ندوة في لندن حول الإنتفاضة الشعبية الإيرانية إلى أين

                   

                        د.نبيل الحيدري

ندوة في لندن حول الإنتفاضة الشعبية الإيرانية إلى أين

إيران ما بعد الإنتفاضة وسقوط شرعية المرشد تختلف كلياً عما قبلها

عقد المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا ندوة عن الإنتفاضة الشعبية في إيران وتحليلها وأسبابها وانعكاساتها الداخلية والخارجية ومآلاتها.

تحدث المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور نبيل الحيدري مؤلف كتابي "الإمبراطورية الفارسية صعود وسقوط" و "إيران من الداخل" وهو المتبأ بالإنتفاضة قبل شهرين من حصولها وفي كتبه قائلا: (يمكن لأي مدينة إيرانية أن تنطلق بالإحتجاج ثم تنتقل الشرارة الى مختلف المدن وأهمها نتيجة طبيعية لكل التراكمات في 39 عاما من الظلم والطغيان والفساد).

بعد أن شرح الحيدري تاريخ الثورة الإيرانية وكيفية تصفية التيارات المخالفة لولاية الفقيه من الإسلاميين وغير الإسلاميين واغتيال شخصيات الثورة لاسيما محاكم الثورة وصادق خلخالي القاضى بلا محاكم لينفرد خمينى زعيما للثورة زورا. ثم شرح الحيدري تاريخ الحراك فى إيران بعد الثورة أي عام 1989و 1992و 1999و 2009 والمقارنة بينها.

ثم تحدث الحيدري عن الإنتفاضة الأكبر والأعظم المعاصرة حيث بدأت فى مشهد التى لها خصوصيات خمس تنفرد بها والسبب المباشر هو خسارة الشعب أمواله بسبب مشروع شانديز وإفلاس البنوك التى يمتلكها علّية القوم وخسر ثلاثة ملايين كل ما يملكون حتى أملهم المستقبلي فى الحصول على سكن، وذهبت وعود روحاني أدراج الرياح، ولم تتحرك الحكومة أبدا في مساعدتهم لأنهم فقراء من مجموع ثلاثين مليون إيراني تحت خط الفقر لا تسمع أصواتهم في أكبر عملية نصب واحتيال وسرقة من قيادات النظانم فى التاريخ الإيراني المعاصر مما جعل أحد الشباب بضرب صورة خامنئى فى أكبر ساحات مشهد بالحذاء ليقتدى به الآخرون ثم يحرقون صورته مع الخمينى فينكسر حاجز الخوف من الدكتاتور فترتفع الأصوات وتنطلق المسيرات نحو مختلف المدن والقوميات حتى قلب قم وطهران واصفهان بمطالب اقتصادية وعدالة إجتماعية وحرية ليبرالية وسقوط سلطة الدين ورجاله لاسيما خامنئى وزمرته الذين سرقوا الشعب وداسوا على حريته وكرامته وإنسانيته وأثروا على حسابه بل تبرعوا بالمليارات للميليشيات فى سوريا والعراق ولبنان واليمن حيث كان شعار "لا غزة ، لا لبنان، كلنا فداء إيران" .

ارتفعت سقف المطالب فرفعت شعارات "الموت لخامنئي"، "الموت لروحاني"، "الموت لحزب الله"، "الموت لسليماني"، "الموت للجمهورية الإسلامية" "لا إصلاحيين ولا محافظين" "إخجلوا يا ملالي واتركوا البلاد" "رضا شاه رحمك الله" ... لإسقاط النظام ورفض الإصلاحيين لركوب الموجة كما حصل في الثورة الخضراء عام 2009 والتبجح بقيادتها حيث تزعمها آنذاك الفرس من طهران واصفهان وشيراز من الطبقة الوسطى دون القوميات الأخرى وقمعت بأشد أنواع العنف حتى بات قياداتها مير حسين موسوى ومهدي كروبي في الإقامة الجبرية حتى يومنا هذا مطالبين بإعدامهما.

واستطرد الحيدري الحديث عن تعامل النظام مع الإنتفاضة حيث اتهمهم المرشد بالعمالة للخارج لاسيما أمريكا وإسرائيل والسعودية وطالبهم رئيس القضاء بأقسى المحاكم الثورية، ومطالبة الحرس الثورى بإعدامهم وآخرون أرادوا كبش فداء قيادة للثورة فجعلوا أحمدى نزاد الذى شرح فساد السلطة القضائية والإستخباراتية ومؤسسات ولي الفقيه وتزوير الإنتخابات.

وقد كشفت الإنتفاضة وجه النظام القبيح وعرّته تحت المجهر كما كشفت فساده الكبير مثل مائة وخمسون مليار دولار متورط فيها ولي الفقيه والحرس الثوري فاستدعى النظام لقمعها ميليشياته لاسيما الحرس الثوري فى الخارج فضلا عن استدعاء الميليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية والباكستانية وتأسيس خلية أزمة من القوى الأمنية المختلفة لقمعها وإنهائها بالإغتيالات والسجون والقمع.

قال الحيدري: إن الثورة نتيجة طبيعة للطغيان والظلم والفساد المتراكم منذ 39 عاما، وقد عكست حقيقة تفاعل الشعب بمختلف قومياته مع الثورة وكسرت حاجز الخوف وبيان ضعف النظام ووضعت مسمار القضاء على النظام فتكون إيران ما بعدها بسقوط شرعية خامنئى ومبدأ ولاية الفقيه ومؤسساته لاسيما الحرس الثوري فهي تفرق كليا عما قبلها ونجاحها يحتاج إلى عوامل موضوعية وشرائط فى الداخل والخارج وهي بداية حتمية لسقوط أكبر نظام إرهابي قمعي معاصر ، فإرادة الشعب أكبر من هذه الحكومات الواهية بعد أن شاخت وهرمت وبان فسادها وبعدها عن الشعب ومعاناته وتصارع قادتها حتى فضح بعضهم البعض الآخر وحاربه وقضى عليه.

وكما قال الشاعر:

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1066 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع