قراءات في صحف عراقية قديمة

                                                    

                         ماجد عبد الحميد كاظم

م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

اليوم تعاني البلاد من شحة المياه لعدة اسباب اهمها اهمال وفشل الحكومات المتعاقبة وخصوصا بعد عام 2003 لمعالجة موضوع المياه وكيفية تأمينها والمحافظة عليها من الهدر ، اضافة لحالة الجفاف العام وكذلك تجاوزات دول المصدر التي يبدو انها اصبحت لاتعير العراق اي اهتمام بفضل القائمين على الامر ومن تولى المسؤولية وانشغالهم وتسابقهم نحو المناصب ومنافعها غير مكترثين بمعاناة امتهم وشعبهم

وما اشبه اليوم بالبارحة فقد كانت مسألة المياه على الدوام امرا يؤثر غلى حياة البلاد والعباد في بلدنا ، وقد نشرت جريدة صوت الاهالي بعددها 45 الصادر في بغداد صباح يوم الجمعة 11 ايار 1934 الموافق 26 محرم 1355 مقالا افتتاحيا بعنوان

قطع المياه عن مندلي
كيف يجب ان تكون العلاقات بين العراق وايران

وافتنا يوم امس برقية من مندلي - نشرنا مضمونها في محل آخر من الجريدة - جاء فيها ان الايرانين قطعوا المياه عن مندلي وجرت منذ ذلك الحين بين الحكومتين العراقية والايرانية المخابرات والمفاوضات لحسم الامر لامر وتشكلت لجنة لهذا الغرض وكان الامل ان تنتهي بحل مرض للطرفين الا ان الخلاف بقي وظلت الاراضي الواسعة في مندلي عطشى فماتت اكثر بساتينها وهجرها اغلب سكانها وتشتتوا في انحاء القطر وقاسى الناس من جراء ذلك شظف العيش والضيق في الرزق ويظهر ان الحال قد زادت حراجة الآن اذ نكب المندليون بسد المياه عنهم بصورة لم يسبق لها مثيل كما تنبئ بذلك البرقية التي اشرنا اليها وما كنا نؤمل وقوع ذلك من جارتنا ايران لاننا نرى من مصلحة الشعبين العراقي والايراني ان يتجنبا كل خلاف وان يحل الوئام بينهما نظرا للروابط القديمة القوية بينهما فضلا عن الجوار
وهما كأمتين شرقيتين يحسن كثيرا تفاهمهما واتحادهما وان يجري التعاضد الحقيقي واننا لانعتقد ان بيننا وبين ايران من المشاكل ما يعسر حلها اذا روعيت وضعية القطرين وجوارهما ومصالحهما المشتركة وضرورة تعاونهما
وليس في ابقاء الخلاف مصلحة للعراق ولا لايران خاصة مع العلم ان الدول الاستعمارية الاوربية دائما تسعى لخلق الشقاق بين الاقطار الشرقية لتستفيد من وراء ذلك فتمشي سياستها الاستعمارية وهذا ما نريد ان ينتبه اليه الناهضون قي ايران والشعب العراقي ولهذا نود ان نجد العلاقات حسنة دواما بين الدول الشرقية لتتوحد الجهود في الشرق لمناضلة الطغيان الاستعماري الاوربي الذي جعل البلاد الشرقية مستعمرات يمتص اموالها ويهلك شعوبها
ويسرنا ان نذكر بهذه المناسبة ان جارتنا الناهضة تركيا قد اهتمت اهتماما كبيرا في هذه الناحية فسلكت حكومتها خطة توطيد علاقاتها الودية مع جميع جاراتها فحازت قصب السبق في هذا المضمار وهذه بادرة خير نرى ان تقتفيها كافة الدول الشرقية لتقوية روابطها فتضع في هذه الروابط حدا للمطامع الاوربية
ان حسن الصلاة بين العراق وتركية قد ولد شعورا طيبا وهذا الشعور يزداد يوما فيوما واننا لنؤمل ان يجري ذلك قريبا بيننا وبين ايران ايضا لان فيه فائدة للقطرين وهو الى ذلك دليل يقضة الشعوب الشرقية وعنايتها بالاستعداد لما قد يقع من المفاجآت في المستقبل وعندئذ يتخلص الشرق من اسار الغرب

                              انتهى الاقتباس
وتقبلو تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع