بئس الرهان

                      

                                 سعاد عزيز

بئس الرهان

منذ 11 عاما، دأب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على إقامة التجمعات السنوية العامة له في باريس و التي أدت دورها على أفضل مايکون من حيث التعريف بقضية الشعب الايراني و نضاله ضد سلطات الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية، وکذلك من حيث توعية و تنبيه شعوب و دول المنطقة الى الخطر و التهديد الکبير الذي تمثله المخططات الايرانية ضدها، لکن وعلى الرغم من النجاح الکبير الذي حققته هذه التجمعات إلا إن الذي لابد من الاقرار و الاعتراف به هنا هو إن النجاح الاستثنائي الذي حققه تجمع 1 تموز2017، کان الابرز و لاهم و الاضخم من بين جميع التجمعات السابقة.
تجمع 9 تموز2016، الذي أثار غضب طهران و دعاها لإصدار بيان شديد اللهجة من وزارة الخارجية الايرانية ضد فرنسا و السعودية و مصر و دول أخرى على خلفية مشارکتها في ذلك التجمع، جاء تجمع هذه السنة بصورة بحيث أفقد القادة و المسٶولين صوابهم فدفعهم الى إطلاق تصريحات إتسمت في خطها العام بالانفعالية و عدم التوازن مما أکد بأن المقاومة الايرانية باتت تلعب دورا بالغ التأثير على النظام السياسي القائم في إيران و من إنها تمثل فعلا البديل السياسي ـ الفکري القائم له، وهذا الامر قد سبب إرباکا و تخبطا و ذعرا في الاوساط الحاکمة في طهران وهو مادفعها للسعي من أجل التشبث بأي وسيلة يقلل من آثار و تداعيات هذه التجمعات، وقد کان تجنيد عملاء المخابرات الايرانية من أجل التأثير على المشارکين في الاجتماعات السنوية التي تجاوز عدد المشارکين فيها سقف ال100 ألف، ومن هنا کانت الخطة المرسومة بإتجاه رجل الدين محمد علي الحسيني الذي کان سابقا من خواص الجمهورية الاسلامية الايرانية و عضوا في حزب الله اللبناني، لکنه وبعد أن أعلن براءته من إيران و حزب الله، دعمته و وقفت الى جانبه المقاومة الايرانية بطرق مختلفة کي يستمر في موقفه النضالي الجديد و يساهم في کسر شوکة النهج المشبوه لطهران، ولأسف البالغ فقد تمکنت المخابرات الايرانية من إصطياد الحسيني و إعادته الى حظيرتها على أمل أن يساهم ذلك في التأثير سلبا على حرکة و نشاط المقاومة الايرانية ضدها و يحد من دورها، وقد أخطأت کعادتها دائما في تقديراتها، ذلك إن المقاومة الايرانية مع إعتزازها و فخرها بمسانديها و داعميها لکنه مع ذلك لاتبني نضالها على أساس ذلك، أو بکلمة أخرى لاتجل من دعم القوى و الشخصيات السياسية و الفکرية بديلا عن نضالها إتلاقا.
المخابرات الايرانية و من خلال سعيها لتضخيم دور محمد علي الحسيني اللبناني، وجعله يبدو أکبر من ذلك، فإنها إرتکبت خطئا شنيعا آخرا حيث إن الحسيني قد إستفاد من دعم المقاومة الايرانية له و منحته غطاءا لم يکن يحلم به، لکنه وفي لحظة سهو تخبط منه عاد الى حظيرة السلطات الايرانية ظنا منه بأن ذلك الرهان الصحيح و الامثل، لکن وکما ثبتت الاحداث و التطورات لحد الان عکس ذلك تماما، لکن لامناص من التأکيد بأن الذي راهن عليه الحسيني هو بئس الرهان.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع