حكاية جدتي ... الخمر بين الامس واليوم .

                                                     

                           بدري نوئيل يوسف

يا نادل العنب المعتق أخبرنى عن حكايات السكارى ، ماذا سيعملون بدون الزحلاوي، فهم يحكون لك كل شيء وأنت غريب عنهم، رحم الله جدتي لم تحدثني يوما عن الخمور، ولا اعرف مَن أسال بعد قرار البرلمان العراقي بمنع بيع وصناعة الخمور، فأنت اهلا بمن يحدثني عن الخمور بين الامس واليوم اقصد بعد قرار المنع ، قال لي نادل العنب المعتق: شاعر مجهول يتغنى متحسرا على بطل العرق الزحلاوي بقصيدة يهديها للمشرعين، ولكن قبل ان تسمع القصيدة احدثك عن السكارى قبل قرار المنع.

يقال أن شاب كل ما يرجع للبيت وهو سكران يقف امام المرآة ويحدث نفسه قائلا: آه أنا كبرت وأصبح شعري ابيض. وفي احد الايام يدخل عليه والده بالصدفة ويقف خلفه  وبسمع ما يقول، فأجابه والده كم مرة قلت لك لا تقف امام صورة جدتك وتعتقد أنها صورتك .
وهذه الحكاية عن الحجاج: في إحدى الليالي أحضر رجال الشرطة للحجاج بن يوسف الثقفي ثلاثة شباب سكارى، فنظر الحجاج إليهم متعجبا فوجدهم يختلفون عمن سبقهم من العصاة والسكارى إذ إنهم كانوا ذوي لباس أنيق حسن، وتبدو عليهم آثار العز والكرم والأصل الطيب والنعمة والأدب.
سأل الحجاج الشاب الأول: من أنت؟ وابن من أنت؟ أجاب: أنا أبن من دانت الرقاب له ما بين مخزومها وهاشمها تأتيه بالرغم وهي صاغرة يأخذ من مالها ومن دمها، فقال الحجاج للشرطة: اتركوه حتى الصباح، ربما يكون أحد أقارب الخليفة.
سأل للثاني: من أنت؟ ومن أبوك؟ أجاب: أنا ابن الذي لا تنزل النار قدره، وإن نزلت يوماً فسوف تعود ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره، فمنهم وقوف حولها وقعود فقال الحجاج لرجال الحرس: اتركوه حتى الصباح ربما يكون من أقارب حاتم الطائي أشهر كرماء العرب الأقدمين.
ثم نادى الثالث وسأله: من أنت؟  أجاب: أنا ابن الذي خاض الصفوف بسيفه وعالجها بالحزم حتى استحلت يروح ويغدو ناشراً لعجاجها وإن ما بدا خلف الصفوف تولت، فقال الحجاج للشرطة: اتركوا هؤلاء الثلاثة. ثم أحضروهم لي في الصباح لنرى ما في أمرهم، وفي الصباح صحا السكارى وعاد إليهم رشدهم، ولما مثلوا أمام الحجاج قال للأول: من أنت؟ فقال: إن أبي حجام، والحلاق يأخذ من مال الناس ومن دمهم، أما الثاني فقال: إن أبي صاحب مطبخ ومطعم، والناس حوله قيام وقعود،أما الثالث فقال: أبي صاحب محل للغزل والنسيج، يرتب خيوط القطن ويصففها وينظمها.
 فضحك الحجاج ضحكة عالية وعرف أنّ هؤلاء الشباب قد أنقذهم أدبهم من القتل، فنظر إلى الحراس وقال لهم: كن ابن من شئت واكتسب أدباً يغنيك محموده عن النسب، إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي.
اسمع يا صديقي هذه القصيدة التي أهديها للمشرعين البرلمانين .
يلأسمك على لسان كل أهل الكهاوي
وحديثك يرويه كل قاص وكل راوي
المنصوب على الميز يا بطل زحلاوي
والكعدة وياك تحلا بزلاطة ومشاوي
كل مصّة منّك الف تعادل وتساوي
وتنسّى الواحد شجان بفكرة ناوي
وتحلا بيك أم كلثوم وعود مكّاوي
والموشاعر تلكى رصافيى لو زهاوي
يا ملهم السياب وحب كل بصراوي
خلّلى عصيرك جرك زهدي لوخستاوي
وشربك السحر كللّه يجرح ويداوي
ومن جوّه راسك المشاكل والبلاوي
يشهد ابو نواس والنهضة والعلاوي
يا حبيب المشخاب والدليمى وراوي
وكلدانى اشورى يزيدى والمنداوي
غدار ما تتأمّن يا بطل الزحلاوي
بأول ربع المحترف يرجع يصير هاوي
وبالنص السبع بيهم ينكلب واوي
مكرود تصدر بحقك بيانات وفتاوي
الشيعى يمنعك ويكتب ضدّك شكاوي
والسنّى يحرمك ويلطشك بألسكتاوي
ويدفعون بيك لو ما عدهم كراوي
بس العيب البيك ويّه الكل تخاوي
هذا طبعك ودومك مزهي يا غاوي
ويزهى بيك التتن ولفّه السبعاوي
ودومك تضل فخر يا بطل الزحلاوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

954 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع