الهروب من عـــالم البشــر

 جابر جعفر الخطاب

( الهروب  من عـــالم البشــر )
 
فـي ظـلال الـنخـيــل والــوديـــان ِ
رحت أرجو بين الغصون مكاني
إنــمـا هــذه الـطـبـيــعــة أقــــوام
مــن نــرجــس ومــن ريــحــــان ِ
هــي أهــلـي إذا فــقــدت عـشيراً
ومــلاذي مــن قــســوة الأزمــان
صــلــة الود في الطـبـيعة أسمى
مــن صــلات فــي عـالم الإنسان ِ
هـذه الـنـخـلــة الــكــريــمــــة أم ٌ
فــرشــت ظــلــهــا عــلـى الرمان
تــحـضـن الزهـرة الصبية أخرى
كــاحـتـضــان الــنــسـيـم للأفـنان ِ
ويـلـوذ الـغــصن الصـبـي  بغـصن
ضـمــه فـي مـــودة واحــتـضــان
وشذى الياسمين يعبق في الصبح
فـيــذكــي مــشــاعــر الإيــمـــان
عـالــم كــالـندى نــقــاءا وطـهـرا
لـم تــشــبــه الـحــيــاة بــالأدران
كـل شـيء يسبح الله في الصمتِ
جلالا فـــــي الــســـر والإعــلان
وصـلاة الـغـصــون فـيها خشوع
وأمـتــثــال فــي طــاعـة الرحمن
مـنـزلي من عـرائش الكرم يبنى
وطـيـور عـلــى الــربـى جـيـراني
الـشـجــيــرات فـاتــنــات أطــلـت
فـي صــبــاح مـمـوسق  كالحسان
وعــلى صـفـحـة الميــاه سـطـور
نـمـقـتـهـا أنـامــل الأغصان ِ
*********
صـلــة الـود غــادرت مـحـتـواها
واحـتـوت جـمـعـنا صلات اللسان ِ
ودمـاء تــنــافــرت فـي عـــروق
ونـفــوس نــامـت عـلى الاضغان
يـقــطـع الـبـعض جذره ثم ينسى
انـــه دون أهــلــه لــلــــهـــــوان
هــم جــنـاحـاه إن تــخــلـى بـكبر
لـيس يقـوى يـوما عـلى الطيران
مـن رأى فـي الوداد نقـصا لشأن
إنــمـا فــيــه آفــة الــنـــقـــصـان ِ
*********
فـاسكبي اللحن يا طيور الروابي
ودعـيـنــي مــع الطــبــيـعة هاني
لا تــثــيـري مـن الفـؤاد شجونــا
فــي فــؤادي ضــراوة الــبـركـان
واســمـحي لي بان أغـادر يومي
وطقوسا مـزورات الــمـــعــانــي
والــى الروض انـتمي حـيث أني
فــي رحــاب الصـبا وجدت كياني
مـن سمات الغصون يشتق لوني
وعــلـــى ربــوة الشـذى عنواني
14/ 2/   1999
 
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

468 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع