ومتى ستنطلق معرکة إحترام سيادة العراق؟

                                                   

                                 سعاد عزيز

ومتى ستنطلق معرکة إحترام سيادة العراق؟

مع إعلان بدء معرکة تحرير تلعفر من تنظيم داعش الارهابي، فإن العد التنازلي لدور و قوة هذا التنظيم الارهابي قد أخذ في التراجع الى أوطأ مستوى له و قطعا فإن هناك فاصلة زمنية ليست بعيدة تفصلنا عن تحرير الحويجة من هذا التنظيم و بالتالي إنهاء عملية إستيلائه عى أراض عراقية شاسعة منذ حزيران عام 2014، في ظل ظروف و أوضاع مشبوهة کان فيها لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و لرجلها الاول في العراق الفاشل نوري المالکي الدور الاساسي في فرش البساطة الحمراء لهذا التنظيم اللاإنساني و الهمجي.
عندما نلقي نظرة ملية و متفحصة عن الذين إستفادوا من دخول داعش للعراق، فإنه من نافلة القول أن النظام الايراني يأتي في المقدمة تماما من حيث حجم و مستوى إستفادته القصوى لدخول داعش للعراق و إستغلاله ذلك لفرض کامل هيمنته و نفوذه على العراق إذ لو لم يکن هناك تهديد تنظيم داعش هل کان بإمکان الارهابي الدولي قاسم سليماني أن يقوم بتأسيس ميليشيات خاضعة له قوامها أکثر من 150 ألف مسلح؟ کما إن دخول داعش للعراق بحد ذاته قد خدم کثيرا المشروع الايراني المشبوه في العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام حيث إنه کان منطلقا من أجل تغيير القاعدة الاساسية لهذا النظام من أجل القيام بتصدير التطرف الاسلامي و الارهاب من لبنان الى العراق خصوصا بعد أن تراجع دور حزب الله اللبناني، وهذه هي النقطة المهمة التي يجب الانتباه لها.
معارك إستعادة الرمادي و الموصل و تلعفر و غيرها من تنظيم داعش مع أهميتها لکنها ليست الاهم لأن هکذا تنظيم دموي وحشي إجرامي متطرف مکتوب عليه الفناء، في حين إن الاهم و الاکثر إلحاحا و ضرورة هو معرکة إستعادة العراق لسيادته الوطنية المصادرة منذ الاحتلال الامريکي للعراق و جاء نفوذ و هيمنة النظام الايراني ليجعل السيادة الوطنية العراقية في خبر کان خصوصا بعد أن تم إطلاق يد الارهابي قاسم سليماني و قوة القدس الارهابية المتمرسة في الجريمة المنظمة في العراق و وضع مفاتيح کافة الامور في يده، ولاغرو من إن العبادي المحاصر في زاوية ضيقة ليس بإمکانه أبدا أن يلعب دورا مٶثرا و حاسما ضد سليماني ومن ورائه النفوذ الايراني، بل هو أعجز مايکون عن ذلك، ولهذا فإن الذي يجب أن يتم أخذه بنظر الاعتبار هو إن المرحلة التي ستلي مرحلة القضاء على التواجد المباشر لتنظيم داعش، ستکون مرحلة عمل النظام الايراني من أجل ترسيخ ماقد حصل عليه بفضل حليفه و شريکه في الجريمة تنظيم داعش في العراق، وأغلب الظن يمکن تصور إختلاق سيناريوهات أخرى من جانب النظام الايراني و أذنابه و عملائه في العراق من أجل ضمان ترسيخ ماقد حصلوا عليه، لکن في نفس الوقت يجب الانتباه جيدا الى إن طهران تواجه أوضاعا أقل مايقال عنها مزرية على الصعيد الداخلي و الخارجي، خصوصا بعد أن وصلت قضية مجزرة إعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق الى مستوى قضية دولية الى جانب إنها صارت قضية أساسية في داخل إيران أيضا من خلال الحراك الشعبي المتصاعد بوجه النظام، ولهذا فإن القوى الوطنية العراقية لو تکاتفت مع المقاومة الايرانية و نسقت معها فإنه من الممکن أن يکون هناك حديث آخر بشأن هذا النظام ليس في العراق وانما في إيران نفسها!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع