قيادات وطنية عراقية.... تحاول العودة من الشباك ... فهل يصلح نوري المالكي نموذجا...؟؟!!

                                             

                     أ . د . حسين حامد حسين

قيادات وطنية عراقية.... تحاول العودة من الشباك ... فهل يصلح نوري المالكي نموذجا...؟؟!!

لم يعاني حاكما عراقيا منذ 2003 ، من جور الكتل والاحزاب السياسية العراقية مثلما عاني السيد نوري المالكي عندما تكالبت عليه الكتل الشيعية والسنية والكردية مجتمعة بقيادة مسعود برزاني فافقدته بصيرته وأساءة الى قدرته حتى في ادارة رئاسة الحكومة ، بحيث سلبت منه العزم والتصدي لتلك المؤامرة والحقت به هزيمة نفسية وتركته انذاك مهددا بسحب الثقة من الحكومة من قبل تلك الكتل بقيادة السيد مسعود برزاني، وبشكل اثار استياء شعبنا من اجل رجل سياسي كان قد تم الوثوق فيه ومنحوه الولاء من خلال اكثر من مليون صوت في بغداد وحدها. وكنتيجة لذلك التكالب ضده ، وجدنا المالكي انذاك يسارع الى تنازلات الى سلطة مسعود برزاني ومنحها ملايين الدولارات على الرغم من ان نوري المالكي كان يمتلك انذاك جماهيرا كبيرة تقف وراءه ، الامر الذي أحزن شعبنا ، وافقده الثقة به كرئيس للوزراء لخضوعه لتلك الكيانات السياسية التي فقدت مصداقياتها وعملت دائما من اجل مصالحها الشخصية . 

كانت تلك بداية لنهاية رجل وطني يتسم بالنزاهة ، وله الفضل الاكبر على العراقيين في تحمله المسؤولية وحده في قراره التاريخي ، واصراره على اعدام المجرم صدام حسين في ليلة العيد ، حيث كان هناك مخططا لاختطافه وانقاذ حياته من قبل معمر القذافي ، كما وان قيادات الاحتلال كانت تخطط لتهريب صدام ، فكانت تماطل في تسليمه للحكومة العراقية إلا من بعد مفاوضات صعبة.
فبعد تلك التهديدات التي واجهها المالكي ضده والتي أذعن اليها صاغرا نتيجة لضعفه السياسي، قد قادته الى خسارة كبرى لموقعه السياسي كرئيس لحكومة منتخبة، لكننا كنا نعتقد ان السيد نوري المالكي وبعد كل الذي حصل له مع السيد مسعود برزاني من تكتلات سياسية للاطاحة بحومته ، ان يكون قد تعلم درسه . بل ويمكن ان يكون قد خرج بخلاصة وحصيلة حياتية سياسية ممكن ان تجعل منه شديد البأس والحذر في التعامل مع خصومه السياسيين وخصوصا الذين طعنوه في ذاته كمسعود وغيره ممن لا يزالون يصرون على عدوانيتهم ضده . وهنا يأتي الاستثناء لحكومة السيد عادل عبد المهدي لانه يغدق على مسعود وبلا شعور بأية مسؤولية وطنية، حيث ان جميع السياسيين المنافقون متعاطفون مع مسعود .
ولكننا وقبل حوالي اسبوعين ، تفاجئنا وبشكل غير متوقع أن وجدنا نوري المالكي وقد التقى مسعود برزاني وبالاحضان وكأنه "ولي حميم" !! بينما كان هو والذين معه من الاخرين قد قادوا حملات شنيعة من الكراهية والعدوانية للاجهاز على حكومة المالكي المنتخبة ، وخططوا لوضع نهاية سريعة له من خلال عزله كسياسي وطني وسحب الثقة من حكومته .
اننا ولله الحمد كمسلمين مؤمنين بالله تعالى وبما أمرنا به سبحانه بوجوب الالتزام بفضائل التسامح وفضيلة العفو مع الذين قد يسيؤون الينا، ولكن المشكلة هنا، ليس لها علاقة بمسألة الايمان والتقوى، بقدر ما أنها قضية سياسات ومصالح ومواقف وتكتلات مشبوهة لاضعاف الحق وتسييد الباطل . لقد كانت مواقفا من اجل الصراع بين الخير والشر ، فهي النوايا الشريرة لهؤلاء ممن تضامنوا فيما بينهم كعصبة من سياسيين جشعين وانانيين ممن كانت قد تولدت في قلوبهم ضغائن واحقاد من اجل مصالحهم الشخصية فقط .
ولا ندري هل ربما أن تلك الحفاوة التي تلقى بها المالكي مسعود برزاني ، بسبب ان المالكي لا يزال يأمل من ان يصبح مسعود برزاني بعد كل الذي حصل ، واحدا من مؤيديه ؟ أويأمل في العودة لرئاسة الوزراء ثانية ، فيلقى التأييد المطلوب من قبل مسعود برزاني ، ويكون هذا الاحتفاء به هكذا "كعربون" ومقدمة لوعود من اجل انفتاح أعظم من اجل مسعود والاقليم في المستقبل؟؟!! وإلا ما الذي جعل السيد نوري المالكي يتجاوز كل ما حصل له هكذا ، وينسى جرحه القديم ويحتفي بألد عدو له؟! أم انها السياسة والمصالح وليس حبا بزيد او عمر.
لقد كان من الممكن ان يبقى السيد نوري المالكي محتفظا برزانته ، ويبقي نفسه متذكرا تلك المواقف السياسية المصيرية التي جرحت اعماقه وأدمت له قلبه وكرامته انذاك، بحيث يظل المالكي يتذكر دائما تلك الاثارالتي تركها في ذاته مسعود برزاني والاخرين ، والابقاء على كل ما حصل له كنوع من مواقف لا يمكن نسيانها لانها كانت ضد العراق وشعبنا وليست فقط ضد المالكي نفسه . فالحقيقة اننا لم نجد اي تغيير في المواقف من قبل جميع تلك الكتل التي ارادت بالمالكي سوءا ، اللهم سوى ان لمسعود برزاني موقف الصدارة والتقدير من قبل عادل عبد المهدي الذي له "عشق" قديم للاقليم ورئيسه ، الامر الذي ادرك من خلاله العراقيين ان عادل عبد المهدي تنقصه العدالة وتبني الحق ، وانه لا يهمه العراق بل "بعضا" من فئات واعراق في العراق فقط .
فلم استطع شخصيا ، تفسير تلك الحفاوة التي تبناها المالكي من اجل السيد مسعود برزاني هذا والذي لا يجد فيه أيا من شعبنا ، أي اعتبارات من نواحي الولاء الوطني ولا النزاهة لشخصيته وعائلتة ، ولا حتى في اكتراثه لكرامة الوطن أولما قد يصيب الوطن العراقي من كوارث سياسية اواخلاقية او انسانية . فهدف مسعود برزاني كان ولا يزال وسيبقى هو الانفصال . لا بل ان الحقيقة الصادمة التي عاناها العراقيون كافة من مسعود برزاني، انه قد تحدى العراق ودستوره والعالم وقام باجراء الاستفتاء من اجل الانفصال، ودفعا بعضا من ثمن اذلاله بعد تلك الخطوة المشؤومة . فهل الترحاب به هي مكافأة المالكي لرجل لا يعبئ بشئ سوى لنفسه وعائلته؟
أن خيانات مسعود برزاني التي توارثها عن ابيه ضد العراق ، وما برهنته السنين على شراهة مسعود للمال والكرسي على حساب الشعبين العربي والكردي ومحاولات هيمنته على مقادير الحكومات العراقية المتعاقبة نتيجة الدعم الذي يتلقاه من الادارات الامريكية المتعاقبة واسرائيل بحجة ما يعانيه "الاكراد من اضطهاد الحكومات العراقية لهم"، والتي قد امست هراءا امام العالم . حيث يدرك العالم اليوم ، ان النفط في كردستان لا يزال يباع رغما عن انف الحكومات الاتحادية وتذهب ايراداته الى جيوب مسعود وعائلته، في حين يعاني الشعب الكردي من الفقر والقمع وعدم العدالة السياسية والاجتماعية.
واليوم وبمجيئ السيد عادل عبد المهدي، قد بدأ عهد ازدهار مسعود برزاني وحزبه . فعادل عبد المهدي يدرك جيدا ان ليس الشعب لعراقي من سيحميه فيما لو ان ثورة عارمة متوقعة سوف تطيح بالاخضر واليابس ان لم يتم تصليح الامور، بل ان من يحمي عادل عبد المهدي هم الاكراد. لذا نجده الان قد سارع اليوم في غدقه عليهم بمليارات الدولارات وبدون خشية من احد. واكرر رهاني هنا ، ان عبد المهدي سوف يعيد الى الاقليم حصة 17% .
عراقنا الغالي هذا سيبقى وللاسف هكذا دائما في تشتت وتصارع على المصالح فيما بين السياسيين بسبب ان ليس هناك من قوة حاكمة فادرة على الهيمنة على مقادير الوطن فتلوي انوف الفاسدين . لذلك فعراقنا باق يسير من سيئ الى أسوأ. والعراق في سياساته تماما على عكس سياسات وايديولوجيات احزاب الاقليم وكتله السياسية التي لا تزال تعلن عن خلافات كبرى فيما بينهم وبين حزب مسعود برزاني وحكومته. ولكن، عندما تكون هنالك ازمة يواجهها الاقليم مع الحكومة الاتحادية ، نرى ان جميع الاحزاب والكتل الكردية ينسون خلافاتهم ويسارعون للتضامن مع بعضهم البعض. فما هو تعريف الوطنية في قاموس الاخوة الاكراد ، هل الوطنية في ان يكونوا مع العراق كعراقيين أم وطنيتهم يجب ان تكون من اجل الانتماء للاقليم فقط ، ككرد ؟؟!!
متى تستفيق الاحزاب والكتل السياسية العراقية من غبائها وجشعها ودنائتها وفسادها الاخلاقي من اجل عراق موحد؟؟ فلا أعتقد أن شيئا من ذلك سيحدث على ارض الواقع.
فقبل الانتخابات ، اطلقت الكثير من الوعود والعهود والمواثيق من اجل تغيير الواقع القائم ، ولكننا لم نرى الى الان سوى رسوخا للفساد وعدم عدالة مع تشتت وبعثرة بالاموال العراقية من اجل من أن يستمر مسعود برزاني رضاه عن حكومة عبد المهدي ، أما المنجزات القليلة في البصرة فلم تفرضها سوى القوة على واقع فاسد.
فأين الثرى من الثريا؟؟؟!!!

حماك الله يا عراقنا السامق...
12/1/2018

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع