بعد مئة عام.. الأكراد بين الواقع وحلم الدولة

                                                         

                               احمد صبري

بعد مئة عام.. الأكراد بين الواقع وحلم الدولة

لم تؤسس العلاقة بين بغداد وأربيل على مدى المئة عام الماضية  وتحديدا  بعد غزو العراق واحتلاله وخلال ولايتي  المالكي لاسيما تنصله  عن تنفيذ اتفاق اربيل الذي اخرج حكومته الى النور وحتى أزمة الاستفتاء  إلى  بناء علاقة تحالفية وشراكة حقيقية  بين الطرفين، وظلت هذه العلاقة غير مستقرة ومرهونة  بقرار العامل الخارجي الذي وضع القضية الكردية في متاهات وأفشلت بسببه محاولات اقامة علاقات متوازنه  بين بغداد واربيل

ومايعزز هذا الانطباع  ما اكده رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني  في معرض تبريره لاستفتاء الاستقلال حين قال ان  تجربة المئة عام مع بغداد  كانت فاشلة

وشهد القرن الماضي  خمسة مشاريع لإقامة الدولة الكردية  لم تدم طويلا  غير اننا نتوقف عند تجربتين كادتا أن تضعا بغداد وأربيل على المسار الصحيح، وتؤسسا لمرحلة جديدة لولا العامل الخارجي الذي أجهض التجربتين

الأولى كانت عام 1970 عندما اتفقت القيادة العراقية مع القيادة الكردية على حل واقعي نال موافقة جميع الأطراف وصدر على اثرها  بيان الحادي عشر من آذار الذي حدد مسار وأفق العلاقة بين الطرفين عبر الشراكة وتحديد مناطق الحكم الذاتي للأكراد لكنها لم تعمر طويلا وانتهت بالفشل.

 فيما كانت التجربة الثانية عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية عندما عرضت القيادة العراقية  على الوفد الكردي برئاسة البرزاني والطالباني  صيغة مطورة وموسعة للحكم الذاتي للأكراد مع ضمانات بالالتزام بمفرداتها، غير أن هذه المحاولة فشلت ايضا بسبب الضغوط الأمريكية على الوفد الكردي بعد ان أكدت لهم واشنطن انها  بوارد إسقاط النظام، ورأت  في اتفاق الأكراد معه  ما يقوي النظام  ويعرقل المحاولات الأمريكية لإضعافه ومن ثم تغييره.

وبعد هذه الاخفاقات في مسار الحركة الكردية هل تستوعب القيادة الكردية هذه الدروس التي شهدتها خلال المئة عام للبحث عن خيار جديد يجنب العراق وكردستان مآسي وحروباً سيكون الخاسر فيها العراق  ووحدته ومستقبله لاسيما أن دول الجوار الكردي تقف بالضد من تكرار تلك التجارب ،

ان الواقع وليس الآمال ما ينبغي أن يدركه الأكراد مايتطلب الاستدارة نحو الحوار مع بغداد وفق رؤية لعلاقة جديدة  تؤسس لبناء الثقة والشراكة والعيش والمصيرالمشترك وصولا لوطن موحد تسوده العدالة ويحكمه القانون الذي يضمن حقوق الجميع.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

751 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع