السلام وجائزة نوبل - دراسه

                                          

                     الدكتور هيثم الشيباني
                         خبير في البيئه

 السلام وجائزة نوبل - دراسه

1.المقدمه :

يعرف السلام بأنه حالة الهدوء والسكينه , وهو منافي للحرب وحتى في حالات السلم فان السجالات والخلافات والحملات الانتخابيية تؤدي الى العنف والتعصب على الغالب الا عند الأمم المتحضره . ان صنع السلام ومحاولة احلاله حالة طبيعية وعادية يجب أن تكون مستمرة مع التطور والنماء الانساني , كما ان الحرب والعنف يتعارضان مع الازدهار والرقي الانساني , والسلام لا يشعر به الا من ذاق ويلات الحروب وكوارثها.
تنشأ الحروب بين البشر لأسباب معظمها مفتعل ولا يبرره الا من خطط اليها أو انقاد اليها مضطرا , والمستفيد الأكبر من نشوبها هو تجار الحروب , والطامعين من القاده , وتنشأ معظم الصراعات الدوليه والاقليميه والمحليه بسبب الموارد , أو التوسع وبسط النفوذ المبني على العنصريه وبسط النفوذ.
وبعيدا عن المواجهات بشكل موقت وربما دائم فان الأمم تنفق كثيرا من تلك الموارد في الاستعدادات للحرب , والتحديات الحقيقية أو الافتراضية بما يسمى بالحرب البارده ,وقد تسارعت التكنولوجيا السيئة في وضع خدماتها في الطريق القاتل للبشرية والانسانية , فظهرت أسلحة لا يتوقف تطورها عند حد وصولا الى أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها ألأسلحة النوويه, فتجاهل تجار الحروب بناء الأمم والتحديات المخيفة التي تهدد البيئة بصفتها الحاضنة لكل البشروالأحياء دون تمييز.
من ضمن الأنشطة الدولية الداعمة للسلام هي جائزة نوبل السنويه التي أعلنتها الأكاديميه الملكيه في السويد في شهر أكتوبرمن عام 2017, مع جوائز أخرى هي الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والاقتصاد .
وتقرر أن تسلم الجوائز للفائزين في احتفال رسمي في العاشر من ديسمبر/كانون الأول , الذي يوافق يوم وفاة العالم السويدي ألفريد نوبل الذي تحمل الجائزة اسمه.

جائزة نوبل للسلام
وفازت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية بجائزة نوبل للسلام لـمجهودها في لفت الانتباه إلى العواقب الوخيمة لاستخدام الأسلحة النووية , ومساعيها الرائدة الرامية إلى تحقيق معاهدة حظر بشأن هذه الأسلحة.
وقالت لجنة نوبل إنها تحترم الحملة بسبب دعمها للمعاهدة الدولية لحظر الأسلحة النووية التي وافقت عليها الأمم المتحدة في يوليو/ تموز الماضي. وتدفع الحملة لنزع السلاح النووي في جميع أنحاء العالم , وقد اختارت لجنة نوبل الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية من بين أكثر من 300 مرشح للجائزة هذا العام.

تعتبر معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوويه , واحدة من أجراس الانذار في أسماع البشرية , وذلك أضعف الايمان.
لقد أمر الله البشرية بالسلام وسمى نفسه بالسلام , ولا يخلو كتاب مقدس من الدعوة الى السلام وآخرها القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25 ) صدق الله العظيم
(سورة يونس)

2. معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوويه (1)

تم اقتراح المعاهده من قبل إيرلندا وكانت فنلندة أول من وقع عليها.
بدأ التوقيع عليها في 1 يونيو/حزيران 1968 , وقد وقع عليها كل من الاتحاد السوفياتي والمملكة المتحده في 1968.
ووقع عليها 187 دوله ولكن الهند والباكستان وهما دولتان تملكان السلاح النووي لم توقعا عليها . كانت ايرلنده وفنلنده من أبرز الدول الموقعه على المعاهده , كما وقعت كل من فرنسا والصين في عام 1992 . ولا تزال المعاهده مفتوحه للتوقيع .
واتفقت الدول الموقعة ايضا على تقليل نسبة ترساناتها من الأسلحة النووية واستعمال قدراتها النووية لأغراض سلمية, وقد صرحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان 40 دولة قادرة على تصنيع اسلحة نووية في حال اتخاذ حكوماتها قرارا بهذا الشأن.
وتسود الشكوك على مدى التزام الدول ذات القدرات النووية الكبيره بهذه المعاهدة فقد قامت الولايات المتحدة بتزويد دول اعضاء في حلف شمال الأطلسي بما يصل إلى 180 سلاحا نوويا. ولم توقع إلى حد هذا اليوم كل من اسرائيل و الهند و الباكستان على المعاهدة وقامت كوريا الشمالية بالانسحاب من المعاهدة في عام 2003 ,كما ان كوريا الشمالية وهي تمتلك الأسلحة النوويه مازالت خارج الاتفاقية , وايتمرت بتطوير أسلحتها النوويه وصولا الى السلاح الهيدروجيني.
أما ايران فقد كانت تقوم بتخصيب اليورانيوم بكميات أكبر من المسموح به من قبل الوكاله , الا أن الضغوط الدوليه أدت الى قيام الدول العظمى (مجموعة 5+1) وعلى رأسها الولايات المتحده الأمريكيه في عصر (أوباما) بالاتفاق مع ايران على ايقاف عمليات التخصيب والعوده الى النشاط النمطي الخاضع لرقابة وتفتيش الوكالة. وبعد تولي الرئيس ( ترامب) طعن بنوايا ايران ودقتها في تنفيذ تعهداتها , والجدل قائم حتى اللحظة الراهنه.


3. سيؤول تطور قنبلة التعتيم لمواجهة بيونغ يانغ.(2)

قامت وكالة تنمية الدفاع بتطوير السلاح غير المميت على أساس أنه جزء مهم من برنامج الضربة الوقائية لكوريا الجنوبية الذي يطلق عليه اسم سلسلة القتل.

وقد ذكر مصدر عسكري كوري جنوبي , أن بلاده حصلت على تقنيات صناعة قنبلة غرافيت (يطلق عليها قنبلة التعتيم) , و قال إنها قادرة على تعطيل أنظمة الطاقة في كوريا الشمالية في حالة نشوب الحرب.
قال مسؤول عسكري نقلا عن وكالة (يونهاب) الكورية الجنوبية الرسمية : إن جميع التقنيات لتطوير قنبلة غرافيتية بواسطة وكالة تنمية الدفاع في البلاد قد تم تأمينها ,وأكد المصدر أن بالامكان بناء القنابل بأي وقت.
وأضاف أن وزارة الدفاع طلبت أن تتضمن موازنة العام المقبل مبلغ 500 مليون وون (436 ألف دولار أمريكي) للمشروع .
وتعمل (قنبلة التعتيم) على نشر خيوط الكربون الغرافيت المعالجة كيميائيًا على المرافق الكهربائية , لخلق تماس كهربائي وتعطيل شبكة الكهرباء .
وتوصف القنبلة بأنها ناعمة , لأنها تؤثر فقط على أنظمة الطاقة الكهربائية المستهدفة.
واستخدمت الولايات المتحدة القنبلة لأول مرة ضد العراق في حرب الخليج (1990-1991) , كما استخدمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد صربيا سنة 1999.(3)
وبدأت بيونغ يانغ تطوير أسلحة نووية عام 1950 , إلا أن التجارب النووية والصواريخ الباليستية تكثفت خلال فترة حكم رئيسها الحالي كيم جونغ أون (2011).
وأجرت كوريا الشمالية 6 تجارب نووية منذ 2006 ، كما أطلقت العديد من الصواريخ الباليستية , اضافة الى تجربة هيدروجينيه في عام 2017.

4. الفائزون بنوبل للسلام خلال 10 سنوات (بينهم مسلمون) . (4)

أدناه لائحة بأسماء الفائزين بجائزة نوبل للسلام في السنوات العشر الأخيرة :
- 2016: الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تكريماً لجهوده من أجل السلام مع حركة )القوات المسلحة الثورية ( (فارك).
- 2015: رباعي الحوار التونسي الذي مُنح الجائزة تكريساً لجهوده في إنقاذ عملية الانتقال الديمقراطي في تونس عام 2013.
وهم رئيس الجمهورية السابق المنصف المرزوقي ورئيسي الحكومة الأسبقين علي العريض ومهدي جمعة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر.
- 2014: ملالا يوسف (باكستان) مناصفة مع الهندي كايلاش ساتيارثي تتويجاً لنضالهما من أجل وقف استغلال الأطفال والشباب ولتأمين حق التعليم لكل الأطفال.
- 2013: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسبب جهودها الهادفة للتخلص من أسلحة الدمار الشامل.
- 2012: الاتحاد الأوروبي بسبب مساهمته في تحقيق السلام في قارة شهدت حربين عالميتين.
- 2011: إيلين جونسون سيرليف وليما غبوي (ليبيريا) , وتوكل كرمان (اليمن) , تتويجاً لنضالهن السلمي من أجل تأمين سلامة النساء وحقهن في المشاركة في عملية السلام.
- 2010: ليو تشياوباو (الصين) المنشق الذي سجن بسبب (جهوده الدائمة والمسالمة في سبيل حقوق الإنسان في الصين).
- 2009: باراك أوباما (الولايات المتحدة) عن ( جهوده الاستثنائية الهادفة لتعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب).
- 2008: مارتي اهتيساري (فنلندا) عن وساطات السلام العديدة التي قام بها في مختلف أنحاء العالم.
- 2007: آل غور (الولايات المتحدة) والهيئة الحكومية للتغييرات المناخية التابعة للأمم المتحدة عن الجهود التي أتاحت زيادة الخبرات والمعرفة حول ظاهرة التغير المناخي.
- 2006: محمد يونس (بنغلادش) ومصرف غرامين لأن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق دون أن يجد قسم كبير من الشعب الوسائل للخروج من الفقر.
وفي هذه الأيام التي تمر بها البشريه ,لا يفوتنا تسليط الضوء على جائزة نوبل للسلام حيث فازت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (آيكان) بجائزة نوبل للسلام , الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017, تكريماً لجهودها في هذا المجال منذ عقد من الزمن للتخلص من أسلحة الدمار الشامل هذه , التي كانت محور توترات دولية مع إيران وكوريا الشمالية.
وقامت الفائزة بجائزة نوبل للسلام بتوجيه تحذير للعالم لتجنب )فظائع لا توصف (,هذه رسالتها للدول الكبرى.

    

وصرحت رئيسة لجنة نوبل النروجية , بيريت رايس أندرسون: نحن نعيش في عالم اصبح فيه خطر استخدام الأسلحة النووية أكبر بكثير مما كان منذ فترة طويلة.
وأضافت رايس أندرسون أن بعض الدول تطوِر ترسانتها النووية , والخطر فعلي بأن يتزود عدد أكبر من الدول بالسلاح النووي كما تظهر كوريا الشمالية.

   

صورة توضح وضع مدينة هيروشيما بعد الضربه النوويه

وعملت المنظمة , التي تشكل تحالفاً لمنظمات غير حكومية دولية , من أجل تبني معاهدة دولية تاريخية لحظر السلاح الذري وقعتها 122 دولة في يوليو/تموز الماضي , لكن أبعادها تبقى رمزية في غياب القوى النووية العظمى التسع عنها.
وأوضحت رايس أندرسون أن (آيكان) نالت الجائزة مكافأة على عملها من أجل لفت الانتباه الى التبعات الكارثية لأي استخدام للسلاح النووي , ولجهودها السباقة من أجل التوصل إلى معاهدة لحظر مثل هذه الأسلحة.
وأعلنت مديرة الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (آيكان) , أن حصول المنظمة على جائزة نوبل للسلام لعام 2017 شرف كبير , موجهة نداءا إلى العالم من أجل التحرك الآن لحظر هذه الأسلحة.
وصرحت بياتريس فين في بيان , من مقر المنظمة بجنيف: نعيش فترة من التوتر الدولي الشديد حيث يمكن أن تؤدي فيه الخطب النارية , بسهولة وبشكل لا يمكن تفاديه , إلى فظائع لا توصف. وعاد التهديد باندلاع نزاع نووي ماثلا بقوة من جديد. وعلى الأمم أن تعلن الآن دون التباس معارضتها للأسلحة النووية .
وتم تقديم جائزة نوبل للسلام , وقيمتها 9 ملايين كرونة سويدية (1.10 مليون دولار أميركي) , بالعاصمة النرويجية أوسلو في 10 ديسمبر/كانون الأول 2017.
وتعهدت حتى الآن 5 دول تملك أسلحة نووية هي: الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين ببلوغ هذا الهدف من خلال التزامها بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية الموقّعة في 1970 بحسب رايس أندرسون.

5. الخاتمه :
أولا.
أن أول من أكتشف النشاط النووي على أنه أهم الظواهر الكونية المعروفة باسم الإشعاع هو العالم الألماني ( ولهم كونراد رونتجن ) الذي أكتشف الأشعة السينية في سنة 1895 ميلادي قد استخدمها في تصوير يد بشرية ثم تلاه الفرنسي ( هنري بيكريل ) الذي أكتشف بمحض الصدفة أن عنصر اليورانيوم ومركباته المختلفة , لم يخطر ببالهما الآستخدامات الحربيه لهذه الأشعه
وفي عام 1905، جاء ألبرت أينشتين بنظريته الشهيرة، النسبية الخاصة.اذ أن الكتله والطاقة يمثلان نفس الكيان المادي ويمكن تحويل أحدها الى الآخرى.
والمدهش في نظرية أينشتاين هي أن المادة أو الكتلة النسبية , تخزن بداخلها كمية هائله من الطاقة , لكن يتطلب إيجاد الوسيلة لاطلاقها.
في عام 1939، تعاون أينشتاين مع عدة فيزيائيين آخرين , في كتابة رسالة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت لافتًا إلى إمكانية صنع قنبلة نووية واحتمالية أن الحكومة الألمانية قد شرعت في صناعتها .
وهكذا نجد أن العلماء يحملون صفتين متعاكستين , الأولى هي تسخير ما عندهم من معلومات وابداع نحو الاعمار والبناء , والأخرى هي على العكس من ذلك فانها تسعى نحو الدمار والخراب.
وهكذا تم تدمير كل من مدينتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان في الحرب العالميه الثانيه , بالسلاح النووي.
ثانيا . منذ الحرب العالمية الثانية حصل سباق محموم نحو السلاح النووي , وصار بالامكان أن يستخدم من غير كوابح ولا روادع , وصار أيضا اشتعال حرب نووية لا تبقي ولا تذر متوقعا بأية لحظة , لذلك نجد ان عالم اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة الى الاتفاق الفوري على الغاء الأسلحة النووية .
ثالثا . أعارض تصنيع وحيازة الأسلحة النوويه , و أعتقد أن النشاط الاشعاعي خطير للغاية وأن التعامل مع المصادر المشعه يجب أن يكون على أضيق نطاق وعند الضرورة القصوى للأغراض الطبية والصناعيه مثلا.
وان ويلات ومصائب ما تعرض له البشر من الأطفال والمدنيين العزل الأبرياء وبيئة العراق منذ الحرب على العراق في عام 1991 حتى يومنا هذا دليل على ما نقول.
رابعا . ان سباق التسلح النووي حماقة ترتكبها بعض الدول والأجدر بها أن تقتدي بدول تنفق أموالها ومواردها في البناء والتطور وخدمة شعوبها مثل سويسرا.
خامسا . لا نؤيد بناء محطات الطاقة النوويه لأغراض الحصول على الطاقة الكهربائية بسبب الحوادث النوويه مثل (تشيرنوبيل ) و(فوكوشيما), والصحيح هو العمل على استغلال مصادر الطاقة البديله الصديقه للبيئه , مثل الطاقة الشمسيه وطاقة الرياح التي أثبتت جدارتها بشكل باهر.
سادسا . هناك بعض الشخصيات تم منحهم جائزة نوبل للسلام , الا أنهم بعد ذلك ارتكبوا أو شاركوا في جرائم ضد الانسانيه , فمن واجب هيئة منح الجائزة النظر في تجريدهم من هذه الجائزة.

(1)
https://marefa.org/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%87%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9
(2)http://www.hespress.com/international/367273.html
(نفس المصدر أعلاه)(3)
(4)

http://www.huffpostarabi.com/2016/10/07/story_n_12384912.html

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع