هذيان متعصّب/ لماذا أطلقوا على البابليين في حقبتهم الأخيرة بالكلدان (السحرة)؟!

 

                        

                             بقلم: سالم إيليا

هذيان متعصّب/ لماذا أطلقوا على البابليين في حقبتهم الأخيرة بالكلدان (السحرة)؟!

لقد كثر الحديث والمناكفات الطائفية/ المذهبية في السنوات التي تلت الإحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003م بين مكونات الشعب العراقي الذي تمزق الى ملل وطوائف كل منها تبحث عن نصيبها من لحم (الثور) المُسجى والمخضب بالدماء وهو يئن تحت وطأة الألم طالباً الرأفة به ومساعدته على النهوض والعودة الى كامل عافيته.

ومن بين تلك المكونات والطوائف دون إستثناء ظهر البعض من طلاّب المال والسلطة والشهرة ليتحينوا الفرص للترزّق وجني المكاسب دون إعتبار للشرف والمصداقية والوطنية في طرح المعلومة بغض النظر عن حقيقتها مع أو ضد هذا الرأي أو ذاك، وقد تجاوزوا كل الأخلاقيات في الشعور بخطورة الطرح (اللاوطني) الذي يزيد من الضحايا الأبرياء ويُكثر من كميات الدماء الجارية في النهر الثالث الأحمر الذي إرتفع منسوبه أكثر من النهرين الأولين دجلة والفرات واللذين نشك الآن بخلودهما الى ما لا نهاية.
ولقد راقبت منذ زمن ليس بالقصير طروحات (أحدهم) والذي يدعي بإنتمائه لطائفة تنتمي اليها والدتي التي أنجبتني وأنا فخور بإنتمائي المناصف لها مع إنتمائي لطائفتي "الكلدانية" التي إكتسبتها من أبي والتي لم تمنعني من المجاهرة والمفاخرة بهويتي العراقية التي تحتضن كل المكونات، فهويتنا العراقية تأتي قبل أي إنتماء آخر مهما بلغت مكانته!!، فنحن لا نُعَرّف إلاّ من خلال هويتنا العراقية، وأول ما يُسأل الشخص عنه خارج بلده هو: "من أي بلد أصلاً أنت"؟!، ولا يُسأل: "من أية طائفة أو مكوّن أنت"؟!!!.
لا أرغب في تسمية هذا (المتعصّب) الذي توهّم من إنه أصبح شاهيناً فبدأ يحلّق بالتلفيقات المعتمدة على المجتزئات من بواطن بعض الكتب والتي لا تمت للحقيقة بصلة وإنما بجزء من المعلومة المقتطعة من تلك المصادر وسأناقش بالأدلّة والحقائق ما جاء في أحدى طروحاته وهذيانه المَرَضي دون ذكر إسمه تكريماً للملّة والطائفة التي (يدعي) بالإنتماء اليها زوراً والتي نحن منها وهي منّا بالمصاهرة وبالكثير من الأواصر المشتركة والمصير المشترك، ولعدم إعطائه أكثر من حجمه الحقيقي!!!!، وحيثُ "كنتُ أقدم رِجلاً لصدّه واؤخر أخرى عن قصده"!!، لكنه تمادى في غيّه رغم تنبيه الكثير من الكتّاب الأفاضل له بضرورة الإعتماد على المصداقية والكياسة في طرحه، وحيثُ يبدو من انه لم يفهمها لغلّهِ وحقده معتقداً ومتوهماً بأنه الأقوى وهم الضعفاء بالحجّة والدلالة!!!، فكان لزاماً تنبيهه لكي لا يذهب بعيداً في إيذائه للغير!!!.
ونصيحتي المفعمة (بالمحبة) لهذا المتعصّب المذكور والتي ربما لا يفهمها أيضاً أن يراجع طبيباً نفسياً لعلاجه من حالته المرضية/ التعصبية الموجودة عند البعض القليل والمعروفة لنا كطوائف متآخية، وحيثُ تنكّر كل أعلام من يدعي بالإنتماء اليهم بمعرفتهم به!!!، ولعلمنا من أنّ الذي جعل البعض للمحاججة حد التعصّب بنسب أعلى من المتعصبين الآخرين في الطوائف الأخرى هو الصراع من أجل إثبات الوجود في المحيط المتخبط بمشاكله!!، وقد وصلت كراهيته الى ذروتها في كتاباته المخجلة المملوءة بالأكاذيب والمستندة على المقتطفات الغير كاملة التي تجتزء الحقيقة لتعرضها على الناس بطريقة الأدلة المنقوصة التي يَعتمد عليها بإقتناصها من الإنترنيت وليس من مصادرها الأصلية، وحيثُ أجزم من أنه لم يقرأها من الغلاف الى الغلاف ليعرف ما بداخلها، تماماً كما لو أنه أخذ الكلمتين الأوليتين من المقطع الأول لشهادة التوحيد "لا اله إلاّ الله" وكفّرَ فيها الطرف الآخر باتهامه له بالقول "لا اله" الذي يغيّر جوهر المعنى للجملة الكاملة من الإيمان المُطلق بالتوحيد بالله الى نكران وجوده!!!، أو كالذي يبدأ بالآية الكريمة (الماعون:4 ـ 7): "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلّينَ" دون أن يُكملها وحيث تبدو وكأنها تتوعد المُصَلّينَ لكن بعد إكمالها بجملة: "الّذينَ هُمْ عّنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ" يتوضح المعنى ويتبين القصد من قوله تعالى!!، وحيثُ تؤكد بعض الأخبار عن هذا (الباحث) من أنه كان قد (توسّلَ) لمقابلة أحد سفراء العراق الطائفيين في أحد بلدان المهجر حيثُ يتواجد هو (وربما) قد وعده بالدعم المادي للنيل من الآخرين في كتاباته أو لبث الفرقة "لغاية في نفس يعقوب"!!.
وأقول له ولِمَنْ يصدّق إدعاءاته ممن على شاكلته من كل الأطياف والملل إتقوا الله بشعب العراق وضمدوا جراحاته بدل الإمعان بزيادة نزيفها، فمعظمكم تسكنون في المهاجر وخارج مناطق المآسي وتزيدون من سعير النار بتلفيقاتكم وكتاباتكم اللاوطنية لغاية تافهة شخصية يعلم الله وحده من الذي يدفع ثمنها لكم!!!!!، ولقد عاهدت نفسي أن لا أتورط لا من قريب ولا من بعيد بالمناكفات الطائفية السائدة بين البعض ممن يكتبون إلاّ بالقدر الذي يتعلق بالضرر على الوحدة العراقية والهوية العراقية التي تستظل تحتها كل المكونات وتأثيرها على النسيج الوطني العراقي وكما يحاول هذا العنصر اللامنتمي الى العراق تمزيقه أكثر مما هو عليه الآن، وما لنا من قول إلاّ: "اللهم لا تواخذنا على ما فعل ويفعل السفهاء منّا"!!!.
أن هذا المتجهبذ (أي الشخص الذي يعتقد بأنه العالم والعارف ببواطن الأمور ويتوهم من انه جهبذ حقيقي!!، لكنه بنظر الناس يستحق الشفقة على حالته المرضية السايكولوجية) يعتقد من أنه كلّما سطّر الأسماء والأعداد زادت أعداد المصدّقين بإدعاءاته متجاهلاً من أنّ هنالك من يراقب طروحاته من المثقفين الذين يتندرون عليها والتي تفوح منها رائحة العنصرية والطائفية المقيتة، وحيثُ نشعر بالأسى على ما وصل اليه البعض من أمثاله في اللغو والهذيان والهلوسة!!.
وقد كرر الموما اليه في طروحاته ما استند عليه من بعض التصريحات المجتزئة لرجال الدين والمؤرخين من الطوائف الأخرى كالكلدان والآشوريين من أنهم (لربما) من الأسباط العشرة (المفقودة) لليهود والتي ترجع بنسبها الى أبناء يعقوب بن إسحق بن إبراهيم أبو الأنبياء!!، ولنتوقف عند هذه المعلومة لنتأكد: هل هي موضع تهمة كما يريد تبيانها للمتعصبين من أمثال الدواعش ليكثروا من إعتداءاتهم ضد هذه الطوائف الأصيلة المسالمة وعندها بكل تأكيد سيصبح هو مشارك لهم في الجريمة كـ "محرّض" بكتاباته على تلك الجرائم!!!.
أعود لأفنّد بسطرين فقط ما هَذى به هذا (المدعي) في مقالات مطوّلة محشوّة بالأكاذيب المعتمدة على تصريحات بعض رجال الدين بشأن أصل الكلدان والأشوريين، فأقول له: هذا الأمر لا يعيبنا يا (هذا) لأن الأعمى والمبصر والجاهل والعالم (إلاّ حضرتك) يعلمون من أنّ الأسباط العشرة المفقودة لليهود يعودوا بنسبهم الى أبو الأنبياء "ابراهيم" وهو جدّهم الأول من أور الكلدانية العراقية، أي بمعنى آخر أنّ من تتهمهم بالتهويد أصلهم عراقي نقي من (أور) كما تذكر آلاف المصادر، أما إنتماءك أنت فيجمع عليه المؤرخون من أنّ أصولك من "سوريا" ولا تمت للعراق بصلة أو ربما من المشردين من تركيا أو من بقايا اصول الروم البزنطينيين الذين احتلّوا سوريا في غابر الأزمان وحسب عائدية من تدعي بالنسب اليهم!!!!!، فإشغل بالك بسوريا التي يعاني الآن فيها (قومك) وأترك لنا عراقنا!!!!، وبالمناسبة لو تقرأ بشكلٍ عميقٍ ومفصّلٍ ما كُتِبَ عن الأسباط العشرة المفقودة لليهود فستجد ثلث العالم بقومياته أو أكثر يدّعون بنسبهم إلى تلك الأسباط المفقودة بدأ بـ "اللاويين" في الهند مرورا بـ "الفلاشا" في الحبشة وأقوام أخرى في بريطانيا وأمريكا وحتى اليابان ومعظم دول العالم، وحيثُ أثبتت إختبارات الحامض النووي (DNA) صلة البعض منهم الضعيفة بتلك الأسباط وربما أنت واحداً منهم أيضاً وكما اعترفتَ بذلك دون أن تعلم وكما سأبيّن أدناه عن لسانك!!!!.
فمن المفارقات والطرائف أنه إتهم كما اسلفت من يدعي بالإنتماء اليهم الى الأسباط العشرة المفقودة لليهود أيضاً دون أن يدري لأنه خلط "الحابل بالنابل"!!، وعملاً بقاعدة "من السنتهم تدينونهم"، أبيّن من أنه في إحدى مقالاته التحريضية (النارية) قال: "إن الكلدان والآشوريين الحاليين هم سريان ولا علاقة لهم بالقدماء مطلقاً، إنما سمّت روما القسم الذي تكثلك كلداناً، وثبت اسمهم في 5 تموز 1830م، وسمى الانكليز القسم النسطوري آشوريين سنة 1876 لاغراض سياسية عبرية، لأن الأثنين (يقصد الكلدان والآشوريين) ينحدرون من الاسباط العشرة من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيون القدماء، وثبت اسم الآشوريين في 17 تشرين أول 1976م" ـ ـ إنتهى نص ما ذكره في إحدى مقالاته، ـ ـ وأرجو من القرّاء الكرام التركيز على ما سأطرحه لوقوعه في فخ إتهام السريان/ الآراميين أيضاً بشقيّهم الشرقي والغربي من أن أصلهم يعود للأسباط العشرة المفقودة لليهود أيضاً!!، إذ ذكر في بداية النص المنقول من مقالته المذكورة أعلاه: "إن الكلدان والآشوريين الحاليين هم سريان ولا علاقة لهم بالقدماء مطلقاً"، ثمّ يعود في نفس النص ليقول: " لأن الأثنين ينحدرون من الاسباط العشرة من بني إسرائيل الذين سباهم العراقيون القدماء"، وحسب الإدعائين على ما أورده في نصّه المذكور فإن السريان/ الآراميون بشقيّهم هم أيضاً من الأسباط العشرة لبني اسرائيل (بالإستعاضة) لأن الكلدان والآشوريون ما هم إلاّ سريان حسب ادعاءه!!!!.

   


مشكلة هذا الشخص من انه يستقي المعلومات المجتزئة والمنقوصة من الأنترنيت ويعمل على (تسفيط) كل المعلومات دون تمحيص تقاطعها مع بعضها البعض ويحاول إشغال عقول القرّاء الكرام وابهارهم بكثرة الأرقام والأعداد والتواريخ و(تسفيط) الأسماء للمؤرخين لمحاولة التأثير على معرفتهم وعلى قاعدة المثل العراقي "الكذب المسفّط أحسن من الصدق المخربط"!!!.
وسأورد أدناه البعض من مغالطات الموما اليه المعني بالنقد في إحدى مقالاته الأخيرة قبل الشروع بإيضاح لماذا أطلقوا على "عباقرة" زمنهم الكلدان بالسحرة فرضاً وجدلاً!!!، وليعذرني القرّاء الأفاضل على الإطالة وعرض الدلائل والنصوص من مصادرها الأصلية كاملة وغير منقوصة، وليس كما يفعل هو بالتقاط أجزائها التي تغيّر المعنى.

   


ففي إحدى فقرات مقالته إدعى بأنّ الباحثون والمؤرخون الكلدان والآشوريون وجلّهم من رجال الدين الحاصلين على أعلى الشهادات الفلسفية واللاهوتية ومنهم فيلسوف كنيسة المشرق الراحل الأب الدكتور يوسف حَبّي لا يجيدون الكتابة باللغة الكلدانية والآشورية وإنما فقط يجيدون القراءة والترجمة!!!، بربكم هل ما يدعيه هذا المدعي والمخالف للمنطق ينطلي على الجهلة بالعلم قبل المبحرين فيه!!، فكيف يصل المترجم إلى أعلى درجات الترجمة الدقيقة والمهنية من لغة إلى أخرى ما لم يكن ملماً قراءةً وكتابةً باللغتين المعنيتين بالترجمة من أحدهما إلى الأخرى وبالعكس، وتناسى هذا (الباحث) من أنّ هنالك ترابط جدلي لا يمكن فصله بين القراءة والكتابة فيقال الشخص الفلاني أمّي (لا يقرأ ولا يكتب) أو الشخص الفلاني متعلم (يقرأ ويكتب)!!.

                    


فمن ناحية الأب الدكتور يوسف حَبّي وكونه إبن عمتي بصلة القرابة فقد كان يجيد كتابة وقراءة خمسة لغات بمستويات متباينة وفي مقدمتها العربية والكلدانية والإيطالية كونه خريج الجامعة الاوربانية في روما ونال شهادة الدكتوراه في جامعة اللاتران في روما ايضاً، وكذلك خاله الذي هو أبي كان يجيد اللغتين العربية والكلدانية قراءة وكتابة إضافة الى الإنكليزية!!، ولكن هنالك تساؤل ربما يطرح نفسه من المتشككين بقولهم: لماذا إذن لا توجد مؤلفات لمعظم هؤلاء المؤرخين بلغتهم الأصلية الكلدانية والآشورية؟!، فيكون الجواب لأن من يكتبون لهم هم من الناطقين باللغة العربية سواء أكانوا من العرب أو الكلدان أو الآشوريين وكذلك السريان والذين بمجملهم بالنسبة للطوائف الثلاثة الأخيرة وبنسبة (90%) من مكوناتهم يتكلمون لغتهم الأم ولكنهم أميّون في قرائتها وكتابتها، ولكنهم يقرأون ويكتبون ويتكلمون بالعربية بحكم تعليمهم في المدارس العربية، فمن غير المنطق أن يقوموا مؤلفيهم ومؤرخيهم بتأليف كتاب يأخذ منهم ربما سنوات بلغتهم الأم الكلدانية/الآشورية/ السريانية ثم يضعوه على الرفوف لعدم وجود قرّاء له ثمّ يعودوا ويهدروا سنوات إضافية أخرى لترجمته الى العربية ليكون في متناول الجميع!!!، ولهذا فمن الأنجع للمؤرخين المذكورين المحسوبين على الـ (10%) المتبقية من تلك المكونات الذين يجيدون القراءة والكتابة بلغتهم الأم نشر مؤلفاتهم باللغة العربية لتعم الفائدة حتى لبقية الطوائف الغير مذكورة أعلاه من الأرمن والتركمان والكرد والصابئة والأيزيديين وغيرهم وفي معظمهم يتكلمون العربية، إضافة الى سهولة إنتشار تلك المؤلفات خارج العراق وعلى مستوى الوطن العربي عند كتابتها باللغة العربية، فهذا هو المنطق الذي حاول هذا (المدعي) الإلتفاف حوله وتزييفه!!.
ولتأكيد ما ذهبتُ اليه في هذا المضمار يقول الأب الدكتور يوسف حبّي في مقدمة طبعة كتابه "كنيسة المشرق"/ الطبعة الأولى/1989م ما يلي: "لم أخصص في هذا التاريخ الموجز مبحثاً خاصاً للوثائق والمصادر والمراجع، واكتفيتُ بذكر اهمها في خاتمة الكتاب مستخدماً في الهوامش اسلوب المختصرات بالعربية تسهيلاً للطباعة وللقراء الافاضل. اما الاسماء، فقد حاولت ارجاعها الى اصولها، في لغاتها مع الحفاظ على ما هو شائع بالعربية التراثية" ـ ـ انتهى الإقتباس (الإستدلال).
ففي المقطع أعلاه يتأكد لنا غرضين يوضحان ما ذهبتُ اليه في (دحض) إدعاءات كاتب تلك المقالات، اولهما: أنّ الأب الدكتور يوسف حَبّي كتب بالعربية "تسهيلاً للطباعة وللقرّاء الأفاضل"، وثانيهما: مقدرته في الكتابة بلغته الأم، إذ كيف يستطيع ارجاع الأسماء الى اصولها دون أن يكون ملماً بالكتابة فيها!!!، إضافة لكونه كان عضواً عاملاً في مجمع اللغة السريانية (الكلدانية ـ الآشورية) منذُ عام (1972م) ولغاية دمجه بالمجمع العلمي العراقي الذي أصبح فيه رئيساً لهيئة اللغة السريانية، فكيف يكون عضواً عاملاً في مجمع اللغة ومن ثمّ رئيساً لهيئته ولا يعرف الكتابة فيها؟؟؟!!!، لكن بكل تأكيد فهو أبرع بالكتابة باللغة العربية لممارسته لها بشكلٍ متواصلٍ، أترك الجواب للجهابذة الحقيقيين للإجابة عليه وليس لأمثال هذا (المدعي) موضوع النقد!!!.
يقول الأستاذ الدكتور "عبد الامير الأعسم" على موقع مدونته ما يلي: "عرفتُ الأب حَبّي أثناء زياراته لقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب بجامعة بغداد عندما يأتي محاضراً على طلبة القسم بكل ما يتصل بالسريانية"!! ـ ـ إنتهى الإقتباس، والسؤال الذي اطرحه على المعني بالنقد هو: كيف يكون د. الأب حَبّي محاضراً بكل ما يتصل بالسريانية ولا يجيد الكتابة بها!!!!.
يدعي كاتب تلك المقالات في مقالته الأخيرة التحريضية: من أنّ الأب الدكتور يوسف حَبّي كان (متحسراً) عند ذكره أنّ الموطن الأصلي للساميين هو جزيرة العرب، محاولاً بيأس في طريقته المبتذلة التحريضية هذه إستدرار العواطف لبسطاء القوم من المكوّن العربي!!، بربكم من يقرأ له من المتنوّرين من كل المكونات هذا الهذيان (المضحك) الواضح فيه صيغته التحريضية الرخيصة ألا يتبادر للأذهان مئة سؤال وسؤال عن كيفية إكتشافه لهذا (التحسر) وقد تغلّب بإكتشافه هذا حتى على شخصية المحقق شارلوك هولمز الإسطورية في مسسلسلاته البوليسية؟؟؟!!!، فكيف شَعرْتَ يا ايها (المحقق المتحذلق) بأنّ الأب المذكور كان (متحسراً) ومنزعجاً لكتابته هذه المعلومة التي إستقيتَها من إحدى المجلاّت التي كان ينشر فيها الأب الدكتور يوسف حَبّي؟؟!!، هل كنت (حضرة جنابك) جالس بجانبه عندما خطّها وسمعت أنفاس (تحسره)؟؟!!، أم كان لديك قمراً صناعياً سنة 1983م وهي سنة نشر هذه المعلومة لتتجسس على الأب د. يوسف حَبّي في صومعته في ديره بمنطقة الدورة في بغداد ورأيته يسحب آهات (التحسر) أسفاً على ذكره لهذه المعلومة؟؟!!، ولو كان متحسراً ومتأسفاً فعلاّ ـ ـ لماذا ذكرها أصلاً وثبّتها كحقيقة وهو المرجع الذي يستشهد بمؤلفاته وكتبه المؤرخون في تاريخ الكنيسة المشرقية، فلماذا لم يتجاوزها وكان الله يحب المحسنين؟؟!!، وقد إنتشرت كتبه حتى وصلت الى المكتبة العامة للمدينة التي أسكن فيها في كندا/ القسم العربي لغزارة علمه وإنتشار صيته بين مؤرخي وباحثي عصره.
أتعلم أيها المعني بالنقد من أنّ الأب الدكتور يوسف حَبّي قد جمع عشرات الآلاف من البشر حوله من كل الطوائف والأديان وأولهم العرب المسلمين أينما حلّوا على وجه البسيطة لإنفتاحه ومحبته للجميع بعلمانييهم ورجال دينهم وفي مقدمتهم الراحل الإمام الجليل العلاّمة جلال الحنفي!!، وحين وافت المنية الأب المذكور في حادث مؤسف داخل حدود الأردن في 15 تشرين الاول سنة 2000م وهو في طريقه لتمثيلك قبل غيرك في المؤتمرات الكنسية الدولية التي تدعي زوراً وبهتاناً الإنتماء لطوائفها، وحيثُ صُعِقَ الجميع بنبأ وفاته وذَرَفَت الجموع الدموع وعمّ الحزن أوساط الأدباء والمفكرين ورجال الدين ومن ضمنهم رجال دين الطائفة التي تدعي إنتماءك لها من أعلى مرتبة فيهم الى أقلّها، وجُلّ رجال الدين الآخرين بمذاهبهم من المسلمين والمسيحيين وعامة الشعب والشخصيات العراقية والعربية والعالمية وفي مقدمتهم ولي عهد الأردن حينها الأمير الحسن بن طلال والسفير البابوي، وحيثُ تجلّت الوحدة العراقية بهويتها بأروع صورها وقطعت قناة الجزيرة الفضائية أخبارها لتعلن نبأ وفاة هذا العالم الجليل الذي تحاول أنت يائساً الطعن بمحبته وإنتماءه للجميع!!، والذي لم يسيء اليه الى الآن كائن من كان إلاّ أنت!!، وهل تعلم أنه للمرة الأولى في تاريخ الكنائس العراقية يشيّع رجل دين مسيحي بعشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي دون تفريق بين المسيحيين والمسلمين من جميع المذاهب والصابئيين المندائيين والأيزيديين وكل الأطياف العراقية الآخرى وبموكب تسيير أمامه الدراجات البخارية والعجلات لشرطة المرور وحضر أعلام البلد من السياسيين والمفكرين و رجال الدين من كل الأديان قداس جنازته ووقفوا خاشعين عند تلاوة مقطع من الإنجيل، فأين أنت من هذا الحدث والموقف الجليل؟؟!!، وهل ترغب أن أرسل لك الفيديو لتشييع هذا العالم الجليل الذي تكذب أنت على لسانه وتحاول الطعن بمحبته على الأقل لتتعلّم المحبة منه وتنزع من قلبك الغل والحقد على الآخرين.

                 


لماذا نعتوا الكلدان من خلال إسمهم بالسحرة في زمنهم؟؟؟!!!:
أثبت الدكتور (جايمس هنري براستد) في كتابه "العصور القديمة" ريادية الكلدان وما بلغوه من تطور علمي سبق زمنهم لكل أمم الأرض بعلم الفلك وبقية العلوم الأخرى مستنداُ على اللُقى الأثرية كأدلّة مادية لا تقبل الجدل، وهذا الكتاب بنسخته الإنكليزية كان مرجعاً للطلبة الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإذ يعتبره المؤرخون الحقيقيون أبو المصادر جميعها والذي نقّحَ نسخته المعدّة للترجمة الى العربية الأستاذ (هرُلد نِلسن) أحد أساتذة جامعة بيروت الأمريكية حينها وبإيعاز من وزارتي المعارف العراقية والفلسطينية ليكون هذا المصدر ضمن منهاج طلبة الثانوية لكلي البلدين بعد ترجمته الى العربية من قبل (داوُد فرحان) أحد أساتذة جامعة بيروت الأمريكية سنة (1926م)، وإذ أعتُبِرَ مؤلفه في زمنه من أنزه وأعظم علماء التاريخ والآثار والمؤرخين الذين كتبوا في تاريخ العصور القديمة وتاريخ الشرق وآسيا الغربية والشرق الأدنى حصراً، وكانت له مكانته في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم أجمع، حيثُ كان يعمل كأستاذ تاريخ الشرق ورئيس دائرة اللغات والعلوم الشرقية في جامعة شيكاغو وعضو اكاديمية العلوم في برلين، والذي وقف ضد سرقات الآثار من بلدانها الأصلية، وحيثُ يُعتبر كتابه أهم مصدر تاريخي لتاريخ العصور القديمة والمُعْتَمَدْ من إتحاد المؤرخين العرب.

         


يقول الدكتور جايمس براستد في كتابه "العصور القديمة" عن الكلدان في الفقرة (246)/علم الفلك والتنجيم/الصفحة (128) في طبعته الأولى سنة (1926م) ما يلي: " لقد نجحَ الكلدانيون في علم الفلك نجاحاً يذكر وكانوا قبلاً مولعين بعلم التنجيم لكشف اسرار الغيب بمراقبة الأجرام السماوية (ف 198) فثابروا عليه وتعمقوا فيه. فكانت نتيجة ثبارهم انهُ ولد لهم علم الفلك. فقسموا بعد ذلك خط الاستواء الى 360 درجة ورتبوا الكواكب مجاميع اثني عشر دعوا كل مجموع منها برجاً وسموّها كلها منطقة البروج. وهذه هي اول مرّة صنعت فيها خريطة للاجرام السماوية"!!!!، ـ ـ انتهى الإقتباس (الإستدلال).
ثمّ يضيف المؤلف الدكتور جايمس براستد في الفقرة (247)/ عن أصل أسماء النجوم السيّارة قائلاً:
"وكان الكلدان يحسبون السيارات الخمس المعروفة في ذلك العهد (وهي عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزُحل) قوات ذات سلطة خصوصية على احوال البشر فحسبوها آلهتهم الخمسة. وقد وصلت الينا اسماء تلك الآلهة فاذا هي اسماءُ السيارات. إلا ان الاوربيين غيّروها الى اسماء رومانية فصارت عشتاروت الاهة الحب، الزهرة. وصار سيّار الاله العظيم مردوخ، المشتري. وهكذا قل في بقيتها، وتقدم المنجمون في ارصادهم تقدماً محسوساً وبلغوا في الرصد درجة عظيمة من التدقيق حتى توصلوا الى معرفة الانباء بالكسوف والخسوف. ووصلت ارصادهم هذه الى اليونان. فاسسوا عليها علم الفلك الذي ابلغوه درجة تذكر من الترقي. ولا تزال بقايا صناعة التنجيم بادية في احاديثنا العادية فنذكر في كلامنا بين وقت وآخر طوالع السعد والنحس" ـ ـ انتهى الاقتباس (الاستدلال).
ونعود الى الفقرة (246) التي ذكر فيها المؤلف (ف 198) والتي تنص على طُرق البابليين لقراءة صفحات المستقبل وكما ورد نصاً:
" وكان في عداد المنافع التي انعمت بها الآلهة على بعض الناس في ذلك الزمان البعيد المقدرة على الانباء بالمستقبل اي العرافة ودُعي الذين مارسوا العِرافة عرّافين وكان مّهَرتهم يدّعون انهم يفسّرون العلامات السرية التي على كبد الشاة (ش 66) المعدّة للمحرقة. وكان الذين يأتون اليهم لكي يَستعلموهم اسباب ما دهاهم من الهمّ ومناهم بالقلق، يوقنون بأنهم قادرون على هتك ستار المستقبل ومعرفة ما خبأته لهم الأقدار. وكان اولئك العرافون يرصدون النجوم الثابتة والسيارة معتقدين انهم بذلك يدركون فضاء الآلهة من جهة المستقبل. والظاهر ان اعمال العرافة اتصلت الى الغرب بدليل ان قراءة العلامات السرّية على كبد الشاة كانت شائعة في رومية (ش 183) وتطورت العرافة تدريجياً مع كرور الايام حتى صارت علماً قائماً بذاته عُرف بعلم التنجيم وهو ابو علم الهيئة الحديث. واقتبس اليونان علم التنجيم ومارسوه آماداً طوالاً وبقيت منه بقية بينهم حتى زماننا الحاضر" ـ ـ انتهى الاقتباس (الاستدلال).
فهل علمت يا كاتب تلك المقالات المعنيّة بهذا النقد لماذا أطلقوا على الكلدان العراقيين اسم (السحرة) في ذلك الزمن وربما المعنى اساساً مغاير لكلمة السحرة؟؟!!، وهل من أسسوا علم "التنجيم" الذي أصبح أبو علم "الهيئة الحديث" كما يقول مؤلف "العصور القديمة" اعلاه هم مشعوذون وهراطقة كما نَعتّهم جهلاً وتزويراً!!!، الجواب واضح للمبصرين والنُبَهاء من القوم وليس لعميان البصيرة التي أعمت التعصبية القبلية عقولهم قبل عيونهم، وهو انهم (أي الكلدان) قد سبقوا أمم عصرهم ومنهم أجدادك بالآف السنين في العلم والمعرفة والأكتشافات الخارقة التي تصل في مخيلة العامة من الناس الى وصفها (بالسحر او العمل الخارق) التي لم يكن ليستوعبها غيرهم وربما لحد الآن لم يستوعبها أمثالك من المتعصبين!!!، هكذا كانوا العراقيين القدامى الذين لا تنتمي أنت اليهم والذين تماديت في شتمهم من خلال شتم أجدادهم الآشوريين والكلدان!!، وأنا كعراقي أولاً فخوراً بهذا الوصف الذي يدلل على عظمة أجدادنا، وأقول للعراقيين عموماً وللكلدان على وجه الخصوص إرفعوا رؤوسكم فخراً بإطلاق تسمية (الخوارق) على أجدادنا عندما يحاول البعض ومنهم هذا (اللامنتمي) أن يجعلها مذمّة يعيّرنا بها، أقول هذا الكلام مجبراً وكلّي آلم لأن نصف إنتمائي يعود الى الطائفة التي إبتليت بإنتماءك لها ومعك قلّة من المهوسين بالتعصب والتي (أي الطائفة) قد يصيبها الضرر بأكثر مما أصابها من جرّاء طروحاتك!!!.
يقول الكاتب جعفر الخليلي في ملخص كتاب "العرب واليهود في التاريخ" لمؤلفه الدكتور أحمد سوسة في طبعته الثانية/ صفحة (56) نقلاً عن المؤلف ما يلي: " وتشير آثار الحفريات الى حضارة الكلدان بشيء كثير من التمجيد وتصور براعتهم في علم الفلك، والرياضيات، وتُنسب لهم التوصل لمعرفة الكسوف والخسوف، وكان الكلدانيون اول من اتقن حساب الساعات واجزائها من الدقائق، كما انهم اول من وضع (التقاويم) لحساب الفصول والمواسم في العالم، فضلا عما عرفوا به من البراعة في ضخامة الابنية وبهرجتها حتى صارت (بابل) في عصرهم اعظم مدينة في العالم" ـ ـ انتهى الإقتباس (الاستدلال).
إذن ما هو رأي الموما اليه المعني بهذا النقد في شهادة الدكتور أحمد سوسة الحاصل على أعلى الشهادات الجامعية من أرقى الجامعات في العالم!!!، ولو تمعنّا بالمفردات الراقية التي إستخدمها الدكتور أحمد سوسة في وصف الكلدان لخيّل الينا مدى عظمتهم إضافة الى تأكيده في بادئة وصفه لهم الى الدلائل من الحفريات لتأكيد حضارة الكلدان.

   

يقول "المسعودي" في المجلّد الأول من "مروج الذهب"/ الطبعة الثانية الذي شرحه وقدم له الدكتور مفيد محمد قميحة أستاذ الادب العربي في الجامعة اللبنانية وعلى صفحة المجلد (222) في "ذكر ملوك النبط وغيرهم المعروفين بالكلدانيين" ما يلي: " ذكر جماعة من أهل التبصر والبحث، ومن ذوي العناية بأخبار ملوك العالم أن ملوك بابل هم اول ملوك العالم الذين جهدوا الأرض بالعمارة، وأن الفُرس الأولى إنما أخذت الملك من هؤلاء، كما أخذت الروم الملك من اليونانيين" ـ ـ انتهى الإقتباس (الإستدلال).
أمّا المؤرخ الراحل "جورج البنّا" الذي كان قد إستضافه التلفزيون العراقي عدّة مرّات وكان آخرها في الحلقة السابعة من برنامج "قطار العمر" في الرابع من آذار سنة (1994م) وكانت له واحدة من أكبر المكتبات الشخصية في العراق التي تحتوي على اربعة عشر الف كتاب ومخطوط ومصدر عربي وإنكليزي وفرنسي ـ ـ الخ، والحاصل من عمدة مدينة "سان دييگو" في ولاية كاليفورنيا الأمريكية على وسام رجل عام (2006) لتأليفه ست كتب للموسوعة الكلدانية التي إعتمد في تأليفها على (391) مصدراً عربياً رصيناً و (83) مصدراً باللغة الإنكليزية و (64) مصدراً باللغة الفرنسية!!، والذي حصل أيضاً على شهادات تقديرية ووسام خاص من الحبر الأعظم بابا الفاتيكان السابق، وحيثُ كنتُ قد أجريتُ معه لقاءاً صحفياً قبل وفاته بسنوات، يقول في كتابه الأول من السلسلة المذكورة "تاريخ الكلدان"/ الصفحة (19) وتحت عنوان "الكلدان مؤسسو علم الفلك" ما يلي: " ان العلماء والمؤرخين اقروا ان الكلدان هم مؤسسو علم الفلك، ولتأييد ذلك في المتحف البريطاني بلندن لوحة مسمارية تحت رقم 86378.م.ب عثر عليها في مدينة بابل، دونت فيها معلومات واحصاءات فلكية يعود تاريخها الى عام 2048 ق.م، يعتبرها الباحثون اقدم واهم الوثائق في نشوء علم الفلك في العالم قياسها 8,5×6,1×1,9 سم تتضمن (171) سطراً دونت فيها معلومات فلكية عن المجرات والكواكب مستقاة من مصادر اقدم من ذلك بكثير. عنوان اللوحة مول ـ ابن" ـ ـ إنتهى الإقتباس (الإستدلال)، ـ ـ ثمّ يسترسل المؤرخ الجليل "جورج البنّا" في شرح التفاصيل الدقيقة لما وصل اليه الكلدان في حساب الزمن وتقسيم السنة وما الى ذلك من المعلومات الفلكية الكثيرة.
يقول الكاتب والباحث في تاريخ "بلاد النهرين" الأستاذ حبيب حنونا في كتابه "سفر الخروج الكلداني" الذي نشره في ديترويت في ولاية مشيكان الأمريكية في (2013م)، وكان قد أعدّهُ ليكون اطروحة لرسالة الدكتوراه كما أخبرني بذلك شخصياً والتي لم تكتمل لظروفه الخاصة والذي أرسل لي مشكوراً نسخة من كتابه، وقد إعتمد فيه على (19) مصدراً عربياً و (37) مصدراً أجنبياً رصينة، وحيثُ ذكر فيه دور الكلدان في تطور الحضارة الإنسانية/ صفحة (10) منه مؤثقاً ما يلي: [ يقول العالم الأثاري (أدوارد كييرا) (Edward keera): " أن الكلدان بلغوا درجة متقدمة في علم الجبر والهندسة، اضافة الى علم الفلك. وان العالم الفلكي (نابو ريماني) الذي عاش في بابل عام 500 ق م والمعروف لدى اليونان بأسم (naburias) قد استعمل الصفر في جداوله الفلكية. كما أن العالم الكلداني كدنو (kadanno) الذي عاش في بابل عام 367 ق م نال مرتبة عالية في تطوير علم الفلك وتقدمه بحيث يستحق أن يوضع اسمه في مصاف غاليليو (galileo) وكوبرنيكوس (copernios) . . . "] ـ ـ انتهى الإقتباس (الإستدلال)، ـ ـ ثمّ يستطرد الباحث القدير الأستاذ حبيب حنونا في تعداد ما وصل اليه الكلدانيون في علمهم ونبوغهم في الحساب وعلم الفلك ويقول بان الكلدان قد اطلقوا على الشهر الأول من السنة بـ "نيشان" ومعناه بالعربية "الحد" ومنه اشتقّت كلمة شهر "نيسان ـ nissan" الذي كان يعتبره الكلدان أول الأشهر التي تبدأ بها السنة البابلية ـ الكلدانية ـ الآشورية.
جميع المصادر اعلاه التي استشهدتُ بها موجودة عندي في مكتبتي ومن ضمنها الطبعة الأولى من كتاب "العصور القديمة" الذي طبع سنة 1926م، وليس كما يفعل الموما اليه المقصود بالنقد من اقتناص المعلومة المنقوصة من الأنترنيت!!!.
فما هو رأيك يا من تنعت العراقيين القدامى الآشوريين والكلدان بالمشعوذين والهراطقة والسحرة والذين يفتخر كل العراقيين بالإنتماء اليهما كأصحاب أكبر إمبراطوريتين في العصور القديمة وأصحاب أولى الحضارات في العالم، وأين أنتَ من علم ومعرفة الدكتور جايمس براستد والمسعودي والأب الدكتور يوسف حبّي فيلسوف كنيسة المشرق والدكتور أحمد سوسة والمؤرخ جورج البنّا والباحث حبيب حنونا والعلماء الذين كتبوا مئات المصادر التي إعتمد عليها مَنْ ذكرتُهم واستدللتُ بمؤلفاتهم وغيرهم الكثيرين، وحيثُ أنّ العَلَمين (يوسف حبّي وأحمد سوسة ) كانا عضوين في المجمع العلمي العراقي فحاولت تكذيبهم بتغيير الحقائق ونفث سُمومك بالنسيج العراقي الذي سيتعافي إنشاء الله على الرغم من الحاقدين عليه.
وعلى سياق الطريقة الخبيثة في دس "السم بالعسل" فقد وضع عنواناً مثيراً لمقالته الأخيرة ليداعب فيها مشاعر الغير مطلعين من بعض القرّاء له الذين تناقصت أعدادهم نتيجة إكتشافهم لغايته، فبدأ (يتزلّف ويتملّق) من خلال مدح العرب ظاهرياً وخاصة العراقيين منهم ويحرّضهم على الكلدان والآشوريين فمدحَ العرب قبل الإسلام أي عرب الجاهلية!!!!، لكنه في ذات الوقت لم ينسى بغرز أنيابه السامة في جسد (العرب المسلمين) حين وصفهم جميعهم دون إستثناء بالغزاة والظالمين هنا وهناك ( أي في كل أرجاء المعمورة) حتى لم يستثني منهم أحداً من الأئمة والصالحين!!!، لكنه إستدرك بعدها بقوله "وبرغم ما قام به العرب المسلمون من غزوات ومظالم هنا وهناك، لكن يبقون أفضل من الكلدان والآشوريون القدماء بكثير، على الأقل كان للناس خياران الجزية أو الهرب"!!! ـ ـ إنتهى الإقتباس من لغو هذا الفطحل!!!، ولإناقشه على ما قاله بنقطتين، أولهما: من المسلّم به وبشكل جلي وواضح (نبذه) للعرب المسلمين بإختياره لكلمة (الغزوات) وليس (الفتوحات) كما يؤمن بها المسلمون!!، ثانياً: جهله من أنّ في هجمات الكلدان والآشوريين وكل الحروب كان ينجو أيضاً الهاربون من أمامهم!!، أي بمعنى آخر أن الخيارين (دفع الجزية وإمكانية هروب الخصم) كانا موجودين أيضاً منذ زمن الكلدانيين والآشوريين اللذين حاول بهما (تلطيف) الظلم الذي إتهم به العرب المسلمين ولتمييزه عن (ظلم) الكلدانيين والآشوريين وليظهر بزعمه هذا أن العرب المسلمين أقل بطشاً منهما لكنه لم ينفي صفة الظلم عنهم!!!، وقد تجاهل هذا الذي بدأ يطلق على نفسه (بالباحث) من أن سبب سبي اليهود الثاني على يد "نبوخذ نصر" الكلداني وحتى السبي الأول كانا لإمتناع ملوك اليهود عن دفع (الجزية) وعندها هاجمهم نبوخذ نصّر وأجبر ملكهم على دفع الجزية وأتى به وبالباقين من قومه أسرى ليكونوا عبرة لغيرهم!!، أي بمعنى آخر أراد هذا "المحرّض" الذي ملأ المواقع ضجيجاً وهذياناً أن يمرر رسالة بينية لمن يقرأ مقالته بقوله من أن الكلدان والآشوريين وحتى العرب المسلمين كلّهم (مجرمين) ولكن بدرجات متفاوتة!!!!!، وسؤالي له: لم تخبرنا عن الذين لم يستطيعوا الهروب أو عدم مقدرتهم على دفع الجزية، فماذا كان مصيرهم يا هذا؟؟؟!!!، فكيف تحاول التبرير لتصل غايتك الدنيئة وقد أثبتُ لك بالأدلّة بأن العراقيين الأصلاء الكلدان والآشوريين كانا يعطيان نفس الخيارين!!، أي أما دفع الجزية أو محاولة الهرب، إذن حاولتَ أن تمرر تلفيقاتك على القوم البسطاء لتداعب مشاعرهم!!، لكنك في ذات الوقت أثبتَّ كرهك للعراقيين الكلدان والآشوريين وللعرب المسلمين أمام المثقفين والمطلعين منهم وأرسلت رسالة بينيّة من أنهم جميعاً كانوا غازين وظالمين، ومن البديهي في تلك الأزمان أنّ "الغزو" يصاحبه "السبي" لكنك إختصرته بكلمة "الغزو" للعرب المسلمين وإتهمت الكلدان والآشوريين به علناً!!، وبهذا الإتهام تكون قد وحدتهم جميعاً بكرهك لهم من خلال طروحاتك وبدون أن تدري وليس كما اردت بتفريقهم!!!، وفصلت العرب في الجاهلية وبررتَ غزواتهم وسبيهم بإدعائك من إنها كانت غزوات داخلية فيما بينهم!!، كما بررتَ غزوتهم الخارجية في معركة "ذي قار" لدفاعهم عن النسطوريات المسيحيات وأثنيت عليها!!، لكنك حاولت توثيق مسؤولية باقي (الغزوات) الخارجية متهماً العرب المسلمين للقيام بها والصقت تهمة بدأهم ورياديتهم بالغزوات الخارجية وإحلال الفوضى في المنطقة والعالم وهذا غير صحيح لأن الحروب الخارجية (الغزوات) كانت موجودة قبلهم بآلاف السنين وحتى يومنا هذا، الم يغزو الروم البيزنطينيين موطنك الأصلي سوريا الكبرى قبل آلاف السنين وحتى قبل ظهور الدين الإسلامي، وحيثُ تفتخر انت بالتبعية للبيزنطينيين ولحد الآن!!!، فالغزو هو نفس الغزو أيها المتحذلق إن كان داخلياً أو خارجياً أو كان قد حصل من الكلدان أو الآشوريين أو العرب قبل الإسلام أو بعده، فهكذا كان حال الدنيا حينها!!.
أوليس "الروم البيزنطينيين" الذين تحالفوا أجدادك معهم قبل آلاف السنين وساعدوهم لإحتلال المنطقة والتنكيل بها وبأهلها قد فعلوا أبشع الجرائم؟!، وحيثُ لا زلت تفتخر في التبعية لهم!!، فلماذا لا تستهجنهم وتكتب عن جرائمهم وغزواتهم وسبيهم لنساء الأقوام التي إحتلوها؟؟!!، أنا أقول لك: لأنك تفتخر بالإنتماء اليهم، ولحد الآن هم المسيطرين على إدارة شؤون رعيتك (وخلّي الطبق مستور) لأنني لا أرغب في بيان المزيد لئلا تستغله وتعتبره تهجم على الطائفة التي نحترمها ولا يعترف أهلها بإنتمائك اليهم!!، فلا تبرر الغزو للعرب قبل الأسلام (عرب الجاهلية) وتتهم العرب المسلمين والكلدان والآشوريين به فقط وتوصفه بالظلم والإجرام!!، وليخالفني الرأي فيما ذهبتُ اليه أي من المعتدلين والمتنورين والمثقفين الحقيقيين إن كنتُ مخطئاً في تحليلي وبياني لغايتك، فأي لعبة دنيئة تريد أن تلعبها لإثارة التفرقة بين العراقيين أكثر مما هي عليه الآن ولحساب مَنْ؟؟؟!!!، والتي بكل تأكيد ستصيب من تدعي بالدفاع عنهم قبل غيرهم بالأذى والسوء!!، وطبعاً هذا يدلل على جهلك وفكرك المريض الذي تعتقد واهماً من أنه سيساعدك على تمرير هذه المؤامرة الدنيئة على الجميع!!!.
ومنذ أن بدأ الموما اليه المعني بالنقد بنشر (هذيانه) لم نعرف بالضبط ماذا يريد وما الغاية من هجومه وتحريضاته غير زيادة الفرقة والتناحر بين مكونات الشعب العراقي الذي قطعاً هو ليس منهم كما أثبتُ في بداية حديثي ولا من الطائفة الجليلة التي يدعي بالإنتماء اليها!!، فمرة يقول في مقالاته من أن الكلدان والآشوريين القدامى هم غير الكلدان والآشوريين الجدد الذين أوجدهم أو سمّاهم الإنكليز قبل قرنين من الزمن!!، ومرة ثانية يدعي بمقالة أخرى بأن الكلدان إكتسبوا أسمهم من النساطرة الملتحقين بالفاتيكان والكثلكة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي تقريباً من خلال تسمية الفاتيكان لهم (للذي لا يعلم الحقيقة: يوجد اكثر من فرضية حول جدلية ما حدث للبعض من النساطرة الذين تحولوا الى المذهب الكاثوليكي بغض النظر ان كان فيهم من القومية الكلدانية اصلاً ام لا، ولكن ما يهمني في الأمر هو التسمية التي أطلقها عليهم الفاتيكان وهي ـ الكلدان ـ ومدى صحتها ولنناقشها من باب المنطق جدلاً، فلو فرضنا من أنّ معنى كلمة الكلدان سلبي وتعني "السحرة والمشعوذين" كما يدعي البعض وليس ايجابي لتعني "العباقرة الخارقين"، فكيف يتجرأ الفاتيكان بذم شريحة معينة إنتمت اليه حديثاً ويطلق عليهم اسم له معنى سلبي يعود بالضرر المعنوي عليه اولاً، والفاتيكان قطعاً قد رفع شعار محاربة السحر والشعوذة؟؟!!، وإن المنطق يقول من المفروض أن يطلق الفاتيكان عليهم اسم ذو دلالة ومعنى ايجابي لتكريمهم، من هنا يُستدل على ان لمعنى اسم الكلدان دلالة ايجابية وليس سلبية كما يحاول ترويجها البعض، وربما هذه النقطة لم ينتبه اليها الباحثون والمختصون سابقاً)!!!!!، وفي مقالة ثالثة يرجع نسبهم الى الجزيرة العربية ويقول بأنهم عرب كما إستدلّ من كلام الأب الدكتور يوسف حبّي وإدعى أنه إعترف بهذه المعلومة (متحسراَ ومنزعجاً) لذلك، وحيثُ أكتشف (التحسّر) هذا المدعي بإحساسه الشارلوك هولمزي!!!!، ومرة رابعة يقول أنهم من الأسباط العشرة المفقودة لليهود، ومرة خامسة يلغي كل التسميات لهم ويدعوهم "بالعراقيين القدماء" كأنهم خرجوا من باطن الأرض وليس لهم أصل!!، ومرة سادسة يقول لا هذه ولا تلك: أساساً لا يوجد قوم اسمهم كلدان وآشوريون وإنما هم آراميون/ سريان!!!، وبهذا الإدعاء اثبتَ أولاً: بأن الآراميون السريان هم أيضاً أصلاً من الأسباط العشرة المفقودة لليهود (بالإستعاضة) ودون أن يعي ذلك!!، وثانياً: ان سلخ الجلود والجرائم قد عادت بأصابع الإتهام (بالإستعاضة) على الآراميون/ السريان لأن حسب إدعائه من أنّ الكلدان والآشوريون هم أصلاً آراميون/ سريان ودون أن يعي أيضاً ـ ـ وثالثاً: وكونه أثبتَ بحججه وبراهينه (الشارلوك هولمزية) من أن أصل الكلدان والآشوريون هم عرب ومن الجزيرة العربية وكذلك أثبتَ سابقاً من أن نفس هؤلاء الكلدان والآشوريين هم بالأصل آراميين/ سريان، إذن وحسب إدعائه هذا فأن الآراميون/ السريان هم أيضاً عرب ومن الجزيرة العربية (بالإستعاضة)!!، أي جميعهم عرب وعليه نستنتج حسب ما يدعيه من أنّ اللغة الآرامية قد اُستنبطت من اللغة العربية وليس العكس كما بيّن سابقاً هو قبل غيره في مقالات سابقة لأن الفرع هو الذي يأخذ من الأصل وليس العكس (يعني مرّة يكتب من أن اللغة الأرامية هي أم اللغات في العالم، لكن يعود من دون أن يعي لينسف هذا الأمر كما بينّتُ)!!، وبهذا يكون قد ناقض نفسه ونسف كل أبحاث المؤرخين الذين يقولون أنّ اللغة الآرامية هي أولى اللغات الهجائية في العالم والتي أشتقت منها بقية اللغات السامية (هنالك رأي آخر لبعض المؤرخين يقول ان اللغة الآرامية قد جاءت أصلاً من اللغة الفينيقية)، هذا إذا كان يؤمن بعلم الحساب والرياضيات الذي برعوا فيه الكلدان والذي يَستخْدِم (الإستعاضة) في حل المعادلات المعقدة مثل المعادلة التي عقدّها علينا وعلى القرّاء الأفاضل!!!.
كذلك نسف بطروحاته الضبابية المتذبذبة قواعد وبديهيات "الأثنيّات" وعلم "الأثنولوجيا" تحديداً وما يميّز الأقوام عن بعضها البعض من مقوّمات أولها اللغة والتاريخ والتراث المشترك وسماتهم الخلقية وخصائصهم وفي حالات معينة الدين المشترك أيضاً والتي على أساسها تم تصنيف الأقوام واختلافهم عن بعضهم البعض حتى وإن كان منبعهم واحد!!، وهذا بالضبط ما هو قائم الآن من وجود أقوام عربية وكلدانية وآشورية وسريانية وصابئية مندائية وأيزيدية وتركمانية وكردية تختلف بلغاتها وتراثها وتاريخها وسماتها الخلقيةـ ـ الخ!!، لكنها موحدة بهويتها العراقية الرافدينية.
والأفظع من ذلك كلّه كذّبَ الكتب السماوية وحاول (تفنيد) ما جاء في كتاب "العهد القديم" الذي يحتوي على "التوراة" التي يعترف بها الإنجيل والقرآن الكريمين كأحد الكتب السماوية، وذلك عندما الغى وجود قوم اسمهم الكلدان في إحدى مقالاته!!، وسأورد نص ما جاء في الفصل الحادي عشر من أول أسفار العهد القديم وهو سفر "التكوين" في فقرته المرقمة (31) حيث ذكرت: " وأخَذَ تَارَحُ أبْرَامَ اُبْنَهُ وَلُوطَ بْنَ هَارَانَ اُبْنَ اُبْنِه وَسَارايَ كَنّتَهُ اُمْرَأةَ أبْرَامَ اُبْنِه فَخَرَجَ بِهِمْ مِنْ أورِ اُلْكَلْدَانِيّينَ لِيَذْهَبُوا إلَى أرْضِ كَنْعَانَ. فَجَآءُوا إلَى حَارَانَ وَاَقَامُوا هُنَاكَ" ـ ـ إنتهى الإقتباس من النص المأخوذ من العهد القديم، ومن يرغب من القرّاء الأفاضل التأكد منه فسأرفق صورة للنص لا تقبل الجدل، ـ ـ طيب يا أيها الباحث النادر بطروحاته ـ ـ هذا نص واضح في احد الكتب السماوية التي تبيّن وجود قوم أسمهم "الكلدانيون" وأنّ "اُور" مقرونة بإسمهم (هذا يدلل على أن الكلدانيين كانوا متواجدين منذ العصر السومري/ الكلداني الأول، لكن ظهروا كأمبراطورية وقوة عظمى حوالي سنة 627 ق.م وهذا الإفتراض يأخذ به الكثير من الباحثين إستناداً الى ما جاء في كتاب العهد القديم) وعند محاولتك تكذيب هذا النص من خلال إنكارك لوجود قوم اسمهم الكلدان ومدعيّاً بأنهم آراميون فأنه بدون شك قد طعنتَ بكل الكتب السماوية التي تعترف بكتاب "العهد القديم"، ولو كان إدعائك صحيح لذكر كتاب العهد القديم "أور الأرامية" وليس "أور الكلدانية"!!!!، فمن أنتَ لتتجرأ وتفعل ذلك!!، وهذا الأمر وحده كافي لإقامة الدعاوى القانونية عليك أينما توجد ومن كل الأطراف الدينية!!، فبأي منطق تتكلم يا مكتشف خبايا التاريخ ومحلل ومفسّر طلاسمه!!!، ، ومرة سابعة وثامنة وتاسعة تدعي وتدعي وتدعي ـ ـ الخ من الهذيان والتخبط!!، واقول لك بربك إرسي على بر (جميع القرّاء يقولون عندما يقراؤن لك: "عرب وين ـ ـ طنبورة وين"، هسة هذا شيريد، وهذولة الكلدان والسريان والآشوريون والعرب المسلمين خطية منين ـ ـ أي قابل جوّي من السما هذولة العراقيين القدماء لو من باطن الأرض)!!!.
وقد (اعترَفَ) في مقالة سابقة من أن التقويم الذي تتبعه الكنيسة التي (يدعي) بالإنتماء اليها وَوَصَفَهُ (بالخطأ) وخاصة فيما يخص عيد القيامة، واعترَفَ ايضاً بان التقويم الميلادي هو الأقرب الى الحقيقة والدقّة مرغماً بالأدلّة العلمية الحديثة!!، ودخل في لغة الأرقام لاثبات ذلك!!، ونسف كل المعتقدات وبضمنها معتقدات الكنيسة التي (يدعي) بإنتماءه اليها!!، وخاصة فيما يخص تحديد عيد القيامة، وفنّد في الفقرة الثانية في مقالته تلك تبريرات رجال مذهبه بتمسكهم برأيهم (الخاطئ) متهماً إيّاهم برغبتهم بالسيطرة والإستحواذ على المناصب والسلطة والمال!!، وطرح قول السيد المسيح "إذا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي اكون وسطهم"، وأنا كاتب هذه المقالة النقدية أؤيده بكل تأكيد على دعوته للوحدة الكنسية ووحدة كل البشر بتواصلهم الإنساني وكذلك عدم دقّة التقاويم المعتمدة سابقاً وأن أكثرها دقّة في الوقت الحاضر هو التقويم (الميلادي)، لكن ألا ترى يا هذا انك تناقض نفسك!!، فمن جهة تطلب من رجال الدين عموماً ومنهم الذين تتبعهم انت بالوحدة ونبذ الخلافات وبالتمسك بقول السيد المسيح!!، ومن جهة اخرى ترفع سيفك على الكلدان والآشوريين والعرب المسلمين، وعليه وبنفس (المنطق) سأحاججك وأقول لك من ان السيد المسيح يقول ايضاً: " لِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الّذِي فِي عَيْنِ أخِيكَ، وأمّا الْخَشَبَةُ الّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا"!!، إذاً اقولُ لك اخرج الخشبة من عينك أولاً قبل ان تنظر الى القذى في عين الآخرين ومنهم مّن اتهمتهم من رجال مذهبك!!، اتعلم من انّ في مقالتك تلك قد اتهمت من تدعي بالإنتماء الى كنيستهم (بالهرطقة) للإستحواذ على السلطة قبل غيرهم وخاصة فيما يخص (شعلة نور السيد المسيح)!!، فهل يوافقك الروحانيون من مذهبك على ادعاءاتك؟!، وادعو الجميع ليحكموا ويقرروا مَنْ هم المشعوذين والمهرطقين: هل هم الكلدان كما يتهمهم هذا الكاتب بتلك الصفات والذين سبروا اغوار الفلك التي أثبت العلم الحديث صحة معظمها وكما عرضتُها بالأدلة التي لا تقبل الجدل، أم الذين يتمسكون بالخطأ التقويمي لغايات نفعية اتهمهم بها هذا المحرّض في مقالته تلك وليس أنا (ارجو العودة لمقالته عن سبب اختلاف المسيحيين في عيد القيامة).
وبالمناسبة وللشهادة التاريخية وبكل صدق وشفافية ولكي أنصف نصف إنتمائي الذي يدعي هذا (المجهول) بالإنتماء اليه أيضاً، فقد أتصلتُ بالسويد وكل دول المهجر وبالعراق وأمريكا وكندا وتكلمتُ مع المعروفين من الطائفة فأستغربوا لعدم معرفتهم به!!، ، وبعد محاولاتي لجمع المعلومات عنه من خلال الأنترنيت لم أعثر على أي بيانات عنه عدا أسمه وأسم لقبه (الغريب) عن ملّته ورجالاتها!!، حتى أنّ أحد الأطباء من نفس (الملّة) الذي نطلق عليه "بالمختار" لسعة معرفته بالأعلام وبعوائل الطائفة العريقة والأصيلة قال لي بالحرف الواحد: "عزيزي سالم هذا الشخص يريد إثبات ولائه لطائفتنا بتعصبه وربما يحاول بهذه الطريقة المستهجنة من وضع إسمه بيننا!!!، وهذه الحالة معروفة لدينا للأشخاص والعوائل الغير بارزين عندنا"، فضحكت وقلتُ له يا صديقي أنت تعلم من أنّ السلطان عبدالحميد الثاني وهو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية كان أشد قسوة وتنكيلاً على "الشراكسة" أكثر من غيرهم لإبعاد تهمة إنتماءه اليهم من والدته "الشركسية"، فلربما هذا (المجهول) يحاول أيضاً النيل من الطوائف الأخرى لإبعاد إحتمالية إتهامه بإنتماء أجداده اليهم أو حتى الى الأسباط العشرة لليهود!!!.
وبعد حين أسعفني أحد الأساتذة الأجلاّء بمعلومة عن الموما اليه موضوع النقد فزالت دهشتي التي عززت بما ورد من معلومات عن اجداده الذين نزحوا الى العراق والتي ذكرها المؤرخون ومنهم المؤرخ الجليل والمعلّم الفاضل "عبدالمسيح بهنام المدرس" في كتابه القيّم "قره قوش في كفة التاريخ" في طبعته الأولى سنة (1962م) والذي يحتوي على (437) صفحة من القطع المتوسط، وقد إعتمد فيه على (33) مصدراً ومنها "الؤلؤ النضيد"، و"العصور القديمة"، و"معجم البلدان ج1و2"، و"اللؤلؤ المنثور"، و"ذخيرة الأذهان"، والكثير من المخطوطات والمصادر الأخرى التي حاول الكاتب المعني بهذا النقد الإستعانة بالبعض منها للطعن بالكلدان والآشوريين، وحيثُ ما حصلتُ عليه من معلومات عنه أيّدت ما ذهبتُ اليه في (تخميناتي) عن خلفيته!!، وحيثُ كان المؤلف الجليل المذكور عبد المسيح بهنام رحمه الله وعائلته من المعروفين في وسطه وبيئته، وقد أهدى كتابه الى والدي الذي كان ينعته (بابن الخال) في 06/11/1965م وبتوقيع يده!!، فلا تجبرنا يا هذا على نبش التاريخ والإستعانة "بشهود من اهلها" كما تحاول انت ان تفعل زوراً!!!، وأنتهز هذا التوضيح لإرسال تحياتي وسعادتي لأهل بغديدا (قره قوش) الكرام الذين احيوا شعائرهم الدينية في عيد الفصح الماضي في بلدتهم، لكنني أعود واكرر من المفروض أن نقف جميعنا صفاً واحداً في (معركة وجودنا) لإثبات الهوية العراقية الشاملة لسكان بلاد ما بين النهرين العظيمة وليس التناحر فيما بيننا!!.
وحيثُ لم أكن أرغب كغيري من الكتّاب الأفاضل في الرد على هذا (المتعصب) لسنوات على الرغم من الحاح إخواني الأجلاّء رؤساء تحرير وسائل الإعلام وعلية القوم والأهل والأصدقاء ممن يدعي بالإنتماء اليهم زوراً والمطالبين بـ (فرملته)!!، لكنني كنتُ أصبّر النفس لكي لا أعطيه أهمية أكثر مما يستحقها لولا تحريضه في مقالته الأخيرة بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ "للدواعش" حصراً للتحضير لعملية إبادة ثانية ضد الكلدان والآشوريين والسريان دون إستثناء ممن بقوا في العراق، لأن الإبادة إن حصلت لا قدّر الله فسوف لن يميزوا فيها الكلداني عن الآشوري وعن السرياني والطوائف الأخرى من أبناء الشعب العراقي، وكما حدث في الموصل في سنة 2014م!!، وعليه أتمنى على قيادات الكنائس الكلدانية والآشورية والسريانية التنديد بطروحاته إستناداً على مقالته التحريضية الأخيرة التي سوف لن يسلم من نتائجها حتى مَن يدعي نصرتهم!!، كما أتمنى على اخواننا العرب المسلمين التيقّظ من طروحات البعض الذين يريدون دس السم بالعسل كما بينّت من طروحات هذا الشخص.
لقد كان الإستفزاز واضحاً للجميع من عنوان مقالته الأخيرة!!، إذ اعتقد جهلاً بأنه سَيُسعِدُ العرب، لكنه لم يأخذ في الحسبان من أنهم سوف لن يوافقوه على (تملُقِهِ) لهم لأنه تجاوز في التزلّف والتملّق حدود معتقداتهم الروحية ومسّ ثوابتهم الروحية حين طلب من الكلدان والآشوريين (تقديسهم)!!، فكيف يطلب من مكوّنات بشرية (تقديس) بشراً آخرين حتى وإن فعلوا معهم صنيعاً حسناً!!!، فللتقديس مستحقاته المبجّلة عند مَن تحاول التملّق لهم أيها (الناطق بالعربية)، وحيثُ لا يحبذوا مَن تتملق لهم إطلاقه حتى على الأنبياء!!، فكيف تطلب من الغير تقديسهم؟؟!!!!، وقد وضعت نفسك في موضع الإستهجان ممن قرأ لك من نفس المكوّن الذي حاولت (التملّق) له لأنك تجاوزت حدود معتقداتهم الروحية!!، وهذا هو الكفر بعينهِ، وهذا ما وردني منهم!!!!!.
وبعد هذا الذي ذكرته من حقائق علمية عن مدى ما وصلوا اليه الكلدان من تقدم علمي سبقوا عصرهم فيه بآلاف السنين والذين لا زلنا نحاول إكتشاف علومهم وتحقيقها وتأكيدها ومنها معرفتهم بعلم التنجيم كما أسماه العالم جايمس براستد (وليس الشعوذة كما إدعاها هذا الشخص) والأبراج وعلاقتها بالكواكب وحركتها التي ثبت علمياً علاقتها بحياة الإنسان ومسيرة حياته والتي لا تكاد تخلو منها صحيفة أو وسيلة من وسائل الإعلام الحالية المرئية بفضائياتها والأخرى المسموعة والمقرؤءة من أعلى الأمم المتحضرة بدولهم الى أكثرها تخلفاً والتي إتهم فيها هذا (الباحث) الكلدان العراقيين "بالهرطقة" لأنه بكل تأكيد لم يستطع إستيعاب علمهم وعبقريتهم!!، وربما لو كان العالم "ماركوني" مخترع المذياع والعالم "جون بيرد" مخترع التلفاز و"توماس أديسون" مخترع الكهرباء وكذلك "هوارد أيكن" مخترع الكمبيوتر (الذي يقتنص منه هذا المتعصّب المعلومات المنقوصة ليتحذلق بها على الناس البسطاء)!!، أقول لو كانوا كل هؤلاء المخترعين العظماء في ذلك العصر لأطلقوا عليهم صفة "السحرة والمشعوذين"، وربما كان أحد أجداد (الموما اليه) من الجهلة الذين اتهموا عباقرة زمنهم "الكلدان" العراقيين بالسحر والشعوذة!!.
العيب كل العيب عليك يا أيها (المدعي) أن ترغمنا على ترك الأهم في ترسيخ الوحدة العراقية لنرد على اكاذيبك وتسحبنا (عنوة) الى مهاترات ومناكفات جانبية لا تخدم إلا اعداء العراقيين بمكوناتهم جميعها في وقت كان الأجدر بك ان تصطف معنا امام تحديات الوجود للهوية العراقية الموحدة ونسيجها الإجتماعي الفريد الذي تحاول بعض دول الجوار والأخرى المعادية تمزيقه وإنهاء وجود البعض من مكوناته وأن تضع جهدك بإتجاه ما يخدم العراق ووحدته الوطنية لا بإتجاه تمزيقها، فمن الذي يدفع لك ولإمثالك الذين أشك بشربهم (للوفاء) مع ما شربوه من مياه نهري دجلة والفرات بعد نزوح اجدادهم الى حوضيهما!!!.
وفي خاتمة مقالتي أتقدم بإعتذاري المشفوع بتفهم نصف إنتمائي وأهلي وعشيرتي وأصدقائي ممن ينتمون الى الطائفة التي إبتليت بإدعاء إنتماء مثل هذا (المتعصّب) اليهم والذين شجعوني وأيدوني بالرد عليه خدمة للحقيقة بعد إطلاعهم على مقالاته الكاذبة ولحقن دماء أهلهم من طائفتهم والطوائف الأخرى التي يحرّض على إيذائها، لا بل أعتذر لكل فرد من تلك الطائفة الذي لم يصاب بعدوى التعصب فهم في غالبيتهم نخبة القوم وعُليتهم ونحن نفتخر بإنتمائنا اليهم وإنتمائهم الينا، وأنا دائماً أضعهم في خانات التصنيف الأولى للمسيحيين الذين نفتخر بمقامهم وموقعهم بيننا، كما اتقدم بإعتذاري لجميع من يقرأ هذه المقالة لاجباري على الرد عليه بنفس اسلوبه، ولأن هذا المتعصّب ومن شاكله لم يترك لنا الخيار إلاّ في الرد عليه بعد سكوتنا لسنوات على طرح أكاذيبه وتحريضه الذي لا يختلف بمضمونه عن غايات واهداف الدواعش!!، وحيثُ أن التحريض والإرهاب الفكري هو مقدمة للإرهاب المسلّح!!، فكفانا قتلاً وتهجيراً وتحريضاً، ولقد كنتُ وجميع إخواني وأخواتي من الكتّاب الكلدان والآشوريين والسريان نتصرف بالحكمة والتروي وطول البال على إدعاءاته المزيفة، وأرجو من أبناء طائفتنا الجليلة التي يدعي بالإنتماء اليها زوراً عزله لأنه أضرّ بها وزاد من خصومها في وقت تحتاج فيه الى الدعم من بقية الطوائف الأكثر عدداً منها والتوحد معها خاصة داخل العراق وفي هذا الوقت العصيب بالذات.
ملاحظة أخيرة أدعو فيها كل العناصر الوطنية العراقية المخلصة والغيورة على هويتها العراقية التي يحاول الكاتب موضوع النقد شرخها والتي يهمها وحدة العراقيين الى كامل الحرية في نشر هذه المقالة (المطوّلة) غير منقوصة وبقلم كاتبها مع الإشارة الى المصدر على جميع وسائل الإعلام المتاحة والمواقع التي لم تُنشر فيها لإيقاف "لغو" هذا المتعصّب والتصدي لطروحاته الهدّامة، وحيثُ توقفت معظم وسائل الإعلام الرصينة من النشر له بعد وضوح غاياته وإرتباطاته.
وشكراً/ سالم إيليا !!!!!!!!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

586 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع