضمها الى دائرة نفوذه و هيمنته.
هذا المخطط المشبوه و منذ أن بدأت طهران تقوم بتفعيله على أرض الواقع، لم يکن هنالك من يعلم بحقيقة وواقع النوايا المشبوهة من ورائه سوى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي کانت بمثابة الطرف والصوت الوحيد الذي إرتفع عاليا من أجل تحذير دول المنطقة والعالم من المخطط الاسود الذي يسعى هذا النظام من أجل تنفيذه على حساب المنطقة ودعت الى مواجهته و شددت على إن تجاهله سيدفع النظام للتمادي أکثر فأکثر بهذا الاتجاه، وإننا اليوم نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة وجها لوجه ولامناص من الاعتراف بأن بقاء النظام الحاکم في إيران يعني إستمرار هذه الحالة السلبية التي ليس هنالك من طريق أو خيار لإنهائه إلا بالتغيير السياسي الجذري في إيران نفسها والذي تدعو إليه منظمة مجاهدي خلق و تناضل من أجله منذ 4 عقود ويرحب به الشعب الايراني ويتحرق الى ذلك اليوم الذي يجد فيه کابوس هذا النظام قد زال عن إيران، رغم إننا يجب أن نشير هنا الى أن شعوب المنطقة وبعد کل الذي رأته من هذا النظام صارت هي الاخرى ترحب بسقوط هذا النظام وتغييره جذريا، ومن هنا، فإن دعم هذه المنظمة والاعتراف بها رسميا ودعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير، قد يکون واحدا من أهم و أفضل الخيارات المطروحة للتعامل مع هذا النظام من جانب دول المنطقة ورد الصاع له صاعين.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1058 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع