الحياة في حقول البترول / الحلقة الثالثة

                                        

                        بقلم احمد فخري

  

الحياة في حقول البترول /الحلقة الثالثة البدئ بالعمل وزيارة الحقل

في صبيحة يوم الاحد 1/2/1981 اول ايام العمل توجهت مباشرة الى الشركة، لكي اكون على الموعد. لم اشأ ان اتأخر عن العمل باليوم الاول لان ذلك يعطي انطباعاً سيئاً. فالعمل يبدأ الساعة الثامنة صباحاً، لكني دخلت المبنى الساعة السابعة والنصف ولم اجد اي موظف هناك سوى بواب العمارة، فمنعني من الدخول لان الشركة كانت خاوية. وفي تمام الساعة الثامنة إلا ربع هم الموظفون والموظفات بالدخول الى المبنى فدخلت معهم وتوجهت مباشرةً الى قسم التوظيف. وعندما وصلت الى السيد أمين الجاسر حييته بحرارة وسألته كيف ابدأ يومي بالشركة؟ قال،

- اولاً وقبل كل شيء تفضل باستلام هويتك الامنية فانت اليوم موظف بشركة زادكو ودرجتك الوظيفية هي احد عشر (11) وهذا يعني انك ظابط STAFF فالظباط هم من درجة 11 فما فوق وهذا المستوى يُمنح فقط لخريجي الجامعات. علماً ان المدير العام بزادكو يحمل درجة 16. الموظف هنا يخضع للتقييم الوظيفي والترفيع كل 4 سنوات وبالامكان ترقيته من ناحية المرتب الشهري او من ناحية الدرجات او كلاهما معاً. وثانياً يجب عليك ان تسوي امورك الاخرى.
- وماذا تقصد باموري الاخرى؟
- عليك الذهاب الى قسم العلاقات العامة ثم قسم الحسابات ثم قسم الاسكان. فالشركة سوف تمنحك شقة مجاناً. اما قسم العلاقات العامة فسوف يتولون اجراء اللازم لاستخراج اقامتك واقامة عائلتك. شركتنا زادكو هي التي ستكون كفيل اقامتك بالامارات. اي انك في اليوم الذي تتوقف فيه عن العمل بهذه الشركة فانك سوف تغادر البلد مباشرة ولا يحق لك البحث عن عمل آخر بشركة اخرى بداخل الامارات. اما قسم الحسابات فسوف يتحدثون معك عن المرتب الشهري وسينصحوك بفتح الحساب المصرفي الذي سيدخل به مرتبك الشهري. اليك بقائمة اسماء الموظفين الذي يجب عليك متابعتهم. اخذت منه القائمة وتوجهت الى قسم الحسابات وسألت على الاسم الاول بالقائمة، شاهدت الباب مفتوحاً يجلس خلف المكتب شاب ابيض البشرة منهمكاً بعمله. طرقت الباب ودخلت وقلت،
- هل انت السيد سامي؟
- نعم انا سامي، هل لي بمساعدتك؟
- نعم، انا موظف جديد، طُلب مني التحدث اليك من قبل السيد امين الجاسر بقسم التوظيف.
- حسناً، تفضل بالجلوس. هل استدعي لك قدحاً من الشاي؟
- كلا شكراً لقد شربت قبل قليل.
نظر الي والى اسمي بالبطاقة وقال،
- إن اسمك ليس غريباً علي. فانا عراقي مثلك، هل كنت تسكن في الكرادة الشرقية ببغداد؟
- نعم، هذا صحيح. اتعرفني؟
- هل انت صديق لمازن قليان وليث ديماركي؟
- بكل تأكيد. فمازن البير قليان وليث مارسيل ديماركي هما أصدقاء الطفولة فقد كنا في صف واحد طوال فترة الابتدائية والمتوسطة. وهل هما أقربائك؟
- نعم ان مازن قريبي. لقد سبق لي ان التقيتك في الستينات، فانت ابن المرحوم جهاد احمد فخري. وانا أذكر حادثة وفاة والدك رحمه الله. كنت وقتها بمدرسة القديس يوسف معك لكنك كنت تسبقني بسنتين بحكم السن. أما مازن فهو يعيش الآن بامريكا، وليث يعيش هنا بابوظبي ويعمل بشركة گاسكو للغاز.
- يا الهي كم الدنيا صغيرة. وهل يقع مبنى شركة گازكو في شارع الكورنيش؟ اعتقد اني لمحته هناك بالصدفة.
- نعم انه كذلك وسوف اتصل به الآن هاتفياً واخبره بوجودك عندي.
- كلا، لا تخبره عن اسمي، ساحاول مفاجئته.
اتصل سامي بالهاتف واخبر ليث ان هناك شخص ما يريد التحدث اليه ثم اعطاني السماعة.
- كيف الحال يا ليث؟ هل تذكرت صوتي؟ انا صديقك من الطفولة.
- وهل اسمك احمد فخري؟
- يا الهي كيف عرفتني بعد كل هذه السنين؟ انت حقاً معجزة. لقد افترقنا منذ ما يقرب من 13 عاماً.
- الصديق الجيد لا يُنسى ابداً. ارجو منك زيارتي حالما تسنح لك الفرصة.
- بالتأكيد يا ليث. ساتصل بك عن قريب كي نلتقي. وداعاً.
بعد ان وضعت السماعة نظرت الى سامي وسمعته يقول.
- يجب عليك فتح حساب في بنك الاعتماد والتجارة BCC كي تتمكن الشركة من ايداع مرتبك الشهري فيه. سَجِّلْ اسم البنك وعنوانه كي تذهب اليه فيما بعد. واعلم ان اول مرتب لك سيودع في حسابك بعد شهر من الآن، ولكن بامكانك ان تطلب سلفة على الراتب وستحصل عليها فوراً إن اردت.
- تلك فكرة جيدة لاني ارغب في شراء سيارة صغيرة كي اتنقل بها بشكل مؤقت. لذا اريد ان أقترض مبلغ 5000 درهم. (ما يعادل 1300 دولار)
- حسناً. حالما تعطيني رقم حسابك الجديد في البنك ساقوم بايداع ذلك المبلغ.
شكرت السيد سامي وتوجهت الى قسم الاسكان. حييتهم وطلبت منهم اجراء اللازم بخصوص شقتي فاخبرني الموظف أن هناك شقة خصصت لي لكنها ستكون جاهزة بغضون شهر وهي تقع في شارع المطار بالطابق الثاني وبها 3 غرف نوم مع صالة ضيوف وصالة طعام.
بعد ذلك مررت بقسم العلاقات العامة حيث سألتهم عن اقامتي واقامة عائلتي فاخبروني ان السيد هزاع قد ابتدأ باجراءات الاقامة فعلاً وما علي سوى تزويدهم بجوازات السفر لي ولعائلتي. بعد ان اكملت كل هذه الاجراءات نظرت الى الساعة فوجدتها تشير الى الثانية بعد الضهر فتوجهت الى مكتب السيد امبير الفرنسي مدير القسم الذي ساعمل تحت امرته. حييت السيد امبير ودخلت مكتبه فنظر الي وقال،
- هل اتممت جميع الاجراءات اللازمة؟
- نعم
- إذاً ادخل الى ذلك المكتب الداخلي لتتعرف على زملائك.
دخلت المكتب الداخلي فوجدت 5 رجال يجلسون على طاولة مستديرة، حييتهم وجلست معهم. وقلت،
- اود ان اعرفكم بنفسي، انا اسمي احمد فخري من العراق.
- وانا اسمي وليم سعد من لبنان.
- وانا اسمي باسل عبد الحسين من العراق.
- وانا اسمي محمد منير من مصر.
- وانا اسمي فارس () فلسطيني من لبنان.
- وانا اسمي مثنى العبيدي من العراق.
سألتهم عما يعملون فضحكوا بصوت عالي وقالوا لا شيئ. نحن نجلس هنا منذ الصباح الباكر ونترشف اكواب الشاي والقهوة، ولم توكل إلينا اي مهمة بعد.
وعرضوا علي شاي سليماني الا اني اعتذرت وقلت لهم باني ساتناول وجبة الغداء عن قريب. بعد حوالي ساعة انتفض الجميع وقالوا، انتهى الدوام الى اللقاء غداً. رجعت الى شقة اختي واخبرتها بما حصل معي بينما كنا نتناول وجبة الغداء.
بالايام التي تلت كنت اذهب الى الشركة بانتظام واجلس مع زملائي المهندسين الخمسة نتحدث ونتناقش واحياناً نتجادل. حتى قرر مديرنا الفرنسي ان يختلق لنا نظام جديد وهو ان يعطينا (حزورات) الكترونية كي يلهينا بها. وكنا ننهمك في حلها ظناً منا انها ستقرر بقائنا بالشركة.
عادت الوالدة الى بغداد بعد ان مكثت وقتاً قصيراً معنا. ثم بعد مرور فترة اخبروني في قسم الاسكان ان شقتي قد اصبحت جاهزة للاستلام. فانتقلنا اليها وشعرنا بالاستقرار لاول مرة لانها كانت كبيرة ومريحة ومؤثثة بشكل جيد. ومهما كانت عائلة اختي تعمل جاهدة كي توفر لنا الراحة الا أن الاستقلال يكون له طعم آخر.
بعد مرور بضعة اشهر اخبرنا مديرنا الفرنسي (امبير) انه سيقوم بارسالنا على شكل مجاميع من رجلين لكل مرة الى موقع العمل بالـ ACPT في البحر في رحلة ميدانية تدوم يومين.

    

                          Bell 412

بيوم السفر التقيت مع زميلي باسل عبد الحسين حيث استقلينا حافلة الشركة الى مطار البطين ثم ركبنا من هناك الطوافة (هليكوبتر) وكانت تلك اول مرة اركب مثل هذا النوع من الطائرات، من طراز بيل 412 وبامكانها حمل 14 راكباً من ضمن الطيار. ويجب على احد الركاب ان يرتدي سماعة تمكن الطيار من التحدث اليه وقت التحليق. الرحلة من مطار البطين بابوظبي الى حقل زاكوم تستغرق 30 دقيقة والمسافة هي حوالي 80 كلم. علماً ان بعض الطيارين يضطرون الى الهبوط في منتصف الطريق ليغادر او يركب بعض المسافرين.

    

هبطت بنا الطائرة على البارجة السكنية المسماة ACPT او كما يسميها طياروا الطوافات بـ (الهلتون). نظرت بفضول كبير الى منصة الهبوط إذ كان ذلك شيءً مثيراً بالنسبة لي، فهذه الامور كلها جديدة عليّ ولا يصادفها المرئ بالاحوال الاعتيادية. اشار لنا احد الرجال الذي يلبس بزة عمل برتقالية بالتوجه الى باب الوصول فسرنا نحوها على عجل، ونظرت خلفي فشاهدت الطائرة ترتفع ثانية ثم تستدير فتنطلق وتختفي عن الانظار ما بين السماء والبحر. دخلنا الى داخل البارجة فاستقبلنا رجل في عقده الثالث، تملأ وجهه الابتسامة الجميلة المريحة ويبدو من ملامحه على انه افريقي. وحالما نطق وقال، مرحباً بكم على ال اي سي پي تي علمت من لهجته انه سوداني، فانا اكن حباً واحتراماً شديدين لهؤلاء الناس لانهم وبدون ادنى استثناء طيبون لطيفوا المعشر ولا يكنون لاحد أي اذى ومخلصون وصدوقون بشكل يفوق الخيال.
بعد ان تفحص الرجل هوياتنا الامنية التي قدمناها له، طلب منا الدخول من باب آخر حيث استقبلنا رجل ثاني وخصص لنا غرفنا التي سنقيم بها في اليومين القادمين. منحني غرفة رقم 350 وقال انها في الطابق الثالث بينما منح زميلي باسل الغرفة المجاورة لغرفتي أي 351. علمنا بعد ذلك اننا كنا في الطابق الخامس وقتها.
حالما هبطت مع زميلي باسل من الطابق الخامس الى الطابق الرابع وجدت نفسي في بهو كبير، الى اليمين ظهر لي ما يشبه البار وخلفه جهاز كبير يشبه الاجهزة التي نشاهدها في المقاهي الكبيرة لعمل القهوة والكابوشينو وقد وضعوا بجانبه ثلاجة وادواة كثيرة لعمل المشروبات الساخنة والباردة.

    

الى يسار البهو صفت مناضد كثيرة بشكل منتظم توحي الى انه مطعم. اما ما تشاهده من النوافذ التي تحيط بالمطعم من كل الجوانب فهي تشكل منظراً خلاباً للبحر خارج البارجة. قُسّمَ المطعم الى نصفين، نصف ايمن ونصف ايسر. سألت زميلي باسل،
- اين سنجلس وقت الغداء؟
- لا اعلم، انا متأكد انهم سيخبرونا بذلك فيما بعد.
وهنا تبرع بالاجابة احد المارين وقال،
إذا كنت ظابطاً فعليك الجلوس بالقسم الايمن وإذا كنت غير ظابط فعليك الجلوس بالقسم الايسر.
واصلنا الهبوط الى الطابق الموالي كي نصل الى غرفتينا وتتبعنا الارقام بشكل تنازلي حتى بلغنا 350 و351 فقلت لزميلي اراك فيما بعد ودخلت غرفتي. كانت الغرفة صغيرة جداً لا يتعدى طولها 3 امتار بينما يبلغ عرضها متران فقط وقد رتب فيها الاثاث كي يوفر كل اللوازم لساكنها. لم اكن اعلم وقتها ان تلك الغرفة ستكون منزلي الدائم للسنين السبعة القادمة. الغرفة كانت تحتوي على كل شيئ، فالى جانب الباب وعلى الشمال هناك دورة مياه صغيرة جداً الا انها تكفي كي يدخلها الفرد اليها بالعرض. وبجانب دورة المياه هناك مكان خصص لاخذ الدوش وهو صغير كذلك، وبجانبه وضع سرير طوله متران وعرضه 70 سم. تجد بجانبه على الحائط شباك دائري يشبه شبابيك غرف السفينة وبالامكان فتحه الا ان هناك يافطة بجانبه كتب عليها تحذير من فتح الشباك كي لا يتراجع عمل التكييف المركزي. بالجهة المقابلة للسرير وضعت منضدة صغيرة مثلثة بالامكان استخدامها للكتابة أوما شابه. وبجانب السرير مباشرةً تجد منصة خشبية صغيرة وضع عليها هاتف. اما في الجهة المقابلة فهناك دولابان خصص احدهما لي والآخر لبديلي. اي للشخص الذي سيأتي من بعدي ليستلم العمل مني، (لا عليكم، ساشرح ذلك باسهاب فيما بعد). اما ما بين الدولابين فتوجد مغسلة ومرآة لغرض التغسيل وغسل الاسنان وحلاقة الذقن وما شابه.

   


بعد ان افرغت ورتبت امتعتي في الدولاب وغسلت وجهي بماء دافئ سمعت طرقاً على الباب، وعندما فتحته وجدت زميلي واقفاً خلفه وهو يبتسم وقال، ما رأيك؟ هل اعجبتك الغرفة؟
- عزيزي باسل، الغرفة لا بأس بها لكنها صغيرة جداً حبذا لو كان حجمها ضعف ما هو عليه، ربما ستكون افضل بكثير. على العموم نحن هنا لفترة قصيرة فقط. متى يبدأون بتقديم وجبة الغداء؟
- ربما بعد نصف ساعة من الآن. دعنا نصعد الى الطابق الرابع كي نتناول فنجاناً من الشاي في البار قبل الغداء.
تناولنا الشاي وجلسنا نتسكع قليلاً حتى سمعنا اصوات صحون ومعالق صارت تردنا من المطعم تؤذن بابتداء تقديم وجبة الغداء فتوجهنا الى المطعم واخترنا طاولة بالقرب من الشباك. وعندما اقتربنا من حيث يحضر الطعام جابهنا منظر عجيب حقاً. فالاطعمة الموضوعة امامنا كانت اشبه بالبوفيا المفتوحة التي تجدها بارقى الفنادق ذات الخمس نجوم. وقتها علمنا لماذا يُطلِق الطيارون على هذه البارجة بالهلتون. فالرز نوعان الابيض والاصفر والى يساره حاوية لشوربة الطماطم وشوربة الخضار وبجانبها قطع لحم مشوية والى يمينها مرق هندي (كاري) والى اليمين من ذلك مرق عربي باللحم والخضار والى اليمين من ذلك هناك خضار مسلوقة متنوعة من جزر ولهانة وبطاطا وبروكولي وماشابه. أما على المنضدة الثانية فقد صفت جميع انواع السلطات التي قطعت بشكل محترف لتجعل اللعاب يسيل تلقائياً. وعلى المنضدة الثالثة تجد عدة انواع من الخبز العربي والافرنجي والهندي. ولو كان كل ذلك لا يكفي فقد وضعت حاوية تحتوي على ماء ساخن وبجانبها وضعت جميع مستلزمات القهوة والشاي. كان كل ذلك يدل على مدى الحرص الشديد الذي يقوم به المشرفون على الاطعمة كي يوفروا الراحة القصوى للعاملين الذين يعملون بهذه البارجة السكنية.
بعد تناول وجبة الغداء ذهبنا الى مكتب احد المهندسين اليابانيين والذي قيل لنا عنه انه سيقوم باخذنا بجولة حول هذه البارجة كي يعرفنا ببعض تفاصيلها. عندما بلغنا ذلك المهندس وجدناه كثير الابتسامة لكنه كان لا يتحدث الانكليزية بطلاقة لذا كان يعاني من تلفض الاشياء بشكل صحيح. الا اننا لم نكن نعير لذلك اهمية بل كنا متشوقين لمعرفة كل ما يدور من حولنا. فقد ابتدأ بالطابق السفلي الاول حيث توجد الاجهزة والمحركات الكبيرة التي توفر الطاقة الكهربائية لكل البارجة واجهزة تقوم بتحلية ماء البحر وتجعل منه ماء صالح للشرب ومحركات التكييف المركزي واجهزة كثيرة اخرى لا اذكرها. اما اهم الامور التي كانت تهمنا هي غرفة الكومبيوتر. فقد خصص لها غرفة كاملة مبردة تبريداً شديداً. عندما تدخل تلك الغرفة تشعر وكأنك دخلت الثلاجة، فدرجة الحرارة فيها لا تتعدى 15 درجة مئوية. بداخل تلك الغرفة توجد كبينات كثيرة وضعت فيها اجزاء الكومبيوتر والتي كانت على ما اذكر من نوع HP . ان مهمة تلك الكومبيوتر هي السيطرة والمراقبة على جميع المعدات والخدمات التي تقدمها البارجة. لذا فالمتوقع ان تعمل على مدار الساعة. واذا ما انقطع التيار الكهربائي لسبب ما فان بطاريات كبيرة تقوم بتزويد الكومبيوتر مباشرة وتسمى هذه البطاريات UPS وهي موجودة في غرفة معزولة مجاورة لغرفة الكومبيوتر. بقينا بداخل تلك الغرفة لفترة طويلة ثم واصلنا الجولة مع المهندس الياباني الا اننا لاحظنا انه كان يتجنب اسئلتنا التقنية ويتظاهر بعدم فهم السؤال لاسباب كنا نجهلها. بعد ان اتممنا الجولة علمنا ان الوقت قد حان لتناول وجبة العشاء. فالعشاء يقدم الساعة السادسة والنصف مساءاً، لذا توجهنا الى حجراتنا للراحة قليلاً وتبديل ثيابنا استعداداً للعشاء.
باليوم التالي قمنا بجولة ثانية بداخل البارجة لكن اغلب وقتنا كان فراغاً بفراغ فكنا نتسكع هنا وهناك نشعر بملل كبير. علمنا وقتها ان العمل الفعلي في الحقل لم يبدأ بعد لان المشروع كان في بدايته وان العمل جاري لبناء المجمع المركزي Central complex (انظر الى الصورة اعلاه) هذا المجمع لم يكن قد انجز منه سوى عواميد قليلة خارجة من سطح الماء. أما الآن وبامكانكم مشاهدة الصورة، فالمجمع المركزي اصبح صرحاً كبيراً يحتوي على معدات واجهزة كثيرة لها علاقة بعملية جمع ونقل البترول الخام من المنصات والآبار المجاورة وارساله الى جزيرة زركوه التي تبعد حوالي 30 كلم حيث يحمل النفط الخام في ناقلات نفط عملاقة، التي تقوم بدورها بنقله الى جهات السوق النفطي العالمي. وكذلك يحتوي المجمع المركزي على مولدات كهربائية كبيرة تزود المجمع ومعداته بالكهرباء.
في اليوم الموالي بدأنا نستعد للعودة الى مدينة ابوظبي وترك ذلك المكان العجيب الذي قضينا فيه يومان ونصف وتعرفنا على خباياه.
ملاحظة: قمت برسم البارجة السكنية بالابعاد الثلاثة وبامكانكم الاطلاع عليها من خلال الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=PZxAJ54nTgo
... يتبع

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

https://algardenia.com/maqalat/33622-2018-01-11-11-08-22.html

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

825 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع