ومضات موازنة ٢٠١٧

                           

                                     عصام العبيدي

رغم مضي اشهر طويلة في مناقشة موازنة 2017 فانها أثمرت اخيرا عن اجهاض ماتبقى من حلم عراقي …فقد امتلات فقراتها المخيبة للامال  بكل مايزيد من معاناة المواطن اليومية وسلب كل طموحاته والتمادي كثيرا في تقليص مستحقاته ففرضت الزيادات في خدمة الاتصالات والانترنيت والسياحة وخصم النسب من الرواتب البائسة حتى للمتقاعد الذي لايكفيه راتبة لاسبوعين فقط …

وتناست عن عمد واصرار طوابير الوظائف الوهمية والمناصب الفضائية التي تعج بها الرئاسات الثلاثة  والبرلمان الخاوي والمؤسسات الخرافية التي لم نجد لها مثيل في بلادالله والالاف من الحمايات الوهمية للمسؤولين في كافة المناصب وصرفيات نثرياتهم الخيالية وجولات سياسيينا المكوكية التي لم تثمر عن شيء في اصقاع المعمورة وبوفود رهيبة ومستحقات فظيعة…أما كان الاجدر ببرلماننا الفاسد ان يعمل صولات لاجتثاث هذه البؤر الفاسدة المعششة في جسد الدولة الهزيل بدلا من ان يلقي غضبه على لقمة المواطن البسيط وعيشته الضنكة…اما كان الاجدر به ان يعمل على اصلاح بعض بنود دستورنا المضطرب الملغم بالعبوات والاخطاء وان يدخل اعضائه دورات لفهم نصوص الدستور قبل ان يقدموا مقترحاتهم العاثرة التي تتناقض مع نصوص دستورهم الذي وضعوه…أما كان الاجدر ان يضعوا حدا للهدر في اموال الدولة المتعبة ويوقفوا صرف المنح والهبات والعطايا والاراضي  والرواتب لطوابير كبيرة من السجناء السياسيين الوهميين المزورين واسرى رفحاء و..و…والاسئلة تطول دون جدوى .
 مجالس المحافظات
لانعرف سببا وجيها للابقاء على مجالس المحافظات  فهي لم تقدم شيئا يذكر سوى الصرف المجنون والهدر الغير مبررللمال العام….  والالاف من الموظفين ومثلهم من المتعاقدين والحمايات والسيارات الفارهة  واستغلال موارد الدولة …ناهيك عن الطوابير الكبيرة من اعضائه الذين احيلوا للتقاعد وبخدمة اشهر معدودات ليتلقى راتبا تقاعديا خياليا يعادل رواتب خمسة موظفين افنوا عمرهم في خدمة الوطن  والمواطنة..
 
مجالس المحافظات …حلقة زائدة في جسد الدولة اوجدها المتنفذون لتقاسم السلطة بين الاحزاب المتنفذة وليشكلوا منها موطئ قدم لاستغلال النفوذ والكسب غير المشروع والاستحواذ على الغنائم والحصص…لم نجد عندهم سوى منح العطل بمناسبة او اخرى وتغيير المدراء الذين تتعارض سياساتهم مع منهج اعضاء المجلس ومناقشة تسعير الامبيرية وماعدا ذلك فهو سراب ليس الا”؟
 
الحشد الشعبي والدخول في نظام المحاصصة
حشدنا الشعبي المقدس الذي لولاه لكان العراق في خبر كان ولعاث فيه الدواعش كيفما يشاؤون ولكان معظم قادة  العراق وساسته في اخر الزمان لجئوا الى سفارات البلد الذي منحهم الجنسية الثانية والذين  يصرون على عدم التنازل عنها رغم معارضتها لاحد بنود دستورهم …فكان الحشد هو المدافع عن حياض الوطن واعاد لقطعات الجيش النظامي روح العسكرية الحقة وبعض هيبته التي فقدها لصالح الدواعش..وببطولات الحشد والجيش والتضحيات الجسام وقوافل الشهداء (عنوان نصر العراق ) اعيدت الارض واستردت الكرامة المهانة  وبقي الاعداء والمتربصون يحسبون لنا الف حساب..فهم عبق الارض وعنوان البطولة والرمز فوق كل الرموز والمسميات…فكيف تريدون يامن باع الارض والعرض وهتك المحرم والمستور ان تشاركوا الابطال والشهداء والجرحى بنتاج ثمرهم الجهادي وان تتحاصصوا مع من ستر عرضكم وصان شرفكم ؟…هي خطوط حمراء لايمكن تجاوزها او القبول بها مطلقا …فقانون الحشد يجب ان لايقبل في صفوفه من كان بالامس داعشيا او سهل لداعش او بايع داعش من اجل ان يبقى حشدنا في عيوننا مقدسا

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

848 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع