ما بين شوق مهند محسن للطيران لرؤية بغداد وبكاء ميرنا حنّا على "الوطن المجروح"!!

                                            

                                                            بقلم: سالم إيليا

ما بين شوق مهند محسن للطيران لرؤية بغداد وبكاء ميرنا حنّا على "الوطن المجروح"!!

الأغاني: خاصة تلك التي تتغنى بالوطن هي سلوى المهاجرين المتيّمين ببلدانهم التي تركوها قسراً بأجسادهم لكن أرواحهم ما تزال عالقة هنالك!!، ولهذا يشعرون بمردديها من المطربين والمطربات يئنّون نوى وحزناً حين تصدح حناجرهم بها في حفلاتهم وتسجيلاتهم!!، وحيثُ تتمايل على وقعها أجساد وأرواح الحاضرين والمستمعين لها ليس طرباً وإنّما الماً وشوقاً!!، وكم من مرّة تتلئلأ المآقي هياماً وحسرةً وشجوناً على ما وصل اليه هذا الوطن المُبتلى بعقوق وخيانة أبناءه السياسيين له!!!.

فبين الآونة والأخرى يضنيني الشوق في غربتي لبغداد والعراق فأصبّر النفس بسماع الأغاني العراقية التي تثير شجوني وشوقي أكثر، لكنها في ذات الوقت تعمل عمل المخدّر لأحاسيسي وهيامي وتسكّن الأوجاع التي تنتابني وأنا لا أرى بصيص أمل للضوء داخل النفق المظلم الذي نعيش فيه.
وربما يشاركونني الرأي معظم المهاجرين لا بل العراقيين بصورة عامة من أنّ أغنية المُطرب والملحن الملتزم مهند محسن "محتاج أطير ويّه الهوى وأوصل على بلادي ـ ـ ويّا آذان الفجر يا محلا بغدادي" تأتي في مقدمة تلك الأغاني التي تشد المهاجرين كلماتاً ولحناً وأداءً لما فيها من سردٍ وأحاسيسٍ تعيدنا الى تلك الذكريات التي لا تأبى أن تفارق عشّاق الوطن وإنتماءه!!.
الرابط أدناه للإغنية بصوت مبدعها الفنان مهند محسن:
https://www.youtube.com/watch?v=4hSoPH5XEIc
وخلال إحدى تجلّيات الحالة التي ذكرتها أعلاه لسماع هذه الأغنية على "اليوتوب" بصوت مبدعها الفنان مهند محسن جلب إنتباهي تسجيل آخر بصوت الطفلة (المهجّرة قسراً) ميرنا حنّا ذات الإثني عشر ربيعاً نجمة "ذا فويس كيدز" في موسمه الأول، وحيثُ تفاعلت مع الأغنية بأحاسيس وقف جميع الحضور بما فيهم المحكمين النجوم (كاظم الساهر، نانسي جرم وتامر حسني) إحتراماً وإعجاباً بأدائها الذي إختلطت فيه مشاعر طفلة تركت وراءها بلدها وهي مرعوبة من التهديدات بإختطافها وبين حبّها للعراق حين ذكرت إنتمائها له بكل فخرٍ وزهوٍ عندما سألها النجم تامر حسني في الحلقة الأولى: "من أي بلدٍ أنتِ"؟!، فأجابته بعد أن رفعت رأسها متفاخرة وبنبرة ثقة وعفوية وتحدي أسعدت النجم كاظم الساهر وكل العراقيين قائلة: "أنا من العراق"!!!.
الرابط أدناه لموال أغنية مهند محسن بصوت الطفلة الموهوبة "ميرنا حنّا" الذي أعقبته بأغنية الفنان الراحل ناظم الغزالي "أحبك وأحب كلمن يحبك":
https://www.youtube.com/watch?v=J5KLm7IQmTc
لكن الذي أفرحني وأحزنني في آنٍ واحدٍ تسجيل هذه الطفلة العراقية لأول أغنية لها والدموع لن تفارق مقلتيها أثناء تأديتها وتصويرها للإغنية التي أطلق عليها مؤلفها الشاعر أحمد هندي أسم "الوطن المجروح"، وتحكي الأغنية قصة شعبها بكل أطيافهم ومعاناتهم في الداخل والخارج وحيثُ لم يسلم منهم أي فرد من الأذى والتشريد!!، لا بل تحكي معاناة كل مواطني الدول العربية، وقد حصدت مشاهداتها على "اليوتوب" ما يقارب المليونين والنصف مشاهدة لما فيها من تعابير وأحاسيس ورسائل إنسانية جسدت الآلام التي يعيشها شعبنا المقهور بإرادات شريرة وأجندات يشترك فيها من أطلقوا على أنفسهم بالسياسيين العراقيين!!، ومما يدلل على رصانة هذا العمل الفني العراقي وهدفه هو إشتراك خيرة نجوم العراق بدعمه وكما ورد في العرض المكتوب في ثوانيه الأخيرة ومنهم قيصر الأغنية العربية الفنان كاظم الساهر والفنانين ماجد المهندس وحاتم العراقي ورافد قرياقوس ونوزاد يوخنّا ويوسف بردقجي.
الرابط أدناه للطفلة ميرنا حنّا وهي تنزفُ الماً على "الوطن المجروح"!!!:
https://www.youtube.com/watch?v=hntvnfpBFII
أفلا تهز مناشدات الأطفال هذه ضمائر الساسة وتجّار الحروب؟؟!!، ألا يكفيهم الدمار الذي الحقوه بالبلد ومواطنيه؟؟!!، وهل أصبح الوجع العراقي مولود مع أبناءه وبناته وصفة وراثية تنتقل مع جيناتهم عبر أجيالهم؟؟!!.
وقد كُنتُ على وشك لإرسال هذه المقالة التي تحتوي على رسالة بينية للمسؤولين السياسيين ومن يقرأها من أبناء الشعب العراقي قبل أن أشاهد مقطعاً لفيديو تناقلته المواقع الألكترونية صدمني وأزالَ عن عيوني غشاوة الصورة الحقيقة لِمن يَحكم العراق الآن وأدركتُ لماذا لا ينصتوا لنداءات الإعلاميين والفنانين حصراً الذين ما برحوا من خلال أغانيهم وأعمالهم الفنية على مناشدة من هم بموقع المسؤولية لرؤية ما وصل اليه حال البلد من المآسي!!، ومقطع الفيديو هذا برابطه أدناه هو للإعلامي المعروف أنور الحمداني وبرنامجه "ستوديو التاسعة" الذي يسخر فيه من جهل السياسيين الحاليين في معرفتهم لمطربي بلدهم الذين ذاع صيتهم عالمياً أكثر من هؤلاء السياسيين (الذين يدّعون التديّن)) أنفسهم وهم يقودون بلد الحضارات الذي صنع أبناءه القدامى "القيثارة السومرية" كأول آلة موسيقية نغمية عبر التاريخ!!!، كذلك إدعائهم (المشكوك) فيه من عدم سماعهم للأغاني لأنها (حرام)!!!، وعجبي على هذه الإدعاءات التي أشك الآن هل هنالك من يصدقها من أبناء الشعب العراقي أم تغشّهم كسابقاتها من الإدعاءات؟؟!!.
وهل وضع السياسيون في مسامعهم وعلى عيونهم ممن يحللون ويحرّمون حسبما شاءوا المرشحات (الفلاتر) لترشيح ما تصل الى حواسهم من أعمال موسيقية وفنيّة لأنها في نظرهم حرام!!!، والمفارقة المضحكة مِن أنّ جلّهم كانوا لاجئين في البلدان الغربية التي لا مجال فيها للحيلولة دون مشاهدة وسماع الفن بكل أشكاله حد النُخاع!!!!، إضافة الى معايشتهم للمجتمع العراقي ذاته قبل خروجهم منه هاربين وبعد عودتهم اليه مجندين من المحتل والذي لا يكاد يخلوا فيه شارع عام من محل للتسجيلات التي تصدح فيه الأغاني بكل أنواعها!!، وحيثُ أنّ (الحلال) عندهم الذي سمحوا لمرشحات حواسهم بمروره من خلالها هو السرقة والفساد بكل أنواعه والقتل العشوائي وزواج القاصرات أو غيره من الموبقات!!.
وإنهي إستغرابي بالمثل القائل: "إذا طابت النفوس غنّت"، وهم البعيدين كل البُعد عن النفوس الطيبة التي تصدح بالأغاني وتتمتع بجمال ما وهبه الخالق من المواهب للبشر!!، وعجبي على عدم طيبة نفوس هؤلاء السياسيين لا بل حقدهم وعدم مبالاتهم على المآسي التي المّت بشعبهم!!!، لكن بعدما شاهدتُ مقطع الفيديو هذا تقينت السبب وزال عجبي عملاً بالمثل القائل: "إذا عُرف السبب ـ ـ بَطُلَ العجب"، فلهذا السبب إختارهم المحتل لقيادة البلد أو بالأحرى لتدمير البلد!!، فكم هم أذكياء وخبثاء مَنْ خططوا للنيل منك يا وطني!!!.
الرابط أدناه للإعلامي أنور الحمداني:
https://www.youtube.com/watch?v=8CnLdiC2rxA&feature=youtu.be
فمن أجل إيقاف كل هذه المآسي والخزعبلات والتخلف الفكري نحن بحاجة الى إنتخابات نزيهة لتغيير مجتمع التكتلات والأحزاب الدينية الطائفية وتحويله الى مجتمع مدني يقوده المخلصون من أبناء هذا الشعب.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

751 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع