رائعة نزار قباني (بغداد)

د.رعد العنبكي



رائعة نزار قباني (بغداد)

مُدّي بساطي وأملئ اكوابي
وَانسي العِتابَ فقد نَسيتُ عتابي
عيناكِ يابغداد منذُ طفولَتي
شَمسانِ نائمتان في أهدأبي
لا تُنكري وجهي فأنت حبيبتي
وَورود مائدَتي وكأسُ شرابي
يغداد جئتُك كالسفينةِ مُتعباً
اُخفي جراحاتي وراءَ ثيابي
ورميت راسي فوق صدرِ أميرتي
وتلاقت الشفَتان بعدَ غيابِ
أنا ذلك البحارُ يُتفقُ عمرَهُ
في البحث عن حبٍ وعن أحبابِ
***
بفداد عشت الحسن في الوانهِ
لكن حُسنكِ لم يكن بحسابي
ماذا سأكتبُ عنكِ يافيروزتي
فَهواك لا يكفيه الفُ كتابِ
يغتالني شعري فكلُّ قصيدةٍ
تمتصُّني , تمتصُّ زيت شبابي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ من دمي
وينامُ في لحمي وفي أعصابي
***
بغداد طِرتٌ على حريرِ عباءةٍ
وعلى ضفائرِ زينبٍ وربابِ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصدُ عشّهُ
والفجرُ عرسُ مآذنٍ وقبابِ
حتى رأيتكِ قطعةٌ من جوهرٍ
ترتاحُ بين النخلِ والاعنابِ
حيثُ التفتُ ارى ملامحَ موطني
وأشمُ في هذا التراب ترابي
لم أغترب ابدً فكلُّ سَحابةٍ
بيضاءُ فيها كبرياءُ سَحابي
إن النجومَ الساكناتِ هضابَكمُ
ذاتُ النجومَ الساكناتِ هضابي
***
بغداد ياهزجَ الخلاخلِ والحلى
يامخزن الاضواءِ والاطيابِ
لا تظلمي وترَ الربابةِ في يدي
فالشوق اكبرُ من يدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلو كُنتِ حبيبتي
وحبيبتي تَبقينَ بعدَ ذهابي
***
8-3-1962
نزار قباني

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

878 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع