ألأبله ميناء ألبصره

                                                         

                              د.طلعت الخضيري

ألأبله ميناء ألبصره

ألمقدمه
لايزال موقع ميناء ألأبله مجهولا لدى ألكثيرين ، فكتبت شخصيا عنه في كتابي( ألبصره كما عرفتها ) أنه كان في موقع ألعشار ألحالي ،واليوم أعثر على كتاب يوجد في مكتبه نيويورك ألجامعيه لمؤلفه عبد القادر باش أعيان ، غني بالمعلومات واعتقد أنه أقرب للحقيقه وسأشرح ذلك فيما بعد ، وعاصرت في ألستينيات ألمؤلف وعائلته ، وكانت لي معرفه بعائلتهم ما قبل ذلك ،فهم من أسره جذورها كانت في ألعصر العباسي  وقد وهبهم ألسلطان ألعثماني رتبه باش أعيان  أي رئيس ألأعيان، وكانت لديهم مكتبه إحتوت على مخطوطات قيمه  إنتقلت فيما بعد حسب علمي إلى جامعه ألبصره ، ويسرني أن أ قدم  ما كتبه ألمؤلف إلى قرائي ألأعزاء ليطلعوا عليها أسوه بقراء جامعه نيويورك.
لقد وجدت من ألأصلح  أن أنقل ما كتبه ألكاتب عن ألموضوع وليدلي كل بدلوه عن ذلك ، وهدفي ألأول والأخير إيصال تلك ألمعلومه إلى ألقارىء  وقد ينورنا من يشاء برأيه .

                     
ألخريبه
ألبصره  قبل تمصيرها وتسميتها ( ألبصره)
إسم ألكاتب عبد ألقادر باش أعيان
 ألأبله أو أرض ألهند
ألخريبه هي  بقايا أنقاض (تردم) أو( تردن) ألكلدانيه كما ذكرت بعض  لكتب ألتاريخيه  منها  أليونانيه ، وبعض ألقواميس ألعربيه تسميها (تدمر) وهذا غلط.
وكانت مدينه تردم هذه على عهد ألكلدانيين ،من ألمدن ألزاهره ،بمياهها ألمتدفقه، وأشجارها ألباسقه ، ومبانيها ألفخمه ، ثم خربت بمرورألزمن ،ولم يبق منها سوى قصر ومخفر للأعاجم ،وذلك هو ألسبب ألذي دعى أولئك ألعرب ، يوم  قدموا بفتوحاتهم ، أن يسموها ( ألخريبه) ، وتسمى أيضا( ألمؤتفكه) ، ولما أغارألأعاجم  في عهدألملك كورش على العراق  ،  لاكتساح  ألدوله ألكلدانيه سنه (538) قبل ألميلاد، وصارت جميع ألمدن ألكلدانيه في قبضتهم ،سميت ألمدينه ( هشتا باد أردشير)أي (عماره أردشير ألمدهشه)، .وبقيت بعد ذلك تجابه  ألطواريء  بين ألفرس والرومان وغيرهم ، حتى دكت معالمها ، كما انقرضت  بقيه ألمدن ألتأريخيه في وادي ألرافدين ،وبقى معظمها  خرابا أثريا ، ولقبت بعد خرابها (ألمؤتفكه) كما جاء  في هامش( شرح ألمقامه  ألبصريه  ) للحريري والتي شرحها ( أبوالمظفر ألطرزي) نقلا عن كتاب ألمطالع.

                 

ألأبله أوأرض  ألهند

كانت تسمى يومئذ (ألأبله) أرض ألهند و فيها نهران .
لقد  تضاربت  آراء ألكتاب والمؤرخين  في موقع ألأبله ألتأريخي ، وفي تعيين مكانها ، ولكنهم لم يأتوا  ببرهان قاطع ،أو دليل ساطع  عن موقعها ألحقيقي , أما  ألمؤلف فيقدم لنا  بعض ألأدله والشواهد على موقعها.
وقد ذكر إسم ألأبله ياقوت والأصمعي , وتضاربت ألآراء حول ذلك ألإسم ، وقيل أنها سميت أولا(أوبولو) ألقائد ألبحري  ألثاني  لإسكندر ألمقدوني  لما أتى من جهه ألبحر إلى مناصره  إسكندر ألمقدوني  لفتح وادي ألرافدين (ألعراق)  سنه330 ق م , ورسا بسفنه  تجاه موقع هذه ألمدينه  وتحت قياده  ألقائد ألبحري ألأول ألأغريقي (نيرغوس).
كتب ياقوت:ألأبله بلده على شاطىء دجله  ألبصره ألعظمى (شط ألعرب أليوم)، في زاويه ألخليج ألذي يدخل إلى مدينه ألبصره ’
وقال ألمسعودي في كتابه( مروج ألذهب)، كان منتهى ألخليج في منطقه ( ألحداره)، ألتي تقرب من ألأبله ، فتصل إليها ألبضائع ومن ثم  توجه نحو ألأبله وعبادان , وذكرإبن حوقل ( تبعد ألحداره عن عبادان بنحو سته أميال باتجاه ألبحر) ووصف ألحداره إبن حوقل والمسعودي ، و أن في منطقه ألحداره يوقد ألناس ألخشب ، وتظهرنار مشتعله ليلا ، تهتدي بها ألمراكب ألقادمه من عمان ،خشيه أن تتكسرألمراكب على ألجزر أوقات انحسار ألماء ( ألجزر).
وقد شرح  أبي الحديد والطبري فيما بعد ، عن وقائع حرب ألزنج ،ألتي وقعت  مابين سنه 255  و270 هجري   ،أن  ألمعارك كانت تحدث  في ألأنهر ألجنوبيه ألمحاذيه  لمدينه ألأبله ، ومنها نهر (دبا) و(نهر ألقندل) ألمسمى أليوم بنهر(جندل) ،  وهما موجودان أليوم قرب  قريه (كوت ألزين)  أي جنوب ( أبي ألخصيب).
كل تلك ألأدله  تدل  على  أن ألأبله هي أليوم قريه ( كوت ألزين) جنوب أبوألخصيب ، .والتي تقابل مدينه ألمحمره في إيران, وأن تأريخ   ألمدينه هو أنها كانت مدينه كلدانيه، نبطيه، فارسيه  ، وعربيه إسلاميه. ، وينشرألمؤلف صوره فوتغرافيه إلتقطها في ألستينيات من القرن ألماضي  وتظهر أنقاض تلك ألمدينه في منطقه كوت ألزين.
وصف ألأبله
كانت ألأبله وما حولها  من ألبقاع تسمى بأرض  لهند.، وكانت عظيمه ألشأن  في ألتأريخ  ، يقصدها  تجار ألهند وفارس  والصين ، وهي جانبان،( شمالي وجنوبي ), وفي ألجانب  ألشمالي  ألبلده حيث تقع  على ألضفه ألغربيه من شط ألعرب ألكبير(ألعراق أليوم)،  وفيها ألقصور والمساجد والأربطه والأسواق ، وفي ألجهه ألجنوبيه منها ألتي تسمى( بشط عثمان)  وفيها أيضا محلات  ومساجد  وأربطه وقصور وأسواق ، وليس في ألعالم أكثر نظاره  وبهجه من ألأبله ، وفيها ألبساتين ألزاهيه ، والفواكه ألكثيره ألمتعدده ،والجسور ألعديده ألجباره ،  والأسواق  وألمحلات ألعامره ألمزدحمه ، كما وصفها (خالد بن صفوان)فكتب ( ما رأيت  أرضا مثل ألأبله مسافه ،  ولا أغذى نقطه ، ولا أوطأ مطيه ، ولا أريج لتاجر ،  ولا أحنى لعائد،وقصورها وبساتينها متصله  على جانبي نهرها ) ووصفها أبي ألعينين:
      وياحبذا نهر ألأبله منظرا     إذا مد  في إبانه ألماء  أو ج
      وياحسن تلك الجاريات إذا غدت
                                مع ألماء  تجري  مصعدات  وتنحدر
إندراس ألبصره وخرابها
عندما استولى زعيم ألزنج (علي بن محمد) في سنه 255-257 هجري ،وعاث في البصره فسادا ، كما أوضحت كتب ألتأريخ ، ودخل ليله ألأربعاء  25 رجب  256 هجري  مدينه ألأبله ،  فقتل  فيها خلقا كثيرا ، وأحرق ألمدينه،وكانت مبنيه  بخشب (ألساج)  فأسرعت فيها ألنار ،وصادف ريحا عاصفا ،  فطار شرر ذلك ألحريق  حتى وصلت شاطىءعمان ، فاحترق وغرق في نهر ألأبله خلق كثير ، واندرست  مدينه ألأبله ،و لما جاءألرحاله (إبن بطوطه) في أوائل ألقرن ألثامن ألهجري  إلى البصره ، ثم انحدر إلى ألأبله فوجد  أن معضمها خراب  وقصورها متداعيه  داله على عظمها كمااندرست في ذلك ألزمن مدينه (ألمنار) ألمسماه أليوم(عبد ألله بن علي) في شرق دجله  ألواقعه  في ألعزير غرب ألقرنه.
ملاحظات كاتب ألسطور:
إنني أوافق ما ذكره ألكاتب ألموقر عبد ألقادر  باش أعيان  رحمه ألله أن موقع ألأبله هو( كوت ألزين )ألحالي وهناك من ألأدله حاليا ما تشير إلى  ذلك ومنها.
1- أن ألمنطقه تقع   على أوسع منطقه في شط  ألعرب  طول امتداده وقد أكد لي ذلك  ألدكتور طارق ألكاتب عندما كان رئيسا المهندسين  في مصلحه ألموانىء.
2-  قربها للخليج وبعدها عن العشاربنحو 40 كيلومتر .
3-وجود ضريح في منطقه ألمطوعه ألمحاذيه جنوبا إلى كوت ألزين  قد يكون من بقايا ألأبله.
4-  ذكر فيما كتب وجود مدينه عبادان في   تلك ألحقبه ، أي أن ألمنطقه منطقه  تجاريه  تعددت عليها ألموانىء.شرق وغرب نهر شط ألعرب .
5- فد تكون  منطقه ألحداره ،  ألتي كان بها ما يشابه  ألفنار  لإنذار ألسفن هي أليوم ألفاو أو ما يجاورها وليس رأس ألبيشه ، ومن ألمعروف أن ألترسبات ألطينيه ألتي تصب في شط ألعرب والقادمه بمعظمها من نهر كارون ، تسبب إمتداد ألترسبات ألطينيه وامتداد ألأراضي أليابسه تدريجيا نحو ألخليج., وكان أهل البصره يطلقون على نزول ألسفن إلى ألجنوب كلمت حدار ، فهل أطلقه ألأجداد على منطقه ألحداره لأنها تقع في جنوب ألأبله؟.
6-  ذكر ألمؤلف مايلي ( ويوجد ألآن  مرقد  في جوار  غربي أنقاض  ألمدينه ألمندثره  ألمذكوره ، يسميه ألعامه (مير أبو ألحسنين) ولكني أعتقد أنه أما مرقد والي ألبصره(صالح بن ألخليفه هارون ألرشيد أو مرقد(سلمان  بن علي ألعباسي) وعليه قبه شاهقه من ألآجر  واقعه في  قريه كوت ألزين وضواحيها ألقديمه) .وملاحضتي على ما ذكره ألكاتب هل أن منطقه ألمطوعه ألمجاوره لكوت ألزين وفي جنوبها كانت ضاحيه لمدينه ألأبله وأعتقد أن ألمقام ألمذكورهو في ألمطوعه وليس في كوت ألزين ومجاور   لنهر ألحويسه(ألحويزه) ولا أعلم  هل كان نهر ألحويسه  ألذي يحيط جزيره من ألبساتين ، في ألسابق ألقريب ، هو من مخلفات أنهر ألأبله.
7-كوت ألزين موقع ستراتيجي تمركزت به ألقوات ألعثمانيه  ثم اشتبكت مع ألقووات ألبريطانيه  ألقادمه من ألهند في ألحرب ألعالميه ألأولى، ويقابلها جزيره أم ألرصاص ثم مدينه ألمحمره.، وولد فيها  ألشيخ خزعل مما يدل أنها كانت موطن عشائر عربيه مهمه حتى وقت قريب.
8- نستنتج مما ذكره ألمؤلف أن ميناء ومدينه ألأبله دامت لأكثر من قرنين مابعد ألفتح  ألإسلامي للعراق ثم دمرت في معارك ألزنج. ، وإن مركزها كان في كوت ألزين جنوب أبي ألخصيب ومن ألمحتمل أنهاا امتدت حتى ألمطوعه  ألمحاذيه لها في ألجنوب ، وأتمنى أن يستطلع ألموقع علماء ألآثار أو ينشر من  إستطلعه من قبل ما تم ألعثور عليه أسوه بما تم من إكتشافات في ألبصره ألقديمه في منطقه ألزبير.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع